هل تعرفون الامير الكبير والبطل المظفر حسام الدين لؤلؤ ؟

هل تعرفون الامير الكبير والبطل المظفر حسام الدين لؤلؤ قائد الاسطول الاسلامي في عهد صلاح الدين الذي أسر الصليبيين عندما حاولوا الدخول الي ارض الحرمين واتي بهم الي القاهرة مكبليين في اغلالهم ؟

هو الأمير الكبير حسام الدين لؤلؤ أحد أكابر الأمراء في دولة صلاح الدين الأيوبي وهو المسؤول عن الأسطول البحري المصري فكان شوكة في حلق الفرنجة

قال فيه الإمام ابن كثير
كان البحر في البحر فكم من شجاع قد أسر وكم من مركب قد كسر وكم من أسطول لهم قد فرق شمله ومن قارب قد غرق أهله وقد كان مع كثرة جهاده دارّ الصدقات كثير النفقات في كل يوم
وكان بديار مصر غلاء شديد فتصدق باثني عشر ألف رغيف لاثني عشر ألف نفس فجزاه الله خيراً ورحمه في قبره وبيض وجهه يوم محشره ومنشره آمين

اما أشهر الحوادث التي برهنت على عبقرية قبطان المسلمين مواجهته مع اللص اللعين رينو دى شاتيو او حسب المسمى العربى ارناط
وصفه بعض علماء المسلمين بأنه أغدر الفرنجة وأخبثهم وأنقضهم للمواثيق وأنكثهم وأحنثهم حتى انه لم يسلم من لعنة المؤرخيين الأوروبيين لدرجة أن القاضي الفاضل أفتى في تلك الأيام أن الحج ليس بواجب على أهل تلك البقعة الذين لا يمرون إلا من هذا الطريق لعدم أمنهم لشدة فتكه بقوافل الحجاج المارة بهذا الطريق

وانتهك عام 577 هجرية هدنة معقودة بين المسلمين والصليبيين وجمع جيشه وسار إلى تيماء ثم حدثته نفسه بالمسير إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ليستولي عليهاوبذلك يوجه أكبر صفعة للإسلام والمسلمين
ولكن اين أنت ياارناط من ابرهة الحبشى الذي حاول قبلك وكان مصيره الذل والهوان. ولكن أمير دمشق من قبل صلاح الدين الأيوبي
أغار على حصن الكرك معقل ارناط وكبد النصارى خسائر كبيرة مما اضطر أرناط العدول عن خطته والعودة وعدم غزو المدينة
وفي عام 578 
هجرية شرع أرناط في بناء سفن نقلها إلى ساحل البحر الأحمر مفككة على ظهور الجمال وعبر بها الاراضى العربية كانها قافلة تجارية عابرة ولم يكن للصليبيين وجود في البحر الأحمر قبل هذا
وباغت المسلمين في ديارهم على حين غفلة فقتل ونهب وسلب وأسر ثم توجه إلى أرض الحجاز وسار باتجاه المدينة المنورة مرة أخرى حتى وصل إلى رابغ حتى لم يكن بينه وبين المدينة إلا مسيرة ليلة واحدة
فعند ذلك أمر صلاح الدين أميره على مصر وواليه عليها الملك العادل إلى إعداد أسطول قوي في البحر الأحمر وتجهيزه بقيادة الأمير حسام الدين لؤلؤ

والان الاختبار الحقيقى لبراعة القبطان المسلم
فأى تاخير او ابطاء ستكون العواقب وخيمة ففى سرعة البرق وفى دقة وسرعة مذهلة أمر قائد الأسطول الشيخ حسام الدين لؤلؤ بحل المراكب مفككة على الجمال ثم أشرف على تركيبها في رمضان 578 
هجرية = يناير سنة 1183 ملادية وتعميرها بالرجال الاشداء ثم يأتي وصف المعركة

فقد فرق لؤلؤ الأسطول إلى فرقتين
فصارت الأولى إلى قلعة أيلة واستولت على مراكب العدو برمتها وقتلت أكثر مقاتل اتها إلا من تعلق بهضبة من الهضاب أو دخل في شعب من الشعاب

أما الفرقة الثانية فذهبت إلى عيذاب وأطلقت المأسورين من المسلمين وردت عليهم ما سلب منهم ولم تجد الصليبيين هناك
وما زال لؤلؤ وأتباعه يتبعونه ليل نهار حتى أدركهم بعد خمسة أيام على مسافة يوم من المدينة فأسلموا أنفسهم له وعاد بهم لؤلؤ إلى مصر وفي أرجلهم القيود
وانطلق من بلد إلى بلد وهو يتعقب الأسطول الصليبي موقعا به الهزيمة الواحدة تلو الأخرى
أرسل السلطان صلاح الدين رسالة بقلم القاضي الفاضل إلى أخيه الملك العادل أبي بكر بشأن انتصار الأسطول المصري بقيادة أميره حسام الدين لؤلؤ على الأسطول الصليبي الذي جرؤ فعبر مياه البحر الأحمر
قاصدا مهاجمة مدينتي مكة والمدينة جاء فيها وما كان لؤلؤ فيها إلا سهما أصاب وسيفا قطع ركب السبيلين براً وبحراً وامتطى السابقين مركبا وظهرا وخطا فأوسع الخطو وغزا فأنجح الغزو وأبدى إعجابه بالبسالة الحربية والتضحية المالية التي بذلها المسلمون
وأمر صلاح الدين بقتل الأسرى منهم في مصر أمام الناس حتى لا تسول لأحد نفسه بغزو الحجاز مرة أخرى

وبالفعل تم تنفيذ الحكم العادل في اعداء الله وذبحوا كالنعاج أما أرناط فقد استطاع الهرب للاسف والعودة إلى حصن الكرك
ولكنه لم ينجُ من سيف صلاح الدين الذي قتله بيديه بعد معركة حطين الشهيرة وتوفى حسام الدين رحمه الله في نهاية القرن السادس الهجرى بعد أن أحرز النصر للمسلمين واذاق الصليبيين مرارة الهزيمة

مصادر
كتاب فضائل مصر ومزايا اهلها د محمد موسي الشريف
ويكبيديا الموسوعة الحرة

ليست هناك تعليقات