صفات النبى صل الله عليه وسلم الجزء الثالث
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : لما أراد رسول الله صل الله عليه وسلم أن يكتب إلى العجم قيل له : إن العجم لا يقبلون إلا كتاباً عليه ختمٍ فاصطنع خاتماً فكأني أنظر إلى بياضه في كفه
رواه الترمذي في الشمائل والبخاري و مسلم
ولهذا الحديث فائدة أنه يندب معاشرة الناس بما يحبون وترك ما يكرهون و استئلاف العدو بما لا ضرر فيه ولا محذور شرعاً والله أعلم
ولقد كان خاتم رسول الله صل الله عليه وسلم من فضة و فَصُّه (أي حجره) كذلك
وكان عليه الصلاة و السلام يجعل فَصَّ خاتمه مِمَّا يلي كفه نقش عليه من الأسفل إلى الأعلى ( محمد رسول الله ) و ذلك لكي لا تكون كلمة "محمد" صل الله عليه وسلم فوق كلمة {الله} سبحانه و تعالى
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : اتخذ رسول الله صل الله عليه وسلم خاتماً من ورِق (أي من فضة) فكان في يده ثم كان في يد أبي بكر ويد عمر ثم كان في يد عثمان حتى وقع في بئر أريس نَقشُهُ ( محمد رسول الله )
رواه الترمذي في الشمائل و مسلم وو أبو داود
وأريس بفتح الهمزة وكسر الراء هي بئر بحديقة من مسجد قباء
و لقد ورد في بعض الروايات أن النبي صل الله عليه وسلم كان يلبس الخاتم في يمينه و في روايات أخرى أنه كان يلبسه بيساره و يُجمع بين روايات اليمين و روايات اليسار بأن كُلاّ منهما وقع في بعض الأحوال أو أنه صل الله عليه وسلم كان له خاتمان كل واحدد في يد و قد أحسن الحافظ العراقي حيث نظم ذلك فقال :
يلبسه كما روى البخاري في خنصر يمين أو يسار كلاهما في مسلم و يجمع بأن ذا في حالتين يقعأ و خاتمين كل واحد بيد كما بفص حبشي قد ورد ولكن الذي ورد في الصحيحين هو تعيين الخنصرر فالسُنَّة جعل الخاتم في الخنصر فقط والخنصر هو أصغر أصابع اليد و حكمته أنه أبعد عن الامتهان فيما يتعاطاه الإنسان باليد و أنه لا يشغل اليد عمّا تزاوله من الأعمال بخلاف ما لو كان في غير الخنصر
صفة سيفه صل الله عليه وسلم
عن سعيد بن أبي الحسن البصري قال : كانت قبيعة سيف رسول الله صل الله عليه وسلم من فضة
والمراد بالسيف هنا ذو الفقار وكان لا يكاد يفارقه ولقد دخل به مكة يوم الفتح والقبيعة كالطبيعة ما على طرف مقبض السيف يعتمد الكف عليها لئلا يزلق
وفي رواية ابن سعد عن عامر قال : أخرج إلينا علي بن الحسين سيف رسول الله صل الله عليه وسلم فإذا قبيعته من فضة وحلقته من فضة
وعن جعفر بن محمد عن أبيه أنه كان نعل سيف رسول الله صل الله عليه وسلم أي أسفله وحلقته وقبيعته من فضة
صفة درعه صل الله عليه وسلم
عن الزبير بن العوام قال : كان على النبي صل الله عليه وسلم يوم أُحُد درعان فنهض إلى الصخرة فلم يستطع ( أي فأسرع إلى الصخرة ليراه المسلمون فيعلمون أنه عليه الصلاة و السلام حيّ فيجتمعون عليه فلم يقدر على الارتفاع على الصخرة قيل لما حصل من شج رأسه و جبينه الشريفين واستفراغ الدم الكثير منهما) فأقعد طلحة تحته (أي أجلسه فصار طلحة كالسلم) وصعد النبي صل الله عليه وسلم (أي وضع رجله فوقه و ارتفع) حتى استوى على الصخرة (أي حتى استقر عليها) قال : سمعت النبيي صل الله عليه وسلم يقول : أوجبَ طلحة ( أي فعل فعلاً أوجب لنفسه بسببه الجنة وهو إعانته له صل الله عليه وسلم على الارتفاعع على الصخرة الذي ترتب عليه جمع شمل المسلمين وإدخال السرور على كل حزين ويحتمل أن ذلك الفعل هو جعله نفسه فداء لهه صل الله عليه وسلم ذلك اليوم حتى أصيب ببضعٍ وثمانين طعنة و شلَّت يده في دفع الأعداء عنه ) و قوله (كان عليه يوم أُحُد درعان) دليل على اهتمامه عليه الصلاة و السلام بأمر الحرب وإشارة إلى أنه ينبغي أن يكون التوكل مقروناً بالتحصن لا مجرداً عنه و لقد ورد في روايات أخرى أنه كان للنبي صل الله عليه وسلم سبعة أدرعٍ
ليست هناك تعليقات