كتاب صفة صلاة النبي صل الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها الجزء الأخير


القيام إلى الركعة الثالثة ثم الرابعة

ثم كان صل الله عليه وسلم ينهض إلى الركعة الثالثة مكبرا وأمر به ( المسيء صلاته ) في قوله : ( ثم اصنع ذلك في كل ركعة وسجدة ) كما تقدم
( البخاري ومسلم )
و ( كان صل الله عليه وسلم إذا قام من القعدة كبر ثم قام )

( أبو يعلى بسند جيد وهو مخرج في ( الصحيحة )
و ( كان صل الله عليه وسلم يرفع يديه ) مع هذا التكبير أحيانا
( البخاري وأبو داود )
و ( كان إذا أراد القيام إلى الركعة الرابعة قال : ( الله أكبر ) وأمر به ( المسيء صلاته ) كما تقدم آنفا
( البخاري وأبو داود )
و ( كان صل الله عليه وسلم يرفع يديه ) . مع هذا التكبير أحيانا
( أبو عوانة والنسائي بسند صحيح )
ثم ( كان يستوي قاعدا على رجله اليسرى معتدلا حتى يرجع كل عظم إلى موضعه ثم يقومم معتمدا على الأرض )
( البخاري وأبو داود )
و ( كان يعجن يعتمد على يديه إذا قام )
و ( كان يقرأ في كل من الركعتين : الفاتحة ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) وكان ربما أضاف إليهما في صلاة الظهر بضع آيات كما سبق بيانه في القراءة في ( صلاة الظهر )
( الحربي في ( غريب الحديث ) ومعناه عند البخاري )

القنوت في الصلوات الخمس للنازلة

و ( كان صل الله عليه وسلم إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت في الركعة الأخيرة بعد الركوع إذا قال :
( سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد ) و ( كان يجهر بدعائه )
( البخاري وأحمد )
و ( يرفع يديه )
( أحمد والطبراني بسند صحيح )
و ( يؤمن من خلفه )
( أبو داود والسراج وصححه الحاكم ووافقه الذهبي )
و ( كان يقنت في الصلوات الخمس كلها )
( أبو داود والسراج والدارقطني )
لكنه ( كان لا يقنت فيها إلا إذا دعا لقوم أو على قوم )
( ابن خزيمة في صحيحه )
فربما قال :
( اللهم انج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف [ اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله ]
( أحمد والبخاري والزيادة لمسلم )
ثم ( كان يقول - إذا فرغ من القنوت - : (  الله أكبر ) فيسجد ) 

( النسائي وأحمد )


القنوت في الوتر

و ( كان صل الله عليه وسلم يقنت في ركعة الوتر ) أحيانا
( ابن نصر والدارقطني بسند صحيح )
و ( يجعله قبل الركوع )
( ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي )
وعلم الحسن بن علي رضي الله عنه أن يقول [ إذا فرغ من قراءته في الوتر ] :
( اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت [ ف ] إنك تقضي ولا يقضى عليك [ و ] إنه لا يذل من واليت [ ولا يعز من عاديت ] - هذهه الزيادة ثابتة في الحديث كما قال الحافظ في ( التلخيص ) تباركت ربنا وتعاليت [ لا منجا منك إلا إليك ] )
( ابن خزيمة وكذا ابن أبي شيبة )

التشهد الأخير وجوب التشهد

ثم كان صل الله عليه وسلم بعد أن يتم الركعة الرابعة يجلس للتشهد الأخير
وكان يأمر فيه بما أمر به في الأول ويصنع فيه ما كان يصنع في الأول إلا أنه ( كان يقعد فيه متوركا )
( البخاري )

( يفضي بوركه اليسرى إلى الأرض ويخرج قدميه من ناحية واحدة )
( أبو داود والبيهقي بسند صحيح )
و ( يجعل اليسرى تحت فخذه وساقه ) و ( ينصب اليمنى ) وربما ( فرشها ) - مسلم وأبو عوانةة - أحيانا
( مسلم وأبو عوانة )
و ( كان يلقم كفه اليسرى ركبته يتحامل عليها )
وسن فيه الصلاة عليه صل الله عليه وسلم كما سن ذلك في التشهد الأول وقد مضى هناك ذكر الصيغ الواردة في صفة الصلاة عليه صل الله عليه وسلم
( مسلم وأبو عوانة )

وجوب الصلاة على النبى صل الله عليه وسلم

وقد ( سمع صل الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى ولم يصل على النبي صل الله عليه وسلم فقال :
( عجل هذا ) ثم دعاه فقال له ولغيره :
( إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه جل وعز والثناء عليه ثمم يصلي وفي رواية : ليصل ) على النبي صل الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء )
( أحمد وأبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي )
و ( سمع رجلا يصلي فمجد الله وحمده وصلى على النبي صل الله عليه وسلم فقال رسول الله صل الله عليه وسلم :
( ادع تجب وسل تعط )
( النسائي بسند صحيح )

وجوب الاستعاذة من أربع قبل الدعاء

وكان صل الله عليه وسلم يقول : ( إذا فرغ أحدكم من التشهد [ الآخر ] فليستعذ بالله من أربع [ يقول : اللهم إني أعوذ بك ] من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومنن شر [ فتنة ] المسيح الدجال [ ثم يدعو لنفسه بما بدا له ] )
( مسلم وأبو عوانة والنسائي وابن الجارود )
و ( كان صل الله عليه وسلم يدعو به في تشهده )
( أبو داود وأحمد بسند صحيح )
و (  كان يعلمه الصحابة رضي الله عنهم كما يعلمهم السورة من القرآن )
( مسلم وأبو عوانة )

الدعاء قبل السلام وأنواعه

وكان صل الله عليه وسلم يدعو في صلاته بأدعية متنوعة تارة بهذا وتارة بهذا وأقر أدعية أخرى و ( أمر المصلي أن يتخير منها ما شاء )
( البخاري ومسلم )
وهاك هي :
1 - (اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم)
( البخاري ومسلم )
- ( اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل [ بعد ] )
( النسائي بسند صحيح )
3 - ( اللهم حاسبني حسابا يسيرا )
( أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي )
4 - ( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحق ( وفي رواية : الحكمم ) والعدل في الغضب والرضى وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا يبيد وأسألك قرة عين [ لا تنفد و ] لا تنقطع وأسألك الرضى بعض القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك و [ أسألك ] الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين )
( النسائي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي )
- وعلم صل الله عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي الله عنه أن يقول :
( اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يفغر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمنيي إنك أنت الغفور الرحيم )
( البخاري ومسلم )
6 - وأمر عائشة رضي الله عنها أن تقول :

( اللهم إني أسألك من الخير كله [ عاجله وآجله ] ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله [ عاجله وآجله ] ما علمت منه وما لم أعلم وأسألك ( وفي رواية : اللهم إني أسألك ) الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل وأسألك ( وفي رواية : اللهم إني أسألك ) من [ ال ] خير ما سألك عبدك ورسولك [ محمد وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صل الله عليه وسلم ] [ وأسألك ] ما قضيتت لي من أمر أن تجعل عاقبته [ لي ] رشدا )
(أحمد والطيالسي والبخاري في( الأدب المفرد ) وقد خرجته في الصحيحة)
7 - و ( قال لرجل : ( ما تقول في الصلاة ) قال : أتشهد ثم أسأل اللهه الجنة وأعوذ به من النار أما والله ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ فقال صل الله عليه وسلم : ( حولها ندندن )
( أبو داود وابن ماجه وابن خزيمة بسند صحيح )
- وسمع رجلا يقول في تشهده :
( اللهم إني أسألك يا الله ( وفي رواية : بالله ) [ الواحد ] الأحد الصمد الذيي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم فقال صل الله عليه وسلم :
( قد غفر له قد غفر له )

( أبو داود والنسائي وأحمد وأبن خزيمة )

9 - وسمع آخر يقول في تشهده أيضا :
( اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت [ وحدك لاا شريك لك ] [ المنان ] [ يا ] بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم [ إني أسألك ] [ الجنة وأعوذذ بك من النار ] [ فقال النبي صل الله عليه وسلم لأصحابه : ( تدرون بما دعا ) قالوا الله ورسوله أعلم قال :

( والذي نفسي بيده ] لقد دعا الله باسمه العظيم ( وفي رواية : الأعظم ) الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى )
( أبو داود والنسائي وأحمد والبخاري في الأدب المفرد )
10 - وكان من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم :
( اللهم اغفر ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت )
( مسلم وأبو عوانة )

التسليم

ثم ( كان صل الله عليه وسلم يسلم عن يمينه : ( السلام عليكم ورحمة الله ) [ حتى يرى بياض خده الأيمن ] وعن يساره : (السلام عليكم ورحمة الله) [ حتى يرى بياض خده الأيسرر ] )
( مسلم بنحوه وأبو داود والنسائي والترمذي وصححه )
وكان أحيانا يزيد في التسليمة الأولى : ( وبركاته )
( أبو داود وابن خزيمة بسند صحيح )
و ( كان إذا قال عن يمينه : ( السلام عليكم ورحمة الله )
( النسائي وأحمد والسراج بسند صحيح )
اقتصر - أحيانا ( على قوله عن يساره : ( السلام عليكم ) وأحيانا ( كان يسلم تسليمة واحدة : [ ( السلام عليكم ) ] [ تلقاء وجهه يميل إلى الشق الأيمن شيئا ] [ أو قليلا ] )
( ابن خزيمة والبيهقي والضياء في ( المختارة )
و ( كانوا يشيرون بأيديهم إذا سلموا عن اليمين وعن الشمالل فرآهم رسول الله صل الله عليه وسلم فقال :
( ما شأنكم تشيرون بأيديكم كأنها أذناب خيل شمس إذا سلم أحدكم فليلتفت إلى صاحبه ولا يومئ بيده ) [ فلما صلوا معه أيضا لم يفعلوا ذلك ] ( وفي رواية : إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه ثم يسلم على أخيه من على يمينه وشماله )
( مسلم وأبو عوانة والسراج وابن خزيمة والطبراني )

وجوب السلام

وكان صل الله عليه وسلم يقول : ( . . . وتحليلها ( يعني : الصلاة ) التسليم )
( صححه الحاكم والذهبي )

الخاتمة

كل ما تقدم من صفة صلاته صل الله عليه وسلم يستوي فيه الرجال والنساء ولم يرد في السنة ما يقتض استثناء النساء من بعض ذلك بل إن عموم قوله صل الله عليه وسلم : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) يشملهن وهو قول إبراهيم النخعي قال : ( تفعل المرأة في الصلاة كما يفعل الرجل )
أخرجه ابن أبي شيبة ( 1 / 75 / 2 ) بسند صحيح عنه
وحديث انضمام المرأة في السجود وأنها ليست في ذلك كالرجل مرسل لا حجة فيه رواه
أبو داود في ( المراسيل 117 / 87 ) عن يزيد بن أبي حبيب وهو مخرج في ( الضعيفة 2652 )
وأما ما رواه الإمام أحمد في ( مسائل ابنه عبد الله عنه ) ( ص 71 ) عن ابن عمر أنه كان يأمر نساءه يتربعن فيي الصلاة فلا يصح إسناده لأن فيه عبد الله بن العمري وهو ضعيف

وروى البخاري في ( التاريخ الصغير ص 95 ) بسند صحيح عن أم الدرداء : ( أنها كانت تجلس في صلاتها جلسةة الرجل وكانت فقيهة )

وهذا آخر ما تيسر جمعه في صفة صلاة النبي صل الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم وأرجو الله تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وهاديا إلى سنة نبيه الرؤوف الرحيم

و
( سبحان الله وبحمده سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك )
( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد )

ليست هناك تعليقات