حكم نشيد (يا إمام الرسل يا سندي)
لا يجوز أن يدعى النبي صل الله عليه وسلم لأن الدعاء عبادة لا تكون إلا لله عز وجل فإذا كان ذلك بعد وفاته كان أبعد وأدخل في البدعة والضلال قال الله تعالى :
( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )
(فاطر / 13-14)
ولا شك أن قول القائل : " يا إمام الرسل يا سندي يا إمام الرسل خذ بيدي " هو من دعاء غير الله عز وجل وهو من أعمال الشرك التي يجب على العبد أن يتجنبها
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" كل من مات لا يدعى ولا يطلب منه الشفاعة لا النبي ولا غيره وإنما الشفاعة تطلب منه في حياته "
انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (6/191)
وليلعم أن قصائد المدح التي تنشد في حضرات الصوفية عادة ما تشتمل على الغلو في الممدوح نبياً كان أو غيره
وقد قال النبي صل الله عليه وسلم :
( لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ )
رواه البخاري (3445)
ومحبة النبي صل الله عليه وسلم لا تكون بدعائه من دون الله وسؤاله الحاجات ولا بهذه القصائد المبتدعة التي تشتمل غالباً على الغلو فيه والإشراك به إنما تكون محبته باتباعه والاقتداء به
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وَكَثِيرٌ مِنْ السَّالِكِينَ سَلَكُوا فِي دَعْوَى حُبِّ اللَّهِ أَنْوَاعًا مِنْ أُمُورِ الْجَهْلِ بِالدِّينِ إمَّا مِنْ تَعَدِّي حُدُودِ اللَّهِ وَإِمَّا مِنْ تَضْيِيعِ حُقُوقِ اللَّهِ
وَإِمَّا مِنْ ادِّعَاءِ الدَّعَاوَى الْبَاطِلَةِ الَّتِي لَا حَقِيقَةَ لَهَا
وَاَلَّذِينَ تَوَسَّعُوا مِنْ الشُّيُوخِ فِي سَمَاعِ الْقَصَائِدِ الْمُتَضَمِّنَةِ لِلْحُبِّ وَالشَّوْقِ وَاللَّوْمِ وَالْعَذْلِ وَالْغَرَامِ : كَانَ هَذَا أَصْلَ مَقْصِدِهِمْ
وَلِهَذَا أَنْزَلَ اللَّهُ لِلْمَحَبَّةِ مِحْنَةً يَمْتَحِنُ بِهَا الْمُحِبَّ فَقَالَ :
( قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )
فَلَا يَكُونُ مُحِبًّا لِلَّهِ إلَّا مَنْ يَتَّبِعُ رَسُولَهُ وَطَاعَةُ الرَّسُولِ وَمُتَابَعَتُهُ تُحَقِّقُ الْعُبُودِيَّةَ
وَكَثِيرٌ مِمَّنْ يَدَّعِي الْمَحَبَّةَ يَخْرُجُ عَنْ شَرِيعَتِهِ وَسُنَّتِهِ وَيَدَّعِي مِنْ الْخَيَالَاتِ مَا لَا يَتَّسِعُ هَذَا الْمَوْضِعُ لِذِكْرِهِ
وَلِهَذَا كَانَتْ مَحَبَّةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ لِلَّهِ أَكْمَلَ مِنْ مَحَبَّةِ مَنْ قَبْلَهَا وَعُبُودِيَّتُهُمْ لِلَّهِ أَكْمَلُ مِنْ عُبُودِيَّةِ مَنْ قَبْلَهُمْ
وَأَكْمَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي ذَلِكَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ كَانَ بِهِمْ أَشْبَهَ كَانَ ذَلِكَ فِيهِ أَكْمَلَ "
انتهى من "مجموع الفتاوى" (10/209-110)
فلا يجوز حضور هذه المجالس إلا للإنكار على أصحابها والواجب نصح عمكم بالحكمة والموعظة الحسنة ونهيه عن هذه الأمور ، وإخباره أن ذلك من الشرك ودعاء غير الله
وبإمكانكم أن تعوضوا حضور هذه الأماكن بدعوته إلى منزلكم وإكرامه والإلطاف له وتألف قلبه بالهدية ونحوها فلعل الله أن يهديه ويشرح صدره لترك ما هو عليه من العمل البدعي
وليعلم العبد أن رضا الناس غاية لا تدرك فليكن همه وسعيه وغاية أمره : رضا الله تبارك وتعالى وإن كان في رضاه سخط الناس جميعا فلا يبالي
كَتَبَ مُعَاوِيَةُ وهو أمير المؤمنين إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا :
" أَنْ اكْتُبِي إِلَيَّ كِتَابًا تُوصِينِي فِيهِ وَلَا تُكْثِرِي عَلَيَّ ؟
فَكَتَبَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : إِلَى مُعَاوِيَةَ سَلَامٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْدُ ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
( مَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ )
وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ !! "
رواه الترمذي (2414) وصححه الألباني
والله أعلم
( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )
(فاطر / 13-14)
ولا شك أن قول القائل : " يا إمام الرسل يا سندي يا إمام الرسل خذ بيدي " هو من دعاء غير الله عز وجل وهو من أعمال الشرك التي يجب على العبد أن يتجنبها
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" كل من مات لا يدعى ولا يطلب منه الشفاعة لا النبي ولا غيره وإنما الشفاعة تطلب منه في حياته "
انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (6/191)
وليلعم أن قصائد المدح التي تنشد في حضرات الصوفية عادة ما تشتمل على الغلو في الممدوح نبياً كان أو غيره
وقد قال النبي صل الله عليه وسلم :
( لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ )
رواه البخاري (3445)
ومحبة النبي صل الله عليه وسلم لا تكون بدعائه من دون الله وسؤاله الحاجات ولا بهذه القصائد المبتدعة التي تشتمل غالباً على الغلو فيه والإشراك به إنما تكون محبته باتباعه والاقتداء به
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وَكَثِيرٌ مِنْ السَّالِكِينَ سَلَكُوا فِي دَعْوَى حُبِّ اللَّهِ أَنْوَاعًا مِنْ أُمُورِ الْجَهْلِ بِالدِّينِ إمَّا مِنْ تَعَدِّي حُدُودِ اللَّهِ وَإِمَّا مِنْ تَضْيِيعِ حُقُوقِ اللَّهِ
وَإِمَّا مِنْ ادِّعَاءِ الدَّعَاوَى الْبَاطِلَةِ الَّتِي لَا حَقِيقَةَ لَهَا
وَاَلَّذِينَ تَوَسَّعُوا مِنْ الشُّيُوخِ فِي سَمَاعِ الْقَصَائِدِ الْمُتَضَمِّنَةِ لِلْحُبِّ وَالشَّوْقِ وَاللَّوْمِ وَالْعَذْلِ وَالْغَرَامِ : كَانَ هَذَا أَصْلَ مَقْصِدِهِمْ
وَلِهَذَا أَنْزَلَ اللَّهُ لِلْمَحَبَّةِ مِحْنَةً يَمْتَحِنُ بِهَا الْمُحِبَّ فَقَالَ :
( قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )
فَلَا يَكُونُ مُحِبًّا لِلَّهِ إلَّا مَنْ يَتَّبِعُ رَسُولَهُ وَطَاعَةُ الرَّسُولِ وَمُتَابَعَتُهُ تُحَقِّقُ الْعُبُودِيَّةَ
وَكَثِيرٌ مِمَّنْ يَدَّعِي الْمَحَبَّةَ يَخْرُجُ عَنْ شَرِيعَتِهِ وَسُنَّتِهِ وَيَدَّعِي مِنْ الْخَيَالَاتِ مَا لَا يَتَّسِعُ هَذَا الْمَوْضِعُ لِذِكْرِهِ
وَلِهَذَا كَانَتْ مَحَبَّةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ لِلَّهِ أَكْمَلَ مِنْ مَحَبَّةِ مَنْ قَبْلَهَا وَعُبُودِيَّتُهُمْ لِلَّهِ أَكْمَلُ مِنْ عُبُودِيَّةِ مَنْ قَبْلَهُمْ
وَأَكْمَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي ذَلِكَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ كَانَ بِهِمْ أَشْبَهَ كَانَ ذَلِكَ فِيهِ أَكْمَلَ "
انتهى من "مجموع الفتاوى" (10/209-110)
فلا يجوز حضور هذه المجالس إلا للإنكار على أصحابها والواجب نصح عمكم بالحكمة والموعظة الحسنة ونهيه عن هذه الأمور ، وإخباره أن ذلك من الشرك ودعاء غير الله
وبإمكانكم أن تعوضوا حضور هذه الأماكن بدعوته إلى منزلكم وإكرامه والإلطاف له وتألف قلبه بالهدية ونحوها فلعل الله أن يهديه ويشرح صدره لترك ما هو عليه من العمل البدعي
وليعلم العبد أن رضا الناس غاية لا تدرك فليكن همه وسعيه وغاية أمره : رضا الله تبارك وتعالى وإن كان في رضاه سخط الناس جميعا فلا يبالي
كَتَبَ مُعَاوِيَةُ وهو أمير المؤمنين إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا :
" أَنْ اكْتُبِي إِلَيَّ كِتَابًا تُوصِينِي فِيهِ وَلَا تُكْثِرِي عَلَيَّ ؟
فَكَتَبَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : إِلَى مُعَاوِيَةَ سَلَامٌ عَلَيْكَ أَمَّا بَعْدُ ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
( مَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ )
وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ !! "
رواه الترمذي (2414) وصححه الألباني
والله أعلم
ليست هناك تعليقات