مهنة الإعلامي في الإسلام الجزء الثاني

(حكم عمل المرأة مذيعة)

يتضح حكم عمل المرأة من خلال الآتي :
أولًا : جاء الشرع بتدابير عديدة تحمي المجتمع من الفتن ومن انحلال الأخلاق ولا شك أن خروج المرأة من بيتها ومخالطتها للرجال وتكسرها في الكلام مع كونها في أكمل ما يكون من الزينة كل ذلك من أعظم أسباب الفتن وفي هذا يقول الرسول صل الله عليه وسلم :
ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء
[رواه البخاري/5096] و [مسلم/2740]
وقال صل الله عليه وسلم :
فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء
[رواه مسلم/2742]
وإذا نظرنا إلى الواقع ازداد يقيننا بصدق الرسول صل الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى فالدول والمجتمعات ـ الإسلامية وغير الإسلامية ـ التي خرجت نساؤها وتبذلت واختلطت بالرجال لم تَجْنِ من وراء ذلك إلا الشر والانحلال الخلقي وكثرة اللقطاء

ثانيًا : جاء الإسلام وقد أمر المرأة بما هو أكمل في المحافظة على صيانتها وعفتها وصيانة المجتمع مما قد يضره ومن ذلك :
أنه نهاها عن الجهر بالقول أمام الرجال الأجانب عنها إلا إذا وجدت حاجة ملحة لذلك
ففي صلاة الجماعة إذا أخطأ الإمام ينبهه الرجال بالتسبيح والنساء بالتصفيق حتى لا تجهر بصوتها في مجمع الرجال مع أنهم في عبادة عظيمة هي أعظم عبادات الإسلام
والمرأة المحرمة بحج أو عمرة لا تجهر بالتلبية إلا بقدر ما تسمع رفيقاتها فقط
ولا شك أن عمل المذيعة منافٍ لذلك أعظم المنافاة إذ يسمعها آلاف أو مئات الآلاف من الرجال الأجانب عنها من غير ضرورة ولا حاجة ماسة لذلك
فقد رأينا وسمعنا المرأة مذيعة لنشرة الأخبار ومقدمة برامج رياضية واقتصادية ودينية فما هو الداعي أو الضرورة لذلك؟
أليس هناك من الرجال من يقوم بذلك على وجه أكمل وأحسن؟

ثالثًا : إذا نظرنا إلى عمل المرأة مذيعة في التليفزيون فهو يتضمن مجموعة من المخالفات الشرعية :
1) اختلاطها بالرجال الأجانب عنها كالمصور والمخرج والمنتج وغيرهم من العاملين معها بل قد تقع كثيرًا في الخلوة المحرمة مع أحد هؤلاء

2) ضرورة كشفها للوجه مع تزينها وتجملها بأبهى ما تستطيع من الزينة والله تعالى قد قال عن العجائز من النساء :
{وَالْقَوَاعِدُ مِنْ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ}
[النور : 60]

فكيف يجوز للمرأة الشابة أن تظهر بكامل زينتها أمام مئات الآلاف من الرجال الأجانب عنها؟!

3) تكسر كثير منهن في الكلام وكلهن يكن جميلات الأصوات ـ فهذا من أساسيات اختيارها مذيعة ـ وجمال صوت المرأة يوقع في الفتنة فكيف إذا انضم إليه تكسرها وميوعتها في الكلام والله تعالى يقول :
{فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}
[الأحزاب : 32]


قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
"المرأة لا يجوز لها مخاطبة الرجال الذين ليسوا محارم لها إلا عند الحاجة وبصوت ليس فيه إثارة ولا تبسط في الكلام معهم زيادة عن الحاجة"
[فتاوى المرأة المسلمة : 1/432]

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
هل يجوز للمرأة أن تعمل مذيعة يسمع صوتها الأجانب ؟
فأجاب : "إن المرأة في الإذاعة تختلط بالرجال بلا شك وربما تبقى مع الرجل وحده في غرفة الإرسال وهذا لا شك أنه منكر وأنه محرم وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال :
لا يخلون رجل بامرأة ولا يحل هذا أبدًا ثم إن المعروف أن المرأة التي تذيع تحرص على أن تجمل صوتها وتجعله جذابًا فاتنًا وهذا أيضًا من البلاء الذي يجب تجنبه لما فيه من الفتنة وفي الرجال الشباب والكهول ما يغني عن ذلك
فصوت الرجل أقوى من المرأة وأبين وأظهر"
[فتاوى المرأة المسلمة : 1/433 ، 434]
[انظر موقع الإسلام سؤال وجواب : فتوى/111839]


(حكم الدعاية)

إذا كانت الدعاية فيما أباحه الإسلام من المعاملات المالية والتجارية والأمور المباحة وليس فيها ظهور للنساء الكاسيات العاريات ولا الموسيقى وأن لا يتجاوز هذا الإعلان الصدق والحقيقة فهو غير محرم أما إذا كانت في مجال المحرمات وفيما يجلب الضرر للناس فهي محرمة يقول الله تعالى :
{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَ
نِ}

[المائدة : 2]

[انظر : موقع إسلام ويب رقم الفتوى (59275)]

(أحكام عند نشر مآسي المسلمين)

لا حرج في عرض صور ومقاطع الناس المنكوبين والقتلى والجرحى منهم مع مراعاة الضوابط الشرعية في هذا الباب ومنها :
1) عدم نشر صور النساء مطلقًا فالمرأة عورة ولا حاجة لعَرض صورة امرأة جريحة أو قتيلة أو جائعة وصور الرجال والأطفال تسد مسدَّها

2) وجوب طمس العورات فكثير من الصور لا يراعي ناشروها حكم الله عند تصويرها والواجب مراعاة ذلك عند عرضها من قبَل أهل الاستقامة لأن عورة المسلم واجب سترها

3) عدم نشر الانتهاكات الجنسية والاغتصاب سواء للرجال أو النساء فإن هذا مما يجب ستره

4) عدم نشر صور الأشلاء والرؤوس المقطوعة حفاظًا على حرمة المسلم ولما قد تورثه هذه المشاهد والصور من يأس وقنوط وجزع في نفوس بعض الناس

5) أن لا يصاحبها شيء من المعازف أو الغناء المحرم

6) عدم المبالغة في إظهار قوة العدو بحيث يصل إلى بث اليأس في نفوس المسلمين وتقرير الضعف فيهم وعجزهم عن مواجهة عدوهم

7) تحري المصداقية في النقل

8 ) تجنيب المساجد تلك الصور

9) إذا كانت الصورة لمقتول أو من تم التمثيل بجثته فينبغي عدم إظهار وجهه حتى لا يتعرف الناس عليه مراعاةً لحرمته

[موقع الإسلام سؤال وجواب : فتوى/223274]

ليست هناك تعليقات