موسوعة الرد على الشيعة الجزء الثانى الطعن فى الصحابة (حديث الحوض و عدالة الصحابة)


ماذا يريد الطاعنون في عدالة الصحابة رضى الله عنهم؟

يمكننا أن نقسم الطاعنين في أصحاب محمد صل الله عليه وسلم إلى قسمين :

القسم الأول :
من يطعنون فيهم لشبهة وقعت لهم مما ذكرناه سالفا وبسبب تلبيس علماء السوء عليهم

القسم الثاني :
من يطعنون فيهم لأنهم نقلة هذا الدين- نقلة القرآن والسنة- فإذا لم نثق بنقلة القرآن والسنة بالتالي لن نثق بما نقلوه لاحتمال أنهم زادوا فيه أو نقصوا وذلك لعدم عدالتهم وهذا هو الخطر الحقيقي لأن الـمحصلة النهائية هي الطعن في دين الله لعدم الثقة بالنقلة

قال أبو زرعة الرازي رحمه الله - في كلمات لو خطت بماء الذهب لـما كان كثيرا - :
« إذا رأيت الرجل يطعن في أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق وذلك أن القرآن عندنا حق والسنة عندنا حق وإنما نقل لنا القرآن والسنن أصحاب محمد صل الله عليه وسلم وهولاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة »

الفرق التى طعنت في عدالة الصحابة رضى الله عنهم
أربع فرق :
الفرقة الأولى : الشيعة
الفرقة الثانية : الخوارج
الفرقة الثالثة : النواصب
الفرقة الرابعة : الـمعتزلة

وحججهم في طعنهم في أصحاب النبي صل الله عليه وسلم ما يأتي :

أولا :
وقوع الـمعاصي من بعض أصحاب النبي صل الله عليه وسلم

ثانيا :
قالوا : من الصحابة من هو منافق بنص القرآن والسنة

ثالثا :
قالوا : يلزم من العدالة الـمساواة في الـمنزلة : وإذا كانت الـمساواة في الـمنزلة منفية عندنا جميعا فكذلك العدالة تكون منفية

رابعا :
قالوا لا يوجد دليل على عدالة كل أصحاب النبي صل الله عليه وسلم

وخلاصة الـجواب عن هذه الـحجج الواهية ما يأتي :
أما وقوع الـمعاصي من بعضهم!!

فقد ذكرنا أن وقوع الـمعاصي لا يضر بعدالتهم وإنما نقول : هم عدول وغير معصومين

وأما قولهم إن من الصحابة من هو منافق
فهذا كذب والـمنافقون ليسوا من الصحابة فتعريف الصحابي
هو : من لقي النبي صل الله عليه وسلم وهو مؤمن ومات على ذلك والـمنافقون لم يلقوا النبي صل الله عليه وسلم مؤمنين ولا ماتوا على الإيمان فلا يدخلون تحت هذا التعريف

وأما قولهم يلزم من العدالة أن يتساووا في الـمنزلة
فهذا غير صحيح ولا يلزم بل نحن نقول عدول وبعضهم أفضل من بعض فأبوبكر أفضل من جميع أصحاب النبي صل الله عليه وسلم وبعده عمر وبعده عثمان وبعده علي وبعده بقية العشرة ثم يأتي أهل بدر فأهل بيعة الرضوان وهكذا فالقصد أن الصحابة لا يتساوون في الفضل كما قال تعالى :
[وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير]
{الحديد : 10}

وإذا كان الأنبياء لا يتساوون في الفضل كما قال تعالى :
[تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض]
{البقرة : 253}
فالصحابة كذلك

أما قولهم إنه لا يوجد دليل على عدالة كل الصحابة
فقد مرت بعض الأدلة من القرآن والسنة على عدالتهم ولا شك أنهم قد استدلوا ببعض الأدلة ولكن نحن نذكر قبل ذكر هذه الأدلة قول الله سبحانه وتعالى :
[هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب] {آل عمران : 7}
فالذين قالوا بعدم عدالة الصحابة لهم شبهات من كتاب الله ولهم شبهات من سنة النبي

حديث الحوض

قالوا : قال النبي صل الله عليه وسلم :
«يرد علي رجال أعرفهم ويعرفونني فيذادون عن الحوض فأقول : أصحابي
فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك »

وهذا الحديث له طرق كثيرة وروايات كثيرة :
منها :
الرواية الأولى :
« إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم وسيؤخذ أناس دوني فأقول يارب مني ومن أمتي
فيقال : أما شعرت ما عملوا بعدك والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم »
قال ابن أبي مليكة أحد رواة الحديث : « اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا »

الرواية الثانية :
« أنا فرطكم على الحوض ولأنازعن أقواما ثم لأغلبن عليهم فأقول : يا رب أصحابي أصحابي
فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك »

وتوجيه الرد على هذه الشبهة :
أولا :
إن الـمراد بالأصحاب هنا هم الـمنافقون الذين كانوا يظهرون الإسلام في عهد النبي صل الله عليه وسلم كما قال الله تعالى :
[إذا جاءك الـمنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن الـمنافقين لكاذبون]
{المنافقون : 1}
وهم من الـمنافقين الذين لم يكن يعلمهم النبي صل الله عليه وسلم كما قال جل وعلا :
[وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل الـمدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم]
{التوبة : 10}
فهؤلاء من الـمنافقين الذين كان يظن النبي صل الله عليه وسلم أنهم من أصحابه ولم يكونوا كذلك

ثانيا :
الـمراد بهم الذين ارتدوا بعد وفاة النبي صل الله عليه و سلم فقد ارتد كثير من العرب بعد وفاته صل الله عليه وسلم فأولئك الذين كان النبي صل الله عليه وسلم يقول :
أصحابي فيقال له : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم لم يزالوا مرتدين على أدبارهم منذ فارقتهم

ثالثا :
الـمراد الـمعنى العام
أي : كل من صحب النبي صل الله عليه وسلم ولو لم يتابعه فلا يدخلون تحت الـمعنى الاصطلاحي لكلمة صحابي ويدل على هذا أن رأس الـمنافقين عبد الله بن أبي بن سلول لـما قال :
[لئن رجعنا إلى الـمدينة ليخرجن الأعز منها الأذل]
{المنافقون : 8}
نقل لعمر هذا الكلام فقال : يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا الـمنافق
فقال النبي : دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه
فجعله النبي صل الله عليه وسلم من أصحابه ولكن على الـمعنى اللغوي لا على الـمعنى الاصطلاحي لأن عبد الله بن أبي بن سلول رأس الـمنافقين وكان ممن فضحه الله تبارك وتعالى وممن أظهر نفاقه جهرة

رابعا :
قد يراد بكلمة أصحابي كل من صحب النبي صل الله عليه وسلم على هذا الطريق ولو لم يره ويدل على هذا رواية « أمتي » أو « إنهم أمتي »
وأما قول النبي صل الله عليه وسلم : « أعرفهم » فالنبي صل الله عليه سلم قد بين أنه يعرف هذه الأمة
فقيل له : يا رسول الله كيف تعرفهم ولم ترهم؟
فيقول : إني أعرفهم من آثار الوضوء
ويؤكد هذا فهم ابن أبي مليكة راوي الحديث عندما قال :
« اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا » وهو من التابعين

وهذا الحديث لا يستدل به الخوارج ولا النواصب و لا الـمعتزلة وإنما يستدل به الشيعة على ارتداد أصحاب النبي صل الله عليه وسلم
فيقال لـهم : وما الذي يخرج عليا والحسن والحسين وغيرهم من أهل بيت النبي صل الله عليه وسلم؟
ما الذي يمنع أن يكونوا من الذين ارتدوا؟
ونحن لا نقول بردتهم وحاشاهم بل نحن نقول بإمامتهم ونقول بأنهم من أهل الجنة كما قال النبي صل الله عليه وسلم عن علي رضي الله عنه لـما كانوا على حراء :
اثبت حراء فإنما عليك نبي أو صديق أو شهيد
وكان علي مع النبي صل الله عليه وسلم وهو من أهل الجنة
وثبت عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال عن الحسن والحسين :
« سيدا شباب أهل الجنة »

فإن قال الروافض : إن أبا بكر وعمر وأبا عبيدة وغيرهم من أصحاب النبي صل الله عليه وسلم من الذين يذادون عن الحوض؟!
فما الذي يمنع النواصب أن يقولوا : إن عليا أيضا ممن يذاد عن الحوض
وإن قيل : ثبتت فضائل لعلي؟!
فسيقال : ثبتت فضائل أكثر منها لأبي بكر وعمر

ليست هناك تعليقات