موسوعة الرد على الشيعة الجزء السادس الشيعة والقرآن (أكاذيب و ردود 2)
عن عبد الرحمن بن يزيد قال :
كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول انهما ليستا من كتاب الله»
(رواه أحمد في المسند 5/129
والطبراني في المعجم من طريق أبي إسحاق السبيعي والأعمش وهو سليمان بن مهران وكلاهما ثقة مدلس من رجال الصحيحين وقد اختلط السبيعي بأخرة فإذا أتيا بالرواية معنعنة تصير معلولة العلل للدارقطني
وهذه الرواية معلولة بالعنعنة
وحكي عن كليهما الميل إلى التشيع)
وقد أنكر ابن حزم والنووي والباقلاني ثبوت شيء عن ابن مسعود في ذلك
وذهب ابن حزم إلى ضعف بأنه قد صحت قراءة عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود وفيها أم القرآن والمعوذتان
المحلى 1/13
وقال النووي :
( أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن وأن من جحد شيئا منه كفر وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه»
(المجموع شرح المهذب 3/396)
وهذا وعلى افتراض صحة الرواية عن ابن مسعود فإنها أقل من حيث درجة الصحة من قراءة عاصم المتواترة
فقد تواترت عن ابن مسعود قراءته بطريق أصحابه من أهل الكوفة
وتلقاها عاصم عن زر بن حبيش عنه رضِى الله عنه
وهِى التِى يرويها أبو بكر بن عياش عن عاصم وتواترها البالغ مما لا يتناطح فيه
أنظر كتاب الأصول المقارنة لقراءات أبي عمرو البصري وابن عامر الشامي وعاصم بن أبي النجود للدكتور غسان بن عبد السلام حمدون
وقد جاء في البخاري 4693
عن زر قال سألت أبي بن كعب قلت يا أبا المنذر إن أخاك بن مسعود يقول كذا وكذا فقال أبي سألت رسول الله صل الله عليه وسلم
فقال لي قيل لي فقلت قال فنحن نقول كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم»
وهذا كلام مجمل أعني قوله كذا وكذا
موقف للحافظ ابن حجر :
قال الحافظ في الفتح :
« وقد تأول القاضي أبو بكر الباقلاني في كتاب الانتصار وتبعه عياض وغيره ما حكى عن بن مسعود فقال لم ينكر بن مسعود فقال لم ينكر بن مسعود كونهما من القرآن وإنما أنكر اثباتهما في المصحف فإنه كان يرى أن لا يكتب في المصحف شيئا الا إن كان النبي صل الله عليه وسلم أذن في كتابه فيه وكأنه لم يبلغه الإذن في ذلك
قال فهذا تأويل منه وليس جحدا لكونهما قرآنا وهو تأويل حسن إلا أن الرواية الصحيحة الصريحة التي ذكرتها تدفع ذلك حيث جاء فيها ويقول أنهما ليستا من كتاب الله نعم يمكن حمل لفظ كتاب الله على المصحف فيتمشى التأويل المذكور»
(فتح الباري 8/472)
قلت :
قد سبق أن الرواية من طريق أبي إسحاق السبيعي والأعمش وكلاهما مدلسان وقد جاءت روايتهما معنعنة وهي علة في الحديث يصعب المسارعة إلى تصحيح سندها فضلا عن أن تغلب القراءة المتواترة عن عبد الله بن مسعود والمتضمنة للمعوذتين
فإنه على افتراض ثبوت السند إلى عبد الله بن مسعود في إنكاره للمعوذتين فإن لذلك توجيهات مهمة :
1- أن هذا الصحيح المفترض لا يبلغ في درجة صحته قراءة عاصم عن ابن مسعود المتواترة والتي تضمنت المعوذتين والفاتحة
2- من المعلوم أن القراءات الثلاث ترجع إلى عدد من الصحابة
فقراءة أبي عمرو رحمه الله تعالى ترجع بالسند إلى الصحابي الجليل أبي بن كعب
وترجع قراءة عاصم بالسند إلى الصحابيين الجليلين علي رضي الله عنه وابن مسعود رضي الله عنه
وترجع قراءة ابن عامر الشامي بالسند إلى الصحابيين الجليلين عثمان بن عفان وأبي الدرداء رضي الله عنهما
3- أن هذا كان منه في فترة وجيزة بين موت رسول الله صل الله عليه وسلم إلى أن تم جمع الصحابة على القرآن بالإجماع
فأما بعد هذا فلم يحك عنه شيء من الإصرار على ذلك
وكان يدرس القرآن ويفسره على الناس طيلة حياته بعد رسول الله صل الله عليه وسلم إلى أن توفاه الله
ولم يحك عنه بعد الجمع أي إصرار أو استنكار ولو أنه بقي على موقفه لبلغنا ذلك كما بلغنا إصرار بعض الصحابة كابن عباس الذي بقي حتى خلافة عمر وهو يظن أنه لم يرد من النبي كلام حول تحريم متعة النساء
4- أن هذا القول قد صدر منه ولم يكن الإجماع قد استقر بعد
فأما لو ثبت عن أحد المنازعة فيه بعد إجماع الصحابة عليه فهو منهم كفر
ولهذا حكمنا بالكفر في حق كل من شكك في القرآن من الرافضة بعد استقرار الإجماع على هذا القرآن الذي بين أيدينا
5- أن عبد الله بن مسعود لم يقل ما قاله المجلسي والعاملي والمفيد (علماء الشيعة) من أن القرآن قد وقع فيه التحريف مادة وكلاما وإعرابا
6- أن هذا يؤكد ما نذهب إليه دائما من أن الصحابة ليسوا معصومين في آحادهم وإنما هم معصومون بإجماعهم
وهم لن يجمعوا على ضلالة
7- أين هذا من طعن الشيعة بعلي حيث وصفوه بباب مدينة العلم وأنه بقي ستة أشهر يجمع القرآن ثم زعموا أنه غضب من الصحابة فأقسم أن لا يروا هذا القرآن الذي جمعه هو وبقي القرآن إلى يومنا هذا غائبا مع الإمام الغائب
8- أين هذا من ادعاء الشيعة بعد انقراض جيل الصحابة على أن هذا القرآن الذي بأيدينا اليوم وقع فيه التحريف وحذف منه اسم علي وأسماء أهل البيت
9- أن من استنكر من ابن مسعود هذا الموقف من سورتين قصيرتين فيكون عليه من باب أولى أن يستنكر ما هو أعظم منه وهو قول الرافضة بأن الظاهر من ثقة الإسلام الكليني (عالم شيعى) أنه كان يعتقد بالتحريف والنقصان في كتاب الله مقدمة تفسير الصافي ص 14 و 47 طبع سنة 1399هـ
الشيعة و تحريف القرآن
إن العجب من هؤلاء الذين يكفرون أصحاب رسول الله و يتفنون في شتمهم ليل نهار و يكفرون من لم يؤمن بإمامة الأئمة الإثنى عشر
كيف لا يكفرون من يطعن بالقرآن؟!!
إنّ علماء الشيعة اليوم يعلمون أنّ تكفيرهم لكبار علماؤهم القدماء يعني بطلان مذهب الشيعة و ذلك لأنّ مذهب الشيعة لم يقم إلا بهؤلاء و بجهودهم في توثيق روايات الأئمة و جمعها و كتابتها و شرحها و توجيهها و إنما يأتي الخوف من حيث أنّ من تجرأ على القرآن و افترى عليه و حرّفه كيفما يشاء
كم من السهل عليه أن يفتري على رسول الله و على الأئمة و على الصحابة و على الناس أجمعين
يذكر أن الشيخ إحسان إلاهي كان يلقي محاضرة في أحد المساجد في أميركا عن عقيدة تحريف القرآن عند الشيعة فاعترض أحد الشيعة و قال أن الشيعة لا يعتقدون بذلك
عندها تحداه الشيخ حسان أن يحضر له فتوى من علماء الشيعة بولاية أميركية واحدة يكفرون فيها من يقول بتحريف القرآن
و كانت النتيجة أن عجز هذا الشيعي عن إحضار هذه الفتوى و لو من عالم شيعي واحد!
أقوال علماء الشيعة في إثبات تحريف القرآن في مذهبهم
1 - قال الشيخ المفيد :
"إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صل الله عليه وسلم باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان"
[اوائل المقالات : ص 91]
2 - أبو الحسن العاملي :
" اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله صل الله عليه وسلم شيء من التغييرات وأسقط الذين جمعوه بعده كثيرا من الكلمات والآيات "
[المقدمه الثانية لتفسير مرآة الأنوار ومشكاة الاسرار ص 366 وطبعت هذه كمقدمه لتفسير البرهان للبحراني]
3 - نعمة الله الجزائري :
" إن تسليم تواتره عن الوحي الإلهي وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يفضي الى طرح الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاما ومادة وإعرابا مع أن أصحابنا قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها "
[الأنوار النعمانية ج 2 ص 357]
4 - محمد باقر المجلسي :
في معرض شرحه لحديث هشام بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام قال :
إن القرآن الذي جاء به جبرائيل عليه السلام إلى محمد صل الله عليه وسلم سبعة عشر ألف آية " قال عن هذا الحديث :
" موثق وفي بعض النسخ عن هشام بن سالم موضع هارون بن سالم فالخبر صحيح
ولا يخفى أن هذا الخبر وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأساً بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الإمامة فكيف يثبتونها بالخبر ؟
[مرآة العقول الجزء الثاني عشر ص 525]
" أي كيف يثبتون الإمامة بالخبر إذا طرحوا أخبار التحريف ؟
5 - سلطان محمد الخراساني :
قال : " اعلم أنه قد استفاضت الأخبار عن الأئمة الأطهار بوقوع الزيادة والنقيصة والتحريف والتغيير فيه بحيث لا يكاد يقع شك "
[تفسير ( بيان السعادة في مقامات العبادة ) مؤسسة الأعلمي ص 19]
6 - العلامه الحجه السيد عدنان البحراني :
قال : " الأخبار التي لا تحصى ( أي اخبار التحريف ) كثيرة وقد تجاوزت حد التواتر"
[( مشارق الشموس الدرية) منشورات المكتبه العدنانية - البحرين ص 126]
كبار علماء الشيعه يقولون بأن القول بتحريف ونقصان القرآن من ضروريات مذهب الشيعة
ومن هؤلاء العلماء :
1 - أبو الحسن العاملي :
قال : " وعندي في وضوح صحة هذا القول " تحريف القرآن وتغييره "
بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع وانه من أكبر مقاصد غصب الخلافة "
[المقدمه الثانية الفصل الرابع لتفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار وطبعت كمقدمه لتفسير (البرهان للبحراني)]
2 - العلامه الحجه السيد عدنان البحراني :
قال : " وكونه : أي القول بالتحريف " من ضروريات مذهبهم " أي الشيعة "
[مشارق الشموس الدرية ص 126 منشورات المكتبة العدنانية - البحرين]
علماء الرافضة المصرحون بأن القرآن محرف وناقص :
1 ) علي بن إبراهيم القمي :
قال في مقدمة تفسيره عن القرآن ( ج1/36 ط دار السرور - بيروت )
أما ما هو حرف مكان حرف فقوله تعالى :
( لئلا يكون للناس على * الله حجة إلا الذين ظلموا منهم )
(البقرة : 150)
يعنى ولا للذين ظلموا منهم
وقوله :
( يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون إلا من ظلم)
(النمل : 10)
يعنى ولا من ظلم
وقوله :
( ما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ )
(النساء : 91)
يعنى ولا خطأ
وقوله : (ولا يزال بنيانهم الذى بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم )
(التوبة : 110)
يعنى حتى تنقطع قلوبهم
قال في تفسيره أيضا ( ج1/36 ط دار السرور - بيروت ) :
وأما ما هو على خلاف ما أنزل الله فهو قوله :
(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)
(آل عمران : 110)
فقال أبو عبد الله عليه السلام لقاريء هذه الآية : ( خير أمة ) يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين بن علي عليهم السلام ؟
فقيل له : وكيف نزلت يا ابن رسول الله؟
فقال : إنما نزلت : (كنتم خير أئمة أخرجت للناس )
ألا ترى مدح الله لهم في آخر الآية (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)
ومثله آية قرئت على أبي عبد اللــــه عليـه السلام
( الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما )
(الفرقان : 74)
فقال أبو عبد الله عليه السلام : لقد سألوا الله عظيما أن يجعلهم للمتقين إماما
فقيل له : يا ابن رسول الله كيف نزلت ؟
فقال : إنما نزلت : (الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعل لنا من المتقين إماما )
وقوله :
(له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله )
(الرعـد : 10)
فقال أبو عبد الله : كيف يحفظ الشيء من أمر الله وكيف يكون المعقب من بين يديه
فقيل له : وكيف ذلك يا ابن رسول الله ؟
فقال : إنما نزلت : ( له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله )
ومثله كثير
وقال أيضا في تفسيره ( ج1/37 دار السرور بيروت ) :
وأما ما هو محرف فهو قوله :
( لكن الله يشهد بما أنزل إليك في علي أنزله بعلمه والملائكة يشهدون )
(النساء : 166)
وقوله :
( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك في علي فإن لم تفعل فما بلغت رسالته )
( المائدة : 67 )
وقوله :
( إن الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم )
(النساء : 168)
وقوله :
( وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب ينقلبون )
(الشعراء 227)
وقوله :
( ولو ترى الذين ظلموا آل محمد حقهم في غمرات الموت )
( الأنعام : 93)
2 ) الفيض الكاشاني ( المتوفي 1091 هـ ) :
بعد أن ذكر الروايات التي استدل بها على تحريف القرآن والتي نقلها من أوثق المصادر المعتمدة عندهم خرج بالنتيجة التالية فقال :
( والمستفاد من هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد صل الله عليه وآله وسلم بل منه ماهو خلاف ما أنزل الله ومنه ما هو مغير محرف وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها اسم علي عليه السلام في كثير من المواضع ومنها لفظة آل محمد صل الله عليه وآله وسلم غير مرة ومنها أسماء المنافقين في مواضعها ومنها غير ذلك وأنه ليس أيضا على الترتيب المرضي عند الله وعند رسول صل الله عليه وآله وسلم )
(تفسير الصافي 1/499 منشورات الاعلمي بيروت ومنشورات الصدر طهران)
3 ) أبو منصور أحمد بن منصور الطبرسي ( المتوفي سنة 620هـ ) :
روى الطبرسي في الاحتجاج عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال :
( لما توفي رسول الله صل الله عليه وسلم جمع علي عليه السلام القرآن وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله صل الله عليه وسلم
فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم
فوثب عمر وقال : يا علي اردده فلا حاجة لنا فيه
فأخذه عليه السلام وانصرف ثم أحضروا زيد بن ثابت ـ وكان قارئا للقرآن ـ
فقال له عمر : إن عليا جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونسقط منه ما كان فضيحة وهتكا للمهاجرين والأنصار
فأجابه زيد إلى ذلك
فلما استخلف عمر سأل عليا أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم )
(الاحتجاج للطبرسي منشورات الأعلمي بيروت ص 155 ج1)
ويزعم الطبرسي أن الله تعالى عندما ذكر قصص الجرائم في القرآن صرح بأسماء مرتكبيها لكن الصحابة حذفوا هذه الأسماء فبقيت القصص مكناة
يقول : (إن الكناية عن أسماء أصحاب الجرائر العظيمة من المنافقين في القرآن ليست من فعله تعالى وإنها من فعل المغيرين والمبدلين الذين جعلوا القرآن عضين واعتاضوا الدنيا من الدين )
(المصدر السابق 1/249)
4 ) محمــد باقــــر المجلســـــي :
والمجلسي يرى أن أخبار التحريف متواترة ولا سبيل إلى إنكارها وروايات التحريف تسقط أخبار الإمامة المتواترة على حد زعمهم فيقول في كتابه
(مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول الجزء الثاني عشر ص 5255 في معرض شرحه الحديث)
(ولا يخفي أن هذا الخبر وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأسا بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الامامة فكيف يثبتونها بالخبر ؟ )
وأيضا بوب في كتابه بحار الأنوار بابا بعنوان (باب التحريف في الآيات التي هي خلاف ما أنزل الله )
(بحار الانوار ج 89 ص 66 كتاب القرآن)
5 ) الشيخ محمد بن محمد النعمان الملقب بالمفيد :
قال : ان الاخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صل الله عليه وسلم باختلاف القرآن وما أحدثه الظالمين فيه من الحذف والنقصان
(أوائل المقالات ص 91 )
6 ) أبو الحسن العاملي :
قال في المقدمة الثانية لتفسير مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار ص 366 (وهذا التفسير مقدمه لتفسير " البرهان " للبحراني ط دار الكتب العلمية - قم - ايران
ملاحظة : قامت دار الهادي - بيروت - في طباعة تفسير البرهان لكنها حذفت مقدمة أبو الحسن العاملي لأنه صرح بالتحريف) :
" اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول صل الله عليه وسلم شيء من التغييرات وأسقط الذين جمعوه بعده كثيرا من الكلمات والآيات وأن القرآن المحفوظ عما ذكر الموافق لما أنزله الله تعالى ما جمعه علي عليه السلام وحفظه الى أن وصل الى ابنه الحسن عليه السلام وهكذا إلى أن وصل إلى القائم عليه السلام وهو اليوم عنده صلوات الله عليه
ولهذا كما ورد صريحاً في حديث سنذكره لما أن كان الله عز وجل قد سبق في علمه الكامل صدور تلك الأعمال الشنيعة من المفسدين (يقصد الصحابه رضوان الله عليهم ) في الدين وأنهم بحيث كلما اطلعوا على تصريح بما يضرهم ويزيد في شأن علي عليه السلام وذريته الطاهرين حاولوا إسقاط ذلك أو تغييره محرفين
وكان في مشيئته الكاملة ومن ألطافه الشاملة محافظة أوامر الإمامة والولاية ومحارسة مظاهر فضائل النبي صل الله عليه وسلم والأئمة بحيث تسلم عن تغيير أهل التضييع والتحريف ويبقى لأهل الحق مفادها مع بقاء التكليف
لم يكتف بما كان مصرحاً به منها في كتابه الشريف بل جعل جل بيانها بحسب البطون وعلى نهج التأويل وفي ضمن بيان ما تدل عليه ظواهر التنزيل وأشار إلى جمل من برهانها بطريق التجوز والتعريض والتعبير عنها بالرموز والتورية وسائر ما هو من هذا القبيل حتى تتم حججه على الخلائق جميعها ولو بعد إسقاط المسقطين ما يدل عليها صريحاً بأحسن وجه وأجمل سبيل ويستبين صدق هذا المقال بملاحظة جميع ما نذكره في هذه الفصول الأربعة المشتملة على كل هذه الأحوال
وقد جعل ابو الحسن العاملي الفصل الرابع من المقدمة الثانية رداً على من انكر التحريف
7 ) سلطان محمد بن حيدر الخرساني :
قال : " اعلم أنه قد استفاضت الأخبار عن الأئمة الأطهار بوقوع الزيادة والنقيصة والتحريف والتغيير فيه بحيث لا يكاد يقع شك في صدور بعضها منهم وتأويل الجميع بأن الزيادة والنقيصة والتغيير إنما هي في مدركاتهم من القرآن لا في لفظ القرآن كلغة ولا يليق بالكاملين في مخاطباتهم العامة لأن الكامل يخاطب بما فيه حظ العوام والخواص وصرف اللفظ عن ظاهره من غير صارف وما توهموا صارفاً من كونه مجموعاً عندهم في زمن النبي وكانوا يحفظونه ويدرسونه وكانت الأصحاب مهتمين بحفظه عن التغيير والتبديل حتى ضبطوا قراءات القراء وكيفيات قراءاتهم
( تفسير " بيان السعادة في مقامات العبادة " المجلد الأول صص19،20 مؤسسة الاعلمي بيروت)
8 ) العلامه الحجه السيد عدنان البحراني :
بعد أن ذكر الروايات التي تفيد التحريف في نظره قال : الأخبار التي لا تحصى كثيره وقد تجاوزت حد التواتر ولا في نقلها كثير فائده بعد شيوع القول بالتحريف والتغيير بين الفريقين ( يقصد أن أهل السنه يقولون بالتحريف ايضاً وهذا كذب وراجع آراء علماء أهل السنه بالقرآن في هذا الكتاب) وكونه من المسلمات عند الصحابة والتابعين بل واجماع الفرقة (هنا يذكر البحراني ان الشيعة وفي نظره هم الفرقة المحقة قد أجمعوا على القول بأن القرآن محرف) المحقة وكونه من ضروريات (هنا يذكر البحراني ان القول بان القرآن محرف هو من ضروريات مذهب الشيعة) مذهبهم وبه تضافرت أخبارهم
(مشارق الشموس الدريه منشورات المكتبه العدنانيه البحرين ص 126)
9) العلامة المحدث الشهير يوسف البحراني :
بعد أن ذكر الأخبار الدالة على تحريف القرآن في نظره قال :
" لايخفى ما في هذه الأخبار من الدلاله الصريحه والمقاله الفصيحة على ما أخترناه ووضوح ما قلناه ولو تطرق الطعن إلى هذه الأخبار (أي الأخبار التي تطعن بالقرآن الكريم) على كثرتها وانتشارها لأمكن الطعن إلى أخبار الشريعه (أي شريعة مذهب الشيعة) كلها كما لايخفى إذ الاصول واحدة وكذا الطرق والرواة والمشايخ والنقله ولعمري ان القول بعدم التغيير والتبديل لا يخرج من حسن الظن بأئمة الجور( يقصد الصحابة رضوان الله عليهم) وأنهم لم يخونوا في الأمانة الكبرى (يقصد القرآن الكريم) مع ظهور خيانتهم في الأمانة الأخرى (يقصد امامه على رضي الله عنه ) التي هي أشد ضررا على الدين "
(الدرر النجفيه للعلامه المحدث يوسف البحراني مؤسسة آل البيت لاحياء التراث ص 298)
* لاحظ أخي المسلم ان هذا العالم الشيعي الكبير عندهم لا يستطيع ان يطعن في الروايات التي تثبت التحريف في كتب الشيعة لان هذا الطعن يعتبره طعناً في شريعة مذهب الشيعه
10 ) النوري الطبرسي ( المتوفي 1320هـ ) وكتابه (فصل الخطاب) :
قد كانت روايات وأقوال الشيعه في التحريف متفرقة في كتبهم السالفة التي لم يطلع عليها كثير من الناس حتى أذن الله بفضيحتهم على الملأ عندما قام النوري الطبرسي - أحد علمائهم الكبار - في سنة 1292هـ وفي مدينة النجف حيث المشهد الخاص بأمير المؤمنين بتأليف كتاب ضخم لإثبات تحريف القرآن سماه ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب)
وقد ساق في هذا الكتاب حشداً هائلاً من الروايات لإثبات دعواه في القرآن الحالي أنه وقع فيه التحريف
وقد اعتمد في ذلك على أهم المصادر عندهم من كتب الحديث والتفسير واستخرج منها مئات الروايات المنسوبة للأئمة في التحريف
وأثبت أن عقيدة تحريف القرآن هي عقيدة علمائهم المتقدمين
* يقول النوري الطبرسي في ص 211 من كتابه " فصل الخطاب " عن صفات القرآن
( فصاحته في بعض الفقرات البالغة وتصل حد الإعجاز وسخافة بعضها الآخر )!!
* ملاحظة مهمة : إن كتاب " فصل الخطاب في اثبات تحريف كتاب رب الارباب" للنوري الطبرسي لا ينكره حسب علمي أي عالم شيعي
واليك أخي المسلم بعض العلماء والمؤلفين من الشيعة الذين ذكروا في مؤلفاتهم أن كتاب " فصل الخطاب " صاحبه هو العلامة النوري الطبرسي وهم :
1 - العلامة أغا بزرك الطهراني في كتابه نقباء البشر في القرن الرابع عشر عند ترجمة النوري الطبرسي
2 - السيد ياسين الموسوي في مقدمة كتاب " النجم الثاقب للنوري الطبرسي "
3 - رسول جعفر يان في كتابه " اكذوبة التحريف أو القرآن ودعاوي التحريف "
4 - العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي في كتابه " حقائق هامة حول القرآن الكريم "
5 - السيد علي الحسيني الميلاني في كتابه " التحقيق في نفي التحريف "
6 - الاستاذ محمد هادي معرفه في كتابه " صيانة القرآن من التحريف "
7 - باقر شريف القرشي في كتابه " في رحاب الشيعه ص 59 "
11 ) العلامه المحقق الحاج ميرزا حبيب الله الهاشمي الخوئي :
وهذا العالم عدد الأدلة الداله على نقصان القرآن ونذكر بعض هذه الأدلة كما قال هذا العالم الشيعي
1 - نقص سورة الولاية
(منهاج البراعة في شرح نهج البلاغه مؤسسة الوفاء - بيروت ج 22 المختار الاول ص214)
2 - نقص سورة النورين
(المصدر السابق ص 217)
3 - نقص بعد الكلمات من الآيات
(المصدر السابق ص 217)
ثم قال ان الامام علياً لم يتمكن من تصحيح القرآن في عهد خلافته بسبب التقيه وأيضاً حتى تكون حجة في يوم القيامه على المحرفين والمغيرين
(المصدر السابق ص 219)
ثم قال هذا العالم الشيعي ان الأئمة لم يتمكنوا من اخراج القرآن الصحيح خوفاً من الاختلاف بين الناس ورجوعهم الى كفرهم الأصلي
(المصدر السابق ص 220)
12 ) الميثم البحراني : قال : في الطعن على عثمان :
" انه جمع الناس على قراءة زيد بن ثابت خاصة وأحرق المصاحف وأبطل مالاشك انه من القرآن المنزل"
(" شرح نهج البلاغه لميثم البحراني : ص 1 جـ11 ط ايران)
13 )
( أ ) السيد محسن الحكيم
(ب) السيد ابو القاسم الخوئي
(جـ) روح الله الخميني
( د) الحاج السيد محمود الحسيني الشاهدوري
(هـ) الحاج السيد محمد كاظم شريعتمداري
( و) العلامة السيد على تقي التقوى
طعنهم بالقرآن بسبب توثيقهم لدعاء صنمي قريش الذي يحوى الطعن بالقرآن
ونذكر مقدمه الدعاء :
" اللهم صل على محمد وأل محمد والعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيها وافكيها وأبنتيهما اللذين خالفا أمرك وانكرا وصيك وجحدا أنعامك وعصيا رسولك وقلبا دينك وحرفا كتابك .. اللهم العنهم بكل آية (وهذا الكلام طعن في القرآن الكريم والمقصودون في الدعاء هم ابو بكر وعمر وعائشة وحفصة رضي الله عنهم) حرفوها (وقد ورد توثيق هؤلاء العلماء لهذا الدعاء في كتاب
(تحفة العوام مقبول جديد باللغه الاوردية لمؤلفه منظور حسين (ص442)
14 ) محمد بن يعقوب الكليني :
11- عن جابر قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل الاكذاب وما جمعه وحفظه كما أنزل الله تعالى الا علي بن ابي طالب عليه السلام والأئمة من بعده عليهم السلام
( أصول الكافي كتاب الحجه جـ 1 ص 284)
2 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام انه قال : ما يستطيع أحد أن يدعي أن عنده جميع القرآن ظاهره وباطنه غير الأوصياء
(المصدر السابق : ص 285)
3 - قرأ رجل عند أبي عبد الله
{ فقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}(التوبة : 105)
فقال ليست هكذا هي انما هي والمأمونون فنحن المأمونون
(أصول الكافي : كتاب الحجه جـ1 ص 492)
4 - عن أبن بصير عن ابي عبد الله "ع"
قال : ان عندنا لمصحف فاطمه "ع" وما يدريك ما مصحف فاطمه "ع" ؟
قال : قلت : وما مصحف فاطمه "ع" ؟
قال : مصحف فاطمه فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد
قال : قلت هذا والله العلم
(أصول الكافي : كتاب الحجه جـ1 ص 295)
5 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله "ع" قال : ان القرآن الذي جاء به جبرائيل عليه السلام الى محمد صل الله عليه وسلم سبعة عشر ألف آية
(أصول الكافي : جـ2 كتاب فضل القرآن ص 597)
* ملاحظة : قارن أيها القارئ عدد الآيات في الرواية الخامسة مع عدد آيات القرآن الكريم وهو ستة آلاف تجد ان القرآن الذي تدعيه الشيعة أكثر من القرآن الحالي بثلاث مرات تقريبا أى المقصود مصحف فاطمة رضي الله عنها كما جاء في الرواية الرابعة
15 ) محمد بن مسعود المعروف بــ ( العياشي ) :
(11) روى العياشي عن أبي عبد الله انه قال " لو قرئ القرآن كما إنزل لألفيتنا فيه مسمين(أي مذكور أسماء الائمة بالقرآن)"
( تفسير العياشي ج 1 ص 25 منشورات الاعلمي بيروت ط 91)
(2) ويروي ايضاً عن ابي جعفر " أنه قال لولا انه زيد في كتاب الله ونقص منه ما خفى حقنا على ذي حجي ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن
(المصدر السابق)
16 ) أبو جعفر محمد بن الحسن الصفار :
(11) فقد روى الصفار عن ابي جعفر الصادق انه قال : " ما من أحد من الناس يقول إنه جمع القرآن كله كما انزل الله إلا كذاب وما جمعه وما حفظه كما أنزل إلا علي بن ابي طالب والائمة من بعد
(الصفار ( بصائر الدرجات ) ص 213 منشورات الاعلمي طهران)
(2) الصفار عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن جابر عن ابي جعفر (ع) أنه قال : ما يستطيع أحد أن يدعي انه جمع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء
(المصدر السابق)
17 ) العالم الشيعي المقدس الأردبيلي :
قال : "ان عثمان قتل عبد الله بن مسعود بعد أن أجبره على ترك المصحف الذي كان عنده
وأكرهه على قراءة ذلك المصحف الذي ألفه ورتبه زيد بن ثابت بأمره
وقال البعض إن عثمان أمر مروان بن الحكم وزياد بن سمرة الكاتبين له أن ينقلا من مصحف عبد الله ما يرضيهم ويحذفا منه ما ليس بمرضي عندهم ويغسلا الباقي
(حديقة الشيعة : للأردبيلي ص 118 - 119 ط ايران فارسي نقلا عن كتاب " الشيعه والسنه" للشيخ احسان الهى ظهير ص 114)
18 ) الحاج كريم الكرماني الملقب " بمرشد الأنام " قال :
" ان الامام المهدي بعد ظهوره يتلو القرآن
فيقول أيها المسلمون هذا والله هو القرآن الحقيقي الذي أنزله الله على محمد والذي حرف وبدل "
(" ارشاد العوام" ص 221 جـ 33 فارسي ط ايران نقلا عن كتاب الشيعة والسنه للشيخ احسان الهى ظهير ص 115)
19 ) المجتهد الهندي السيد دلدار علي الملقب " بآية الله في العالمين " :
قال : " وبمقتضى تلك الأخبار أن التحريف في الجمله في هذا القرآن الذي بين أيدينا بحسب زيادة الحروف ونقصانه بل بحسب بعض الألفاظ وبحسب الترتيب في بعض المواقع قد وقع بحيث مما لاشك مع تسليم تلك الأخبار"
( " استقصاء الأفحام " ص 11 جـ11 ط ايران نقلا عن كتاب الشيعه والسنة : ص 115)
20 ) ملا محمد تقي الكاشاني :
قال :
" ان عثمان أمر زيد بن ثابت الذي كان من أصدقائه هو وعدواً لعلي أن يجمع القرآن ويحذف منه مناقب آل البيت وذم أعدائهم
والقرآن الموجود حالياً في أيدى الناس والمعروف بمصحف عثمان هو نفس القرآن الذي جمعه بأمر عثمان "
( " هداية الطالبين " ص 368 ط ايران 12822 فارسي نقلا عن كتاب الشيعة والسنة للشيخ احسان ص 94)
قرآننا ومصحف فاطمة
هل القول بنسخ التلاوة من مخترعات أهل السنة؟
هل البسملة من القرآن؟
بقي الرافضة يصرون لقرون على أن مصحف فاطمة ليس قرآنا
ولكن تخطئة مراجع الرافضة لبعض الآيات القرآن ثم تقرير أن الصحيح ما ورد النص فيه من مصحف فاطمة : يعني تفضيل مصحف فاطمة على القرآن الكريم واعتبار مصحف فاطمة مهيمنا على القرآن
فما ورد في القرآن تجب مقارنته بمصحف فاطمة حتى يتحقق منه إن كان فيه خطأ أم لا
هذه بعض الأمثلة
لقد أورد الكليني (احد علماء الشيعة) لفظ (مصحف فاطمة تحت باب (أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة)
(الكافي 1/178 كتاب الحجة – باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة)
راوياً عن جعفر الصادق رضي الله عنه أنه قال :
« وإن عندنا لمصحف فاطمة والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد »
(الكافي 1/1844 كتاب الحجة : باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة)
مما يؤكد أن القوم يتكلمون عن مصحف فاطمة كبديل عن المصحف الذي جمعه الصحابة ولا تنفع هذه التقية التي يزعمون فيها أن كلمة مصحف فاطمة
« لا تعني بالضرورة قرآنا بل إنه كتاب يحتوي على مصاحف»
(الانتصار 1/362)
ولزيادة التأكيد على أنهم يعنون بذلك قرآن فاطمة
فقد روى الكليني عن جعفر الصادق أنه قرأ هذه الآية هكذا :
سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ( بولاية علي ) ليس له دافع من الله ذي المعارج
فقيل له : إنا لا نقرؤها هكذا
فقال : هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمد ( صل الله عليه وآله )
وهكذا هو والله مثبت في مصحف فاطمة»
(الكافي8/57-58)
(بحار الأنوار35/324 و37/176)
(التفسير الصافي للكاشاني 5/224)
(تفسير نور الثقلين 2/531 و5/412)
(مدينة المعاجز لهاشم البحراني 2/266)
لاحظ هذه الرواية كيف دفع الصادق الاعتراض عليه بأن هذه الرواية في مصحف فاطمة
أليس هذا تفضيلا لمصحف فاطمة على القرآن الذي بين أيدينا؟
وروى المجلسي أيضا أنه قرأ قوله تعالى
( يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا )
وإنما هي في مصحف فاطمة
"يا ويلتي ليتني لم اتخذ الثاني خليلا"
(بحار الأنوار للعلامة المجلسي 30/245)
فهذا يؤكد أن المصحف المقصود عند الرافضة هو القرآن لا مجرد صحيفة
عن سالم بن سلمة قال : قرأ رجل على أبي عبد الله وأنا أستمع حروفا من القرآن
ليس على ما يقرؤها الناس
فقال أبو عبد الله : كف عن هذه القراءة
إقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم فإذا قام القائم قرأ كتاب الله عز وجل على حده
وأخرج المصحف الذي كتبه علي وقال :
أخرجه علي إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم :
هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله الله على محمد صل الله عليه وسلم
وقد جمعته من اللوحين
فقالوا : هوذا عندنا مصحف جماع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه
فقال : أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا إنما كان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرؤوه
(الكافي 2/463)
(كتاب فضل القرآن بدون باب وسائل الشيعة 6/162)
(الحدائق الناضرة 8/100)
(مستند الشيعة 5/74 للمحقق النراقي)
و روي في الكافي (احد علماء الشيعة) عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن بعض أصحابه عن أبي الحسن (عليه السلام) قال : قلت له : جعلت فداك إنا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم فهل نأثم؟
فقال : لا اقرؤوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم
وينافح الشيعة عن هذه الطامة بقولهم بأن العديد من الصحابة كانت عندهم مصاحف كمصحف عائشة ومصحف عبد الله بن مسعود
فلماذا تنكرون على فاطمة أن يكون عندها مصحف
والجواب : أن العبارة واضحة في إجراء المقارنة بين مصحفنا وبين مصحفهم
ونحن لا نستنكر أن يكون لفاطمة مصحفا وإنما نستنكر أن يقال بأن قرآننا يخالف قرآنها تماما
وأن في القرآن آيات فيها أخطاء يجب أن تعرض على مصحف فاطمة
فما ورد في مصحف فاطمة فهو الصحيح وما خالفه من القرآن فهو الخطأ
هكذا ادعي الخوئي (احد علماء الشيعة) وغيره من علماء الشيعة المعاصرين!
ادعوا أنّ قول أهل السنة بنسخ التلاوة هو قول بالتحريف واستنكروا نسخ التلاوة جداً بل راح بعضهم يستهزأ بهذا الحكم الشرعي
لكن يبقى السؤال (هل القول بوقوع (نسخ التلاوة) من مخترعات أهل السنة؟
أقول
هذه الأدلة من كتب الشيعة على (نسخ التلاوة) و أنها ليست من مفردات أهل السنة
يقول القطب الراوندي (احد علماء الشيعة) في كتابه ( فقه القرآن) ج1 ص 204 :
( والنسخ في الشرع على ثلاثة أقسام : نسخ الحكم دون اللفظ ونسخ اللفظ دون الحكم ونسخهما معاً
ويقول الحلي (احد علماء الشيعة) في كتابه (قواعد الأحكام) ج 1 ص 210 :
( فروع أ : الكافر المجنب يجب عليه الغسل ، وشرط صحته الاسلام ، ولا يسقط بإسلامه ولا عن المرتد ، ولو ارتد المسلم بعد غسله لم يبطل ، ب : يحرم مس المنسوخ حكمه خاصة ، دون المنسوخ تلاوته خاصة
ويقول الشيخ الطوسي (احد علماء الشيعة) في كتابه ( التبيان) ج 1 ص 394 :
( واختلفوا في كيفية النسخ على أربعة اوجه :
قال قوم : يجوز نسخ الحكم والتلاوة من غير افراد واحد منهما عن الآخر
وقال آخرون : يجوز نسخ الحكم دون التلاوةوقال آخرون : يجوز نسخ القرآن من اللوح المحفوظ كما ينسخ الكتاب من كتاب قبله
وقالت فرقة رابعة : يجوز نسخ التلاوة وحدها والحكم وحده ونسخهما معا - وهو الصحيح - وقد دللنا على ذلك وافسدنا سائر الاقسام في العدة في اصول الفقه
ويقول الحلي (احد علماء الشيعة) في كتابه ( مبادئ الوصول) ص 181 :
(البحث الرابع " في : ما يجوز نسخه " يجوز : نسخ الشئ إلى غير بدل كالصدقة أمام المناجاة وإلى ما هو أثقل ونسخ التلاوة دون الحكم وبالعكس
ويقول المحقق الحلي (احد علماء الشيعة) في كتابه ( معارج الأصول) ص 170 :
(المسألة السادسة : نسخ الحكم دون التلاوة جائز وواقع كنسخ الاعتداد بالحول وكنسخ الامساك في البيوت
كذلك نسخ التلاوة مع بقاء الحكم جائز وقيل : واقع كما يقال انه كان في القرآن زيادة نسخت وهذا و ( ان لم يكن ) معلوما فانه يجوز
لا يقال : لو نسخ الحكم ( لما ) بقى في التلاوة فائدة فانه من الجائز أن يشتمل على مصلحة تقتضي ابقائها وأما بطلان دلالتها فلا نسلم فان الدلالة باقية على الحكم نعم لا يجب العمل به
ويقول الحلي (احد علماء الشيعة) في كتابه ( منتهى المطلب) - الطبعة القديمة- ج 1 ص 77 : ج 2 ص 156 :
( الثاني عشر : المنسوخ حكمه خاصة يحرم مسه لانه حرمة القرآن والمنسوخ تلاوته لا يجوز مسه وإن بقى حكمه لخروجه عن كونه قرآنا
ويقول أيضاً في الكتاب ذاته -الطبعة الجديدة- ج 2 ص 223 :
(أما المنسوخ حكمه وتلاوته أو المنسوخ تلاوته فالوجه أنه يجوز لهما مسهما لأن التحريم تابع للاسم قد خرجا بالنسخ عنه فيبقى على الأصل
ويقول في كتابه (تحرير الأحكام) -الطبعة القديمة- ج 1 ص 11 :
(لا يجوز للمحدث مس كتابة القران ويجوز لمس هامشه فلا فرق بين المنسوخ حكمه وغيره اما المنسوخ تلاوته فيجوز لمسه ط من دام به السلس يتوضأ لكل صلوة ومن به البطن إذا تجدد حدثه في الصلوة )
ويقول أيضاً في الكتاب ذاته -الطبعة الجديدة- ج 1 ص 83 :
(الثامن : لا يجوز للمحدث مس كتابة القرآن ويجوز لمس هامشه ولا فرق بين المنسوخ حكمه وغيره أما المنسوخ تلاوته فيجوز لمسه
ويقول ابن العلامة (احد علماء الشيعة) في كتابه ( إيضاح الفوائد) ج 1 ص 48 :
الأول ) الكافر المجنب يجب عليه الغسل وشرط صحته الاسلام ولا يسقط بإسلامه ولا عن المرتد ولو ارتد المسلم بعد غسله لم يبطل ( الثاني ) يحرم مس المنسوخ حكمه خاصة دون المنسوخ تلاوته خاصة
ويقول الشهيد الثاني في كتابه (روض الجنان) ص 50 :
(ولا يخفى إن التحريم من باب خطاب الشرع المختص بالمكلف فلا يمنع الصبى منه لعدم التكليف نعم يستحب للولى منعه تمرينا ولا فرق بين المنسوخ حكمه منه وغيره دون المنسوخ تلاوته ولا يلحق بالقرآن الكتب الدينية كالحديث أو شئ مكتوب عليه اسم الله تعالى ولو كان على درهم أو دينار أو غيرهما ولا فرق بين المنسوخ حكمه منه وغيره دون المنسوخ تلاوته ولا يلحق بالقرآن الكتب الدينية كالحديث أو شئ مكتوب عليه اسم الله تعالى
ويقول السيد المرتضى (احد علماء الشيعة) في كتابه (الذريعة) ج 1 ص 428 -429
(فصل في جواز نسخ الحكم دون التلاوة ونسخ التلاوة دونه اعلم أن الحكم والتلاوة عبادتان يتبعان المصلحة فجائز دخول النسخ فيهما معا وفي كل واحدة دون الاخرى بحسب ما تقتضيه المصلحة
ومثال نسخ الحكم دون التلاوة ونسخ الاعتداد بالحول وتقديم الصدقة أمام المناجاة
ومثال نسخ التلاوة دون الحكم غير مقطوع به لانه من جهة خبر الآحاد وهو ما روى أن من جملة القرآن ( والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة ) فنسخت تلاوة ذلك
ومثال نسخ الحكم والتلاوة معا موجود - أيضا - في أخبار الآحاد وهو ما روي عن عايشة أنها قالت :
( كان فيما أنزل الله -سبحانه- (عشر رضعات يحرمن) فنسخ بخمس وأن ذلك كان يتلى
ويقول المحقق الخوانساري (احد علماء الشيعة) في كتابه (مشارق الشموس) ج 1 ص 15 :
(الخامس : المنسوخ تلاوته من القرآن دون حكمه غير داخل في حكمه ظاهر أو العكس بالعكس
ويقول أيضاً في الكتاب ذاته ج 1 ص 166 : -
(ويجوز مس الكتب المنسوخة) للاصل وعدم معارض ( وما نسخ تلاوته ) من القرآن للاصل أيضا وعدم صدق القرآن عليه عرفاً
ويقول الفاضل الهندي (احد علماء الشيعة) في كتابه (كشف اللثام) -الطبعة الجديدة- ج 2 ص 42 :
( ب : يحرم ) عليه ( مس المنسوخ حكمه خاصة ) أي دون تلاوته لبقاء قرآنيته ( دون المنسوخ ) حكمه وتلاوته أو ( تلاوته خاصة ) لخروجه عنها
ويقول السيد محمد جواد العاملي (احد علماء الشيعة) في كتابه (مفتاح الكرامة) ج 3 ص 96 :
(الثاني : يحرم مس المنسوخ حكمه خاصة دون المنسوخ تلاوته خاصة
ويقول المحقق البحراني (احد علماء الشيعة) في موسوعته (الحدائق الناضرة) ج 2 ص 125 : -( الخامس )- الظاهر شمول التحريم لما نسخ حكمه دون تلاوته لبقاء الحرمة من جهة التلاوة وصدق المصحف والقرآن والكتاب عليه بخلاف ما نسخت تلاوته وان بقي حكمه فانه لا يحرم مسه لعدم الصدق ولا اعرف خلافا في ذلك
ويقول المحقق النراقي (احد علماء الشيعة) في كتابه (مستند الشيعة) ج 2 ص 219 :
ب : لا تحريم في مس غير القرآن من الكتب المنسوخة والتفسير والحديث وأسماء الحجج ولا ما نسخ تلاوته من القرآن ! للأصل
دون نسخ حكمه دون تلاوته
ويقول محمد رضا الأنصاري القمي (احد علماء الشيعة) في هامش كتاب عدة الأصول (ط.ج) - للشيخ الطوسي ج2 ص501
(النسخ في الأخبار إما أن يكون لنسخ أصل الخبر أو لنسخ ودلوله وفائدته : أما الأول : أما أن يختص النسخ بتلاوته أو يتعلق بتكليفنا بذلك الخبر بأن نكون قد كلفنا أن نخبر بشئ فينسخ عنا التكليف ووكل واحد من الأمرين جائز بين الاصوليين القائلين بجواز النسخ لأن نسخ التلاوة مطلقا أو نسخ تكليف الأخبار يعدان من الأحكام الشرعية فجاز أن يكون مصلحة في وقت فيثبته الشارع ومفسدة في آخر فينسخه وهذا مما لا خلاف فيه وقد اتفق الجميع على إمكان ثبوته ونسخه إنما الخلاف في أنه هل يجوز أن ينسخ تكلفنا بالأخبار عما لا يتغير بتكليفنا بالأخبار بنقيضه أم لا ؟
الخلاصة :
من السهل عليك أن تُطلق الكلام هكذا في الهواء وتفتري وتستهزأ لكن من المستحيل أن ينقلب باطلك حقاً
وهذه دلائل أهل السنة واضحة للعيان لمن أراد الحق وأراد أن يفتح عينيه لها
نسخ التلاوة حكم شرعي ثابت
أولا :
منشأ الخلاف هو هل يبدأ ترقيم الآيات من البسملة أم من أول آية في السورة؟
وليس الخلاف حول هل نترك البسملة في القرآن أم نزيلها؟
كيف يمكن ذلك والبسملة ثابتة في النسخة الأصل؟
فلم يشكك أحد في كونها ثابتة في الأصل
ولا دعا أحد إلى إزالتها من القرآن
ثانيا :
والدليل على ذلك أن البسملة مثبتة في كل السور ما عدا سورة التوبة ولم يخالف أحد في ذلك
ثالثا :
ويمكن للبسملة أن تثبت في القرآن ولا تكون آية منه مثلما أن الله أمرنا أن نستعيذ به من الشيطان الرجيم عند قراءة القرآن فهل تصير الاستعاذة آية أم لا؟
رابعا :
هذه الشبهة أطلقها الرافضة الذين ثبت عندهم تصريح كبار أئمتهم بالإجماع الرافضي على وقوع التحريف في القرآن إلا من شذ كالمرتضى والصدوق والطبرسي لمصلحة سد باب الطعن على القرآن حتى لا يقال كيف يجوز أخذ القواعد والأحكام من كتاب محرف؟
(الأنوار النعمانية 2/357)
خامسا :
فسارعوا إلى القول بأن الخلاف حول البسملة يلزم منه التحريف للحاجة الماسة عندهم للحصول على أية ذريعة تشغل أهل السنة وتصرفهم عن اتهام تصريح علماء الرافضة بأن القرآن محرف
سادسا :
كبار علماء الرافضة لم يقولوا بأن القرآن محرف بناء على قضية البسملة وإنما زعموا أن الصحابة حذفوا منه الآيات التي تنص على إمامة علي وأهل بيته
سابعا :
لماذا لم يتهم علماء أهل السنة المختلفين حول الآية بأنهم قالوا بتحريف القرآن ولم يقل ذلك إلا الشيعة؟ ألأنهم يغارون على القرآن؟
ثامنا :
إن الشيعة الذين صرحوا بأن القرآن وقع فيه التحريف هم الذين يأتون اليوم بهذا الاتهام الجديد الذي ما وجدنا أسلافهم قد تكلموا عنه حسب علمي
تاسعا :
لم توجد فرقة من فرق المسلمين على تفاوت انحرافها تطعن في القرآن وتصرح بوقوع التحريف فيه مثل الرافضة الذين فتحوا بقولهم القرآن محرف فتحوا بابا في الطعن على الإسلام يدخل منه اليهود والنصارى
عاشرا :
هل يعقل أن يجمع الصحابة القرآن ثم يختلفوا فيه بعد جمعه؟
هذا ما يريده أن يقوله لنا الرافضة
الذين يحتجون علينا في عدم تضمن مصحف ابن مسعود المعوذتين أو دخول الداجن على منزل عائشة وأكلها صحيفة من القرآن
حادي عشر :
إننا نجد أن الاختلاف وقع في عهد عثمان على كيفية التلفظ بالقرآن مما استدعاه إلى أن يجمع القرآن على لهجة قريش حسما لمادة الخلاف
مما يؤكد على أن الخلاف لم يقع على إثبات آية أو حذفها بعد الجمع
ولم ينقل إلا الاختلاف على قراءة القرآن لغة من اللغات
ثاني عشر :
إن الذي يوهم الناس أن الخلاف الذي نجد نماذج منه في كتب الحديث كان قبل جمع القرآن إنما هو زنديق طاعن في القرآن أو جاهل متعصب لا يدري حقيقة ما يقول سوى محاولة تلقف الحجج للدفاع عن المذهب الرافضي الرديء
مذهب الرافضة جواز القراءة وعدمها :
عن محمد بن مسلم قال سألت أبي عبدالله عن الرجل يكون إماماً يستفتح بالحمد ولا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم قال : لا يضره ولا بأس عليه»
(تهذيب الأحكام (2/288)
(وسائل الشيعة 62)
وعن مسمع البصري قال : صليت مع أبي عبدالله عليه السلام فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ثم قرأ السورة التي بعد الحمد ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قام في الثانية فقرأ الحمد لله ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم»
(تهذيب الأحكام 2/288
(وسائل الشيعة 6/62)
وعن محمد بن علي الحلبي أن أبا عبدالله سئل عمن يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم حين يريد يقرأ فاتحة الكتاب
قال نعم إن شاء سراً وإن شاء جهراً
فقيل أفيقرأها من السورة الأخرى
قال لا»
(الاستبصار 1/132)
(وسائل الشيعة 6/61 )
وقال الحر العاملي « ذكر الشيخ : يعني الطوسي وغيره أن هذه الأحاديث محمولة على التقية
قال الرافضة :
البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة ما عدا براءة
(مستدرك الوسائل 4/164)
وبينوا أن أبا حنيفة خالف في أنها آية من القرآن محتجا بالروايات الآحادية وتمسك به مع أنه خطأ
(كتاب نهج الحق 6)
وقد أجازوا ترك البسملة للتقية
(وسائل الشيعة6/60)
قال المجلسي في الذكرى :
«وقد خالف ابن الجنيد من الشيعة وذهب على أنها في غير الفاتحة افتتاح وهو متروك
انتهى
وما ورد من تجويز تركها في السورة إما مبني على عدم وجوب السورة كاملة أو محمول على التقية لقول بعض المخالفين بالتفصيل»
(بحار الأنوار 82/21)
الضحى والانشراح والفيل ولإيلاف عند الرافضة سورتان فقط
قال الحلي :
« روى أصحابنا أن الضحى وألم نشرح سورة واحدة وكذا الفيل ولإيلاف فلا يجوز إفراد إحداهما من صاحبتها في كل ركعة ولا يفتقر إلى البسملة بينهما على الأظهر»
(شرائع الإسلام 1/66)
وقال بأن « الضحى والانشراح سورة والفيل ولإيلاف سورة : ولا بسملة بينهما»
(الجامع للشرائع ص81 يحيى بن سعيد الحلي)
وقال « والضحى وألم نشرح سورة واحدة وكذلك الفيل ولإيلاف وتجب البسملة بينهما على رأي»
(قواعد الأحكام 1/273 للحلي)
نقل الحلي عن الاستبصار أن سورتي الضحى والانشراح عند آل محمد سورة واحدة وينبغي أن يقرأهما موضعا واحدا لا يفصل بينهما بسم الله الرحمن الرحيم»
نعم وجدنا الحلي يخالف قول علمائه في ذلك ولكن مخالفته لهم تفيد على الأقل اختلافهم على ثبوت البسملة
فكيف يتناسى الرافضة ذلك؟
وأكد الحلي أن جاحد البسملة لا يكفر لوجود شبهة عنده
(تذكرة الفقهاء 1/114)
وقال الحلي بأنه لا يجمع بين سورتين في ركعة واحدة إلا الضحى وألم نشرح وسورة الفيل ولإيلاف
وهل تعاد البسملة بينهما؟
أجاب الحلي : الأقرب ذلك لأنها ثابتة في المصحف
وقال الشيخ في التبيان : لا تعاد لأنها سورة واحدة والإجماع على أنها ليست آيتين من سورة واحدة »
(تذكرة الفقهاء 1/116 و4/150)
واعترف البهائي العاملي على أن الأكثر من علماء الشيعة على وحدة السورتين (الضحى والانشراح)
(الإثنا عشرية للبهائي العاملي ص 63)
وتساءل الخوئي : سورتا الضحى والانشراح وكذلك لإيلاف والفيل : هل هما سورتان أم سورة واحدة؟
فأجاب :
بأن « المعروف بل المتسالم عليه عند الأصحاب هو الثاني»
وبعد أن أطال في مناقشة هذه المسألة ووقع في تخبط كبير ودوران قال ما يلي :
إلى ما يلي « بعدما عرفت من وجب الجمع بين السورتين عملا بقاعدة الاشتغال : فهل يجب الفصل بينهما بالبسملة أو يؤتى بهما موصولة؟
فيه خلاف بين الأعلام بل ينسب الثاني إلى الأكثر
بل عن التهذيب عندنا لا يفصل بينهما بالبسملة
وعن التبيان ومجمع البيان أن الأصحاب لا يفصلون بينهما بها»
(كتاب الصلاة للخوئي 3/354-359)
نقل المجلسي عن الشيخ في الاستبصار أن سورة الضحى والانشراح هما سورة واحدة عند آل محمد وينبغي أن يقرأهما موضعا واحدا ولا يفصل بينهما بالبسملة
وحكى المجلسي الاختلاف على ذلك والأكثر على ترك البسملة
(بحار الأنوار 82/46)
هل القول بنسخ التلاوة من مخترعات أهل السنة؟
هل البسملة من القرآن؟
قرآننا ومصحف فاطمة
بقي الرافضة يصرون لقرون على أن مصحف فاطمة ليس قرآنا
ولكن تخطئة مراجع الرافضة لبعض الآيات القرآن ثم تقرير أن الصحيح ما ورد النص فيه من مصحف فاطمة : يعني تفضيل مصحف فاطمة على القرآن الكريم واعتبار مصحف فاطمة مهيمنا على القرآن
فما ورد في القرآن تجب مقارنته بمصحف فاطمة حتى يتحقق منه إن كان فيه خطأ أم لا
هذه بعض الأمثلة
لقد أورد الكليني (احد علماء الشيعة) لفظ (مصحف فاطمة تحت باب (أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة)
(الكافي 1/178 كتاب الحجة – باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة)
راوياً عن جعفر الصادق رضي الله عنه أنه قال :
« وإن عندنا لمصحف فاطمة والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد »
(الكافي 1/1844 كتاب الحجة : باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة)
مما يؤكد أن القوم يتكلمون عن مصحف فاطمة كبديل عن المصحف الذي جمعه الصحابة ولا تنفع هذه التقية التي يزعمون فيها أن كلمة مصحف فاطمة
« لا تعني بالضرورة قرآنا بل إنه كتاب يحتوي على مصاحف»
(الانتصار 1/362)
ولزيادة التأكيد على أنهم يعنون بذلك قرآن فاطمة
فقد روى الكليني عن جعفر الصادق أنه قرأ هذه الآية هكذا :
سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ( بولاية علي ) ليس له دافع من الله ذي المعارج
فقيل له : إنا لا نقرؤها هكذا
فقال : هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمد ( صل الله عليه وآله )
وهكذا هو والله مثبت في مصحف فاطمة»
(الكافي8/57-58)
(بحار الأنوار35/324 و37/176)
(التفسير الصافي للكاشاني 5/224)
(تفسير نور الثقلين 2/531 و5/412)
(مدينة المعاجز لهاشم البحراني 2/266)
لاحظ هذه الرواية كيف دفع الصادق الاعتراض عليه بأن هذه الرواية في مصحف فاطمة
أليس هذا تفضيلا لمصحف فاطمة على القرآن الذي بين أيدينا؟
وروى المجلسي أيضا أنه قرأ قوله تعالى
( يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا )
وإنما هي في مصحف فاطمة
"يا ويلتي ليتني لم اتخذ الثاني خليلا"
(بحار الأنوار للعلامة المجلسي 30/245)
فهذا يؤكد أن المصحف المقصود عند الرافضة هو القرآن لا مجرد صحيفة
عن سالم بن سلمة قال : قرأ رجل على أبي عبد الله وأنا أستمع حروفا من القرآن
ليس على ما يقرؤها الناس
فقال أبو عبد الله : كف عن هذه القراءة
إقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم فإذا قام القائم قرأ كتاب الله عز وجل على حده
وأخرج المصحف الذي كتبه علي وقال :
أخرجه علي إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم :
هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله الله على محمد صل الله عليه وسلم
وقد جمعته من اللوحين
فقالوا : هوذا عندنا مصحف جماع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه
فقال : أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا إنما كان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرؤوه
(الكافي 2/463)
(كتاب فضل القرآن بدون باب وسائل الشيعة 6/162)
(الحدائق الناضرة 8/100)
(مستند الشيعة 5/74 للمحقق النراقي)
و روي في الكافي (احد علماء الشيعة) عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن بعض أصحابه عن أبي الحسن (عليه السلام) قال : قلت له : جعلت فداك إنا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم فهل نأثم؟
فقال : لا اقرؤوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم
وينافح الشيعة عن هذه الطامة بقولهم بأن العديد من الصحابة كانت عندهم مصاحف كمصحف عائشة ومصحف عبد الله بن مسعود
فلماذا تنكرون على فاطمة أن يكون عندها مصحف
والجواب : أن العبارة واضحة في إجراء المقارنة بين مصحفنا وبين مصحفهم
ونحن لا نستنكر أن يكون لفاطمة مصحفا وإنما نستنكر أن يقال بأن قرآننا يخالف قرآنها تماما
وأن في القرآن آيات فيها أخطاء يجب أن تعرض على مصحف فاطمة
فما ورد في مصحف فاطمة فهو الصحيح وما خالفه من القرآن فهو الخطأ
هل القول بنسخ التلاوة من مخترعات أهل السنة؟
هكذا ادعي الخوئي (احد علماء الشيعة) وغيره من علماء الشيعة المعاصرين!
ادعوا أنّ قول أهل السنة بنسخ التلاوة هو قول بالتحريف واستنكروا نسخ التلاوة جداً بل راح بعضهم يستهزأ بهذا الحكم الشرعي
لكن يبقى السؤال (هل القول بوقوع (نسخ التلاوة) من مخترعات أهل السنة؟
أقول
هذه الأدلة من كتب الشيعة على (نسخ التلاوة) و أنها ليست من مفردات أهل السنة
يقول القطب الراوندي (احد علماء الشيعة) في كتابه ( فقه القرآن) ج1 ص 204 :
( والنسخ في الشرع على ثلاثة أقسام : نسخ الحكم دون اللفظ ونسخ اللفظ دون الحكم ونسخهما معاً
ويقول الحلي (احد علماء الشيعة) في كتابه (قواعد الأحكام) ج 1 ص 210 :
( فروع أ : الكافر المجنب يجب عليه الغسل ، وشرط صحته الاسلام ، ولا يسقط بإسلامه ولا عن المرتد ، ولو ارتد المسلم بعد غسله لم يبطل ، ب : يحرم مس المنسوخ حكمه خاصة ، دون المنسوخ تلاوته خاصة
ويقول الشيخ الطوسي (احد علماء الشيعة) في كتابه ( التبيان) ج 1 ص 394 :
( واختلفوا في كيفية النسخ على أربعة اوجه :
قال قوم : يجوز نسخ الحكم والتلاوة من غير افراد واحد منهما عن الآخر
وقال آخرون : يجوز نسخ الحكم دون التلاوةوقال آخرون : يجوز نسخ القرآن من اللوح المحفوظ كما ينسخ الكتاب من كتاب قبله
وقالت فرقة رابعة : يجوز نسخ التلاوة وحدها والحكم وحده ونسخهما معا - وهو الصحيح - وقد دللنا على ذلك وافسدنا سائر الاقسام في العدة في اصول الفقه
ويقول الحلي (احد علماء الشيعة) في كتابه ( مبادئ الوصول) ص 181 :
(البحث الرابع " في : ما يجوز نسخه " يجوز : نسخ الشئ إلى غير بدل كالصدقة أمام المناجاة وإلى ما هو أثقل ونسخ التلاوة دون الحكم وبالعكس
ويقول المحقق الحلي (احد علماء الشيعة) في كتابه ( معارج الأصول) ص 170 :
(المسألة السادسة : نسخ الحكم دون التلاوة جائز وواقع كنسخ الاعتداد بالحول وكنسخ الامساك في البيوت
كذلك نسخ التلاوة مع بقاء الحكم جائز وقيل : واقع كما يقال انه كان في القرآن زيادة نسخت وهذا و ( ان لم يكن ) معلوما فانه يجوز
لا يقال : لو نسخ الحكم ( لما ) بقى في التلاوة فائدة فانه من الجائز أن يشتمل على مصلحة تقتضي ابقائها وأما بطلان دلالتها فلا نسلم فان الدلالة باقية على الحكم نعم لا يجب العمل به
ويقول الحلي (احد علماء الشيعة) في كتابه ( منتهى المطلب) - الطبعة القديمة- ج 1 ص 77 : ج 2 ص 156 :
( الثاني عشر : المنسوخ حكمه خاصة يحرم مسه لانه حرمة القرآن والمنسوخ تلاوته لا يجوز مسه وإن بقى حكمه لخروجه عن كونه قرآنا
ويقول أيضاً في الكتاب ذاته -الطبعة الجديدة- ج 2 ص 223 :
(أما المنسوخ حكمه وتلاوته أو المنسوخ تلاوته فالوجه أنه يجوز لهما مسهما لأن التحريم تابع للاسم قد خرجا بالنسخ عنه فيبقى على الأصل
ويقول في كتابه (تحرير الأحكام) -الطبعة القديمة- ج 1 ص 11 :
(لا يجوز للمحدث مس كتابة القران ويجوز لمس هامشه فلا فرق بين المنسوخ حكمه وغيره اما المنسوخ تلاوته فيجوز لمسه ط من دام به السلس يتوضأ لكل صلوة ومن به البطن إذا تجدد حدثه في الصلوة )
ويقول أيضاً في الكتاب ذاته -الطبعة الجديدة- ج 1 ص 83 :
(الثامن : لا يجوز للمحدث مس كتابة القرآن ويجوز لمس هامشه ولا فرق بين المنسوخ حكمه وغيره أما المنسوخ تلاوته فيجوز لمسه
ويقول ابن العلامة (احد علماء الشيعة) في كتابه ( إيضاح الفوائد) ج 1 ص 48 :
الأول ) الكافر المجنب يجب عليه الغسل وشرط صحته الاسلام ولا يسقط بإسلامه ولا عن المرتد ولو ارتد المسلم بعد غسله لم يبطل ( الثاني ) يحرم مس المنسوخ حكمه خاصة دون المنسوخ تلاوته خاصة
ويقول الشهيد الثاني في كتابه (روض الجنان) ص 50 :
(ولا يخفى إن التحريم من باب خطاب الشرع المختص بالمكلف فلا يمنع الصبى منه لعدم التكليف نعم يستحب للولى منعه تمرينا ولا فرق بين المنسوخ حكمه منه وغيره دون المنسوخ تلاوته ولا يلحق بالقرآن الكتب الدينية كالحديث أو شئ مكتوب عليه اسم الله تعالى ولو كان على درهم أو دينار أو غيرهما ولا فرق بين المنسوخ حكمه منه وغيره دون المنسوخ تلاوته ولا يلحق بالقرآن الكتب الدينية كالحديث أو شئ مكتوب عليه اسم الله تعالى
ويقول السيد المرتضى (احد علماء الشيعة) في كتابه (الذريعة) ج 1 ص 428 -429
(فصل في جواز نسخ الحكم دون التلاوة ونسخ التلاوة دونه اعلم أن الحكم والتلاوة عبادتان يتبعان المصلحة فجائز دخول النسخ فيهما معا وفي كل واحدة دون الاخرى بحسب ما تقتضيه المصلحة
ومثال نسخ الحكم دون التلاوة ونسخ الاعتداد بالحول وتقديم الصدقة أمام المناجاة
ومثال نسخ التلاوة دون الحكم غير مقطوع به لانه من جهة خبر الآحاد وهو ما روى أن من جملة القرآن ( والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة ) فنسخت تلاوة ذلك
ومثال نسخ الحكم والتلاوة معا موجود - أيضا - في أخبار الآحاد وهو ما روي عن عايشة أنها قالت :
( كان فيما أنزل الله -سبحانه- (عشر رضعات يحرمن) فنسخ بخمس وأن ذلك كان يتلى
ويقول المحقق الخوانساري (احد علماء الشيعة) في كتابه (مشارق الشموس) ج 1 ص 15 :
(الخامس : المنسوخ تلاوته من القرآن دون حكمه غير داخل في حكمه ظاهر أو العكس بالعكس
ويقول أيضاً في الكتاب ذاته ج 1 ص 166 : -
(ويجوز مس الكتب المنسوخة) للاصل وعدم معارض ( وما نسخ تلاوته ) من القرآن للاصل أيضا وعدم صدق القرآن عليه عرفاً
ويقول الفاضل الهندي (احد علماء الشيعة) في كتابه (كشف اللثام) -الطبعة الجديدة- ج 2 ص 42 :
( ب : يحرم ) عليه ( مس المنسوخ حكمه خاصة ) أي دون تلاوته لبقاء قرآنيته ( دون المنسوخ ) حكمه وتلاوته أو ( تلاوته خاصة ) لخروجه عنها
ويقول السيد محمد جواد العاملي (احد علماء الشيعة) في كتابه (مفتاح الكرامة) ج 3 ص 96 :
(الثاني : يحرم مس المنسوخ حكمه خاصة دون المنسوخ تلاوته خاصة
ويقول المحقق البحراني (احد علماء الشيعة) في موسوعته (الحدائق الناضرة) ج 2 ص 125 : -( الخامس )- الظاهر شمول التحريم لما نسخ حكمه دون تلاوته لبقاء الحرمة من جهة التلاوة وصدق المصحف والقرآن والكتاب عليه بخلاف ما نسخت تلاوته وان بقي حكمه فانه لا يحرم مسه لعدم الصدق ولا اعرف خلافا في ذلك
ويقول المحقق النراقي (احد علماء الشيعة) في كتابه (مستند الشيعة) ج 2 ص 219 :
ب : لا تحريم في مس غير القرآن من الكتب المنسوخة والتفسير والحديث وأسماء الحجج ولا ما نسخ تلاوته من القرآن ! للأصل
دون نسخ حكمه دون تلاوته
ويقول محمد رضا الأنصاري القمي (احد علماء الشيعة) في هامش كتاب عدة الأصول (ط.ج) - للشيخ الطوسي ج2 ص501
(النسخ في الأخبار إما أن يكون لنسخ أصل الخبر أو لنسخ ودلوله وفائدته : أما الأول : أما أن يختص النسخ بتلاوته أو يتعلق بتكليفنا بذلك الخبر بأن نكون قد كلفنا أن نخبر بشئ فينسخ عنا التكليف ووكل واحد من الأمرين جائز بين الاصوليين القائلين بجواز النسخ لأن نسخ التلاوة مطلقا أو نسخ تكليف الأخبار يعدان من الأحكام الشرعية فجاز أن يكون مصلحة في وقت فيثبته الشارع ومفسدة في آخر فينسخه وهذا مما لا خلاف فيه وقد اتفق الجميع على إمكان ثبوته ونسخه إنما الخلاف في أنه هل يجوز أن ينسخ تكلفنا بالأخبار عما لا يتغير بتكليفنا بالأخبار بنقيضه أم لا ؟
الخلاصة :
من السهل عليك أن تُطلق الكلام هكذا في الهواء وتفتري وتستهزأ لكن من المستحيل أن ينقلب باطلك حقاً
وهذه دلائل أهل السنة واضحة للعيان لمن أراد الحق وأراد أن يفتح عينيه لها
نسخ التلاوة حكم شرعي ثابت
هل البسملة من القرآن؟
أولا :
منشأ الخلاف هو هل يبدأ ترقيم الآيات من البسملة أم من أول آية في السورة؟
وليس الخلاف حول هل نترك البسملة في القرآن أم نزيلها؟
كيف يمكن ذلك والبسملة ثابتة في النسخة الأصل؟
فلم يشكك أحد في كونها ثابتة في الأصل
ولا دعا أحد إلى إزالتها من القرآن
ثانيا :
والدليل على ذلك أن البسملة مثبتة في كل السور ما عدا سورة التوبة ولم يخالف أحد في ذلك
ثالثا :
ويمكن للبسملة أن تثبت في القرآن ولا تكون آية منه مثلما أن الله أمرنا أن نستعيذ به من الشيطان الرجيم عند قراءة القرآن فهل تصير الاستعاذة آية أم لا؟
رابعا :
هذه الشبهة أطلقها الرافضة الذين ثبت عندهم تصريح كبار أئمتهم بالإجماع الرافضي على وقوع التحريف في القرآن إلا من شذ كالمرتضى والصدوق والطبرسي لمصلحة سد باب الطعن على القرآن حتى لا يقال كيف يجوز أخذ القواعد والأحكام من كتاب محرف؟
(الأنوار النعمانية 2/357)
خامسا :
فسارعوا إلى القول بأن الخلاف حول البسملة يلزم منه التحريف للحاجة الماسة عندهم للحصول على أية ذريعة تشغل أهل السنة وتصرفهم عن اتهام تصريح علماء الرافضة بأن القرآن محرف
سادسا :
كبار علماء الرافضة لم يقولوا بأن القرآن محرف بناء على قضية البسملة وإنما زعموا أن الصحابة حذفوا منه الآيات التي تنص على إمامة علي وأهل بيته
سابعا :
لماذا لم يتهم علماء أهل السنة المختلفين حول الآية بأنهم قالوا بتحريف القرآن ولم يقل ذلك إلا الشيعة؟ ألأنهم يغارون على القرآن؟
ثامنا :
إن الشيعة الذين صرحوا بأن القرآن وقع فيه التحريف هم الذين يأتون اليوم بهذا الاتهام الجديد الذي ما وجدنا أسلافهم قد تكلموا عنه حسب علمي
تاسعا :
لم توجد فرقة من فرق المسلمين على تفاوت انحرافها تطعن في القرآن وتصرح بوقوع التحريف فيه مثل الرافضة الذين فتحوا بقولهم القرآن محرف فتحوا بابا في الطعن على الإسلام يدخل منه اليهود والنصارى
عاشرا :
هل يعقل أن يجمع الصحابة القرآن ثم يختلفوا فيه بعد جمعه؟
هذا ما يريده أن يقوله لنا الرافضة
الذين يحتجون علينا في عدم تضمن مصحف ابن مسعود المعوذتين أو دخول الداجن على منزل عائشة وأكلها صحيفة من القرآن
حادي عشر :
إننا نجد أن الاختلاف وقع في عهد عثمان على كيفية التلفظ بالقرآن مما استدعاه إلى أن يجمع القرآن على لهجة قريش حسما لمادة الخلاف
مما يؤكد على أن الخلاف لم يقع على إثبات آية أو حذفها بعد الجمع
ولم ينقل إلا الاختلاف على قراءة القرآن لغة من اللغات
ثاني عشر :
إن الذي يوهم الناس أن الخلاف الذي نجد نماذج منه في كتب الحديث كان قبل جمع القرآن إنما هو زنديق طاعن في القرآن أو جاهل متعصب لا يدري حقيقة ما يقول سوى محاولة تلقف الحجج للدفاع عن المذهب الرافضي الرديء
مذهب الرافضة جواز القراءة وعدمها :
عن محمد بن مسلم قال سألت أبي عبدالله عن الرجل يكون إماماً يستفتح بالحمد ولا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم قال : لا يضره ولا بأس عليه»
(تهذيب الأحكام (2/288)
(وسائل الشيعة 62)
وعن مسمع البصري قال : صليت مع أبي عبدالله عليه السلام فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ثم قرأ السورة التي بعد الحمد ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قام في الثانية فقرأ الحمد لله ولم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم»
(تهذيب الأحكام 2/288
(وسائل الشيعة 6/62)
وعن محمد بن علي الحلبي أن أبا عبدالله سئل عمن يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم حين يريد يقرأ فاتحة الكتاب
قال نعم إن شاء سراً وإن شاء جهراً
فقيل أفيقرأها من السورة الأخرى
قال لا»
(الاستبصار 1/132)
(وسائل الشيعة 6/61 )
وقال الحر العاملي « ذكر الشيخ : يعني الطوسي وغيره أن هذه الأحاديث محمولة على التقية
قال الرافضة :
البسملة آية من الفاتحة ومن كل سورة ما عدا براءة
(مستدرك الوسائل 4/164)
وبينوا أن أبا حنيفة خالف في أنها آية من القرآن محتجا بالروايات الآحادية وتمسك به مع أنه خطأ
(كتاب نهج الحق 6)
وقد أجازوا ترك البسملة للتقية
(وسائل الشيعة6/60)
قال المجلسي في الذكرى :
«وقد خالف ابن الجنيد من الشيعة وذهب على أنها في غير الفاتحة افتتاح وهو متروك
انتهى
وما ورد من تجويز تركها في السورة إما مبني على عدم وجوب السورة كاملة أو محمول على التقية لقول بعض المخالفين بالتفصيل»
(بحار الأنوار 82/21)
الضحى والانشراح والفيل ولإيلاف عند الرافضة سورتان فقط
قال الحلي :
« روى أصحابنا أن الضحى وألم نشرح سورة واحدة وكذا الفيل ولإيلاف فلا يجوز إفراد إحداهما من صاحبتها في كل ركعة ولا يفتقر إلى البسملة بينهما على الأظهر»
(شرائع الإسلام 1/66)
وقال بأن « الضحى والانشراح سورة والفيل ولإيلاف سورة : ولا بسملة بينهما»
(الجامع للشرائع ص81 يحيى بن سعيد الحلي)
وقال « والضحى وألم نشرح سورة واحدة وكذلك الفيل ولإيلاف وتجب البسملة بينهما على رأي»
(قواعد الأحكام 1/273 للحلي)
نقل الحلي عن الاستبصار أن سورتي الضحى والانشراح عند آل محمد سورة واحدة وينبغي أن يقرأهما موضعا واحدا لا يفصل بينهما بسم الله الرحمن الرحيم»
نعم وجدنا الحلي يخالف قول علمائه في ذلك ولكن مخالفته لهم تفيد على الأقل اختلافهم على ثبوت البسملة
فكيف يتناسى الرافضة ذلك؟
وأكد الحلي أن جاحد البسملة لا يكفر لوجود شبهة عنده
(تذكرة الفقهاء 1/114)
وقال الحلي بأنه لا يجمع بين سورتين في ركعة واحدة إلا الضحى وألم نشرح وسورة الفيل ولإيلاف
وهل تعاد البسملة بينهما؟
أجاب الحلي : الأقرب ذلك لأنها ثابتة في المصحف
وقال الشيخ في التبيان : لا تعاد لأنها سورة واحدة والإجماع على أنها ليست آيتين من سورة واحدة »
(تذكرة الفقهاء 1/116 و4/150)
واعترف البهائي العاملي على أن الأكثر من علماء الشيعة على وحدة السورتين (الضحى والانشراح)
(الإثنا عشرية للبهائي العاملي ص 63)
وتساءل الخوئي : سورتا الضحى والانشراح وكذلك لإيلاف والفيل : هل هما سورتان أم سورة واحدة؟
فأجاب :
بأن « المعروف بل المتسالم عليه عند الأصحاب هو الثاني»
وبعد أن أطال في مناقشة هذه المسألة ووقع في تخبط كبير ودوران قال ما يلي :
إلى ما يلي « بعدما عرفت من وجب الجمع بين السورتين عملا بقاعدة الاشتغال : فهل يجب الفصل بينهما بالبسملة أو يؤتى بهما موصولة؟
فيه خلاف بين الأعلام بل ينسب الثاني إلى الأكثر
بل عن التهذيب عندنا لا يفصل بينهما بالبسملة
وعن التبيان ومجمع البيان أن الأصحاب لا يفصلون بينهما بها»
(كتاب الصلاة للخوئي 3/354-359)
نقل المجلسي عن الشيخ في الاستبصار أن سورة الضحى والانشراح هما سورة واحدة عند آل محمد وينبغي أن يقرأهما موضعا واحدا ولا يفصل بينهما بالبسملة
وحكى المجلسي الاختلاف على ذلك والأكثر على ترك البسملة
(بحار الأنوار 82/46)
ليست هناك تعليقات