موسوعة الرد على الشيعة الجزء الثانى الطعن فى الصحابة (شبهات و ردود 3)
قالوا إن معاوية استلحق زياد بن أبيه وهو ابن عبيد الثقفي
فقال معاوية انه زياد بن أبي سفيان
قلنا : زياد ليس ابنا لعبيد الثقفي بل كان لا يعرف إلا بزياد بن أبيه أو ابن سمية وذلك أنه جاء من سمية بالزنا
(هو ولد زنا ولا يضره هذا شيئا فليس له ذنب فيه)
كان جاءها بعض الرجال في الجاهلية منهم أبو سفيان والد معاوية
(وهذا الزنا ليس في الإسلام وإنما في الجاهلية ولقد كانوا مشركين فالزنا أهون من الشرك)
وكان زياد واليا من ولاة علي رضي الله عنه وكان رجلا مفوها خطيبا متكلما
ومعاوية رضي الله عنه أخبره والده أن زيادا هذا ابنه من سمية ابن زنا صحيح لكن من ظهره ولم يكن أحد ادعى زيادا ولم يكن لسمية زوج لو كان لها زوج لقلنا :
« الولد للفراش وللعاهر الحجر »
لكن لم يكن لها زوج هي أمة جامعها أبو سفيان فأتت منه بزياد فاستلحقه معاوية وقد بلغ معاوية إنكار ابن عامر عليه استلحاق زياد
قال معاوية : يا ابن عامر أنت القائل في زياد ما قلت! أما والله لقد علمت العرب أني كنت أعزها في الجاهلية وإن الإسلام لم يزد في إلا عزا وإني لم أتكثر بزياد من قلة ولم أتعزز به من ذلة ولكن عرفت حقا له فوضعته موضعه
والذين أنكروا على معاوية استلحاقه زيادا أنكروا عليه من باب أنه هل يجوز للوارث أن يستلحق أحدا؟ أم لا يجوز؟
مسألة فقهية اجتهادية ولذلك الإمام مالك وغيره إنما يسمون زيادا
زياد بن أبي سفيان فهذا الذي عابوا فيه معاوية رضي الله عنه وأرضاه
تولية عثمان لأقاربه
الجواب :
أقارب عثمان الذين ولاهم رضي الله تبارك و تعالى عنه :
أولهم : معاوية
الثاني : عبد الله بن سعد بن أبي السرح
الثالث : الوليد بن عقبة
الرابع : سعيد بن العاص
الخامس : عبد الله بن عامر
هؤلاء خمسة ولاهم عثمان وهم من أقاربه و هذا في زعمهم مطعن عليه فلننظر إلى باقي ولاة عثمان رضي الله عنه :
أبو موسى الأشعري و القعقاع بن عمرو و جابر الـمزني و حبيب بن مسلمة و عبد الرحمن بن خالد بن الوليد و أبو الأعور السلمي و حكيم بن سلامة و الأشعث بن قيس و جرير بن عبد الله البجلي و عتيبة بن النهاس و مالك بن حبيب و النسير العجلي و السائب بن الأقرع و سعيد بن قيس و سلمان بن ربيعة و خنيس بن خبيش
هؤلاء هم ولاة عثمان رضي الله عنه وبنظرة سريعة نجد أن عدد الولاة من أقارب عثمان أقل بكثير من غيرهم وبخاصة إذا علمنا أن النبي صل الله عليه وسلم كان يولي بني أمية أكثر من غيرهم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
« لا نعرف قبيلة من قبائل قريش فيها عمال لرسول الله صل الله عليه وسلم أكثر من بني أمية لأنهم كانوا كثيرين وفيهم شرف وسؤدد »
(« منهاج السنة »(6/192) )
والولاة الذين ولاهم النبي صل الله عليه وسلم واستعملهم من بني أمية هم عتاب بن أسيد و أبو سفيان بن حرب و خالد بن سعيد و عثمان بن سعيد و أبان بن سعيد هؤلاء خمسة كعدد الذين ولاهم عثمان رضي الله عنه
ثم يقال بعد ذلك : إن هؤلاء الولاة لم يتولوا كلهم في وقت واحد بل كان عثمان رضي الله عنه
قد ولى الوليد بن عقبة ثم عزله فولى مكانه سعيد بن العاص فلم يكونوا خمسة في وقت واحد
وأيضا لم يتوف عثمان إلا وقد عزل أيضا سعيد بن العاص
( « تاريخ الطبري » (3/445) )
فعندما توفي عثمان لم يكن من بني أمية من الولاة إلا ثلاثة وهم :
معاوية بن ابى سفيان و عبد الله بن سعد بن أبي السرح وعبد الله بن عامر بن كريز
(« تاريخ الطبري » (3/445) )
وهنا أمر يجب التنبه إليه :
وهو أن عثمان عزل الوليد بن عقبة وسعيد بن العاص من الكوفة!
الكوفة التي عزل منها عمر رضى الله عنه سعد بن أبي وقاص وعزل عبدالله ابن مسعود
وعزل عثمان منها أبا موسى والوليد وغيرهما
الكوفة التي دعا علي على أهلها
الكوفة التي غدر أهلها بالحسن بن علي
الكوفة التي نقض أهلها العهد مع مسلم بن عقيل
وأخيرا وليس آخرا الكوفة التي قتل أهلها الحسين بن علي!
الكوفة التي لم ترض بوال أبدا
إذا عزل عثمان رضي الله عنه لأولئك الولاة لا يعتبر مطعنا فيهم بل مطعنا في الـمدينة التي ولوا عليها ثم هل أثبت هؤلاء الولاة كفاءتهم أو لا؟
ستأتي شهادات أهل العلم في أولئك الولاة الذين ولاهم عثمان رضي الله عنه
ثم يقال كذلك : إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولى أقاربه
ولى عبد الله و عبيد الله و قثم و تمام أبناء العباس
و ربيبه محمد بن أبي بكر
و عبد الرحمن بن هبيرة ابن أخته أم هانئ
« تاريخ خليفة بن الخياط » (ص. 200- 201) )
ولم ينقم عليه أحد ولا ننقم عليه نحن أيضا لأن هذا الأمر-وهو تولية عثمان لأقاربه- الذي ينقمه على عثمان اثنان إما سني و إما شيعي
* فأما الشيعي فيرد عليه بأن : علي بن أبي طالب ولى أقاربه أيضا فالأمر سواء فإذا كانت تولية عثمان لأقاربه تعد مطعنا عليه فكذلك تولية علي لأقاربه لابد أن تكون مطعنا عليه وإن لم تكن مطعنا على علي فليست بمطعن على عثمان بل إن الذين ولاهم عثمان أفضل من الذين ولاهم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين باستثناء عبد الله بن عباس
* وأما إذا كان الذي ينكر على عثمان رضي الله عنه سنيا
فيقال له : أنت بين أمرين اثنين :
أحدهما : أن عثمان رضي الله عنه ولاهم محاباة لهم و لم يكونوا أهلا للولاية
وثانيهما : أن تقول إن عثمان كان يظن أنهم يستحقون الولاية ولذلك ولاهم والأصل إحسان الظن في أمثال عثمان رضي الله تبارك وتعالى عنه ثم بعد ذلك كله ننظر في سير أولئك الولاة الذين ولاهم عثمان رضي الله عنه
وهذه شهادات أهل العلم في أولئك الولاة :
الأول :
معاوية بن أبي سفيان :
لا يختلف أحد من الـمسلمين في أن معاوية بن أبي سفيان كان من خير الولاة بل إن أهل الشام كانوا يحبونه حبا شديدا رضي الله تبارك وتعالى عنه وكان عمر بن الخطاب قد ولاه عليها وكل الذي فعله عثمان أنه أبقاه على تلك الولاية وزاده ولايات أخرى
ثم هو كاتب للوحي زمن رسول الله وكان من خير الولاة و قد قال النبي صل الله عليه وسلم :
« خيار أئمتكم من تحبونهم ويحبونكم و تصلون عليهم ويصلون عليكم »
وكان معاوية كذلك رضي الله تبارك وتعالى عنه
الثاني :
عبد الله بن سعد بن أبي السرح :
كان من أصحاب رسول الله صل الله عليه و سلم ثم ارتد عن دين الله تبارك وتعالى ثم بعد ذلك تاب إلى الله جل وعلا ورجع ليبايع النبي صل الله عليه وسلم فقال عثمان : يا رسول الله بايعه فإنه جاء تائبا فلم يبايعه النبي صل الله عليه وسلم ثم كلم النبي صل الله عليه وسلم الثانية والثالثة فمد رسول الله يده فبايعه فرجع عما كان عليه وتاب إلى الله تبارك وتعالى وكان من خير الولاة وهو الذي فتح إفريقية
قال الذهبي عنه :
« لم يتعد ولا فعل ما ينقم عليه بعد أن أسلم عام الفتح وكان أحد عقلاء الرجال وأجوادهم »
والفتوحات الكثيرة في إفريقية كلها كانت على يده رضي الله عنه
الثالث :
سعيد بن العاص :
كان من خيار أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم
قال الذهبي عنه :
« كان أميرا شريفا جواد ممدوحا حليما وقورا ذا حزم وعقل يصلح للخلافة »
الرابع :
عبد الله بن عامر بن كريز :
هو الذي فتح بلاد كسرى وخراسان وانتهت دولة فارس في زمن عثمان على يده وفتح سجستان وكرمان وغيرهما من البلاد
قال عنه الذهبي :
« كان من كبار ملوك العرب وشجعانهم وأجوادهم »
الـخامس :
الوليد بن عقبة :
ذكر عند الشعبي حبيب بن مسلمة وجهاده وما كان من فتوحاته
فقال : لو أدركتم الوليد وغزوه وإمارته!!
وقد بقي الوليد بن عقبة أميرا على الكوفة خمس سنين ليس على بيته باب من يريده يأتي ويكلمه وكان الناس يحبونه ولكنهم أهل الكوفة كما يقال
وقد نقم على الوليد بن عقبة أمران اثنان :
الأول :
قالوا : نزل فيه قول الله تبارك وتعالى :
(يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
{الحجرات : 6}
على الـمشهور في كتب التفسير أن هذه الآية نزلت عندما أرسل النبي صل الله عليه وسلم الوليد بن عقبة ليجبي صدقات بني الـمصطلق فلـما انطلق وجدهم قد قدموا عليه فخاف ورجع إلى النبي صل الله عليه وسلم وقال : إنهم أرادوا قتلي فغضب النبي صل الله عليه وسلم عليهم وأرسل خالد بن الوليد ثم أمر النبي صل الله عليه وسلم بالتثبت من الأمر عندما أنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية فلـما تبينوا الأمر قالوا : لم نأت لنقاتل وإنما جئنا بصدقاتنا لـما تأخر علينا رسول رسول الله صل الله عليه وسلم
الثاني :
قالوا كان يصلي الفجر وهو سكران وصلى بهم الفجر أربع ركعات ثم سلم وقال : أزيدكم؟
فقالوا له : أنت منذ اليوم في زيادة ثم ذهبوا إلى عثمان واشتكوه فجلده عثمان حد الخمر
وقد ثبت في صحيح مسلم أن عثمان جلده في حد الخمر
أما الأمر الأول : فهو الـمشهور عند أهل التفسير أن الوليد بن عقبة هو الذي نزلت فيه هذه الآية ولكن لا يلزم أن يكون فاسقا لأن الله تبارك وتعالى إنما أعطى حكما عاما لكل من جاء بخبر وإن كان الله تبارك وتعالى سماه فاسقا فهل يعني هذا أن يظل فاسقا طوال عمره؟
فالله تبارك وتعالى قال :
[والذين يرمون الـمحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون * إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم]
{النور : 4-5}
ولو فرضنا أن هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة أليست له توبة؟!
أما شربه الخمر فهذه أولا علمها عند الله تبارك و تعالى لا تكذيبا لصحيح مسلم، فهو قد جلد على الخمر و لكن هل ثبت عنه أنه شرب الخمر أو لا؟ هذا أمر آخر
فالوليد بن عقبة لـما كان واليا على الكوفة خرج اثنان من أهل الكوفة إلى عثمان بن عفان في الـمدينة
وقالا له : رأينا الوليد بن عقبة صلى بنا الفجر وهو سكران
قال أحدهما : رأيته سكران
وقال الآخر : رأيته يتقيأها
فقال عثمان : ما تقيأها إلا بعد أن شربها
وكان علي رضي الله عنه حاضرا ومعه الحسن بن علي وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم أجمعي فأمر عثمان بجلد الوليد بن عقبة ثم عزله عن الكوف ولكن شكك بعض أهل العلم في شهادة الشاهدين لا في صحة القصة نعم هو جلد كما في صحيح مسلم ولكن هل كان الشاهدان صادقين أو لا؟
من أراد التوسع في هذه الـمسألة فليرجع إلى كتاب « العواصم من القواصم » بتحقيق محب الدين الخطيب فإنه طعن في شهادة الشاهدين وبين أنهما ليسا من الثقات
وإن ثبتت فهذه ليست بمطعن على عثمان فقد ثبت عنده أنه شرب الخمر فجلده وعزله
فهل أخطأ عثمان؟
واقع الأمر أنه لم يخطىء بل هذه منقبة له رضي الله عنه فقد عزل وجلد قريبه وواليه ولم يحابه وهل الوليد بن عقبة معصوم؟ ونحن قد ذكرنا في بداية حديثنا أننا لا ندعي العصمة في أصحاب النبي صل الله عليه وسل
و قد وقع في زمن عمر رضي الله عنه شيء من هذا حين شرب ابن مظعون الخمر وتأول قول الله تبارك وتعالى :
[ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب الـمحسنين]
{المائدة : 93}
فبين له عمر الصواب ثم عزله رضي الله عنه فهؤلاء هم ولاة عثمان الوحيد الذي يمكن أن يطعن فيه هو الوليد بن عقبة وليس فيه مطعن على عثمان وإن كان هناك مطعن فهو على الوليد بن عقبة نفسه
نفي أبي ذر إلى الربذة
الرواية التي عند الطبري وغيره من رواية سيف بن عمر أن معاوية وقع بينه وبين أبي ذر كلام فأرسل إلى عثمان أن أبا ذر قد أفسد الناس علينا فقال له عثمان : أرسله إلي فأرسله معاوية إلى عثمان فأنبه عثمان ثم خرج إلى الربذة
هذه رواية سيف بن عمر ولقد ذكرنا من قبل أن لدينا رواياتنا الصحيحة التي نقبلها وهنا ما أخرجه البخاري في صحيحه في هذه الـمسألة
عن زيد بن وهب قال : مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر قلت : ما أنزلك هذا الـمنزل؟
قال : كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في
[الذين يكنزون الذهب والفضة]
فقال معاوية : نزلت في أهل الكتاب
وقلت أنا : نزلت فينا وفيهم وكان بيني وبينه في ذلك فكتب إلى عثمان يشكوني أني أتكلم في هذه الـمسائل وأثير الناس
فكتب إلي عثمان أن اقدم الـمدينة فقدمتها فكثر علي الناس حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك فذكرت ذلك لعثمان
فقال عثمان : إن شئت تنحيت فكنت قريبا
فذاك الذي أنزلني هذا الـمنزل ولو أمروا علي حبشيا لسمعت وأطعت
فعثمان بن عفان لم يطرد أبا ذر إلى الربذة ولم يرسله معاوية مهانا من الشام إلى الـمدينة وكل هذا من الكذب عليهم
فهذه قصة أبي ذر عند البخاري بل قد ورد أنه لـما خرج إلى الربذة قال : سمعت رسول الله صل الله عليه و سلم يقول :
« إذا بلغ البناء سلعا فاخرج منها »
فهو أمر من نبي الله صل الله عليه وسلم
وروي عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال :
« رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث يوم القيامة وحده »
أخرجه الحاكم (3/50) وصححه
وقال الذهبي : « فيه إرسال وفيه بريد بن سفيان وهو ضعيف جدا »
رضي الله عنه وأرضاه
إعطاء عثمان مروان بن الـحكم خمس إفريقية
لم يثبت أن عثمان فعل هذا ولو كان فعل هذا فإن الـمقصود هو خمس الخمس وذلك أن الغنيمة تقسم خمسة أخماس : أربعة فيها للمجاهدين وخمس يقسم إلى خمسة أخماس ذكرها الله في كتابه العزيز :
[واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والـمساكين وابن السبيل]
{ الأنفال : 41}
فسهم الله ورسوله هو للإمام يضعه حيث شاء والذي ذكروه هو أن عثمان وعد مروان إذا فتح إفريقية فإنه سيهبه خمس إفريقيا الخاص به
وقد مر في فتح إفريقية أنه إنما جعله مكافأة لعبد الله بن أبي السرح إذا فتح إفريقية
إحراق عثمان الـمصاحف
قدم حذيفة بن اليمان على عثمان رضي الله عنه وأخبره أن الناس قد افترقوا في القرآن واختلفوا اختلافا شديدا حتى إنه يخشى عليهم من الكفر بالقرآن فطلب من عثمان أن يجمع الناس على قراءة واحدة وأن يجمع القرآن مرة ثانية
فأمر عثمان رضي الله عنه بجمع القرآن مرة ثانية وأمر بإحراق ما خالفه
* والـمصاحف التي أحرقها عثمان فيها أشياء من منسوخ التلاوة وقد أبقاه بعض الصحابة
وفيها : ترتيب السور على غير الترتيب الذي في العرضة الأخيرة التي عرضها جبريل على النبي صل الله عليه وسلم
* وفي بعض الـمصاحف تفسيرات لبعض الصحابة لذلك أمر عثمان بإحراق تلك الـمصاحف وكتب الـمصحف الوحيد وفيه القراءات ولم يلغ القراءات الثابتة عن النبي صل الله عليه وسلم
وقال بعض أهل العلم : بل ترك حرفا واحدا فقط وهو ما كان على لسان قريش
قال ابن العربي رحمه الله عن جمع القرآن وإحراق بقية الـمصاحف :
« تلك حسنته العظمى وخصلته الكبرى فإنه حسم الخلاف وحفظ الله القرآن على يديه »
فهذه منقبة لعثمان جعلوها من مساوئه ومثالبه رضي الله عنه وأرضاه
ومن يكن ذا فم مر مريض يجد مرا به الـماء الزلالا
ضرب عثمان ابن مسعود حتى فتق أمعاءه وضرب عمار بن ياسر حتى كسر أضلاعه
وقولنا :
هذا كذب ولو فتق أمعاء ابن مسعود ما عاش
فما فتق أمعاء ابن مسعود ولا كسر أضلاع عمار
الزيادة في الحمى
(وهي : تحويط الـمكان حتى لا يدخله أحد) :
كان له صل الله عليه وسلم حمى وقال :
« إنما الحمى حمى الله ورسوله »
(« صحيح البخاري » كتاب الـمساقات : باب لا حمى إلا لله ولرسوله صل الله عليه وسلم حديث (2370) )
وقد وضع عمر حمى لإبل الصدقة وضع لهم أرضا خاصة لا يرعى فيها إلا إبل الصدقة حتى تسمن ويستفيد منها الناس فلـما جاء عثمان وكثرت الصدقات وسع هذا الحمى فنقموا عليه ذلك حتى قيل له :
أرأيت ما حميت من الحمى آلله أذن لك أم على الله تفتري؟
فقال عثمان رضي الله عنه : إن عمر حمى الحمى قبلي لإبل الصدقة فلـما وليت زادت إبل الصدقة فزدت في الحمى
فهل هذا مأخذ؟!
الإتمام في السفر
صلى الرسول صل الله عليه وسلم في السفر ركعتين وصلى أبو بكر في السفر ركعتين
وصلى عمر في السفر ركعتين
وصلى عثمان صدرا من خلافته في السفر ركعتين ثم أتم في السفر
والجواب هو :
أولا :
هذه مسألة فقهية اجتهادية اجتهد فيها عثمان فأخطأ فكان ماذا؟ هذا إذا كان قد أخطأ فعلا
وهل هذا الأمر يبيح دم عثمان؟ ومن الـمعصوم غير رسول الله صل الله عليه وسلم؟
ثم إن في هذه الـمسألة خلافا بين أهل العلم وأكثر أهل العلم على أن القصر في الصلاة سنة مستحبة
(به قال مالك والشافعي والأوزاعي وأحمد
« الـمغني » (2/54) )
فإذا كان عثمان فعل شيئا فهو أنه ترك الـمستحب فقط وفعل الجائز أو ترك الرخصة وفعل العزيمة
جاء في كتاب « الكافي » للكليني (من كبار علماء الشيعة) (4/524)
عن أبي عبد الله جعفر الصادق : أن الإتمام أفضل في الحرمين
أما لـماذا أتم عثمان؟ فقد قيل لأحد أمرين :
1- لأنه تأهل-أي تزوج- في مكة فكان يرى أنه في بلده ولذلك أتم هناك
2- إنه خشي أن يفتن الأعراب ويرجعوا إلى بلادهم فيقصرون الصلاة هنا فأتم حتى يبين لهم أن أصل الصلاة أربع ركعات والعلم عند الله تبارك وتعالى
ولـما أتمت عائشة في السفر رضي الله عنها قالوا لعروة : ماذا أرادت عائشة؟
قال : تأولت كما تأول عثمان رضي الله عنهم أجمعين
فالقصد أن عثمان تأول
ليست هناك تعليقات