موسوعة الرد على الشيعة الجزء الثانى الطعن فى الصحابة (فدك و شبهات و ردود 2)


فدك

قالوا بعد وفاة النبي صل الله عليه وسلم جاءت فاطمة إلى أبي بكر الصديق تطلب ميراثها من النبي صل الله عليه وسلم فلم يعطها أبو بكر حقها

والذين استدلوا بهذا الدليل هم الشيعة
واختلفوا في توجيه طلب فاطمة لفدك
فقال بعضهم : إن فدك إرث من النبي صل الله عليه وسلم لفاطمة
وقال آخرون : هي هبة من النبي صل الله عليه وسلم وهبها فاطمة يوم خيبر

أما على القول الأول
أن فدك إرث من النبي صل الله عليه وسلم فالرواية الصحيحة فيها أنه بعد وفاة النبي صل الله عليه وسلم جاءت فاطمة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه تطلب منه إرثها من النبي صل الله عليه وسلم في فدك وسهم النبي صل الله عليه وسلم من خيبر وغيرها
فقال أبو بكر الصديق : إني سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول :
« إنا لا نورث ما تركناه صدقة »
أو « ما تركنا صدقة »
أو « ما تركنا فهو صدقة »
ثلاث روايات
هكذا أخبر أبو بكر فاطمة وفي رواية عند أحمد :
« إنا معشر الأنبياء لا نورث »
ولكن الرواية التي في الصحيحين :
« إنا لا نورث ما تركناه صدقة »
فوجدت فاطمة رضي الله عنها على أبي بكر الصديق
فإما أنها تدعي أنه أخطأ في فهمه لقول النبي صل الله عليه وسلم أو أنه أخطأ في سماعه وهي استدلت بالعموم في قول الله
[يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بها أو دين آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما]
{النساء : 11}

وأهل السنة في هذه الـمسألة لا يبحثون عن عذر لأبي بكر وإنما يبحثون عن عذر لفاطمة لأنهم يرون أن أبا بكر يستدل بحديث سمعه من النبي صل الله عليه وسلم رواه أبو بكر وعثمان وعمر وعلي نفسه والعباس وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام كل هؤلاء رووا الحديث عن النبي صل الله عليه وسلم إنا لا نورث ما تركنا صدقة ففاطمة رضي الله عنها لـما ما قبلت منه هذا الكلام حاول أهل السنة أن يبحثوا عن عذر لفاطمة لا لأبي بكر لأنهم لا يرون أن أبا بكر هنا قد أخطأ في حق فاطمة

وقالوا: غضبت على أبي بكر !!
ونقول:  ما يضر أبا بكر إذا غضبت عليه فاطمة إن كان الله رضي عنه فقد قال الله :
[لقد رضي الله عن الـمؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا]
{الفتح : 18}
وأبو بكر كان رأس الـمؤمنين الذين بايعوا النبي صل الله عليه وسلم في ذلك اليوم فمن رضي الله عنه ورضي عنه الرسول صل الله عليه وسلم لا يضره غضب من غضب
وكذا نقول : لو جعل أي إنسان نفسه مكان أبي بكر وجاءته فاطمة رضي الله عنها تطالب بالـميراث وهو قد سمع النبي صل الله عليه وسلم يقول :
« لا نورث » فهل يقدم قول النبي الـمعصوم أو يقدم رضى فاطمة رضي الله عنها؟

* وكذا القول بأن فاطمة وجدت على أبي بكر !!
الذي يظهر أنه من زيادات الزهري وإدراجه و ليس من أصل الرواية

ثم نرد على هذا الدليل بالتفصيل

* أما قولهم : إنه إرث!!
فنقول : إن النبي صل الله عليه وسلم قال :
« إنا لا نورث ما تركنا صدقة »
بمعنى الذي تركنا هو صدقة ولذلك جاء في بعض طرق الحديث عند مسلم
« ما تركنا فهو صدقة »
وحرف البعض هذا الحديث فقال :
« ما تركنا صدقة » فيجعلون « ما » نافية أي لم نترك صدقة!!
وأهل السنة يجعلون « ما » هنا موصولة وهي الرواية الصحيحة التي في الصحيحين
« ما تركنا صدقة » بالرفع ويؤكد هذه الرواية رواية « ما تركنا فهو صدقة »
فالنبي لا يورث صلوات الله وسلامه عليه بل على الصحيح إن الأنبياء جميعا لا يورثون
وهم يستدلون بقول الله تبارك وتعالى عن زكريا :
[يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا * يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا]
{مريم : 6-7}
قالوا هنا أثبت الوراثة وأثبتها مرة ثانية فقال عن سليمان :
[وورث سليمان داوود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل الـمبين]
{النمل : 16}
وتفسير هاتين الآيتين ما يأتي :
* أما الآية الأولى : وهي قول الله تبارك وتعالى :
[ يرثنى ويرث من ءال يعقوب]
فنقول :

أولا :
إنه لا يليق برجل صالح أن يسأل الله تبارك وتعالى ولدا حتى يرث الـمال فق، فكيف نرضى هذا لنبي كريم وهو زكريا أن يسأل ولدا لكي يرث ماله؟!

ثانيا :
الـمشهور أن زكريا كان فقيرا يعمل نجارا فأي مال عند زكريا حتى يطلب من الله تبارك وتعالى أن يرزقه وارثا بل الأصل في أنبياء الله تبارك وتعالى أنهم لا يبقون الـمال بل يتصدقون به في وجوه الخير

ثالثا :
وهو ما يدل عليه سياق الآية وهو قول الله تبارك وتعالى :
[يرثني ويرث من آل يعقوب]
كم شخص في آل يعقوب؟ وأين يحيى من آل يعقوب؟
آل يعقوب هم موسى وداود وسليمان ويحيى وزكريا وأقوامهم بل كان كل أنبياء بني إسرائيل من آل يعقوب لأن إسرائيل هو يعقوب فكيف ببقية بني إسرائيل من غير الأنبياء إذن فكم سيكون نصيب يحيى؟
ثم إنه محجوب بالفرع الوارث فلا شك أن قوله : [يرثني ويرث من آل يعقوب] يرد على قول من يقول : إنه أراد وراثة الـمال بل ذكر يعقوب لأن يعقوب نبي وزكريا نبي فأراد أن يرث النبوة والعلم والحكمة

رابعا :
وهو قول النبي صل الله عليه وسلم :
« إنا معاشر الأنبياء لا نورث »
أو قوله :
« إنا لا نورث ما تركنا صدقة »
أو قوله :
« إن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما ورثوا العلم »

* وأما الآية الثانية : وهي قول الله تبارك وتعالى :
[وورث سليمان داوود]
فكذلك لم يرث منه الـمال وإنما ورث النبوة والحكمة والعلم لأمرين اثنين :
الأول :
إن داود قد اشتهر أن له مئة زوجة وله ثلاثمئة سرية (أي : أمة) وله كثير من الأولاد فكيف لا يرثه إلا سليمان؟
بل إخوة سليمان أيضا يرثون فتخصيص سليمان بالذكر ليس بسديد إن كان معه ورثة آخرون
فلو كان الأمر إرثا عاديا ما كان لذكره فائدة في كتاب الله ولكان تحصيل حاصل لأن إرث الـمال أمر عادي والذي لا شك فيه أن الله أراد شيئا آخر خصه بالذكر وهو إرث النبوة

* وأما قولهم :
إنها هبة وهدية من النبي صل الله عليه وسلم وهبها لفاطمة يوم خيبر
فقد روى الكاشاني (احد كبار علماء الشيعة) في « تفسيره  » :
أن النبي صل الله عليه وسلم بعد فتح خيبر وبعد أن أنزل الله تبارك وتعالى عليه :
 [وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا]
{الإسراء : 26}
فنادى فاطمة فأعطاها فدك

ولنقف قليلا هنا :
أولا :
هذه القصة مكذوبة ولم تنزل هذه الآية في هذا الوقت
ولم يعط النبي صل الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها وأرضاها شيئا بل الصحيح أن فاطمة طلبت فدك من باب الإرث لا من باب الهبة
وفتح خيبر في أول السنة السابعة وزينب بنت النبي توفيت في الثامنة من الهجرة وأم كلثوم بنت النبي صل الله عليه وسلم توفيت في التاسعة من الهجرة فكيف يعطي فاطمة ويدع أم كلثوم وزينب صلوات الله وسلامه عليه؟
فهذا اتهام للنبي صل الله عليه وسلم أنه كان يفرق بين أولاده صل الله عليه وسلم

* ثم إن النعمان بن بشير لـما جاء للنبي صل الله عليه وسلم فقال : 
يا رسول الله إني قد وهبت ابني حديقة وأريد أن أشهدك
فقال النبي صل الله عليه و سلمأكل أولادك أعطيت؟
قال : لا
فقال النبي صل الله عليه و سلماذهب فإني لا أشهد على جور

فسماه جورا وذلك أن يفضل بعض الأولاد على بعض،فهذا النبي الكريم الذي لا يشهد على الجور

هل يفعل الجور؟!
أبدا بل نحن ننزه صل الله عليه وسلم
ثم إن كانت هبة فإما أن تكون قبضتها أو لم تقبضها
فإن كانت قبضتها فكيف جاءت تطالب بها
وإن لم تكن قبضتها فإن الهبة إن لم تقبض فكأنها لم تعط

فعلى أي الأمرين سواء القول إنها إرث أو القول إنها هبة فالقول ساقط فهي لا إرث ولا هبة

والعجيب في هذا الأمر أنه بعد وفاة الصديق رضي الله عنه استخلف عمر بن الخطاب ثم عثمان ثم استخلف علي فلو فرضنا أن فدك لفاطمة سواء كانت إرثا أو هبة فهي تدخل في ملك فاطمة رضي الله عنها وهي ماتت بعد النبي صل الله عليه وسلم بستة أشهر فإلى من تذهب فدك؟
تذهب إلى الورثة
فعلي له الربع لوجود الفرع الوارث والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم رضي الله عنهم لهم الباقي للذكر مثل حظ الأنثيين ولـما استخلف علي رضي الله عنه لم يعط فدك لأولاده فإن كان أبو بكر ظالما وعمر ظالما وعثمان ظالما لأنهم منعوا فدك أهلها فلم لا يتعدى الحكم إلى علي لأنه منع فدك أهلها ولم يعطها لأولاد فاطمة

* وفدك كانت بيد رسول الله صل الله عليه وسلم فلـما توفي كانت بيد أبي بكر ثم عمر وفي عهد عمر جاء العباس وعلي وطلبا منه أن تكون بيديهما فأعطاهما إياها يديرانها ثم كانت بيد علي وظلت عنده إلى أن توفي سنة 40 هـ ثم بيد الحسن ثم الحسين ثم الحسن بن الحسن وعلي بن الحسين ثم زيد بن الحسن

* ونحن ننزه الجميع ننزه أبا بكر وعمر وعثمان وعليا رضي الله عنهم أجمعين ومن كانت فدك في يده إلى زيد بن الحسن
فلم تكن فدك هبة ولم تكن كذلك إرثا من النبي

ثانيا :
كيف يترك النبي صل الله عليه وسلم كل هذا الـمال وهو الزاهد ومما يدل على هذا أمور :
1- حديث أم سلمة رضي الله عنها وفيه :
أن النبي دخل عليها وهو ساهم الوجه قالت : فحسبت ذلك من وجع فقلت : يا رسول الله أراك ساهم الوجه أفمن وجع؟
فقال : لا ولكن الدنانير السبعة التي أتينا بها أمس أمسينا ولم ننفقها

2- توفي النبي ص الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي مقابل ثلاثين صاعا استلفها
فمن عنده فدك وسهم خيبر يرهن درعه مقابل عشرين صاعا؟!

* ويذكرون عن فاطمة : أنها لـما منعت فدك غضبت وذهبت إلى قبر أبيها تشتكي إليه!!
وهذا كذب بل ولا يليق بفاطمة رضي الله عنها وأرضاها
فإن الله يقول عن العبد الصالح النبي الكريم يعقوب عليه الصلاة والسلام :
[قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون]
{يوسف : 86}
والـمشهور أن أبا بكر ترضاها حتى رضيت كما أخرج هذا كثير من أهل العلم عن الشعبي مرسلا صحيحا والشعبي من كبار التابعين
والله أعلم بحقيقة الأمر

وكذلك الـمشهور :
أن فاطمة غسلتها أسماء بنت عميس وأسماء زوجة أبي بكر الصديق فكيف تغسلها زوجة أبي بكر الصديق وأبو بكر لا يدري بموتها؟

والصحيح : أنها دفنت ليلا ولم يؤذن أبو بكر فيها
وعائشة دفنت ليلا بل وسيد الخلق رسول الله صل الله عليه وسلم دفن ليلا

كذبهم بأن عمر قال أن النبي يهجر

قالوا حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : لـما حضر رسول الله
أي : حضرته الوفاة وفي البيت رجال فيهم عمر فقال رسول الله صل الله عليه وسلم :
« هلم أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده »
فقال عمر : إن رسول الله صل الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله واختلف أهل البيت واختصموا
 فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله صل الله عليه وسلم كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلـما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله صل الله عليه وسلم
قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
«قوموا »

وطعنهم في أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم من قبل هذا الحديث يتمثل في أنهم يدعون كذبا أن عمر قال :
« إن رسول الله يهجر »
وهذا كذب على عمر!!
لم يقل عمر : إن رسول الله صل الله عليه وسلم يهجر بل الرواية في الصحيحين وغيرهما أن عمر رضي الله عنه قال : إن رسول الله صل الله عليه وسلم قد غلبه الوجع وفي ذلك الوقت كان مرض الـموت على النبي صل الله عليه وسلم شديدا
وبين هذا حديث عائشة رضي الله عنها لـما أغمي على النبي صل الله عليه وسلم ثم أفاق فقال :
أصلى الناس؟ قالت : هم في انتظارك يا رسول الله فقربوا إليه الـماء فاغتسل ثم قام يريد أن يذهب إلى الصلاة فسقط مغميا عليه ثم أفاق فقال :
أصلى الناس؟
قالوا : هم في انتظارك يا رسول الله
فقال : قربوا لي ماء فأتوه بالـماء فاغتسل ثم قام يريد أن يذهب للصلاة فسقط فلـما سقط الثالثة
ثم أفاق : قال : أصلى الناس؟
قالوا : هم في انتظارك قال : مروا أبا بكر فليصل بالناس

نعم هناك من قال : أهجر ولكنه ليس عمر
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه لـما رأى النبي صل الله عليه وسلم يوعك وعكا شديدا أشفق عليه فقال : يا رسول الله إنك توعك وعكا شديدا فقال النبي صل الله عليه وسلم : إني أوعك كرجلين منكم
قال ابن مسعود: أذلك لأن لك الأجر مرتين؟
قال : نعم

فالنبي صل الله عليه وسلم كان يوعك وعكا شديدا فلـما سمع عمر النبي صل الله عليه وسلم يقول : هلم أكتب لكم كتابا
أشفق على النبي صل الله عليه وسلم فقال : إن رسول الله غلبه الوجع حسبنا كتاب الله
قلت : وهذا موافق لقوله تعالى :
[اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام]
والرسول صل الله عليه وسلم قال :
« والله ما تركت شيئا يقربكم إلى الله والجنة إلا وأخبرتكم به وما تركت شيئا مما أمركم الله به إلا قد أمرتكم به وما تركت شيئا مما نهاكم الله عنه إلا قد نهيتكم عنه »
فما بقي شيء في الدين لم يبينه الرسول صل الله عليه وسلم
فما هذا الكتاب الذي كان الرسول صل الله عليه وسلم يريد أن يكتبه؟
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : كنا عند رسول الله صل الله عليه وسلم فأمرني أن آتيه بطبق يكتب فيه ما لا تضل أمته من بعده
قال : فخشيت أن تذهب نفسه (يعني : خشيت أن يموت قبل أن يأتيه الكتاب)
فقلت : يا رسول الله إني أحفظ وأعي فقال النبي صل الله عليه وسلم :
« أوصيكم بالصلاة والزكاة وما ملكت أيمانكم »

فإذا قالوا : الصحابة عصوا أمر النبي صل الله عليه وسلم فلم يأتوه بالكتاب
 فنقول : علي أول من عصى فإنه هو الـمأمور مباشرة من النبي صل الله عليه وسلم أن يأتيه بالكتاب
فلماذا لم يأته به؟! فإذا لـمنا أصحاب النبي صل الله عليه وسلم على هذا الأمر فعلي يلام!!
والـحق أنه لا لوم على الـجميع لأمور :
أولا :
إن عليا رضي الله عنه في هذا الحديث نفسه قال : فخشيت أن تذهب نفسه فقلت :
يا رسول الله إني أحفظ وأعي فقال النبي صل الله عليه وسلم : أوصيكم بالصلاة والزكاة وما ملكت أيمانكم
فالنبي صل الله عليه وسلم إذا تلفظ بما أراد أن يكتب

ثانيا :
الذي أراد أن يكتبه النبي صل الله عليه وسلم إما أن يكون واجبا عليه أو مستحبا
فإن قالوا : إنه أمر واجب وهو من أمور الشريعة الواجب تبليغها فقولهم هذا فيه أن النبي صل الله عليه وسلم لم يبلغ جميع الشرع وهذا طعن في النبي صل الله عليه وسلم وطعن في الله الذي قال : [اليوم أكملت لكم دينكم]
وإن قالوا : إنه مستحب!!
فنقول : هذا هو قولنا جميعا

ثالثا :
إن الصحابة امتنعوا شفقة على النبي صل الله عليه وسلم لا من باب الـمعصية

نهى عمر بن الـخطاب عن متعة الـحج ومتعة النساء

وهما مشروعتان فكيف يحرم عمر ما أحله الله؟

أولا :
متعة الـحج :
فنقول : على فرض أن عمر أخطأ رضي الله عنه في النهي عن متعة الحج فكان ماذا؟!
نحن لا ندعي العصمة لعمر بل نقول يخطئ كما تخطىء باقي الصحابة هذا إذا افترضنا أنه أخطأ

عن الصبي بن معبد أنه قال لعمر : أحرمت بالحج والعمرة معا (يعني : متمتعا)
فقال عمر : هديت لسنة نبيك

فهذا عمر يرى أن هذه هي السنة : بل ومدح هذا الرجل ولم ينهه وقال : هديت لسنة نبيك

وعن سالم عن ابن عمر أنه سئل عن متعة الحج فأمر بها فقيل له : إنك تخالف أباك
قال : إن أبي لم يقل الذي تقولون؟ إنما قال :
« أفردوا العمرة من الحج »
فجعلتموها أنتم حراما وعاقبتم عليها وقد أحلها الله عز وجل وعمل بها رسول الله صل الله عليه وسلم فلـما أكثروا عليه قال : أفكتاب الله أحق أن يتبع أم عمر؟
ماذا كان مراد عمر إذا؟
كان مراد عمر أن لا يعرى بيت الله عن العمرة في يوم من أيام السنة فإن الناس كانوا إذا خرجوا إلى الحج يعتمرون مع الحج وهي الـمتعة بعد ذلك لا يأتون إلى بيت الله فأراد عمر أن يحجوا مفردين ثم بعد ذلك يأتون إلى بيت الله تبارك وتعالى بعمرة بسفر مستقل حتى لا يبقى بيت الله عاريا من الخلق

فالنهي من عمر رضي الله عنه لم يكن نهي تحريم وإنما كان رأيا رآه وظن أن هذا الأمر أفضل ولا يعاب عليه في هذا الأمر بل قد ذكرنا أنه لـما حج الصبي بن معبد متمتعا قال له عمر : هديت لسنة نبيك

ثانيا :
متعة النساء :
إن النهي عنها ثبت عن علي رضي الله عنه حيث قال لابن عباس رضي الله عنهما - لـما سمع أنه يبيح متعة النساء - :
« مهلا يا ابن عباس فإن رسول الله صل الله عليه وسلم قد نهى عنها يوم خيبر وعن لحوم الحمر الأنسية »

وكذلك حديث سلمة بن الأكوع أن النبي صل الله عليه وسلم حرم الـمتعة عام أوطاس »
وكذلك روى سبرة الجهني أن النبي صل الله عليه وسلم حرم الـمتعة عام الفتح وفي رواية :
« إني كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة »

فعمر نهى عن الـمتعة فكان ماذا؟
فعمر رضي الله عنه نهى عن شيء نهى عنه رسول الله صل الله عليه وسلم
نهى عن شيء نهى رب العزة تبارك وتعالى عنه حيث قال :
[والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون]
{المؤمنون : 5- 7}
فسماهم الله عادين

وهم يستدلون بقول الله تبارك وتعالى :
[فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما]
{النساء : 24}
ويستدلون بالقراءة :
[فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أجورهن فريضة] :
نقول : إن هذه القراءة غير متواترة وليست من القراءات السبع ولا من القراءات العشر فهي قراءة شاذة
وهي معارضة بقول النبي صل الله عليه وسلم سواء كان بحديث علي أو سلمة بن الأكوع أو سبرة الجهني أو غيرهم

ليست هناك تعليقات