حديثُ عائشةَ وقصةُ فدكَ للشيخ عثمان الخميس

المقدمة

قالَ الإمامُ البُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الله قال : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صل الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ الله صل الله عليه وسلم مَاتَ ... وَاجْتَمَعَتِ الأَنْصَارُ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ في (سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ) فَقَالُوا : مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ فذهَبَ إِلَيْهِمْ أبو بَكْرٍ وعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وأبو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فَذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ فَأَسْكَتَهُ أبو بَكْرٍ وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ : واللهِ مَا أَرَدْتُ بذلك إِلا أَنِّي قَدْ هَيَّأْتُ كَلامًا قَدْ أَعْجَبَنِي خَشِيتُ أَنْ لا يَبْلُغَهُ أبو بَكْرٍ ثُمَّ تَكَلَّمَ أبو بَكْرٍ فَتَكَلَّمَ أَبْلَغَ النَّاسِ فقالَ في كَلامِهِ : نَحْنُ الأُمَرَاءُ وَأَنْتُمُ الْوُزَرَاءُ فقالَ حُبَابُ بْنُ المُنْذِرِ : لا واللهِ لا نَفْعَلُ مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ فقالَ أبو بَكْرٍ : لا ولَكِنَّا الأُمَرَاءُ وَأَنْتُمُ الْوُزَرَاءُ هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ دَارًا وَأَعْرَبُهُمْ أَحْسَابًا فَبَايِعُوا عُمَرَ أَوْ أَبَا عُبَيْدَةَ فقالَ عُمَرُ : بَلْ نُبَايِعُكَ أَنْتَ فَأَنْتَ سَيِّدُنَا وَخَيْرُنَا وَأَحَبُّنَا إِلَى رَسُولِ الله صل الله عليه وسلم فَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَبَايَعَهُ وَبَايَعَهُ النَّاسُ فقالَ قَائِلٌ : قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فقالَ عُمَرُ : قَتَلَهُ اللهُ { 3667 }


لما وقعت حادثة السَّقِيفَة وتمت البَيْعَة لأبي بكر وكانت كما قالَ عُمَر : فلتة بمعنى أنه لَـمْ يُحَضَّر لها أخذ عَلِيُّ بنُ أبي طَالِبٍ في نفسه كيف أنه لَـمْ يشترك في الشورى أو أنه كانَ يرى أنه أحق بالأمر هذان احتمالان :



الأول : أنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طَالِبٍ كانَ يرى أنه أحق بالأمر من أبي بَكْرٍ الصِّدِّيق
الثاني : أنه يرى وجوب حضوره الشورى

وكذا ورد أن فاطمة منعت من ميراثها من رسول الله بعد وفاته وأنها بناء على ذلك غضبت فهجرت أبا بكر حتى توفيت
ومن خلال دراستنا لحديث عائشة الوارد في هذا الباب نحاول أن نصل إلى الصحيح في هذا الموضوع
تخريج حديث عائشة مع ذكر طرقه مفصلة
رواه الزهري عن عروة عنها ورواه عن الزهري ستة هم :
شعيب / صالح / عقيل / معمر / الوليد بن محمد / عبد الرحمن بن خالد بن مسافر
وفيه ستة مباحث :

المبحث الأول :
رواية شعيب عن الزهري :

قال البخاري : حدثنا أبو الْيَمَانِ أخبرنا شُعَيْبٌ عن الزُّهْرِيِّ قال حدثني عُرْوَةُ بن الزُّبَيْرِ عن عَائِشَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ عليها السَّلام أَرْسَلَتْ إلى أبي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا من النبي صل الله عليه وسلم مما أَفَاءَ الله على رَسُولِهِ صل الله عليه وسلم تَطْلُبُ صَدَقَةَ النبي صل الله عليه وسلم التي بِالْمَدِينَةِ وَفَدَكٍ وما بَقِيَ من خُمُسِ خَيْبَرَ فقال أبو بَكْرٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صل الله عليه وسلم قال لا نُورَثُ ما تَرَكْنَا فَهُوَ صَدَقَةٌ إنما يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ من هذا الْمَالِ يَعْنِي مَالَ اللَّهِ ليس لهم أَنْ يَزِيدُوا على الْمَأْكَلِ وَإِنِّي والله لَا أُغَيِّرُ شيئا من صَدَقَاتِ النبي صل الله عليه وسلم التي كانت عليها في عَهْدِ النبي صل الله عليه وسلم وَلأَعْمَلَنَّ فيها بِمَا عَمِلَ فيها رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم فَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ ثُمَّ قال إِنَّا قد عَرَفْنَا يا أَبَا بَكْرٍ فَضِيلَتَكَ وَذَكَرَ قَرَابَتَهُمْ من رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم وَحَقَّهُمْ فَتَكَلَّمَ أبو بَكْرٍ فقال وَالَّذِي نَفْسِي بيده لَقَرَابَةُ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم أَحَبُّ إلي أَنْ أَصِلَ من قَرَابَتِي

أخرجه البخاري { 3711 }
وابن الجارود { 1/276 } قال : حدثنا محمد بن عوف الطائي
والبيهقي { 6/ 300 } من طريق عثمان بن سعيد الدارمي
كلاهما { محمد بن عوف وعثمان بن سعيد } عن أبي اليمان به
والنسائي في الكبرى { 4443 } وفي المجتبى { 7 / 132 } من طريق أبي إسحق الفزاري
وابن حبان { 4823 } وابن الجارود { 1/276 } من طريق عثمان بن سعيد الحمصي
وابن الجارود { 1/276 } من طريق بشر بن شعيب
ثلاثتهم { الفزاري وعثمان بن سعيد وبشر بن شعيب } عن شعيب به

رواية البيهقي :

أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر محمد بن محمد الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال قلت لأبي اليمان أخبرك شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال حدثني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله صل الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر رضي الله عنه تسأله ميراثها من رسول الله صل الله عليه وسلم مما أفاء الله على رسوله صل الله عليه وسلم وفاطمة حينئذ تطلب صدقة النبي صل الله عليه وسلم التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر قالت عائشة رضي الله عنها فقال أبو بكر رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال يعني مال الله ليس لهم أن يزيدوا على المأكل وإني والله لا أغير صدقات النبي صل الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليه في عهد النبي صل الله عليه وسلم ولأعملن فيها بما عمل رسول الله صل الله عليه وسلم فيها فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر رضي الله عنهما من ذلك فقال أبو بكر لعلي رضي الله عنهما والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صل الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي فأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الصدقات فإني لا آلو فيها عن الخير وإني لم أكن لأترك فيها أمرا رأيت رسول الله صل الله عليه وسلم يصنعه فيها إلا صنعته رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان

رواية النسائي في الكبرى :

أنبأ عمرو بن يحيى بن الحارث قال حدثنا محبوب قال أنبأ أبو إسحاق عن شعيب بن حمزة عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة أن فاطمة أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي صل الله عليه وسلم من صدقته ومما ترك ومن خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله صل الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة

رواية النسائي في المجتبى :

أخبرنا عَمْرُو بن يحيى بن الحرث قال حدثنا مَحْبُوبٌ يَعْنِي بن مُوسَى قال أَنْبَأَنَا أبو إسحاق هو الْفَزَارِيُّ عن شُعَيْبِ بن أبي حَمْزَةَ عن الزُّهْرِيِّ عن عُرْوَةَ بن الزُّبَيْرِ عن عَائِشَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ أَرْسَلَتْ إلى أبي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا من النبي صل الله عليه وسلم من صَدَقَتِهِ وَمِمَّا تَرَكَ من خُمُسِ خَيْبَرَ قال أبو بَكْرٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صل الله عليه وسلم قال لا نُورَث

رواية ابن حبان :


أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْكَلاعِيُّ بِحِمْصَ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صل الله عليه وسلم أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صل الله عليه وسلم فِيمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَفَاطِمَةُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا حِينَئِذٍ تَطْلُبُ صَدَقَةَ رَسُولِ اللَّهِ صل الله عليه وسلم الَّتِي بِالْمَدِينَةِ وَفَدَكَ وَمَا بَقِيَ مِنْ خُمْسِ خَيْبَر قَالَتْ عَائِشَةُ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صل الله عليه وسلم قَالَ لا نُوَرَّثُ مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَزِيدُوا عَلَى الْمَأْكَلِ وَإِنِّي وَاللَّهِ لا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صل الله عليه وسلم عَنْ حَالِهَا الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهَا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صل الله عليه وسلم وَلأَعْمَلَنَّ فِيهَا بِمَا عَمِلَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم فَأَبَى أَبُو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إِلَى فَاطِمَةَ مِنْهَا شَيْئًا فَوَجَدَتْ فَاطِمَةُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ مِنْ ذَلِكَ فَهَجَرَتْهُ فَلَمْ تُكَلِّمْهُ حَتَّى تُوُفِّيَتْ وَعَاشَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صل الله عليه وسلم سِتَّةَ أَشْهُرٍ فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ دَفَنَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ لَيْلا وَلَمْ يُؤْذِنْ بِهَا أَبَا بَكْرٍ فَصَلَّى عَلَيْهَا عَلِيٌّ وَكَانَ لِعَلِيٍّ مِنَ النَّاسِ وَجْهٌ حَيَاةَ فَاطِمَةَ فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ فَاطِمَةُ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا انْصَرَفَتْ وجُوهُ النَّاسِ عَنْ عَلِيٍّ حَتَّى أَنْكَرَهُمْ فَضَرَعَ عَلِيٌّ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى مُصَالَحَةِ أَبِي بَكْرٍ وَمُبَايَعَتِهِ وَلَمْ يَكُنْ بَايَعَ تِلْكَ الأَشْهُرَ فَأَرْسَلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنِ ائْتِنَا وَلا يَأْتِنَا مَعَكَ أَحَدٌ وَكَرِهَ عَلِيٌّ أَنْ يَشْهَدَهُمَ عُمَرُ لِمَا يَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ عُمَرَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ وَاللَّهِ لا تَدْخُلُ عَلَيْهِمْ وَحْدَكَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَمَا عَسَى أَنْ يَفْعَلُوا بِي وَاللَّهِ لآتِيَنَّهُمْ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ ثُمَّ قَالَ إِنَّا قَدْ عَرَفْنَا يَا أَبَا بَكْرٍ فَضِيلَتَكَ وَمَا أَعْطَاكَ اللَّهُ وَإِنَّا لَمْ نَنْفَسْ عَلَيْكَ خَيْرًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَكِنَّكَ اسْتَبْدَدْتَ عَلَيْنَا بِالأَمْرِ وَكُنَّا نَرَى لَنَا حَقًّا وَذَكَرَ قَرَابَتَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صل الله عليه وسلم وَحَقَّهُمْ فَلَمْ يَزَلْ يَتَكَلَّمُ حَتَّى فَاضَتْ عَيْنَا أَبِي بَكْرٍ فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ


رواية ابن الجارود :



حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ وَأَبُو الْيَمَانِ وَبِشْرُ بْنُ شُعَيْبٍ قَالُوا حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَخْبَرَتْهُ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صل الله عليه وسلم أَرْسَلَتْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صل الله عليه وسلم فِي مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَفَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حِينَئِذٍ تَطْلُبُ صَدَقَةَ رَسُولِ اللهِ صل الله عليه وسلم الَّتِي بِالْمَدِينَةِ وَفَدَكٍ وَمَا بَقِيَ مِنْ خُمُسِ خَيبرَ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صل الله عليه وسلم قَالَ لا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ هَذَا الْمَالِ يَعْنِي مَالَ اللهِ لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَزِيدُوا الْمَأْكَلَ وَإِنِّي وَاللَّهِ لا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ صَدَقَاتِ رَسُولِ اللهِ صل الله عليه وسلم عَنْ حَالِهَا الَّتِي كَانَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صل الله عليه وسلم وَلأَعْمَلَنَّ فِيهَا بِمِثْلِ مَا عَمِلَ فِيهَا رَسُولُ اللهِ صل الله عليه وسلم { 1/276 المنتقى}

المبحث الثاني :
رواية صالح عن الزهري :

قال البخاري : حدثنا عبد الْعَزِيزِ بن عبد اللَّهِ حدثنا إِبْرَاهِيمُ بن سَعْدٍ عن صَالِحٍ عن بن شِهَابٍ قال أخبرني عُرْوَةُ بن الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها أَخْبَرَتْهُ أَنَّ فَاطِمَةَ عليها السَّلام ابْنَةَ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم سَأَلَتْ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ بَعْدَ وَفَاةِ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم أَنْ يَقْسِمَ لها مِيرَاثَهَا ما تَرَكَ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم مِمَّا أَفَاءَ الله عليه فقال أبو بَكْرٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صل الله عليه وسلم قال لا نُورَثُ ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ فَغَضِبَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم فَهَجَرَتْ أَبَا بَكْرٍ فلم تَزَلْ مُهَاجِرَتَهُ حتى تُوُفِّيَتْ وَعَاشَتْ بَعْدَ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم سِتَّةَ أَشْهُرٍ قالت وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَسْأَلُ أَبَا بَكْرٍ نَصِيبَهَا مِمَّا تَرَكَ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم من خَيْبَرَ وَفَدَكٍ وَصَدَقَتَهُ بِالْمَدِينَةِ فَأَبَى أبو بَكْرٍ عليها ذلك وقال لَسْتُ تَارِكًا شيئا كان رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم يَعْمَلُ بِهِ إلا عَمِلْتُ بِهِ فَإِنِّي أَخْشَى إن تَرَكْتُ شيئا من أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ فَأَمَّا صَدَقَتُهُ بِالْمَدِينَةِ فَدَفَعَهَا عُمَرُ إلى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ وَأَمَّا خَيْبَرُ وَفَدَكٌ فَأَمْسَكَهَا عُمَرُ وقال هُمَا صَدَقَةُ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم كَانَتَا لِحُقُوقِهِ التي تَعْرُوهُ وَنَوَائِبِهِ وَأَمْرُهُمَا إلى من وَلِيَ الأَمْرَ قال فَهُمَا على ذلك إلى الْيَوْمِ

أخرجه البخاري { 3092 }
وأخرجه مسلم { 1759 } وأبو داود { 2970 } من طريق يعقوب بن إبراهيم
والبيهقي { 6 / 300 } من طريق عبد العزيز الأويسي
كلاهما { يعقوب والأويسي } عن إبراهيم بن سعد به


رواية مسلم :


وحدثنا بن نُمَيْرٍ حدثنا يَعْقُوبُ بن إبراهيم حدثنا أبي ح وحدثنا زُهَيْرُ بن حَرْبٍ وَالْحَسَنُ بن عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ قالا حدثنا يَعْقُوبُ وهو بن إبراهيم حدثنا أبي عن صَالِحٍ عن بن شِهَابٍ أخبرني عُرْوَةُ بن الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النبي صل الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم سَأَلَتْ أَبَا بَكْرٍ بَعْدَ وَفَاةِ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم أَنْ يَقْسِمَ لها مِيرَاثَهَا مِمَّا تَرَكَ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم مِمَّا أَفَاءَ الله عليه فقال لها أبو بَكْرٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صل الله عليه وسلم قال لَا نُورَثُ ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ قال وَعَاشَتْ بَعْدَ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَكَانَتْ فَاطِمَةُ تَسْأَلُ أَبَا بَكْرٍ نَصِيبَهَا مِمَّا تَرَكَ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم من خَيْبَرَ وَفَدَكٍ وَصَدَقَتِهِ بِالْمَدِينَةِ فَأَبَى أبو بَكْرٍ عليها ذلك وقال لَسْتُ تَارِكًا شيئا كان رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم يَعْمَلُ بِهِ إلا عَمِلْتُ بِهِ إني أَخْشَى إن تَرَكْتُ شيئا من أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ فَأَمَّا صَدَقَتُهُ بِالْمَدِينَةِ فَدَفَعَهَا عُمَرُ إلى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ فَغَلَبَهُ عليها عَلِيٌّ وَأَمَّا خَيْبَرُ وَفَدَكُ فَأَمْسَكَهُمَا عُمَرُ وقال هُمَا صَدَقَةُ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم كَانَتَا لِحُقُوقِهِ التي تَعْرُوهُ وَنَوَائِبِهِ وَأَمْرُهُمَا إلى من وَلِيَ الأَمْرَ قال فَهُمَا على ذلك إلى الْيَوْمِ



رواية أبي داود :
حدثنا حَجَّاجُ بن أبي يَعْقُوبَ ثنا يَعْقُوبُ بن إبراهيم بن سَعْدٍ ثنا أبي عن صَالِحٍ عن بن شِهَابٍ قال أخبرني عُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَخْبَرَتْهُ بهذا الحديث قال فيه فَأَبَى أبو بَكْرٍ رضي الله عنه عليها ذلك وقال لَسْتُ تَارِكًا شيئا كان رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم يَعْمَلُ بِهِ إلا عَمِلْتُ بِهِ إني أَخْشَى إن تَرَكْتُ شيئا من أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ فَأَمَّا صَدَقَتُهُ بِالْمَدِينَةِ فَدَفَعَهَا عُمَرُ إلى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ رضي الله عنهم فَغَلَبَهُ عَلِيٌّ عليها وَأَمَّا خَيْبَرُ وَفَدَكُ فَأَمْسَكَهُمَا عُمَرُ وقال هُمَا صَدَقَةُ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم كَانَتَا لِحُقُوقِهِ التي تَعْرُوهُ وَنَوَائِبِهِ وَأَمْرُهُمَا إلى من وَلِيَ الأَمْرَ قال فَهُمَا على ذلك إلى الْيَوْمِ

رواية البيهقي :
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان ثنا محمد بن إسماعيل السلمي ثنا عبد العزيز الأويسي حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله صل الله عليه وسلم سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله صل الله عليه وسلم أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله صل الله عليه وسلم مما أفاء الله فقال لها أبو بكر رضي الله عنه إن رسول الله صل الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة فغضبت فاطمة رضي الله عنها فهجرت أبا بكر رضي الله عنه فلم تزل مهاجرة له حتى توفيت وعاشت بعد وفاة رسول الله صل الله عليه وسلم ستة أشهر قال فكانت فاطمة رضي الله عنها تسأل أبا بكر رضي الله عنه نصيبها مما ترك رسول الله صل الله عليه وسلم من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة فأبى أبو بكر رضي الله عنه عليها ذلك قال لست تاركا شيئا كان رسول الله صل الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت فإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي والعباس فغلب علي عليها وأما خيبر وفدك فأمسكهما عمر وقال هما صدقة رسول الله صل الله عليه وسلم كانت لحقوقه التي تعروه ونوائبه وأمرهما إلى ولي الأمر فهما على ذلك إلى اليوم رواه البخاري في الصحيح عن عبد العزيز الأويسي وأخرجه مسلم من وجه آخر عن إبراهيم بن سعد

المبحث الثالث :

رواية عبد الرحمن بن خالد عن الزهري :

قال الطحاوي : حدثنا فَهْدٌ قال ثنا عبد اللَّهِ بن صَالِحٍ قال حدثني اللَّيْثُ قال حدثني عبد الرحمن بن خَالِدِ بن مُسَافِرٍ عن بن شِهَابٍ عن عُرْوَةَ بن الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَخْبَرَتْهُ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم أَرْسَلَتْ الى أبى بَكْرٍ رضي الله عنه تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا من رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم فِيمَا أَفَاءَ اللَّهُ على رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم وَفَاطِمَةُ حِينَئِذٍ تَطْلُبُ صَدَقَةَ رسول الله فقال أبو بَكْرٍ رضي الله عنه إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صل الله عليه وسلم قال إنَّا لاَ نُورَثُ ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ إنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ في هذا الْمَالِ وإني وَاَللَّهِ لاَ أُغَيِّرُ شيئا من صَدَقَةِ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم عن حَالِهَا التي كانت عليه في عَهْدِ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم ولأعملن في ذلك بِمَا عَمِلَ فيها رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم

{ 2/4 شرح معاني الآثار }



المبحث الرابع :

رواية عقيل عن الزهري :
قال البخاري : حدثنا يحيى بن بُكَيْرٍ حدثنا اللَّيْثُ عن عُقَيْلٍ عن بن شِهَابٍ عن عُرْوَةَ عن عَائِشَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ عليها السَّلَام بِنْتَ النبي صل الله عليه وسلم أَرْسَلَتْ إلى أبي بَكْرٍ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا من رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم مِمَّا أَفَاءَ الله عليه بِالْمَدِينَةِ وَفَدَكٍ وما بَقِيَ من خُمُسِ خَيْبَرَ فقال أبو بَكْرٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صل الله عليه وسلم قال لَا نُورَثُ ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ إنما يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ صل الله عليه وسلم في هذا الْمَالِ وَإِنِّي والله لَا أُغَيِّرُ شيئا من صَدَقَةِ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم عن حَالِهَا التي كانت عليها في عَهْدِ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم وَلَأَعْمَلَنَّ فيها بِمَا عَمِلَ بِهِ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم فَأَبَى أبو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إلى فَاطِمَةَ منها شيئا فَوَجَدَتْ فَاطِمَةُ على أبي بَكْرٍ في ذلك فَهَجَرَتْهُ فلم تُكَلِّمْهُ حتى تُوُفِّيَتْ وَعَاشَتْ بَعْدَ النبي صل الله عليه وسلم سِتَّةَ أَشْهُرٍ فلما تُوُفِّيَتْ دَفَنَهَا زَوْجُهَا عَلِيٌّ لَيْلًا ولم يُؤْذِنْ بها أَبَا بَكْرٍ وَصَلَّى عليها وكان لِعَلِيٍّ من الناس وَجْهٌ حَيَاةَ فَاطِمَةَ فلما تُوُفِّيَتْ اسْتَنْكَرَ عَلِيٌّ وُجُوهَ الناس فَالْتَمَسَ مُصَالَحَةَ أبي بَكْرٍ وَمُبَايَعَتَهُ ولم يَكُنْ يُبَايِعُ تِلْكَ الأَشْهُرَ فَأَرْسَلَ إلى أبي بَكْرٍ أَنْ ائْتِنَا ولا يَأْتِنَا أَحَدٌ مَعَكَ كَرَاهِيَةً لِمَحْضَرِ عُمَرَ فقال عُمَرُ لا والله لا تَدْخُلُ عليهم وَحْدَكَ فقال أبو بَكْرٍ وما عَسَيْتَهُمْ أَنْ يَفْعَلُوا بِي والله لآتِيَنَّهُمْ فَدَخَلَ عليهم أبو بَكْرٍ فَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ فقال إِنَّا قد عَرَفْنَا فَضْلَكَ وما أَعْطَاكَ الله ولم نَنْفَسْ عَلَيْكَ خَيْرًا سَاقَهُ الله إِلَيْكَ وَلَكِنَّكَ اسْتَبْدَدْتَ عَلَيْنَا بِالأمْرِ وَكُنَّا نَرَى لِقَرَابَتِنَا من رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم نَصِيبًا حتى فَاضَتْ عَيْنَا أبي بَكْرٍ فلما تَكَلَّمَ أبو بَكْرٍ قال وَالَّذِي نَفْسِي بيده لَقَرَابَةُ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم أَحَبُّ إلي أَنْ أَصِلَ من قَرَابَتِي وَأَمَّا الذي شَجَرَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ من هذه الأَمْوَالِ فلم آلُ فيها عن الْخَيْرِ ولم أَتْرُكْ أَمْرًا رأيت رَسُولَ اللَّهِ صل الله عليه وسلم يَصْنَعُهُ فيها إلا صَنَعْتُهُ فقال عَلِيٌّ لأَبِي بَكْرٍ مَوْعِدُكَ الْعَشِيَّةَ لِلْبَيْعَةِ فلما صلى أبو بَكْرٍ الظُّهْرَ رَقِيَ على الْمِنْبَرِ فَتَشَهَّدَ وَذَكَرَ شَأْنَ عَلِيٍّ وَتَخَلُّفَهُ عن الْبَيْعَةِ وَعُذْرَهُ بِالَّذِي اعْتَذَرَ إليه ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَتَشَهَّدَ عَلِيٌّ فَعَظَّمَ حَقَّ أبي بَكْرٍ وَحَدَّثَ أَنَّهُ لم يَحْمِلْهُ على الذي صَنَعَ نَفَاسَةً على أبي بَكْرٍ ولا إِنْكَارًا لِلَّذِي فَضَّلَهُ الله بِهِ وَلَكِنَّا نَرَى لنا في هذا الْأَمْرِ نَصِيبًا فَاسْتَبَدَّ عَلَيْنَا فَوَجَدْنَا في أَنْفُسِنَا فَسُرَّ بِذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ وَقَالُوا أَصَبْتَ وكان الْمُسْلِمُونَ إلى عَلِيٍّ قَرِيبًا حين رَاجَعَ الأَمْرَ الْمَعْرُوفَ
أخرجه البخاري { 4240 } ومسلم { 1759} وأبو داود { 2968}
والبيهقي { 10 / 142 } من طريق عقيل بن خالد عن الزهري به

رواية مسلم :
حدثني محمد بن رَافِعٍ أخبرنا حُجَيْنٌ حدثنا لَيْثٌ عن عُقَيْلٍ عن بن شِهَابٍ عن عُرْوَةَ بن الزُّبَيْرِ عن عَائِشَةَ أنها أَخْبَرَتْهُ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم أَرْسَلَتْ إلى أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا من رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم مِمَّا أَفَاءَ الله عليه بِالْمَدِينَةِ وَفَدَكٍ وما بَقِيَ من خُمْسِ خَيْبَرَ فقال أبو بَكْرٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صل الله عليه وسلم قال لا نُورَثُ ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ إنما يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ صل الله عليه وسلم في هذا الْمَالِ وَإِنِّي والله لا أُغَيِّرُ شيئا من صَدَقَةِ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم عن حَالِهَا التي كانت عليها في عَهْدِ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم وَلَأَعْمَلَنَّ فيها بِمَا عَمِلَ بِهِ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم فَأَبَى أبو بَكْرٍ أَنْ يَدْفَعَ إلى فَاطِمَةَ شيئا فَوَجَدَتْ فَاطِمَةُ على أبي بَكْرٍ في ذلك قال فَهَجَرَتْهُ فلم تُكَلِّمْهُ حتى تُوُفِّيَتْ وَعَاشَتْ بَعْدَ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم سِتَّةَ أَشْهُرٍ فلما تُوُفِّيَتْ دَفَنَهَا زَوْجُهَا عَلِيُّ بن أبي طَالِبٍ لَيْلًا ولم يُؤْذِنْ بها أَبَا بَكْرٍ وَصَلَّى عليها عَلِيٌّ وكان لِعَلِيٍّ من الناس وِجْهَةٌ حَيَاةَ فَاطِمَةَ فلما تُوُفِّيَتْ اسْتَنْكَرَ عَلِيٌّ وُجُوهَ الناس فَالْتَمَسَ مُصَالَحَةَ أبي بَكْرٍ وَمُبَايَعَتَهُ ولم يَكُنْ بَايَعَ تِلْكَ الأَشْهُرَ فَأَرْسَلَ إلى أبي بَكْرٍ أَنْ ائْتِنَا ولا يَأْتِنَا مَعَكَ أَحَدٌ كَرَاهِيَةَ مَحْضَرِ عُمَرَ بن الْخَطَّابِ فقال عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ والله لا تَدْخُلْ عليهم وَحْدَكَ فقال أبو بَكْرٍ وما عَسَاهُمْ أَنْ يَفْعَلُوا بِي إني والله لآتِيَنَّهُمْ فَدَخَلَ عليهم أبو بَكْرٍ فَتَشَهَّدَ عَلِيُّ بن أبي طَالِبٍ ثُمَّ قال إِنَّا قد عَرَفْنَا يا أَبَا بَكْرٍ فَضِيلَتَكَ وما أَعْطَاكَ الله ولم نَنْفَسْ عَلَيْكَ خَيْرًا سَاقَهُ الله إِلَيْكَ وَلَكِنَّكَ اسْتَبْدَدْتَ عَلَيْنَا بِالْأَمْرِ وَكُنَّا نَحْنُ نَرَى لنا حَقًّا لِقَرَابَتِنَا من رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم فلم يَزَلْ يُكَلِّمُ أَبَا بَكْرٍ حتى فَاضَتْ عَيْنَا أبي بَكْرٍ فلما تَكَلَّمَ أبو بَكْرٍ قال وَالَّذِي نَفْسِي بيده لَقَرَابَةُ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم أَحَبُّ إلي أَنْ أَصِلَ من قَرَابَتِي وَأَمَّا الذي شَجَرَ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ من هذه الأَمْوَالِ فَإِنِّي لم آلُ فيها عن الْحَقِّ ولم أَتْرُكْ أَمْرًا رأيت رَسُولَ اللَّهِ صل الله عليه وسلم يَصْنَعُهُ فيها إلا صَنَعْتُهُ فقال عَلِيٌّ لأَبِي بَكْرٍ مَوْعِدُكَ الْعَشِيَّةُ لِلْبَيْعَةِ فلما صلى أبو بَكْرٍ صَلَاةَ الظُّهْرِ رَقِيَ على الْمِنْبَرِ فَتَشَهَّدَ وَذَكَرَ شَأْنَ عَلِيٍّ وَتَخَلُّفَهُ عن الْبَيْعَةِ وَعُذْرَهُ بِالَّذِي اعْتَذَرَ إليه ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَتَشَهَّدَ عَلِيُّ بن أبي طَالِبٍ فَعَظَّمَ حَقَّ أبي بَكْرٍ وَأَنَّهُ لم يَحْمِلْهُ على الذي صَنَعَ نَفَاسَةً على أبي بَكْرٍ ولا إِنْكَارًا لِلَّذِي فَضَّلَهُ الله بِهِ وَلَكِنَّا كنا نَرَى لنا في الأَمْرِ نَصِيبًا فَاسْتُبِدَّ عَلَيْنَا بِهِ فَوَجَدْنَا في أَنْفُسِنَا فَسُرَّ بِذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ وَقَالُوا أَصَبْتَ فَكَانَ الْمُسْلِمُونَ إلى عَلِيٍّ قَرِيبًا حين رَاجَعَ الأَمْرَ الْمَعْرُوفَ

رواية أبي داود :
حدثنا يَزِيدُ بن خَالِدِ بن عبد اللَّهِ بن مَوْهِبٍ الْهَمْدَانِيُّ ثنا اللَّيْثُ بن سَعْدٍ عن عُقَيْلِ بن خَالِدٍ عن بن شِهَابٍ عن عُرْوَةَ بن الزُّبَيْرِ عن عَائِشَةَ زَوْجِ النبي صل الله عليه وسلم أنها أَخْبَرَتْهُ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم أَرْسَلَتْ إلى أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه تَسْأَلُهُ مِيرَاثَهَا من رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم مِمَّا أَفَاءَ الله عليه بِالْمَدِينَةِ وَفَدَكَ وما بَقِيَ من خُمُسِ خَيْبَرَ فقال أبو بَكْرٍ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صل الله عليه وسلم قال لا نُورَثُ ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ إنما يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ من هذا الْمَالِ وَإِنِّي والله لا أُغَيِّرُ شيئا من صَدَقَةِ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم عن حَالِهَا التي كانت عليه في عَهْدِ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم فَلَأَعْمَلَنَّ فيها بِمَا عَمِلَ بِهِ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم فَأَبَى أبو بَكْرٍ رضي الله عنه أَنْ يَدْفَعَ إلى فَاطِمَةَ عليها السَّلام منها شيئا

رواية البيهقي :
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عروة عن عائشة زوج النبي صل الله عليه وسلم أنها أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله صل الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنهما تسأله ميراثها من رسول الله صل الله عليه وسلم مما أفاء الله بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر قال أبو بكر رضي الله عنه إن رسول الله صل الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صل الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليه في عهد رسول الله صل الله عليه وسلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صل الله عليه وسلم وأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة رضي الله عنهما منها شيئا وذكر الحديث رواه البخاري في الصحيح عن بن بكير ورواه مسلم من وجه آخر عن الليث

المبحث الخامس :

رواية معمر عن الزهري :
قال البخاري : حدثنا عبد اللَّهِ بن مُحَمَّدٍ حدثنا هِشَامٌ أخبرنا مَعْمَرٌ عن الزُّهْرِيِّ عن عُرْوَةَ عن عَائِشَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ وَالْعَبَّاسَ عَلَيْهِمَا السَّلَام أَتَيَا أَبَا بَكْرٍ يَلْتَمِسَانِ مِيرَاثَهُمَا من رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم وَهُمَا حِينَئِذٍ يَطْلُبَانِ أَرْضَيْهِمَا من فَدَكَ وَسَهْمَهُمَا من خَيْبَرَ فقال لَهُمَا أبو بَكْرٍ سمعت رَسُولَ اللَّهِ صل الله عليه وسلم يقول لا نُورَثُ ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ إنما يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ من هذا الْمَالِ قال أبو بَكْرٍ والله لَا أَدَعُ أَمْرًا رأيت رَسُولَ اللَّهِ صل الله عليه وسلم يَصْنَعُهُ فيه إلا صَنَعْتُهُ قال : فَهَجَرَتْهُ فَاطِمَةُ فلم تُكَلِّمْهُ حتى مَاتَتْ حدثنا إِسْمَاعِيلُ بن أَبَانَ أخبرنا بن الْمُبَارَكِ عن يُونُسَ عن الزُّهْرِيِّ عن عُرْوَةَ عن عَائِشَةَ أَنَّ النبي صل الله عليه وسلم قال لا نُورَثُ ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ

وقال البخاري : حدثنا إِبْرَاهِيمُ بن مُوسَى أخبرنا هِشَامٌ أخبرنا مَعْمَرٌ عن الزُّهْرِيِّ عن عُرْوَةَ عن عَائِشَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ عليها السَّلام وَالْعَبَّاسَ أَتَيَا أَبَا بَكْرٍ يَلْتَمِسَانِ مِيرَاثَهُمَا أَرْضَهُ من فَدَكٍ وَسَهْمَهُ من خَيْبَرَ فقال أبو بَكْرٍ سمعت النبي صل الله عليه وسلم يقول لا نُورَثُ ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ إنما يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ في هذا الْمَالِ والله لَقَرَابَةُ رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم أَحَبُّ إلي أَنْ أَصِلَ من قَرَابَتِي
أخرجه البخاري { 4035 } { 6725 }
ومسلم { 1759 } والطبراني في الكبير { 1/90 } والبيهقي { 6 / 300 } من طريق عبد الرزاق عن معمر به

رواية مسلم :
حدثنا إسحاق بن إبراهيم وَمُحَمَّدُ بن رَافِعٍ وَعَبْدُ بن حُمَيْدٍ قال بن رَافِعٍ حدثنا وقال الْآخَرَانِ أخبرنا عبد الرَّزَّاقِ أخبرنا مَعْمَرٌ عن الزُّهْرِيِّ عن عُرْوَةَ عن عَائِشَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ وَالْعَبَّاسَ أَتَيَا أَبَا بَكْرٍ يَلْتَمِسَانِ مِيرَاثَهُمَا من رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم وَهُمَا حِينَئِذٍ يَطْلُبَانِ أَرْضَهُ من فَدَكٍ وَسَهْمَهُ من خَيْبَرَ فقال لَهُمَا أبو بَكْرٍ إني سمعت رَسُولَ اللَّهِ صل الله عليه وسلم وَسَاقَ الحديث بِمِثْلِ مَعْنَى حديث عُقَيْلٍ عن الزُّهْرِيِّ غير أَنَّهُ قال ثُمَّ قام عَلِيٌّ فَعَظَّمَ من حَقِّ أبي بَكْرٍ وَذَكَرَ فَضِيلَتَهُ وَسَابِقَتَهُ ثُمَّ مَضَى إلى أبي بَكْرٍ فَبَايَعَهُ فَأَقْبَلَ الناس إلى عَلِيٍّ فَقَالُوا أَصَبْتَ وَأَحْسَنْتَ فَكَانَ الناس قَرِيبًا إلى عَلِيٍّ حين قَارَبَ الأَمْرَ الْمَعْرُوفَ

رواية الطبراني :
حدثنا احمد بن علي قال حدثنا أبو بكر بن زنجويه قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة أن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر رضي الله عنهما يلتمسان ميراثهما من رسول الله وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر فقال لهما أبو بكر سمعت رسول الله يقول لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال وإني والله لا أدع أمرا رأيت رسول الله يصنعه فيه إلا صنعته قالت : فهجرته فاطمة فلم تكلمه في ذلك حتى ماتت فدفنها علي رضي الله عنه ليلا ولم يؤذن بها أبو بكر قالت : فكان لعلي رضي الله وجه من الناس حياة فاطمة رضي الله عنها فلما توفيت فاطمة انصرفت وجوه الناس عن علي فمكثت فاطمة ستة أشهر بعد رسول الله ثم توفيت قال : معمر فقال رجل للزهري رحمه الله فلم يبايعه ستة أشهر قال لا ولا أحد من بني هاشم حتى بايعه علي {معجم الطبراني الكبير 1/90 }

رواية البيهقي :
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن فاطمة والعباس رضي الله عنهما أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صل الله عليه وسلم وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر فقال لهما أبو بكر سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول لا نورث ما تركناه صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال والله إني لا أدع أمرا رأيت رسول الله صل الله عليه وسلم يصنعه بعد إلا صنعته قال فغضبت فاطمة رضي الله عنها وهجرته فلم تكلمه حتى ماتت فدفنها علي رضي الله عنه ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر رضي الله عنه قالت عائشة رضي الله عنها فكان لعلي رضي الله عنه من الناس وجه حياة فاطمة رضي الله عنها فلما توفيت فاطمة رضي الله عنها انصرف وجوه الناس عنه عند ذلك قال معمر : قلت للزهري : كم مكثت فاطمة بعد النبي صل الله عليه وسلم ؟ قال ستة أشهر فقال رجل للزهري فلم يبايعه علي رضي الله عنه حتى ماتت فاطمة رضي الله عنها ؟ قال : ولا أحد من بني هاشم قال البيهقي : رواه البخاري في الصحيح من وجهين عن معمر ورواه مسلم عن إسحاق بن راهويه وغيره عن عبد الرزاق وقول الزهري في قعود علي عن بيعة أبي بكر رضي الله عنه حتى توفيت فاطمة رضي الله عنها منقطع وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في مبايعته إياه حين بويع بيعة العامة بعد السقيفة أصح ولعل الزهري أراد قعوده عنها بعد البيعة ثم نهوضه إليها ثانيا وقيامه بواجباتها والله أعلم

المبحث السادس :

رواية الوليد بن محمد عن الزهري :

قال الترمذي : حدثنا سويد بن سعيد والحسن بن عثمان قالا حدثنا الوليد بن محمد عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن فاطمة بنت رسول الله أرسلت إلى أبي بكر رضي الله عنه تسأله ميراثها من رسول الله مما أفاء الله على رسوله وفاطمة حينئذ تطلب صدقة النبي التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر رضي الله عنه إن رسول الله قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال وإني أغير شيئا من صدقة رسول الله عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول لله ولأعملن فيها بما عمل رسول الله فأبى أبو بكر رضي الله عنه أن يدفع إلى فاطمة رضي الله عنها منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر رضي الله عنه في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها علي رضي الله عنه أخرجه الترمذي { 548 }


وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة :
قال الترمذي : حدثنا بِذَلِكَ عَلِيُّ بن عِيسَى قال حدثنا عبد الْوَهَّابِ بن عَطَاءٍ حدثنا محمد بن عَمْرٍو عن أبي سَلَمَةَ عن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ جَاءَتْ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما تَسْأَلُ مِيرَاثَهَا من رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالا : سَمِعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صل الله عليه وسلم يقول : إني لا أُورَثُ قالت : والله لا أُكَلِّمُكُمَا أَبَدًا ، فَمَاتَتْ ولا تُكَلِّمُهُمَا

قال عَلِيُّ بن عِيسَى : مَعْنَى لا أُكَلِّمُكُمَا تَعْنِي في هذا الْمِيرَاثِ أَبَدًا أَنْتُمَا صَادِقَانِ
وقد رُوِيَ هذا الْحَدِيثُ من غَيْرِ وَجْهٍ عن أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عن النبي صل الله عليه وسلم
أخرجه الترمذي { 1609 }

الفصل الثاني : غريب الحديث ودراسة طرقه وفيه أربعة مباحث :

المبحث الأول : غريب الحديث

أفاء :

الفيء ما رد الله تعالى على أهل دينه من أموال من خالف دينه بلا قتال إما بأن يجلوا عن أوطانهم ويخلوها للمسلمين أو يصالحوا على جزية يؤدونها عن رؤوسهم أو مال غير الجزية يفتدون به من سفك دمائهم فهذا المال هو الفيء في كتاب الله قال الله تعالى : [ فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ] { لسان العرب }

فدك :
وأما فدك وهي بفتح الفاء والمهملة بعدها كاف بلد بينها وبين المدينة ثلاث مراحل

{ فتح الباري } قلت : تبعد عن المدينة حاليا مئة كيلو

فوجدت :
تعتب عليه أي وجد عليه والعتب الموجدة عتب عليه يعتب ويعتب عتبا و عتابا ومعتبة ومعتبة ومعتبا أي وجد عليه { لسان العرب }

فهجرته :
الهجر ضد الوصل وبابه نصر وهجرانا أيضا والاسم الهجرة والمهاجرة من أرض إلى أرض ترك الأولى للثانية والتهاجر التقاطع { مختار الصحاح }

بايع :
هو عبارة عن المعاقدة عليه والمعاهدة كأن كل واحد منهما باع ما عنده من صاحبه وأعطاه خالصة نفسه وطاعته ودخيلة أمره { النهاية في غريب الحديث }

لم ننفس :
نفست به بالكسر أي بخلت به ونفست عليه الشيء نفاسة إذا لم تره له أهلا ومنه حديث علي : لقد نلت صهر رسول الله صل الله عليه وسلم فما نفسناه عليك وحديث السقيفة لم ننفس عليك أي لم نبخل { النهاية في غريب الحديث }

استبددت :
وفي حديث علي رضي الله عنه كنا نرى أن لنا في هذا المر حقا فاستبددتم علينا يقال استبد بالأمر يستبد به اسستبدادا إذا تفرد به دون غيره { النهاية في غريب الحديث }

شجر :
شجر بين القوم إذا اختلف الأمر بينهم { لسان العرب }

لم آل :
قال أَبوحاتم قال الأصمعي ما ألوت جهدا أَي لم أدع جهدا قال والعامة تقول ما آلوك جهدا وفلان لا يأْلو خيرا أَي لا يدعه ولا يزال يفعله { النهاية في غريب الحديث }

العشية :
وفيه صلى بنا رسول الله صل الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي فسلم من اثنتين يريد صلاة الظهر أو العصر لأن ما بعد الزوال إلى المغرب عشي { النهاية في غريب الحديث }

يلتمسان :
الحديث من سلك طريقا يلتمس فيه علما أي يطلبه { النهاية في غريب الحديث }

أن أزيغ :
يقال زاغ عن الطريق يزيغ إذا عدل عنه ومنه حديث أبي بكر رضي الله عنه أخاف إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ أي أجور وأعدل عن الحق { النهاية في غريب الحديث }

لحقوقه التي تعروه :
وفيه كانت فدك لحقوق رسول الله صل الله عليه وسلم التي تعروه أي تغشاه وتنتابه

{ النهاية في غريب الحديث }

ونوائبه :
في حديث خيبر قسمها نصفين نصفا لنوائبه وحاجاته ونصفا بين المسلمين النوائب جمع نائبة وهي ما ينوب الإنسان أي ينزل به من المهمات والحوادث وقد نابه ينوبه نوبا وانتابه إذا قصده مرة بعد مرة { النهاية في غريب الحديث }

فضرع علي :
ضرع الرجل يضرع بالفتح فيهما ضراعة خضع وذل و أضرعه غيره وفي المثل الحمى أضرعتني إليك وتضرع إلى الله أي ابتهل { مختار الصحاح }

دراسة طرق الحديث

مدار الحديث على الزهري والرواة عنه ستة هم :

صالح / شعيب / عقيل بن خالد / معمر بن راشد / الوليد بن محمد / عبد الرحمن بن خالد

الأول : صالح بن كيسان وعنه :

- إبراهيم بن سعد وعن إبراهيم اثنان هما :

 عبد العزيز بن عبد الله الأويسي { خ } صدوق تكلم فيه أبو داود يعقوب بن إبراهيم { م } ثقة

الثاني : شعيب بن أبي حمزة وعنه ثلاثة هم :

- أبو اليمان وعنه ثلاثة هم :

البخاري { خ } إمام المحدثين
محمد بن عوف الطائي { جارود } ثقة ثبت
عثمان بن سعيد الدارمي { بيهقي } ثقة

- أبو إسحق الفزاري وعنه :

محبوب بن موسى { س } ثقة

- عثمان بن سعيد بن كثير وعنه اثنان هما :

عمرو بن عثمان { حبان } ثقة
محمد بن عوف الطائي { جارود } ثقة ثبت

الثالث : عبد الرحمن بن خالد وعنه :

- الليث بن سعد وعنه :

عبد الله بن صالح { طحاوي } كاتب الليث صدوق في نفسه تكلم فيه بعضهم


الرابع : عقيل بن خالد وعنه :

- الليث بن سعد وعن الليث ثلاثة هم :

يحيى بن بكير { خ } ثقة في الليث متكلم فيه في غيره
حجين { م } ثقة
يزيد بن خالد { د } ثقة

الخامس : معمر بن راشد وعنه اثنان هما :

- هشام بن يوسف وعنه اثنان هما :

عبد الله بن محمد { خ } المسندي ثقة
إبراهيم بن موسى { خ } ثقة

- عبد الرزاق وعنه خمسة هم :

إسحق بن إبراهيم { م } هو ابن راهويه إمام مشهور
محمد بن رافع { م } ثقة
عبد بن حميد { م } ثقة
أبو بكر بن زنجويه { طبراني } ثقة
أحمد بن منصور { بيهقي } الرمادي ثقة

السادس : الوليد بن محمد وعنه اثنان هما :

- سويد بن سعيد { ت }
- الحسن بن عثمان { ت }

ملاحظات عامة على طرق الحديث

- الروايات متغايرة جدا بين بسط واختصار :

1- فصالح مثلا يرويه عنه واحد وهو إبراهيم بن سعد ومع هذا نجد اختلافا بين الروايات ففي رواية البخاري والبيهقي يذكر أن فاطمة هجرت أبا بكر ولكن ليس فيها ذكر بيعة علي بينما في رواية مسلم ليس فيها ذكر الهجر ولا البيعة وأما رواية أبي داود فمختصرة جدا وأيضا ليس فيها ذكر الهجر ولا البيعة

2- طريق شعيب في رواية البخاري ليس فيها ذكر الغضب ولا الهجر ولا البيعة ورواية النسائي مختصرة جدا وليس فيها أيضا ذكر الغضب ولا الهجر ولا البيعة ورواية البيهقي فيها ذكر الوجد فقط بينما رواية ابن حبان فيها الغضب والهجر والبيعة

3- طريق عقيل في رواية البخاري ومسلم يذكر الغضب والهجر والبيعة ورواية البيهقي هي اختصار لرواية البخاري ورواية أحمد فيها الوجد فقط بينما رواية أبي داود ليس فيها ذكر الغضب ولا الهجر ولا البيعة

4- طريق معمر في رواية البخاري مختصرة ليس فيها ذكر الغضب ولا الهجر ولا البيعة وفي رواية أخرى للبخاري ذكر الهجر فقط ورواية مسلم مختصرة جدا وليس فيها الهجر ولا الغضب ولا البيعة ورواية الطبراني فيها الهجر فقط وأن عدم البيعة من زيادات الزهري ورواية البيهقي فيها الغضب والهجر والبيعة

5- طريق الوليد فيها الوجد والهجر ولم تذكر البيعة

- قال البيهقي : وقول الزهري في قعود علي عن بيعة أبي بكر حتى توفيت فاطمة منقطع وحديث أبي سعيد أصح { 6 / 300 } قلت : ستأتي رواية أبي سعيد

دراسة الفروق بين الروايات جدول يبين حال الروايات والفروق بينها ذكر مسائل مهمة في الحديث : هل غضبت فاطمة وهجرت أبا بكر ؟ ظهر من سرد طرق هذا الحديث اختلاف كبير في متنه بين تلاميذ الزهري كما مر والذي ظهر لي أمور :

دراسة الفروق بين الروايات
                                                جدول يبين حال الروايات والفروق بينها
الراوي عن الزهري
الراوي عنه
لفظ الحديث
مخرجه
صالح
إبراهيم بن سعد
الهجر فقط
خ / هق                         
صالح
إبراهيم بن سعد
لا هجر ولا وجد ولا بيعة
م / د
شعيب
أبو اليمان
لا هجر ولا وجد ولا بيعة
خ
شعيب
أبو اليمان
الوجد فقط
هق
شعيب
أبو إسحق الفزاري
لا هجر ولا وجد ولا بيعة
س
شعيب
عثمان بن سعيد
فيها الهجر والوجد والبيعة
ابن حبان
عبدالرحمن
الليث
لا هجر ولاوجد ولابيعة
طحاوي
عقيل
الليث وله روايتان عنه
يحيى بن بكير
فيها الهجر والوجد والبيعة

خ / هق
عقيل
عنه حجين
قال بدل قالت : فهجرته
م
معمر
هشام
الهجر وفيها قال بدل قالت فهجرته
خ
معمر
عبد الرزاق
لا هجر ولا وجد ولا بيعة
م
معمر
عبد الرزاق
الغضب والهجر وفيها قال بدل قالت / وفيها قال معمر
هق


عبد الرزاق
الهجر فقط
وفيها قال معمر
طبراني
الوليد
الحسن
الوجد والهجر
ت

سويد
الوجد والهجر
ت

                                                 جدول يبين حال الرواة عن الزهري
الراوي
حاله بالنسبة للزهري
صالح بن كيسان
قال يحيى بن معين : ليس في أصحاب الزهري أثبت من مالك ثم صالح بن كيسان ثم معمر ثم يونس { التهذيب }
وقال ابن أبي حاتم : سئل أبي : صالح بن كيسان أحب إليك أو عقيل ؟ قال : صالح أحب إلي لأنه حجازي وهو أسن { التهذيب}
شعيب بن أبي حمزة
قال ابن معين : شعيب من أثبت الناس في الزهري كان كاتبا { التهذيب }
عبد الرحمن بن خالد
قال أبو حاتم : صالح ، وقال النسائي: ليس به بأس ،وقال الذهلي:  ثبت وقال الساجي : هو عندهم من أهل الصدق وله مناكير { التهذيب }
عقيل بن خالد
وقال ابن معين : أثبت من روى عن الزهري مالك ثم معمر ثم عقيل وقال ابن أبي حاتم : وسئل أبي : أيما أثبت عقيل أو معمر ؟

فقال : عقيل أثبت كان صاحب كتاب { التهذيب }

وقال يونس بن يزيد الأيلي : ما أحد أعلم بحديث الزهري من عقيل { الميزان}
معمر بن راشد
قال أحمد : لا تضم أحدا إلى معمر إلا وجدته يتقدمه في الطلب كان من أطلب أهل زمانه للعلم { التهذيب }
الوليد بن محمد
قال عبد الله بن أحمد : قلت لأبي : الموقري يروي عن الزهري عجائب ؟ قال : آه ليس ذاك بشيء وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : الموقري غير ثقة يروي عن الزهري عدة أحاديث ليس لها أصول { التهذيب }

ذكر مسائل مهمة في الحديث :

هل غضبت فاطمة وهجرت أبا بكر ؟
ظهر من سرد طرق هذا الحديث اختلاف كبير في متنه بين تلاميذ الزهري كما مر
والذي ظهر لي أمور :
أن غضب فاطمة وهجرها إما أن يكون مدرجا { وهو الظاهر لي } وإما أن يكون مؤقتا كما جاء في رواية البيهقي قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ قال : حدثنا محمد بن عبد الوهاب قال : حدثنا عبدان بن عثمان العتكي بنيسابور قال : حدثنا أبو ضمرة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال : لما مرضت فاطمة رضي الله عنها أتاها أبو بكر الصديق رضي الله عنه فاستأذن عليها فقال علي رضي الله عنه : يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك ؟ فقالت : أتحب أن آذن له ؟ قال : نعم فأذنت له فدخل عليها يترضاها وقال : والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت ثم ترضاها حتى رضيت قال البيهقي : هذا مرسل حسن بإسناد صحيح سنن البيهقي { 6/301 } وقال الحلبي في سيرته : ومعنى هجرانها لأبي بكر رضي الله تعالى عنه أنها لم تطلب منه حاجة ولم تضطر إلى لقائه إذ لم ينقل أنها رضي الله تعالى عنها لقيته ولم تسلم عليه ولا كلمته وروى ابن سعد أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه جاء إلى بيت علي لما مرضت فاطمة فاستأذن عليها فقال علي كرم الله وجهه هذا أبو بكر على الباب يستأذن فإن شئت أن تأذني فأذني قالت وذاك أحب إليك قال نعم فأذنت له رضي الله تعالى عنه فدخل واعتذر إليها فرضيت عنه وأن أبا بكر رضي الله تعالى عنه صلى عليها {3/478 }

فاطمة لما علم من دينها وزهدها أكبر من أن تحزن على لعاعة من الدنيا كل هذا الحزن
لما استُخلف علي لَـمْ يعط فدك لأولاده فإن كان أبو بكر ظالما وعمر ظالما وعثمان ظالما لأنهم منعوا فدك أهلها ؟ فكذلك علي ظالم لأنه منع فدك أهلها ولـم يعطها لورثة فاطمة

يحتمل من قولها لم تكلمه أي في طلب الميراث كما جاء مصرحا به في رواية عبد الرزاق عن معمر عند الطبراني وهذا ما نص عليه الترمذي

قال ابن عبد البر : وكيف يسوغ لمسلم أن يظن بأبي بكر رضي الله عنه منع فاطمة ميراثها من أبيها وهو يعلم بنقل الكافة أن أبا بكر كان يعطي الأحمر والأسود حقوقهم ولم يستأثر من مال الله لنفسه ولا لبنيه ولا لأحد من عشيرته بشيء وإنما أجراه مجرى الصدقة أليس يستحيل في العقول أن يمنع فاطمة ويرده على سائر المسلمين وقد أمر بنيه أن يردوا ما زاد في ماله منذ ولي على المسلمين وقال إنما كان لنا من أموالهم ما أكلنا من طعامهم ولبسنا على ظهورنا من ثيابهم ؟ وروى أبو ضمرة أنس بن عياض عن عبيد الله بن عمر عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أن أبا بكر لما حضرته الوفاة قال لعائشة : ليس عند آل أبي بكر من هذا المال شيء إلا هذه اللقمة والغلام الصيقل كان يعمل سيوف المسلمين ويخدمنا فإذا مت فادفعيه إلى عمر فلما مات دفعته إلى عمر فقال عمر ( رحمه الله ) :  رحم الله أبا بكر لقد اتعب من بعده فإن قيل : فكيف سكن أزواج النبي صل الله عليه وسلم بعد وفاته في مساكنهن اللاتي تركن رسول الله صل الله عليه وسلم فيها ؟ إن كن لم يرثنه وكيف لم يخرجن عنها ؟ قيل : إنما تركن في المساكن التي كن يسكنها في حياة رسول الله صل الله عليه وسلم لأن ذلك كان من مؤنتهن التي كان رسول الله صل الله عليه وسلم استثناها لهن كما استثنى لهن نفقتهن حين قال : لا يقتسم ورثتي دينارا ولا درهما ما تركت بعد نفقة أهلي ومؤمنة عاملي فهو صدقة وروى حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن أبي بكر أنه قال : سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول : لا نورث ولكني أعول من كان رسول الله صل الله عليه وسلم يعول وأنفق على من كان رسول الله صل الله عليه وسلم ينفق وروى الثوري ومالك وابن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صل الله عليه وسلم لا يقتسم ورثتي دينارا ولا درهما وما تركت بعد نفقة نسائي ومؤمنة عاملي فهو صدقة ...... قال أهل العلم : فمساكنهن كانت في معنى نفقاتهن في أنها كانت مستثناة لهن بعد وفاته مما كان له في حياته قالوا : ويدل على صحة ذلك أن مساكنهن لم يرثها عنهن ورثتهن قالوا : ولو كان ذلك ملكا لهن كان لا شك قد ورثه عنهن ورثتهن قالوا : وفي ترك ورثتهن ذلك دليل على أنها لم تكن لهن ملكا وإنما كان لهم سكناها حياتهن فلما توفين جعل ذلك زيادة في المسجد الذي يعم المسلمين نفعه كما فعل ذلك في الذي كان لهن من النفقات في تركه رسول الله صل الله عليه وسلم لما مضين لسبيلهن زيد إلى أصل المال فصرف في منافع المسلمين مما يعم جميعهم نفعه وفي حديثنا المذكور في أول هذا الباب {التمهيد 8/ 164-180}

هل بايع علي مع الناس أو تأخر إلى ستة أشهر ؟

الذي ظهر لي أن عليا بايع ثم لازم فاطمة في مرضها حتى ظن البعض أنه لم يبايع خاصة إذا أضفنا لهذا تأخر علي والزبير حتى دعاهما أبو بكر كما في حديث أبي سعيد الذي سنذكره الآن ويدل على أنه بايع أمور منها :
كون علي لم يبايع من إدراج تلاميذ الزهري بعد ما أضافه أثناء تحديثه وليس من كلام عائشة

أن عليا بايع مع الناس كما ذكر ذلك أبو سعيد الخدري وهو قد حضر الحادثة بخلاف الزهري فإنه لم يبين عمن حمل هذا

على فرض أن عدم مبايعة علي من قول عائشة وليس من كلام الزهري فإن حديث أبي سعيد مقدم لأن أبا سعيد حدث بما علم وعائشة حدثت بما علمت ومن علم حجة على من لم يعلم وذلك أن عائشة لم تحضر
قال الحكمي : وهذا لا ينافي ما ذكر في بيعته إياه حين أرسل إليه لما افتقده ليلة السقيفة أو صبيحتها ولفظه لم يكن بايع تلك الأشهر إن كان من قول عائشة فلعلها لم تعلم بيعته الأولى التي أثبتها أبو سعيد وغيره لأن الرجال في مثل هذه المسألة أقوم وأعلم بها إذ لا يحضرها النساء وأيضا فقد قدمنا مرارا أن مجرد النفي لا يكون علما وعند المثبت زيادة علم انفرد بها عن النافي إذ آية ما عند النافي أنه لا يعلم ولعل عائشة تيقنت عدم حضوره بيعة السقيفة من العشي ولم يبلغها حضوره صبيحتها في البيعة العامة وإن كان هذا كلام بعض الرواة فهو بمجرد ما فهمه من البيعة الأخرى ظن أنه لم يبايع قبل ذلك مصرحا بظنه ( ولم يكن بايع تلك الأشهر ) { 3/1137 معارج القبول }

قال الحافظ ابن كثير :

وقال الحافظ أبو بكر البيهقي أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الحافظ الإسفراييني حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ حدثنا أبو بكر محمد بن إسحق بن خزيمة وابن إبراهيم بن أبي طالب قالا حدثنا ميدار بن يسار وحدثنا أبو هشام المخزومي حدثنا وهيب حدثنا داود بن أبي هند حدثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري قال قبض رسول الله واجتمع الناس في دار سعد بن عبادة وفيهم أبو بكر وعمر قال فقام خطيب الانصار فقال أتعلمون أن رسول الله كان من المهاجرين وخليفته من المهاجرين ونحن كنا أنصار رسول الله ونحن أنصار خليفته كما كنا أنصاره قال فقام عمر بن الخطاب فقال صدق قائلكم أما لو قلتم على ( غير ) هذا لم نبايعكم وأخذ بيد أبي بكر وقال هذا صاحبكم فبايعوه فبايعه عمر وبايعه المهاجرون والأنصار قال فصعد أبو بكر المنبر فنظر في وجوه القوم فلم ير الزبير قال فدعا بالزبير فجاء فقال قلت ابن عمة رسول الله وحواريه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال لا تثريب يا خليفة رسول الله فقام فبايعه ثم نظر في وجوه القوم فلم ير عليا فدعا بعلي بن أبي طالب فجاء فقال قلت ابن عم رسول الله وختنه على ابنته أردت أن تشق عصا المسلمين قال لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعه هذا أو معناه
وقال أبو علي الحافظ سمعت محمد بن إسحق بن خزيمة يقول جاءني مسلم بن الحجاج فسألني عن هذا الحديث فكتبته له في رقعة وقرأته عليه فقال : هذا حديث يسوى بدنة قلت : بل يسوى بدرة

قال ابن كثير :
وهذا إسناد صحيح محفوظ من حديث أبي نضرة المنذر بن مالك بن قطعة عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري وفيه فائدة جليلة وهي مبايعة علي بن أبي طالب أما في أول يوم أو في اليوم الثاني من الوفاة وهذا حق فان علي بن أبي طالب لم يفارق الصديق في وقت من الأوقات ولم ينقطع في صلاة من الصلوات خلفه
البداية والنهاية { 5/248 249 } تاريخ دمشق 30/ 277 في أسماء آباء العبادلة

رأيي في الموضوع

تبين من رواية أبي سعيد الخدري وبعد النظر في طرق حديث عائشة ومن خلال الجدول يتبين أن صالحا وشعيبا وعقيلا ومعمرا من أوثق من روى عن الزهري وهم متقاربون جدا - وأما رواية الوليد فلا تعويل عليها لضعفه - وعليه فالذي أراه أن الاضطراب الذي وقع في هذا الحديث إنما هو بسبب الزهري
وعليه يكون الزهري حدث بهذا الحديث أكثر من مرة وفي أكثر من مجلس وكان يعلق ويشرح ويضيف فيظن البعض أنه من الحديث فيضيفه إلى عائشة ورواية معمر ظاهرة في ذلك جدا وبناء على ذلك يكون ما ذكر من غضب فاطمة وهجرها لأبي بكر وعدم مبايعة علي مدرجا وليس من كلام عائشة ويزيد هذا بيانا ما جاء من حديث أبي هريرة وفيه أنه ذكر الامتناع عن الكلام فقط وليس فيه ذكر الهجر ولا الغضب ومر بنا تفسير الترمذي لقولها والله لا أكلمكما أي في الميراث مرة ثانية مما يدل على قبولها والله أعلم

وصل الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله

هناك تعليق واحد: