سلطان العلماء العز بن عبد السلام

 

في ظل خنوع الكثير من الدعاة اللذين كنا نحسبهم يوما أنهم سيكونوا في مقدمة الصفوف عند اشتداد المِحن!
فتذكرت هذه القصة العظيمة لعالِم - بحق - لم يخشى يوما غير الله!!
"غضب العز بن عبد السلام عندما فوجيء بوجود حانة تبيع الخمور فما كان منه إلا ان خرج إلى الحاكم وكان السلطان "نجم الدين أيوب" فوجد السلطان والأمراء يقبلون الأرض بين يديه وحوله يصطف العسكر فما كان من الشيخ الجليل إلا أن نادى السلطان بأسمه مجردا دون ألقاب وبصوت مرتفع وقال : "يا أيوب"
فالتفت السلطان ليرى من الذي يناديه بأسمه هكذا مجردا دون ألقاب ليجد سلطان العلماء يحدثه و يقول : "ما حجتك عند الله عز و جل غدا ان قال لك : الم أبوئك ملك مصر فأبحت الخمور ؟"
فقال : "او يحدث هذا في مصر ؟"
قال : "نعم في مكان كذا و كذا حانة يباع فيها الخمر وغيرها من المنكرات وأنت تتقلب في نعمة هذه المملكة ؟"
فقال : "يا سيدي أنا ما فعلت هذا انما هو من عند ابي"
فهز العز بن عبد السلام رأسه وقال : "اذن انت من الذين يقولون : "إنا وجدنا آباءنا على أمة"؟! (الزخرف آية 22)
فقال : "لا اعوذ بالله
وأصدر أمرا بإبطالها فورا و منع بيع الخمور في مصر "

و لما عاد الشيخ الجليل إلى تلاميذه سأله احدهم :
"يا سيدي كيف أستطعت أن تقف أمام السلطان العظيم و تصرخ به أمام أمراءه وحاشيته وتناديه باسمه مجردا؟"
فقال الشيخ : "يا بُني رأيته في تلك العظمة فأردت ان أهينه لئلا تكبر نفسه فتؤذيه "
فقال التلميذ : "يا سيدي اما خفته؟"
فابتسم العز بن عبد السلام و قال :
"والله يا بني عندما استحضرت هيبة الله تعالى صار السلطان أمامي كالقط "
هكذا كان العز بن عبد السلام كان لا يخشى في الحق لومة لائم و لما لا فهو بائع الملوك و سلطان العلماء
رحم الله الشيخ الجليل

المصدر :
- العز بن عبدالسلام لـ محمد الزحيلي
#كنا_جبالا
#كن_مثلهم

علي كمال

ليست هناك تعليقات