العابد الزاهد يوسُفُ بن أسباط
في تُركيا في أنطاكيا عاش العابد الزاهد الحكيم يوسُف بن أسباط
وكان ليوسف مواقف ذكرتها كتب السيَّر وتناقلتها الأجيال من بعده
وكان ذات مرة في مجلس علمٍ لشيخه فقال له : يا شيخ أريد أن أخبرك أمراً وأرغب أن تكون مساعداً ليَّ فيه
فقال له شيخه : أسأل الله أن يلهمني حلاً لذلك الأمر
فقال له : إنني أستيقظ في كوابيس وأكون متعرق الجبين وأكون خائفاً
فقال له الشيخ : هل تخاف من الله يا يوسُف ؟
قال يوسف : أخاف منه سبحانه وتعالى
وقال الشيخ : تذكر كل هذا طوال الوقت ومن خاف الله خاف منه كل شيء
فقال يوسف : شكراً لك يا شيخنا فقد أراحتني تلك الكلمات والعبارات
وهكذا تغير حالَ يوسف
وكان يصلي قيامَ الليل ويدعو وإذ بسارقٍ معه سيف يريد أن يقول له أين المال الذي عندك
فقال يوسف : إنني لا املك المال ولست خائفاً منك بل عليك خائف
فقال له السارق : أين مالُكَ يا هذا
فقال له : أنا ذاهبٌ لأصلي الفجر والمنزل أمامك ففتشه وأنصحُكَ بعدم إتعاب نفسك بالتفتيش ومن حسن الحظ أن زوجتي عند اهلها اليوم وإلا كان الناس قد أتوا إلي ومسكوك وقتلوك
وأنصحك أيضاً أن تبحث عن عمل شريف بدلٌ من أن تسرق بيوت الناس
وكان يوسف محبوباً بين الناس يرونه عاقلاً متواضعاً
وكان يقول : التواضع أن لا ترى أحداً وإلا رأيت فضلاً له عليك
وظل يوسف مثالاً لسلوكه وهو يقول كما يفعل ولا فرق بينها
وكان من أكبر الزُهَّاد والعُبَّاد وظلَّ مشغولاً بعبادته وتقربه إلى الله وحتى توفي بعد أن ترك وراءه سيرة عطرة وراءه وصار قدوة للآخرين
فرحمه الله رحمة واسعة
ليست هناك تعليقات