قصيدة دفاعا عن الصحابة للشيخ على القرنى
قضّيتُ
في عـلـمِ الرسولِ شبيبتي ونهلـتُ
بالتعليـمِ أعـذبَ مـوردِ
تـابعتُ
أصحابَ الحديـثِ كأحمـدٍ و كمالكٍ
و مسـدد بـن مسـرهـدِ
وبرئتُ
من أهـلِ الضلالِ وحزبهم أو
رأي زنديـقٍ وآخـر ملـحـدِ
ونبـذتُ
رأي الجهم نبـذَ مسـافرٍ لحـذائه
والجعــدِ عصبة معبـدِ
لا
للخـوارجِ لستُ مـن أتباعهـم هل
أرتضي نهـج الغوي المفسـدِ
فولاة
أمـرِ المسلميـنَ نطيعـهـم نأبى
الخروجَ على الإمامِ المهتـدي
والمرجؤون
نفضـتُ كفـي منهمو والصـقر
لا يأوي لبيت الهـدهـدِ
والـرفضُ
أخلعهُ وأخلـعُ أهـلـه هـم
أغضبوا بالسبِ كـل موحـدِ
كلا
ولا أرضى التصوفَ مشربــاً تبـاً
لهـم مـن فـرقةٍ لـم تهتـدِ
كتـبُ
ابن تيمية حسـوتُ علومها ونسختُهـا
في القلبِ فعـل الأمجدِ
ومع
المجـددِ قـد ركبـتُ مطيتي مـن
نجدِ أشرقَ مثل نورِ الفرقـدِ
لا
تسمعـنَّ لحاسـدي في قــوله والله
ما صـدقوا أيصدقُ حسـدي؟
والله
لـو كرِهتْ يـدي أســلافنا لقطعتها
ولقُلـتُ سُحـقاً يا يــدي
أو
أن قلبــي لا يُحـبُ محمــداً أحرقتـهُ
بالنَّـار لـم أتــــردّدِ
فأنا
مـع الأسلاف أقفـو نهجـهـم وعلى
الكتـاب عَقِيـدتي وتَعبـدي
واشكـر
سليـمان الخراشي إنــه كالسيف
في رأس الضـلال مهنـدِ
قد
جـاءني يهدي المشورة قائــلاً امـدح
رعاك الله صحب محمــدِ
فالله
يشـكر سعيـه ويثيـبـــه لله
قصـدٌ صالـحٌ من مقصـــدِ
فعلى
الرسولِ وآلـه وصحابـــه مني
السـلام بكل حـب مسعــدِ
هـم
صفوة الأقوام فاعرف قدرهـم وعلى
هـداهـم يا مـوفق فاهتـدِ
واحفظ
وصية أحمد في صحبــه واقطـع
لأجلهم لسـان المفســدِ
عرضي
لعرضهموا الفداء وإنهــم أزكى
وأطـهر من غمام أبـــردِ
فالله
زكاهـم وشرّف قـدرهـــم وأحلهـم
بالديـن أعـلى مقعــدِ
شهدوا
نزول الوحي بل كانوا لــه نعم
الحمـاة من البغـيض الملحـدِ
بذلوا
النفوس وأرخصوا أمـوالهـم في
نصـرة الإسـلام دون تـرددِ
ما
سبـهم إلا حقيـرٌ تـافــــهٌ نـذلٌ
يشـوههم بحقـدٍ أســـودِ
لغبـارُ
أقدام الصحابة في الـردى أغلى
وأعلى من جبـين الأبعــدِ
ما
نال أصحابَ الرسول سوى امرء تمـت
خسارتـه لسـوء المقصـدِ
هـم
كالعيـون ومسـها إتلافـهـا إيـاك
أن تدمـي العيـون بمـرودِ
من
غيرهم شـهد المشاهد كلهــا بـل
من يشابهـهم بحُـسن تعبـدِ
ويـلٌ
لمن كان الصحابة خصمـَه والحاكـمُ
الجبـارُ يـوم الموعـدِ
كل
الصحابة عادلون وليس فــي أعراضهم
ثـلبٌ لكـل معـربــدِ
أنسيـت
قـد رضي الإله عليـهـم في
تـوبةٍ وعلى الشهادة فاشهــدِ
فإذا
سمعت بأن مخـذولاً غـــدا في
ثلبـهم فاقطع نياط المعتــدي
مفـتاح
سبـهم الموفـق خالنــا أزجي
التحـايا للحليــمِ الأرشـدِ
أعني
معاويـة الجليـلَ وحسبـُـه إذ
كـان كاتبَ وحينا ثبـتَ اليــدِ
مـا
اختـاره المختـار إلا أنــه حَبـرٌ
أميـن في صراطٍ مهتــدِ
ودعا
له خيـر الأنـام وبوركـت أيـامـه
في مُـلك عـدلٍ أرغـدِ
حتى
تقيُ الديـن قـال:
دُعا
النبـي لا
أشبـع الرحمـن بطـن الأبعـدِ
هو
من مناقبه وخيـرُ خصالـــه فأضف
إلى تلك المنـاقب واعـددِ
ولِعمـرو
داهيـة الـدواهي حبُنـا مهما
جـرى حاز الرضى بتـفردِ
أنعم
بفاتـح مصـر مـن قـوادنا لله
درك مــن هـمـامٍ أوحــدِ
لـو
كـان في إيـمانه شـك لمـا ولاه
خيـر الخـلق جيـش المسجدِ
صلى
بأصحاب الرسول ولم يكـن حـاشاه
من أهـل النفاق بمشهــدِ
لكـنّ
مبغضـهم يحـاول ثلبـهـم بـتربصٍ
وتـحرشٍ وتـرصــدِ
هو
كالذبـاب على الجراح وهمـّه وضع
الأذى فعل الحقـود الأنـكدِ
حـبُ
الصحابة واجبٌ في ديننــا هم
خير قرنٍ في الزمان الأحمــدِ
ونكـفُ
عـن أخطائـهم ونعدهـا أجراً
لمجتـهدٍ أتى في المسنـــدِ
ونصونـهم
من حاقـدٍ ونحـوطهم بثـنائنا
في كـل جمـع أحشــدِ
قد
جاء في نص الحـديث مصحّحاً الله
في صحبي وصية أحمــــدِ
فبحبـهم
حـب الرسـول محقـق فاحـذر
تنقصهم وعنه فأبعــــدِ
هـم
أعمـق الأقـوام علماً نافعـاً وأقلـهـم
في كلفـة وتشــــددِ
وأبـرهم
سعيـاً وأعظمـهم هـدىً وأجلهـم
قـدراً بأمسٍ أو غـــدِ
وأسدهـم
رأيـاً وأفضلهـم تقــىً طـول
المدى من منتهٍ أو مبتـديِ
قـول
ابن مسعـود الصحابي ثابتٌ في
فضلهم وإذا رويت فأسنـــدِ
وعلامـة
السنّي كثـرة ذكـرهـم بالفضل
إنّ الفضل تاجُ مســـوّد
ثـم
الـدعاءُ لهـم وبثُ علومهـم وسلـوكُ
منهجهم برغم الحســّدِ
وبـراءةٌ
من مبغضيهـم دائـمــاً والكـره
للضلاّل والرأي الــرديِ
ووجـوبُ
نصرتهم على أعـدائهم من
رافـضٍ أو نـاصبٍ أو ملحـدِ
يا
لائمي في حـب صحبِ محمـدٍ تبت
يـداك وخبـتَ يوم الموعـدِ
نحـن
الفـداء لهم وليت فـداؤنـا أعداءهـم
خيـرٌ بشـرٍ نفتــدي
طهّـر
لسانـك من تنقصهــم ولا تسمـع
لنـذلٍ للغـواة مقـلـــّدِ
واذهب
مـع الأسلاف في توقيرهم لصحابةٍ
والـزم هداهـم تسعــدِ
واركب
سفينة نوح تنجُ من الـردى فالسنة
الغراء حصنُ مـوحـــدِ
هو
مذهب الأخيار كابن مسيــّبٍ وكمـالـكٍ
و الشـافعيّ و أحمــدِ
ولابـن
تيـميـةٍ كـلامٌ صـادقٌ في
سِفره المنهاج في حرب الـردي
من
سبهـم فالفيء عنه محـــرّم بـل
ليس من أتباعهم هو معتـدي
واقـرأ
كلاماً في الإصابة رائعــاً وكذا
ابن عبد البر إذ يشفي الصدي
وانصت
إلى الذهبيّ في أخبــاره عن
فضـلهم وكذا المحـب وأوردِ
لابـن
الكثيـر فـإنـه ذو سنّــة وعليـه
في نجـدٍ كـلامُ مــجددِ
في
لمعةٍ والواسطيـة نهجـنـــا فعلى
قواعـدها بنانك فاعقــــدِ
رتـب
منازلهم على ما جاء فــي تفضيـلهم
واحـذر كلامَ مفنـــدِ
فالراشـدون
أجلهم قـدراً علــى ترتــيبــهم
بـخـلافـةٍ وتسيّد
ومبشّـرون
بجنـةٍ فضّلهمـــوا وكمن
أتى بدرًا بحسن المشهـــدِ
ولبيعـة
الرضـوان فضلٌ زائــد ولأهل
بيت المصطفى خيرُ النـدي
يا
رب أنقـذ صحبـه من ظـالـمٍ من
يُنجد المظلـوم إن لـم تُنجـدِ
فالله
يجمعـنا بـهـم في جـنــةٍ في
مقـعـدٍ عنـد المليـك مخلّـدِ
مـا
عائـضُ القرني إلا خـــادمٌ لعلـومهـم
والله ربـي مقصـدي
صـلى
الإله على الرسـول وآلـه وصحابـه
ولـكل عبـدٍ مهـتدي
ليست هناك تعليقات