عرفجة بن هرثمة البارقي كريم في جاهليته عزيز في إسلامه

أول من ركب البحر من العرب مُجاهدا ، صحابي وأمير وقائد عسـكري مُحنك ووالي وسياسي وفارس لا يشق له غبار
مؤسس العصر الإسلامي في الموصل !!
إنه عرفجة بن هرثمة البارقي
رغم تاريخه العريق لا يعرفه الكثيرون ولا أعلم حقيقة كيف لهذا البطل أن يسقط من ذاكرة الأمة؟!
هو صحابي وقائد عسكـري برز ما بين عام 11 هجريا 632 ملاديا وعام 34 هجريا 654 ملاديا بخوضه الكثير من المعارك والغزوات والحملات العسكرية على الإمبراطوريَّة الفارسيَّة الساسانيَّة في إيران والعراق وكانت جلَّ حروبه وأغلبها على الدولة الفارسية
كان عرفجة بن هرثمة من دهاة العرب ذوي الرأي والمكيدة في الحرب والنجدة ومن أجلاء الصحابة الأبطال ولقد كان أمير لواء من الألوية الإحدى عشرة التي عقدها الخليفة الأول أبو بكر الصديق لقتال المرتدّين في مناطق شبه الجزيرة العربية
وهو أول قائد عربي في الإسلام ركب السفن غازيًا بلد فارس وجرَّأَ العرب من بعده على ركوب البحار
أحد الأمراء القادة في معارك البويب والبصرة والأبلة والسواد والقادسية وكان في وفد الحكماء القادة الذي فاوض رستم وبعد فتح المدائن قاد عرفجة جيـش الفرسان في فتح تكريت والموصل وولي خراج الموصل ونينوى بعد فتحها صلحًا
أمره عمر بن الخطاب مع عتبة بن غزوان بتمصير البصرة وتوطين المقاتلة العرب
ثم بعثه عتبة بن غزوان ضمن قادة البصرة لفك الحصار الساسانيَّ عن قوات العلاء الحضرمي في فارس كما أُرسل بأمر عمر إلى محاربة الهرمزان فزحف مع جيش البصرة إلى الأهواز فشهد وقائعها وتقدم إلى تستر وهزم الهرمزان
كان محبًا للعمران وعُمِّرت الموصل في أيامه ثم أَتى شرق دجلة وبَنَى مدينة الحديثة فحصنها وعسكر ثغورها وقام بتوطين آلاف الجند فاستقر أمنها ويُشار إلى أنه كان محبوباً من أبناء الموصل ، حكمها عدلاً ونظم إدارتها وقام بأعمال كثيرة تعد بالنسبة إلى زمانها من المشروعات الجبارة ويعدّه المؤرخون مؤسس العصر العربي الإسلامي في الموصل
يمتد نسبه إلى بارق بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر بن حارثة بن امريء القيس بن ثعلبة
نشأ في بيت مترف وكان خطيبًا مفوهاً فصيحًا قوي الحجة قوي البنية ماهرًا بالقتال بالسيف وبضروب الفروسية حاضر البديهة وعمل بالتجارة وأكسبه ذلك سعة الأفق ومعرفة الناس إضافة إلى إطلاعه على أوضاع البلاد التي تاجر معها وأحوالها وكان في الجاهلية حاكمًا كثير المال لا يُرد قويًا يتبعه الرجال
كان عرفجة أحد أشراف العرب الحكام في الجاهلية وأصبح من سادات المسلمين وقادتهم بعد إسلامه وتولى في ريعان شبابه زعامة وسيادة بجيلة في الجاهلية وارثا الرئاسة عن أبائه
لم تذكر كتب التراجم أي خبر عن وفادة عرفجة إلى رسول الله وفترة مكوثه بالمدينة المنورة وصحبته للنبي صل الله عليه وسلم ولكن في ذكر عمر بن الخطاب أنه كان أقدم بُجيلة هجرة وإسلامًا فعندما أمّر عمر بن الخطاب عرفجة بن هرثمة على بُجيلة في أوائل فتوح العراق سنة 13 هجريا
«قَالُوا : أَعْفِنَا مِنْ عَرْفَجَةَ
فَقَالَ عُمَرَ : لا أَعْفِيكُمْ مِنْ أَقْدَمِكُمْ هِجْرَةً وَإِسْلامًا وَأَعْظَمِكُمْ بَلاءً وَإِحْسَانًا

قال محمود شيت خطاب عنه :
« الذي يقرأ سيرته إنسانًا يتبين أنه كان مؤمنًا حقًا يتفانى من أجل عقيدته ومبدئه ولم يكن مرتزقا يجمع الأموال والعقار من أعماله العامة قائدًا وواليًَا بل ارتفع بنفسه عن المادة الزائلة ليبقى عمله خالصاً لوجه الله وحده وكان صادقًا وفيًا شهمًا غيورًا كريمًا مضيافًا رزينًا متزنًا عاقلًا ذكيا يحب لغيره ما يحب لنفسه وكان إداريًا حازمًا برز في الإدارة بروزًا لا يقل عن بروزه في ميدان الحرب »

عده اليعقوبي من دهاة العرب
وفي ذلك يقول الطنطاوي : « شجاعة عرفجة أبت عليه إلا أن يختار أخطر ساحات القـتال وأشدها ضراوة وأبلى هناك البلاء الحسن ورغم سرعته في اتخاذ القرار إلا أنه كان موفقا في كل قرارته وكان عرفجة يتحمل المسؤولية كاملة بلاد تردد ولا خوف كما كان يتمتع بسرعة الخاطرة والبديهة نظرا لذكائه واتزانه »
كان وجود عرفجة في جيش من جيوش المسلمين كافيًا لرفع معنويات ذلك الجيش وإقدامه
تلك هي بعض من مآثر عرفجة في التاريخ فهل نذكره أم نحن أمة أدمنت النسيان؟!

#كنا_جبالا
#كن_مثلهم

علي كمال

ليست هناك تعليقات