صفة صلاة النبي صل الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها الجزء الثامن


صفة صلاة النبي صل الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
تأليف محمد ناصر الدين الألباني

ترتيل القرآءة وتحسين الصوت بها

وكان صل الله عليه وسلم - كما أمره الله تعالى - يرتل القرآن ترتيلا لا هذا ولا عجلة بل قراءة ( مفسرة حرفا حرفا )
( أبو داود وأحمد بسند صحيح )
حتى ( كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها )

( مسلم ومالك )
وكان يقول : ( يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإنن منزلك عند آخر آية تقرؤها )

( أبو داود والترمذي وصححه )
و ( كان يمد قراءته ( عند حروف المد ) فيمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم )

( البخاري وأبو داود )
ونضيد وأمثالها وكان يقف على رؤوس الآي كما سبق بيانه
( البخاري )
و ( كان - أحيانا - يرجع صوته كما فعل يوم فتح مكة وهو على ناقته يقرأ سورة الفتح ( : 48 :: 29 ) [ قراءة لينة ] وقد حكى عبد الله 
ابن مغفل ترجيعه هكذا ( آ آ آ )
( البخاري ومسلم )
وكان يأمر بتحسين الصوت بالقرآن فيقول :
( زينوا القرآن بأصواتكم [ فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا ] )

( البخاري تعليقا )
ويقول : ( إن من أحسن الناس صوتا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله )

( صحيح )
وكان يأمر بالتغني بالقرآن فيقول :
( تعلموا كتاب الله وتعاهدوه واقتنوه وتغنوا به فوالذي نفسي بيده لهو أشد منن المخاض في العقل )

( الدارمي وأحمد بسند صحيح )
ويقول : ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن )
( أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي )
ويقول : ( ما أذن الله لشيء ما أذن ( وفي لفظ : كأذنه ) لنبي [ حسن الصوت ( وفي لفظ : حسن الترنم ) ] يتغنى بالقرآن [ يجهر به ] )
( البخاري ومسلم )
وقال لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه :
( لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود ) [ فقال أبو موسىى : لو علمت مكانك لحبرت لك - يريد تحسين الصوت -  تحبيرا ]

( البخاري ومسلم )

الفتح على الإمام

وسن صل الله عليه وسلم الفتح على الإمام إذا لبست عليه القراءة فقد ( صلى صلاة فقرأ فيها فلبس عليه فلما انصرف قال لأبي : ( أصليت معنا ) قال : نعم قال  : ( فما منعك [ أن تفتح علي ] )
( أبو داود وابن حبان والطبراني )

الاستعاذة والتفل في الصلاة لدفع الوسوسة

وقال له عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه : يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي فقال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( ذاك شيطان يقال له : خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا ) قال : ففعلت ذلك فأذهبه الله عني
( مسلم وأحمد )

الركوع

ثم كان صل الله عليه وسلم إذا فرغ من القراءة سكت سكتة ثم رفع يديه على الوجوه المتقدمة في ( تكبيرة   الافتتاح ) وكبر وركع
( صحيح )
وأمر بهما ( المسيء صلاته ) فقال له :
( إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله . . .. ثم يكبر الله ويحمده ويمجده ويقرأ ما تيسر من القرآن مما علمه الله وأذن له فيه ثم يكبر ويركع [ ويضع يديه علىى ركبتيه ] حتى تطمئن مفاصله وتسترخي . . ) الحديث

( أبو داود والنسائي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي )

صفة الركوع

و ( كان صلى الله عليه وسلم يضع كفيه على ركبتيه ) البخاري وأبو داود و ( كان يأمرهم بذلك ) . وأمر به أيضا ( المسيء صلاته ) كما مر آنفا
( صحيح )
و ( كان يمكن يديه من ركبتيه [ كأنه قابض عليهما ] )

( البخاري وأبو داود )
و ( كان يفرج بين أصابعه ) وأمر به ( المسيء صلاته ) فقال :
( إذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك ثم فرج بين أصابعك ثم امكث حتى يأخذ كل عضو مأخذه )
( ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما )
و ( كان يجافي وينجي مرفقيه عن جنبيه )

( الترمذي وصححه ابن خزيمة )
( البيهقي بسند صحيح والبخاري ) و ( كان إذا ركع بسط ظهره وسواه ) حتى لو صب عليه الماء لاستقر )

(الطبراني وعبد بن أحمد في زوائد المسند وابن ماجة)
وقال ل ( المسيء صلاته ) :
( فإذا ركعت فاجعل راحتيك على ركبتيك وامدد ظهرك ومكن لركوعك )

( أحمد وأبو داود بسند صحيح )
و ( كان لا يصب رأسه ولا يقنع ) ولكن  بين ذلك

( صحيح )

وجوب الطمأنينة في الركوع

و ( كان يطمئن في ركوعه ) وأمر به ( المسيء صلاته ) كما سلف أول الفصل السابق
وكان يقول : ( أتموا الركوع والسجود فوالذي نفسي بيده إني

لأراكم من بعد ظهري إذا ما ركعتم وما سجدتم )
و ( رأى رجلا لا يتم ركوعه وينقر في سجوده وهو يصلي فقال :
( لو مات هذا على حاله هذه مات على غير ملة محمدد [ ينقر صلاته كما ينقر الغراب الدم ] مثل الذي لا يتم ركوعه وينقر في سجوده مثل الجائع الذي يأكل التمرة والتمرتينن لا يغنيان عنه شيئا )

( أبو يعلى في مسنده والبيهقي والطبراني وصححه ابن خزيمة )
وقال أبو هريرة رضي الله عنه : ( نهاني خليلي 
صل الله عليه وسلم أن أنقر في صلاتي نقر الديك وأنن ألتفت التفات الثعلب وأن أقعي كإقعاء القرد )
وكان يقول : ( أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته )

قالوا : يا رسول الله وكيف يسرق من صلاته
قال : ( لا يتم ركوعها وسجودها )
( حديث حسن )
و ( كان يصلي فلمح بمؤخر عينه إلى رجل لا يقيم صلبه في الركوع والسجود فلما انصرف قال :
( ابن أبي شيبة والطبراني وصححه الحاكم ووافقه الذهبي )
( يا معشر المسلمين إنه لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع   والسجود )
( ابن أبي شيبة وابن ماجة وأحمد بسند صحيح )

أذكار الركوع

وكان يقول في هذا الركن أنواعا من الأذكار والأدعية تارة بهذا وتارة بهذا :
1 -  ( سبحان ربي العظيم ( ثلاث مرات )
وكان - أحيانا - يكررها أكثر من ذلك وبالغ مرة في تكرارها في صلاة الليل حتى كان ركوعة قريبا من قيامه وكان يقرأ فيه ثلاث سورة 
من الطوال : البقرة والنساء وآل عمران يتخللها دعاء واستغفار كما سبق في ( صلاة الليل )
( أحمد وأبو داود وابن ماجة والدارقطني )
2 - ( سبحان ربي العظيم وبحمده ( ثلاثا )
( صحيح )
3 - ( سبوح قدوح رب الملائكة والروح )

( مسلم وأبو عوانة )
4 - ( سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي وكان يكثر - منه - في ركوعه وسجوده يتأول القرآن )

( البخاري ومسلم )
5 - اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت [ أنت ربي ] خشع لك سمعي وبصري ومخيي وعظمي ( وفي رواية وعظامي ) وعصبي [ وما استقلت به قدمي لله رب العالمين ] )

( النسائي بسند صحيح )
6 - ( اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت أنت ربيي خشع سمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي وعصبي لله رب العالمين )

( مسلم وأبو عوانة والطحاوي والدار قطني )
7 - ( سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ) وهذا قاله في صلاةة   الليل

( أبو داود والنسائي بسند صحيح )

إطالة الركوع

و ( كان صل الله عليه وسلم يجعل ركوعه وقيامه بعد الركوع وسجوده وجلسته بين السجدتين   قريبا من السواء )
( البخاري ومسلم )

النهي عن قراءة القرآن في الركوع

و ( كان ينهى عن قراءة القرآن في الركوع والسجود )
( مسلم وأبو عوانة )
وكان يقول : ( ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا فأما الركوع فعظموا فيه الرب عزز وجل  وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم )

( مسلم وأبو عوانة )

الاعتدال من الركوع وما يقول فيه

ثم ( كان صل الله عليه وسلم يرفع صلبه من الركوع قائلا : ( سمع الله لمن حمده )
( البخاري ومسلم )
وأمر بذلك ( المسيء صلاته ) فقال له : ( لا تتم صلاة لأحد من الناسس حتى . . . يكبر . . . ثم يركع . . . ثم يقول : سمع الله لمن حمده حتى يستوي قائما )

( أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي )
وكان إذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه
( البخاري وأبو داود )
ثم ( كان يقول وهو قائم : ( ربنا [ و ] لك الحمد )

( البخاري وأبو داود )
وأمر بذلك كل مصل مؤتما أو غيره فقال : ( صلوا كما رأيتموني أصلي )
وكان يقول : ( إنما جعل الإمام ليؤتم به . . وإذا قال : سمع الله لمن حمدهه فقولوا : ( [ اللهم ] ربنا ولك الحمد ) يسمع الله لكم فإن الله تبارك وتعالى قال على لسان نبيه 
صل الله عليه وسلم :: سمع  الله لمن حمده )
( مسلم وأبو عوانة وأحمد وأبو داود )
وعلل الأمر بذلك في حديث آخر بقوله : ( فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه )
( البخاري ومسلم وصححه الترمذي )
وكان يرفع يديه عند هذا الاعتدال على الوجوه المتقدمة في تكبيرة الإحرام ويقول - وهو قائم - كما مر آنفا :
1 - ( ربنا 
ولك الحمد )
( البخاري ومسلم )
وتارة يقول :
2 - ( ربنا لك الحمد )

( البخاري ومسلم )
وتارة يضيف إلى هذين اللفظين قوله :
3 - و 4 - البخاري وأحمد ( اللهم )
وكان يأمر بذلك فيقول : ( إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا : اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من  ذنبه )

( البخاري ومسلم )
وكان تارة يزيد على ذلك إما :
5 - ( ملء السماوات وملء الأرض ومل ما شئت من شيء بعد )

( مسلم وأبو عوانة )
وإما :
6 - ( ملء السماوات و [ ملء ] الأرض وما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد )

( مسلم وأبو عوانة )
وتارة يضيف إلى ذلك قوله :
7 - ( أهل الثناء والمجد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد )

( مسلم وأبو عوانة )
وتارة تكون الإضافة :
8 - ( ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قالل العبد وكلنا لك عبد [ اللهم ] لا مانع لما أعطيت [ ولا معطي لما منعت ] ولا ينفع ذا الجد منك الجد )

( مسلم وأبو عوانة )
وتارة يقول في صلاة الليل :
9 - ( لربي الحمد لربي الحمد ) يكرر ذلك حتى كان قيامه نحوا من ركوعه الذيي كان قريبا  من قيامه الأول وكان قرأ فيه سورة البقرة )

( أبو داود والنسائي بسند صحيح )
10 - ( ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه [ مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى ] )
قاله رجل كان يصلي وراءه 
صل الله عليه وسلم بعدما رفع صل الله عليه وسلم رأسه من الركعة وقال : ( سمع الله لمنن حمده ) فلما انصرف رسول الله صل الله عليه وسلم قال :
( من المتكلم آنفا ) فقال الرجل : أنا يا رسول الله فقال رسول الله 
صل الله عليه وسلم :
( لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم  يكتبها أولا )
( مالك والبخاري وأبو داود )

إطالة هذا القيام ووجوب الاطمئنان فيه

وكان صل الله عليه وسلم يجعل قيامه هذا قريبا من ركوعه كما تقدم بل ( كان يقوم أحيانا حتى يقول القائل : ( قد نسي [ من طول ما يقوم ] )
( البخاري ومسلم )
وكان يأمر بالاطمئنان فيه فقال ل ( المسيء صلاته ) :
( ثم ارفع رأسك حتى تعتدل قائما [ فيأخذ كل عظم مأخذه ] ( وفي رواية : ( وإذا رفعت فأقم صلبكك وارفع رأسك حتى ترجع العظام إلى مفاصلها ) وذكر له : ( أنه لا تتم صلاة لأحد من الناس إذا لم يفعل ذلك  )

( البخاري ومسلم )
وكان يقول : ( لا ينظر الله عز وجل إلى صلاة عبد لا يقيم صلبه بين   ركوعها وسجودها )
( أحمد والطبراني في ( الكبير ) بسند صحيح )

ليست هناك تعليقات