موسوعة الرد على الشيعة الجزء الأول الخلافة (آية ذوي القربى و حديث الثقلين)


آية ذوي القربى

وهي قول الله تبارك وتعالى :

[ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلا الـمودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور]
{الشورى : 23}

قالوا : إن النبي صل الله عليه وسلم أمر الناس بمودة قرابته وبعضهم ينقل الإجماع على أنها في قربى آل محمد وهذا غير صحيح

فالحديث أخرجه البخاري في صحيحه عن سعيد بن جبير قال : سئل ابن عباس عن قول الله تبارك وتعالى :

[قل لا أسألكم عليه أجرا إلا الـمودة في القربى]
فقلت (أي : سعيد بن جبير) إلا أن تودوني في قرابتي فالتفت إلي عبد الله بن عباس وقال : عجلت فوالله ما من بطن من بطون قريش إلا ولـمحمد فيهم قربى
فقال : إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من قرابة

وقال الله تبارك وتعالى عن رسوله صل الله عليه وسلم

[قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من الـمتكلفين]
{ص : 86}
وقال :
[قل ما سألتكم من أجر فهو لكم]
{سبأ : 47}
وقال :
[وما تسألهم عليه من أجر إن هو إلا ذكر للعالمين]
{يوسف : 104}

وقال :

[قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا]
{الفرقان : 57}

والقرآن يصدق بعضه بعضا ولا يناقض بعضه بعضا

كما قال تعالى :

[ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا]
{النساء : 82}

فلا يمكن إذا أن ينص الله في كل هذه الآيات على أن النبي صل الله عليه وسلم لا يسأل أجرا ويكون هذا حال إخوانه الأنبياء ثم يأتي بعد ذلك بآية تناقض هذا كله فتقول :

هو يسأل أجرا وهو مودة قرابته!!

فالنبي صل الله عليه وسلم لا يسأل أجرا فكيف يدعون أن النبي صل الله عليه وسلم يقول لهم : أسألكم أجرا واحدا وهو أن تودوا قرابتي؟! أبدا


النبي صل الله عليه وسلم لا يسأل أجر، بل جميع الأنبياء الذين أرسلهم الله تبارك وتعالى لم يسألوا قومهم أجرا


فهذا نوح يقول لقومه :

[وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين]
{الشعراء : 109}
وهذا هود يقول لقومه :
[وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين]
{الشعراء : 127}
وهذا صالح يقول لقومه :
[وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين]
{الشعراء : 145}
وهذا لوط يقول لقومه :
[وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين]
{الشعراء : 164}
وهذا شعيب يقول لقومه :
[وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين]
{الشعراء : 180}

والنبي صل الله عليه وسلم أكرم الأنبياء وأفضلهم وهو أولى بأن لا يسأل أجرا وهو مصداق قول الله تبارك وتعالى :

[إلا الـمودة في القربى]

معنى [إلا] هنا إما أن تكون استثناء متصلا وإما أن تكون استثناء منقطعا أي بمعنى (لكن) وهو الصحيح بدلالة الآيات التي ذكرناها قريبا وهي أن النبي صل الله عليه وسلم لا يسأل أجرا أبدا فيكون قول الله :

[إلا الـمودة في القربى]

ولكن ودوني في قرابتي أنا قريب منكم دعوني أدعو الناس وقد ثبت عن النبي صل الله عليه وسلم أنه سأل قريشا أن يتركوه يدعو إلى الله فإن ظهر كان لهم هذا وإن قتله الناس فيسلمون من دمه


فالنبي صل الله عليه وسلم ما سأل أجرا أبدا لقرابته


لو كان يريد أجرا لقرابته كان يقول : لذي القربى أو لذوي القربى أما أن يقول (في القربى) فلا يصح ويدل على ذلك أن الله تبارك وتعالى لـما ذكر الخمس قال :

[واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والـمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير]
{الأنفال : 41}

ولم يقل : في القربى وإنما قال : ولذي القربى


قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

« جميع ما في القرآن من التوصية بحقوق ذوي قربى النبي صل الله عليه وسلم وذوي قربى الإنسان إنما قيل فيها [ذوي القربى] ولم يقل (في القربى) »

يقال كذلك ليس مناسبا لشأن النبوة طلب الأجر وهو مودة ذوي قرباه لأن هذا من شيمة طالبي الدنيا

إن هذا القول يوجب تهمة النبي صل الله عليه وسلم

ومع كل ما تقدم فإن هذه الآية في سورة الشورى وهي مكية والحسن والحسين لم يخلقا بعد وعلي لم يتزوج فاطمة



حديث الثقلين

حديث :

« تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي »
( رواه الترمذي : كتاب الـمناقب باب مناقب أهل البيت حديث (37866) وفيه : زيد الأنماطي وهو منكر الحديث والحديث له أكثر من طريق مع اختلاف ألفاظه ولا تخلو جميعها من ضعف )

يستدلون بهذا الحديث على أنه يجب أن يتمسك الـمؤمن بعترة النبي صل الله عليه وسلم ثم قالوا بعد ذلك :

إذا وجب التمسك بهم صاروا هم أولياء الأمر بعد رسول الله صل الله عليه وسلم وهم الخلفاء من بعده

وهذا يرد عليه أيضا من وجوه :


الوجه الأول :

الحديث فيه كلام من حيث صحته وثبوته عن النبي صل الله عليه وسلم والثابت عند مسلم أن الأمر كان بالتمسك بكتاب الله والوصية بأهل البيت كما مر من حديث زيد بن أرقم في صحيح مسلم فأوصى بكتاب الله وحث على التمسك به ثم قال :
« وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي »
فالذي أمر بالتمسك به كتاب الله وأما أهل بيت النبي صل الله عليه وسلم فأمر برعايتهم وإعطائهم حقوقهم التي أعطاهم الله تبارك وتعالى إياها وقد ثبت من حديث جابر أن النبي صل الله عليه وسلم لـما خطب في حجة الوداع قال :
« قد تركت فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله »
فهو الذي إذا تمسك به الإنسان لا يضل أبدا ولم يذكر أهل البيت

الوجه الثاني :

من عترة النبي صل الله عليه و سلم؟
عترة الرجل هم أهل بيته وعترة النبي صل الله عليه وسلم هم كل من حرمت عليه الزكاة وهم بنو هاشم هؤلاء هم عترة النبي صل الله عليه وسلم وقيل معهم بنو عبد الـمطلب بن عبد مناف

ولننظر من أولى الناس بالتمسك بهؤلاء؟


السنة أم الشيعة؟


الشيعة ليس لهم أسانيد إلى الرسول صل الله عليه وسلم وهم يقرون بهذا أنهم ليس عندهم أسانيد في نقل كتبهم ومروياتهم وإنما هي كتب وجدوها فقالوا : ارووها فإنها حق

روى الكليني (احد كبار علمائهم) عن محمد بن الحسن قال : قلت لأبي جعفر الثاني (محمد الجواد) : جعلت فداك إن مشايخنا رووا عن أبي جعفر وأبي عبد الله- عليهما السلام- وكانت التقية شديدة فكتموا كتبهم ولم ترو عنهم فلما ماتوا صارت الكتب إلينا؟
فقال : « حدثوا بها فإنها حق » اهـ « الكافي » (1/53)
وأبو جعفر الثاني : هو محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد والذين جاؤوه هم تلامذته فكيف صارت الكتب الصحيحة حقا والإسناد منقطع كل هذا الانقطاع

أما أسانيدهم :

فكما يقول الحر العاملي (احد كبار علمائهم) وغيره من أئمة الشيعة إنه ليس عند الشيعة أسانيد أصلا ولا يعولون على الأسانيد
(انظر: كتاب « خاتمة الوسائل- الفائدة التاسعة »  فإنه يبين فيه أن (الاثني عشرية) ليس لهم أسانيد تصحح على أساسها الروايات وأن قضية الإسناد أمر مستحدث)


فأين لهم أن ما يروونه في كتبهم ثابت عن عترة النبي صل الله عليه وسلم بل نحن أتباع عترة النبي صل الله عليه وسلم الذين أعطيناهم حقهم ولم نزد ولم ننقص كما قال النبي صل الله عليه وسلم :

« لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم فإنما أنا عبده
فقولوا : عبد الله ورسوله »

الوجه الثالث :

إمام العترة وعالـمها علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويأتي بعده في العلم عبد الله بن عباس حبر هذه الأمة الذي كان يقول بإمامة أبي بكر وعمر قبل علي رضي الله عنه بل إن علي بن أبي طالب قد ثبت عنه أنه قال :
أفضل الناس بعد رسول الله أبو بكر وعمر بل ثبت عنه عند الشيعة أنه قال :
« وأنا لكم وزيرا خير لكم مني أميرا »
(« نهج البلاغة » (ص 95 خطبة رقم 92) )

الوجه الرابع :

هذا الحديث مثل قول رسول الله صل الله عليه وسلم :
تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا كتاب الله وسنتي

وقال النبي صل الله عليه وسلم :

« عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ »
فأمر بالعض عليها بالنواجذ

وقال النبي صل الله عليه وسلم :

« اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر »

وقال النبي صل الله عليه وسلم :

« اهتدوا بهدي عمار وتمسكوا بعهد ابن مسعود »

ولم يدل هذا على الإمامة أبدا وإنما دل على أن أولئك على هدي الرسول صل الله عليه وسلم ونحن نقول :

إن عترة النبي صل الله عليه وسلم لا تجتمع على ضلالة أبدا ولكن من أصحاب عترة النبي صل الله عليه و سلم؟!
قد فصلنا ذلك فيما سبق

ليست هناك تعليقات