سيدنا أبو أيوب الأنصارى رضى الله عنه


سيدنا أبو أيوب الأنصارى رضى الله عنه

هو خالد بن زيد بن كليب بن مالك بن النجار أبو أيوب الأنصار

معروف باسمه وكنيته

وأمه هند بنت سعيد بن عمرو من بني الحارث بن الخزرج من السابقين
روى عن النبي 
صل الله عليه وسلم وعن أبي بن كعب روى عنه البراء بن عازب وزيد بن خالد والمقدام بن معد يكرب وابن عباس وجابر بن سمرة وأنس وغيرهم من الصحابة وجماعة من التابعين
شهد العقبة وبدرا وما بعدها ونزل عليه النبي صل الله عليه وسلم لما قدم المدينة فأقام عنده حتى بنى بيوته ومسجده

إسلامه :

أسلم أبو أيوب قبل هجرة النبي 
صل الله عليه وسلم إلى المدينة وشهد العقبة

أثر الرسول 
صل الله عليه وسلم في تربيته :

حدث عبدا لله عباس فقال خرج أبو بكر رضي الله عنه في الهاجرة يعني نصف النهار في شدة الحر فرآه عمر رضي الله عنه فقال يا أبا بكر ما أخرجك هذه الساعة؟

قال ما أخرجني إلا ما أجد من شدة الجوع فقال عمر و أنا والله ما أخرجني غير ذلك فبينما هما كذلك إذ خرج عليهما رسول الله صل الله عليه وسلم فقال : (ما أخرجكما هذه الساعة؟)
قالا والله ما أخرجنا إلا ما نجده في بطوننا من شدة الجوع فقال صل الله عليه وسلم (وأنا والذي نفسي بيده ما أخرجني غير ذلك قوما معي فانطلقوا فأتوا باب أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه)

وكان أبو أيوب يدخر لرسول الله 
صل الله عليه وسلم كل يوم طعاما فإذا لم يأت أطعمه لأهله فلما بلغوا الباب خرجت إليهم أم أيوب وقالت مرحبا بنبي الله ومن معه فقال رسول الله صل الله عليه وسلم أين أبو أيوب؟
فسمع أبو أيوب صوت النبي صل الله عليه وسلم وكان يعمل في نخل قريب له فاقبل يسرع وهو يقول مرحبا برسول الله وبمن معه ثم قال يا رسول ليس هذا بالوقت كنت تجيء فيه فقال صدقت ثم انطلق أبو أيوب إلى نخيله فقطع منه عذقا فيه تمر ورطب وبسر وقال يا رسول الله كل من هذا وسأذبح لك أيضاً فقال :
(إن ذبحت فلا تذبحن ذات لبن ) وقدم الطعام إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فأخذ منه رسول الله قطعة من لحم الجدي ووضعها في رغيف وقال :
يا أبا أيوب بادر بهذه القطعة إلى فاطمة الزهراء فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام فلما أكلوا وشبعوا قال النبي صل الله عليه وسلم : (خبز ولحم وتمر وبسر ورطب ودمعت عيناه ثم قال :
والذي نفسي بيده هذا هو النعيم الذي تسالون عنه يوم القيامة ) وبعد الطعام قال رسول الله صل الله عليه وسلم لأبي أيوب اتنا غدا) وكان النبي صل الله عليه وسلم لا يصنع له احد معروفاً إلا أحب أن يجازيه فلما كان الغد ذهب أبو أيوب إلى النبي صل الله عليه وسلم فأهداه جارية صغيرة تخدمه وقال له :
استوص بها خيرا عاد أبو أيوب إلى زوجته ومعه الجارية وقال لزوجته هذه هدية من رسول الله لنا ولقد أوصانا بها خيرا وان نكرمها فقالت أم أيوب وكيف تصنع بها خيرا لتنفذ وصية رسول الله فقال أفضل شيء إن نعتقها ابتغاء وجه الله وقد كان

فهذه أخي المسلم نبذة عن حياة هذا الصحابي الجليل في سلمه أما عن موقفه من الجهاد في سبيل الله فقد عاش أبو أيوب رضي الله عنه حياته غازيا حتى قيل إنه لم يتخلف عن غزوة غزاها المسلمون في عهد رسول الله صل الله عليه وسلم وبعد وفاته ظل جنديا في ساحات الجهاد وكانت آخر غزواته حين جهز معاوية جيشا بقيادة ابنه يزيد لفتح ( القسطنطينية ) وكان أبو أيوب وقتها بلغ عمره ثمانين سنة ولم يمنعه كبر سنه من أن يقاتل في سبيل الله ولكن في الطريق مرض مرضا أقعده عن مواصلة القتال وكان آخر وصاياه أن أمر الجنود أن يقاتلوا وان يحملوه معهم وان يدفنوه عند أسوار (القسطنطينية) ولفظ أنفاسه الأخيرة وهناك حفروا له قبرا وواروه فيه

بعض المواقف من حياته مع الرسول 
صل الله عليه وسلم

ـ كان الرسول 
صل الله عليه وسلم قد دخل المدينة مختتماً بمدخله هذا رحلة هجرته الظافرة ومستهلا أيامه المباركة في دار الهجرة التي ادَّخر لها القدر ما لم يدخره لمثلها في دنيا الناس

وسار الرسول وسط الجموع التي اضطرمت صفوفها وأفئدتها حماسة ومحبة وشوق ممتطيا ظهر ناقته التي تزاحم الناس حول زمامه كُلٌّ يريد أن يستضيف رسول الله

وبلغ الموكب دور بني سالم بن عوف فاعترضوا طريق الناقة قائلين :

( يا رسول الله أقم عندنا فلدينا العدد والعدة والمنعة ) ويجيبهم الرسول 
صل الله عليه وسلم وقد قبضوا بأيديهم على زمام الناقة :
(خَلّوا سَبيلَها فَإِنَّها مَأمُورة) ويبلغ الموكب دور بني بياضة فَحيّ بني ساعدة فحيّ بني الحارث بن الخزرج فحيّ عدي بن النجار

وكل بني قبيلة من هؤلاء يعترض سبيل الناقة وملحين أن يسعدهم النبي 
صل الله عليه وسلم بالنزول في دورهم وهو يجيبهم وعلى شفتيه ابتسامة شاكرة :
(خَلّوا سَبيلَها فَإِنَّها مَأمُورة ) فكان الرسول صل الله عليه وسلم ممعناً في ترك هذا الاختيار للقدر الذي يقود خطاه ومن أجل هذا ترك هو أيضاً زمام ناقته وأرسله فلا هو يثني به عنقه ولا يستوقف خطاه وتوجّه إلى الله بقلبه وابتهل إليه بلسانه :
(اللَّهُمَّ خر لِي واختَرْ لِي ) وأمام دار بني مالك بن النجار بركت الناقة ثم نهضت وطوَّفت بالمكان ثم عادت إلى مبركها الأول وألقت جرانه واستقرت في مكانه

وكان هذا السعيد الموعود الذي بركت الناقة أمام داره، وصار الرسول 
صل الله عليه وسلم ضيفه ووقف أهل المدينة جميعا يغبطونه على حظوظه الوافية هو البطل أبو أيوب الأنصاري الذي جعلت الأقدار من داره أول دار يسكنها المهاجر العظيم والرسول الكريم صل الله عليه وسلم

ـ وروى عن سعيد بن المسيب أن أبا أيوب أخذ من لحية رسول الله 
صل الله عليه وسلم شيئا فقال له :
لا يصيبك السوء يا أبا أيوب وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عاصم من طريق أبي الخير عن أبي رهم أن أبا أيوب حدثهم أن النبي صل الله عليه وسلم نزل في بيته وكنت في الغرفة فهريق ماء في الغرفة، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا نتتبع الماء شفقا أن يخلص إلى رسول الله صل الله عليه وسلم فنزلت إلى رسول الله صل الله عليه وسلم وأنا مشفق فسألته فانتقل إلى الغرفة قلت يا رسول الله :
كنت ترسل إلي بالطعام فأنظر فأضع أصابعي حيث أرى أثر أصابعك حتى كان هذا الطعام قال :
أجل إن فيه بصلا فكرهت أن آكل من أجل الملك، وأما أنتم فكلو.

وروى أحمد من طريق جبير بن نفير عن أبي أيوب قال : لما قدم النبي 
صل الله عليه وسلم المدينة اقترعت الأنصار أيهم يؤويه فقرعهم أبو أيوب.. الحديث

أثره في الآخرين :

ولقد عاش أبو أيوب رضي الله عنه طول حياته غازي وكانت آخر غزواته حين جهز معاوية رضي الله عنه جيشا بقيادة ابنه يزيد لفتح القسطنطينية وكان أبو أيوب آنذاك شيخا طاعنا في السن يحبو نحو الثمانين من عمره فلم يمنعه ذلك من أن ينضوي تحت لواء يزيد وان يمخر عباب البحر غازياً في سبيل الله لكنه لم يمض غير قليل على منازلة العدو حتى مرض أبو أيوب مرضا أقعده عن مواصلة القتال ومات بعدها

ليست هناك تعليقات