قصة حليمة السعدية مع النبيّ صل الله عليه وسلم


كان أهل مكة تجارا أغنياء يقومون برحلة الشتاء إلى اليمن ورحلة الصيف إلى الشام وكانت بادية بني سعد القريبة منهم لا تعرف غير رعي الابل والأغنام وكانوا فقراء

اعتاد أهل بادية بني سعد أن تقوم نساؤهم بإرضاع أبناء أهل مكة وكان أهل مكة يرسلون أبناءهم إليهم لينشأوا على خشونة العيش وليتعلموا الفصاحة والأخلاق العربية الأصيلة وفي إحدى المرات خرجت قافلة بني سعد تحمل النساء اللائي وضعن حديثا لتأخذ كل منهن طفلا من أهل مكة ترضعه مع ابنها وتأخذ على ذلك أجرا يعينها في حياتها ولم تكن تلك القافلة تسير طول الوقت والسبب في ذلك أن واحدة من هؤلاء الأمهات واسمها حليمة كانت تركب أتانا (أنثى الحمار)

وكانت تلك الأتان ضعيفة عرجاء فكانت تتخلف عن القافلة وكان لابد لرئيس القافلة أن يأمرها بأن تتوقف حتى تلحق بالقافلة وحينما اقتربت القافلة من مكة أسرع الجميع بالدخول إليها وتأخرت حليمة جدا في الدخول

أخذت تبحث عن طفل ترضعه فوجدت أن صاحباتها قد سبقنها وأخذن أبناء الأغنياء كلهم ولم يبق إلا طفل صغير يتيم وفي كفالة جده ولم تقبل حليمة في بادئ الأمر أن تأخذ هذا الطفل اليتيم وتركته وذهبت تبحث عن غيره ولكنها لم تجد لأن فكل الأطفال قد ذهبوا مع مراضع أخريات وفي النهاية أخذت حليمة ذلك الرضيع اليتيم

ولكنها حين ركبت أتانها لترجع مع قافلتها إلى ديارها وجدت الأتان وقد ذهب عنها عرجها وصارت تسير بسرعة شديدة لدرجة أنها كانت تسبق كل حمير القافلة القوية ولم يقتصر الأمر على ذلك فقد كان اللبن في صدر حليمة قليلا ولا يكاد يشبع ابنها لأنها فقيرة ولا تجد ما يشبعها وكان ابنها يصيح طول طريق الذهاب ويبكي من الجوع ولكنها بعد أن أخذت ذلك اليتيم وجدت أن صدرها مليء باللبن فشرب ابنها ونام من الشبع وشرب اليتيم هو الاخر حتى شيع

هنالك عرفت القافلة كلها أن هذا اليتيم الذي أخذته حليمة رضي الله عنها هو يتيم مبارك وأن ما حدث لحليمة وأتانها هو بسبب بركته

ليست هناك تعليقات