قصة أبو سُليمان الدَرَانِي رضي الله عنه


كَثُرَ أعدادُ العُبَّادِ والزُّهادِ في أنحاء الدولة الإسلامية في مشارقِ الأرضِ ومغارِبِها واشتُهِرَ بعضُهُم وَعُرَفَ اسمُه وصارَ مَثلاً يضرب في الزهد والورع والخوف من الله وحتى إن كان يعيش في قرية صغيرة كما هو الحال لأبي سليمان الداراني الذي كان يعيش في قرية دَارَيَّا بالقرب من العاصمة السورية دِمَشْقَ
سأله شخصٌ وقال له : يا أبا سليمان كثيراً ما تنتابُني وساوسٌ في صلاتي وكلما حاولت التركيز تدني أفكر في أمرٍ من أمورِ الدُنيا وأرجو أن أجدَ لها حلاً عِنْدَك وماذا أفعل ؟

فقال له الإمام أبو سُليمان :
مَن وثق بالله في رزقه زادَ في حُسْنِ خُلُقِه
وأَعقبَهُ الحِلْم وَسَخَت نفْسُه وقَلّت وساوسه في صلاته
فقال له : لا أفهم يا إمام
فقال له الإمام : أنت أذا وثقت بالله وتوكلت عليه اطمأننت له لأنه هو من يرزُقُك
انشغلت عن أمور الدُنيا ولزمت أمور الآخرة لأنَّك تعرف أنَّ الله هو الرزاق العليم
وعندما تتأكَّد أن الله هو مالِكُ المُلك وهو الرازق لاغيْرُه تطمئن نفسُك ويرتاحُ قلبُك
وستطيبُ نفسُك مع من حولَك وتسلم كل أمورك لله وعندما تقف بين يدي الله جل جلاله في الصلاة ولن تفكر بغيره
فقال له : شكراً لك يا إمام كانت نصيحة جامعة سأستفيد منها بحياتي إن شاء الله
وكان الكثيرون يأتون للإمام أبي سليمان للاستفادة بعلمه والعمَلِ به
وكان لايبخل عليهم أبدا ويمنحهم النصيحة في كل وقت

وكان في الليل كل يوم يقوم إلى صلاة قيامِ الليل ويجد الراحة فيها والقُربَ لله كما حاله في كل صلاة
وكان يقول رحمه الله : لولا الليل ما أحببت البقاءَ في الدُنيا
وكان يقول رحمه الله أيضاً : من كان يومه
مثل أمسه فهو في نقصان والزيادة تكونُ في طاعَةِ لله عزَّ وجلَّ

ليست هناك تعليقات