صفة صلاة النبي صل الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها الجزء التاسع


صفة صلاة النبي صل الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
تأليف محمد ناصر الدين الألباني

السجود

ثم ( كان صل الله عليه وسلم يكبر ويهوي ساجدا ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال له : ( لا تتم صلاة    لأحد من الناس حتى . . . يقول : سمع الله لمن حمده حتى
( صحيح )
يستوي قائما ثم يقول : الله أكبر ثم يسجد حتى تطمئن مفاصله )
( أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي )
و ( كان إذا أراد أن يسجد كبر [ ويجافي يديه عن جنبيه ]]   ثم يسجد )

( رواه أبو يعلى بسند جيد وابن خزيمة بسند آخر صحيح )

الخرور إلى السجود على اليدين

و ( كان يضع يديه على الأرض قبل ركبتيه )
( ابن خزيمة والدارقطني )
وكان يأمر بذلك فيقول :  ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه )

( أبو داود )
وكان يقول : ( إن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه فإذا وضع أحدكم وجهه فليضع يديه وإذا رفع فليرفعهما )
( ابن خزيمة وأحمد والسراج وصححه الحاكم ووافقه الذهبي )
و ( كان يعتمد على كفيه [ ويبسطهما ] ) ويضم أصابعهما ويوجهها قبل القبلة

( البيهقي بسند صحيح )
و ( كان يجعلهما حذو منكبيه ) أبو داود والترمذي وأحيانا ( حذو أذنيه )

( أبو داود والنسائي بسند صحيح )
و ( كان يمكن أنفه وجبهته من الأرض )

( أبو داود والترمذي وصححه هو وابن الملقن )
وقال ل ( المسيء صلاته ) : ( إذا سجدت فمكن لسجودك )
( أبو داود وأحمد بسند صحيح )
وفي رواية ( إذا أنت سجدت فأمكنت وجهك ويديك حتى يطمئن كل عظم منك إلى موضعه )

( ابن خزيمة بسند حسن )
وكان يقول : ( لا صلاة لمن لا يصيب أنفه من الأرض ما يصيب الجبين )

( الدارقطني والطبراني )
و ( كان يمكن أيضا ركبتيه وأطراف قدميه ) و ( يستقبل [ بصدور قدميه و ] بأطراف أصابعهما القبلة ) و (( يرص عقبيه ) و ( ينصب رجليه ) و ( أمر به ) وكان يفتح أصابعهما

( صحيح )
فهذه سبعة أعضاء كان 
صل الله عليه وسلم يسجد  عليها : الكفان والركبتان والقدمان والجبهة والأنف

وقد جعل صل الله عليه وسلم العضوين الأخيرين كعضو واحد في السجود حيث
( البخاري ومسلم )
قال : ( أمرت أن أسجد ( وفي رواية : أمرنا أن نسجد ) على سبع أعظم : على الجبهة - وأشار بيده على أنفه - واليدين ( وفي لفظ :: الكفين ) والركبتين وأطراف القدمين ولا نكفت الثياب والشعر )
وكان يقول : ( إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب : وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه )

( مسلم وأبو عوانة وابن حبان )
وقال في رجل صلى ورأسه معقوص من ورائه :

( إنما مثل هذا مثل الذي يصلي وهو مكتوف )
( مسلم وأبو عوانة )
وقال أيضا :
( أبو داود والترمذي وحسنه ) ( ذلك كفل الشيطان ) يعني : مقعد الشيطان يعني مغرز ضفره
و ( كان لا يفترش ذراعيه ) بل ( كان يرفعهما عن الأرض ويباعدهما عن جنبيه حتى يبدو بياض إبطيه من    ورائه ) و ( حتى لو أن بهمة أرادت أن تمر تحت يديه مرت )
( صحيح )
وكان يبالغ في ذلك حتى قال بعض أصحابه :
( إنا كنا لنأوي " نرق " لرسول الله صل الله عليه وسلم مما يجافي بيديه عن جنبيه  إذا سجد )
( أبو داود وابن ماجه بسند حسن )
وكان يأمر بذلك فيقول : ( إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك )
( مسلم وأبو عوانة )
ويقول : ( اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط ( وفي لفظ : كما يبسط ) الكلب )
( البخاري ومسلم )
وفي لفظ آخر وحديث آخر : ( ولا يفترش أحدكم ذراعيه افتراش الكلب )
( أحمد والترمذي وصححه )
وكان يقول : ( لا تبسط ذراعيك [ بسط  السبع ] وادعم على راحتيك وتجاف عن ضبعيك فإنك إذا فعلت ذلك سجد كل عضو منك معك )
( ابن خزيمة والمقدسي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي )

وجوب الطمأنينة في السجود

وكان صل الله عليه وسلم يأمر بإتمام الركوع والسجود ويضرب لمن لا يفعل ذلك مثل الجائع يأكل التمرة والتمرتين لا تغنيان عنه شيئا وكان يقول فيه : ( إنه من أسوء الناس سرقة )
وكان يحكم ببطلان صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود كما سبق تفصيله في ( الركوع ) وأمر ( المسيء صلاته ) بالاطمئنان في السجود كما تقدم في أول الباب

أذكار السجود

وكان صل الله عليه وسلم يقول في هذا الركن أنواعا من الأذكار والأدعية تارة هذا وتارة هذا :
1 - ( سبحان ربي الأعلى ( ثلاث مرات )
و ( كان - أحيانا - يكررها أكثر من ذلك )
وبالغ في تكرارها مرة في صلاة الليل حتى كان سجوده قريبا من
قيامه وكان قرأ فيه ثلاثة سور من الطوال : البقرة والنساء وآل عمران - يتخللها دعاء واستغفار كما سبق في ( صلاة الليل )
( أحمد وأبو داود وابن ماجه والدارقطني )
2 - ( سبحان ربي الأعلى وبحمده ( ثلاثا )

( صحيح )
3 - ( سبوح قدوس رب الملائكة والروح )

( مسلم وأبو عوانة )
4 - ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ) وكان - يكثر منه في ركوعه وسجوده يتأولل القرآن

( البخاري ومسلم )
5 - ( اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت [ وأنت ربي ] سجد وجهي للذي خلقه وصوره [[ فأحسن صوره ] وشق سمعه وبصره [ ف ] تبارك الله أحسن الخالقين )

( مسلم وأبو عوانة )
6 - ( اللهم اغفر لي ذنبي كله ودقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره )

( مسلم وأبو عوانة )
7 - ( سجد لك سوادي وخياليي وآمن بك فؤادي أبوء بنعمتك علي هذي - يدي وما جنيت على نفسي )

( ابن نصر والبزار والحاكم وصححه ورده الذهبي لكن له شواهد مذكورة في الأصل )
8 - ( سبحان ذي  الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ) وهذا 
وما بعده كان يقوله في صلاة الليل
( أبو داود والنسائي بسند صحيح )
9 - ( سبحانك [ اللهم ] وبحمدك لا إله إلا أنت )
( مسلم وأبو عوانة )
10 - ( اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت )

( ابن شيبة والنسائي وصححه الحاكم )
11 - ( اللهم اجعل في قلبي نورا [ وفي لساني نورا ] واجعل في سمعي نورا واجعل في بصريي نورا واجعل من تحتي نورا واجعل من فوقي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا واجعل أمامي نورا - واجعلل خلفي نورا [ واجعل في نفسي نورا ] وأعظم لي نورا )

( مسلم وأبو عوانة )
12 - ( [ اللهم ] [ إني ] أعوذ برضاك من سخطك و [ أعوذ ] بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بكك منك لا أحصي ثناء عليك أنت  كما أثنيت على نفسك )

( مسلم وأبو عوانة )

النهي عن قراءة القرآن في السجود

وكان صل الله عليه وسلم ينهى عن قراءة القرآن في الركوع والسجود ويأمر بالاجتهاد والإكثار من الدعاء في هذا الركن كما مضى في ( الركوع )
وكان يقول : ( أقرب  ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء [ فيه ] )

( مسلم وأبو عوانة والبيهقي )

إطالة السجود

وكان صل الله عليه وسلم يجعل سجوده قريبا من الركوع في الطول وربما بالغ في الإطالة لأمر عارض كما قال بعض الصحابة :
( خرج علينا رسول الله 
صل الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي - [ الظهر أو العصر ] - وهو حامل حسنا أوو حسينا فتقدم النبي صل الله عليه وسلم فوضعه [ عند قدمه اليمنى ] ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهراني صلاتهه سجدة أطالها قال : فرفعت رأسي [ من بين الناس ] فإذا الصبي على ظهر رسول الله صل الله عليه وسلم وهو ساجدد فرجعت إلى سجودي فلما قضى رسول الله صل الله عليه وسلم الصلاة قال الناس : يا رسول الله إنك سجدت بين ظهرانيي صلاتك [ هذه ] سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك قال :
( كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتىى يقضي حاجته )

( النسائي وابن عساكر والحاكم وصححه ووافقه الذهبي )
وفي حديث آخر : ( كان 
صل الله عليه وسلم يصلي فإذا سجد وثب الحسن والحسين علىى ظهره فإذا منعوهما أشار إليهم أن دعوهما فلما قضى الصلاة  وضعهما في حجره وقال : ( من أحبني فليحب هذين )
( ابن خزيمة في صحيحه )

فضل السجود

وكان صل الله عليه وسلم يقول : ( ما من أمتي من أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة ) قالوا : وكيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق قال : ( أرأيت لو دخلت صبرة فيها خيل دهم بهم وفيها فرس أغر محجلل أما كنت تعرفه منها ) قال : بلى قال : ( فإن أمتي يومئذ غر من السجود محجلون من الوضوء )
( أحمد بسند صحيح )
ويقول : ( إذا أراد  الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الله الملائكة أن يخرجوا من يعبد اللهه فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار فكل ابن آدم تأكلههه النار إلا أثر السجود 
)
( البخاري ومسلم )

السجود على الأرض والحصير

وكان يسجد على الأرض كثيرا
و (كان أصحابه يصلون معه في شدة الحر فإذا لم يستطع أحدهم أن يمكن جبهته من الأرضض بسط ثوبه فسجد عليه)
( مسلم وأبو عوانة )
وكان يقول : ( . . . وجعلت الأرض كلها لي ولأمتي مسجدا وطهورا فأينما أدركت رجلا من أمتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره [ وكان من قبلي يعظمون ذلك إنما كانوا يصلون في كنائسهمم وبيعهم ] )

( أحمد والسراج والبيهقي بسند صحيح )
وكان ربما سجد في طين وماء وقد وقع له ذلك في صبح ليلة إحدى وعشرين من رمضان حينن أمطرت السماء وسال سقف المسجد وكان من جريد النخل فسجد 
صل الله عليه وسلم في الماء والطين قال أبو سعيد الخدري : ( فأبصرت عيناي رسول الله صل الله عليه وسلم وعلى جبهته وأنفه أثر الماء الطين )
( البخاري ومسلم )
و ( كان يصلي على الخمرة ) أحيانا و ( على الحصير ) أحيانا و ( صلى عليه - مرة - وقد اسودد من طول ما لبس )

( البخاري ومسلم )

الرفع من السجود

ثم ( كان صل الله عليه وسلم يرفع رأسه من السجود مكبرا ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال :
( لا يتم صلاة لأحد من الناس حتى . . . يسجد حتى تطمئن مفاصله ثم يقول : ( اللهه أكبر ) ويرفع رأسه حتى يستوي قاعدا ) و ( كان يرفع يديه مع هذا التكبير ) أحيانا
( أحمد وأبو داود بسند صحيح )
ثم ( يفرش رجله اليسرى فيقعد عليها [ مطمئنا ] )
( البخاري )
وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال له : ( إذا سجدت فمكن لسجودك فإذا رفعت فاقعدد على فخذك اليسرى )

( أحمد وأبو داود بسند جيد )
و ( كان ينصب رجله اليمنى )

( البخاري والبيهقي )
و ( يستقبل بأصابعها القبلة )

( النسائي بسند صحيح )

الإقعاء بين السجدتين

و ( كان - أحيانا - يقعي [ ينتصب على عقبيه وصدور قدميه ] )
( مسلم وأبو عوانة )

وجوب الاطمئنان بين السجدتين

و ( كان صل الله عليه وسلم يطمئن حتى يرجع كل عظم إلى موضعه )
( أبو داود والبيهقي بسند صحيح )
أمر بذلك ( المسيء صلاته ) وقال له :
( لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك )

( أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي )
و ( كان يطيلها حتى تكون قريبا من سجدته ) وأحيانا ( يمكث 
حتى يقول القائل : قد نسي )
( البخاري ومسلم )

الأذكار بين السجدتين

وكان صل الله عليه وسلم يقول في هذه الجلسة :
1 - ( اللهم ( وفي لفظ : رب ) اغفر لي وارحمني [ واجبرني ] [ وارفعني ] واهدني - [ وعافني ] وارزقني )
( أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم ووافقه الذهبي )
وتارة يقول : 
2 - ( رب اغفر لي اغفر لي )
ابن ماجه بسند جيد
وكان يقولهما في ( صلاة الليل )
ثم ( كان يكبر ويسجد السجدة الثانية ) وأمر بذلك ( المسيء صلاته )
( البخاري ومسلم )
فقال له بعد أن أمره بالاطمئنان بين السجدتين كما سبق :
( ثم تقول : ( الله أكبر ثم تسجد حتى تطمئن    مفاصلك [ ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ] )
( أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والزيادة للبخاري ومسلم )
و ( كان صل الله عليه وسلم يرفع يديه مع هذا التكبير ) أحيانا
( أبو عوانة وأبو داود بسندين صحيحين )
وكان يصنع في هذه السجدة مثل ما صنع في الأولى ثم ( يرفع رأسه مكبرا )
( البخاري ومسلم )
وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال له بعد أن أمره بالسجدة الثانية كما مر :
( ثم يرفع رأسه فيكبر )
( أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي )
وقال له :
( [ ثم اصنع ذلك في كل ركعة وسجدة ] فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك وإن أنقصت منه شيئا أنقصت من صلاتك )
( أحمد والترمذي وصححه )
و ( كان يرفع يديه ) أحيانا
( أبو عوانة وأبو داود بسندين صحيحين )

جلسة الاستراحة

ثم ( يستوي قاعدا [ على رجله اليسرى معتدلا حتى يرجع كل عظم إلى موضعه ] )

( البخاري وأبو داود )

الاعتماد على اليدين في النهوض إلى الركعة

ثم ( كان صل الله عليه وسلم ينهض معتمدا على الأرض إلى الركعة الثانية )
( الشافعي والبخاري )
و ( كان يعجن في الصلاة : يعتمد على يديه إذا قام )

( أبو إسحاق )
و ( كان 
صل الله عليه وسلم إذا نهض في الركعة الثانية استفتح ب الحمد لله ولم يسكت )
وكان يصنع في هذه الركعة مثل ما يصنع في الأولى إلا أنه كان يجعلها أقصر من الأولى كما سبق

( مسلم وأبو عوانة )

وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة

وقد أمر ( المسيء صلاته ) بقراءة الفاتحة في كل ركعة حيث قال له بعد أن أمره بقراءتها في الركعة الأولى : ( ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ) ( وفي رواية : ( في  كل ركعة )
( أبو داود وأحمد بسند قوي )
وقال : ( في كل ركعة قراءة )
( ابن ماجة وابن حبان في صحيحه )

ليست هناك تعليقات