بربروسا "ذو اللحية الحمراء"
بربروسا "ذو اللحية الحمراء" والذي سعت السينما الغربية إلى تشويه صورته بشكل كبير عبر العديد من الأفلام التي انتجتها هوليود والتي أظهرته على أنه قرصان شرير يجوب البحار
لدرجة لو ذكرنا اسم بربروسا لدار في مخيلتنا صورة ذلك القرصان أعور العينين ذو القدم الخشبية واليد الحديدية
متناسين سيرة ذلك البطل المسلم الذي خاض العديد من الحروب العظيمة ضد الجيوش الصليبية والتي كانت تخوض حروب مقدسة برعاية الكنيسة الكاثوليكية ضد المسلمين خلال العصور الوسطى وقد ذاع صيته أبان حكم السلطان العثماني سليم الأول بعد نجاحه بالعديد من المهمات التي كلفه بها والتي سنتحدث عنها في هذا المقال حيث يعتبر أبرزها انقاذ مسلمي الأندلس من محاكم التفتيش الإسبانية إثر سقوط دولة المسلمين في الأندلس وصولاً إلى إنقاذ فرنسا عقب سقوط ملكها فرانسوا الأول بقبضة شارلكان ملك إسبانيا والعسكرة داخل ميناء طولون الشهير المطل على البحر الأبيض المتوسط
نحج بربروسا في اختراق حصون الصليبين والسيطرة على مدن غرب الأندلس وتمّ نقل 70 ألف مسلم أندلسي في أسطول مؤلف من 36 سفينة وتم تأمينهم في الجزائر وتوطّنوا فيها
لدى القائد بربروسا سجل حافل من الإنجازات والانتصارات التي دونها التاريخ بماء من ذهب على الرغم من اختلاف العديد من المؤرخين في ذلك على اختلاف توجهاتهم ومن ابرز المعارك التي خاضها فتح الجزائر وتأمينها من هجمات الإسبان مروراً معركة بروزة البحرية التي انتصر فيها على الاسطول الأوربي المؤلف من 600 قطعة بحرية وأسر ما يزيد عن 3000 آلاف مقاتل دون خسارة أي قطعة عثمانية وصولاً لحصار نيس و العسكرة داخل ميناء طولون
بينما الحدث الأكبر بحياة بربروسا بنظر الكثيرين تلبية نداء الأندلسيين المسلمين لإنقاذهم من حملات الإبادة الإسبانية حيث كان لبربروسا موقف مشرف تجاه مسلمي الأندلس الذين كانوا يعانون من الاضطهاد والتميز العنصري في أقسى صوره على يد الكنيسة الكاثوليكية واتباعها إثر سقوط دولة الأندلس الإسلامية سنة 897 هجريا الموافق لسنة 1492 ميلاديا حيث اعتمدت مبدأ التطهير العرقي للقضاء على المسلمين فيها وذلك بعد أن أعطى ملك اسبانيا فريداند وزوجته ايزابيلا وعود كثير لملك الاندلس محمد الثاني عشر قبل استسلامه بعدم التعرض للمسلمين
وسرعان ما نكث الإسبان بالعهد وبدأت للكنيسة الكاثوليكية بفعل ما تشاء بحق مسلمي الأندلس الذين سقتهم الويلات، فقد عمدت إلى قتلهم وتعذيبهم داخل معتقلات مظلمة تحت الأرض عرفت بمحاكم التفتيش والتي بدورها بدأت بارتكاب الفظائع والجرائم التي لا تعد ولا تحصى بحق المسلمين من قتل جماعي وتشريد واعتقال
ويذكر المؤرخين بأن محاكم التفتيش أجبرت آلاف الأندلسيون على ترك الإسلام والدخول بالدين النصراني
كما أجبرتهم على حرق ما يملكونه من نسخ للقرآن الكريم والكتب الإسلامية والعربية بمختلف المجالات والتي كانت تعتبر بمثابة كنزٍ لا يقدر بثمن يتفاخر به الأندلسيون ، آلاف المسلمين قتلوا أثناء الحملات الكاثوليكية في حين نجح آخرون بالهروب إلى دول شمال إفريقيا والقسم الأكبر منهم بقي عالقاً تحت رحمة محاكم التفتيش العنصرية
#من_لم_يعرف_التاريخ_لا_يستطيع_صناعة_المستقبل
#كنا_جبالا
#كن_مثلهم
علي كمال
ليست هناك تعليقات