الصلاة وأركانها ❤️ سمع الله لمن حمده -> ربنا لك الحمد ❤️
أولًا :
التسميع ( وهو قول " سمع الله لمن حمده " ) عند الرفع من الركوع
والتحميد عند الاستواء قائما ( وهو قول " ربنا لك الحمد " )
سنة مستحبة عند جمهور أهل العلم وذهب الحنابلة إلى وجوبها والصحيح القول بالوجوب
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "الشرح الممتع" (3/433) :
والدليل على ذلك ( يعني : الوجوب ) ما يلي :
أولا : أن الرسول صل الله عليه وسلم واظب على ذلك فلم يدع قول ( سمع الله لمن حمده ) في حال من الأحوال
ثانيا : أنه شعار الانتقال من الركوع إلى القيام
ثالثا : قوله صل الله عليه وسلم : ( إذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا : ربنا ولك الحمد ) "
ثانيا :
اتفق الفقهاء على أن المنفرد يجمع بين التسميع والتحميد فيقول : ( سمع الله لمن حمده ) حين يرفع من الركوع فإذا استوى قائما قال : ( ربنا ولك الحمد )
وقد نقل الاتفاق : الطحاوي في (شرح معاني الآثار 1/240) وابن عبد البر في (الاستذكار 2/178)
وإن كان في "المغني" (1/548) ما يفيد أن هناك خلافاً في المسألة
ولكنهم اختلفوا في الإمام والمأموم ما الذي يشرع لكل منهما :
أما الإمام :
فذهب الحنفية والمالكية إلى أنه يُسَمِّعُ فقط ولا يسن له أن يقول : ربنا لك الحمد
وذهب الشافعية والحنابلة إلى أن الإمام يُسَمِّعُ ويَحمّد
والراجح هو القول الثاني
لما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
( كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّ اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَالَ سَمِعَ اللهًُ لِمَنْ حَمِدَه قَالَ : الَّلهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الحَمدُ )
رواه البخاري (795) ومسلم (392)
وقد بيَّن الحافظ ابن حجر أن استحباب تحميد الإمام مستفاد من هذا الحديث ومن غيره
(فتح الباري 2/367)
وأما المأموم :
فقد قال جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والحنابلة بأن المأموم يقتصر على التحميد فقط ولا يقول ( سمع الله لمن حمده )
وخالفهم الشافعية والظاهرية فقالوا باستحباب التسميع والتحميد في حق المأموم وهو اختيار الألباني في "صفة الصلاة" (135) وللتوسع في أدلتهم انظر رسالة السيوطي في (الحاوي للفتاوي 1/35)
والراجح – والله أعلم - هو قول الجمهور
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (لقاء الباب المفتوح 1/320) :
" المؤتم إذا قال إمامه سمع الله لمن حمده لا يقول سمع الله لمن حمده لأن النبي صل الله عليه وسلم قال : ( إنما جُعل الإمام لِيُؤتَمَّ به فإذا كبَّر فكبِّروا وإذا ركع فاركعوا وإذا سجد فاسجدوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد )
فقال ( إذا كبر فكبروا ) ( وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد )
ففرَّقَ النبي صل الله عليه وسلم بين التكبير وبين التسميع
التكبير نقول كما يقول والتسميع لا نقول كما يقول لأن قوله ( إذا قال : سمع الله لمن حمده قولوا ربنا ولك الحمد ) بمنزلة قوله : إذا قال سمع الله لمن حمده فلا تقولوا سمع الله لمن حمده ولكن قولوا ربنا ولك الحمد بدليل السياق
سياق الحديث الذي قال : ( إذا كبر فكبروا ) ومن قال مِن أهل العلم إنه يقول ( سمع الله لمن حمده ) ويقول ( ربنا ولك الحمد ) فقوله ضعيف وليس أحدٌ يقبل قولُه على الإطلاق ولا يُرَدُّ قولُه على الإطلاق حتى يُعرض على الكتاب والسنة ونحن إذا عرضناه على السنة وجدنا الأمر كما سمعت "
وانظر : (المغني 1/548) ، (الأم 1/136) ، (المحلى 1/35) ، (الموسوعة الفقهية 27/93-94)
ويتبين بذلك أن المسألة فيها خلاف بين أهل العلم فلا غرابة أن تكون بعض الملصقات قد قررت ما ذهب إليه بعض أهل العلم
والله أعلم
ليست هناك تعليقات