صفة صلاة النبي صل الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها الجزء الرابع


صفة صلاة النبي صل الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
تأليف محمد ناصر الدين الألباني

استقبال الكعبة

كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة استقبل الكعبة في الفرض والنفل وأمر صل الله عليه وسلم بذلك فقال ل ( المسيء صلاته ) :
( البخاري ومسلم )
( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر )
( البخاري ومسلم )
و ( كان صل الله عليه وسلم في السفر يصلي النوافل على راحلته ويوتر عليه حيث توجهت به [ شرقا وغربا ] )
( مسلم )
وفي ذلك نزل قوله تعالى :
فأينما تولوا فثم وجه الله
[ البقرة 115 ]
( أبو داود وابن حبان )
و ( كان - أحيانا - إذا أراد أن يتطوع على ناقته استقبل بها القبلة فكبر ثم صلى حيث وجههه ركابه )
( أحمد والترمذي وصححه )
و ( كان يركع ويسجد على راحلته إيماء برأسه ويجعل السجود أخفض من الركوع )
( البخاري وأحمد )
و ( كان إذا أراد أن يصلي الفريضة نزل فاستقبل  القبلة )
( البخاري ومسلم )
وأما في صلاة الخوف الشديد فقد سن صل الله عليه وسلم لأمته أن يصلوا ( رجالا قياما على أقدامهم أو ركبانا مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها ) وقال صل الله عليه وسلم :
( البيهقي بسند صحيح )
( إذا اختلطوا فإنما هو التكبير والإشارة بالرأس )
( الترمذي والحاكم )
وكان صل الله عليه وسلم يقول : ( ما بين المشرق والمغرب قبلة )
( الدارقطني والحاكم والبيهقي )
وقال جابر رضي الله عنه :
( كنا مع رسول الله صل الله عليه وسلم في مسيرة أوو سرية فأصابنا غيم فتحرينا واختلفنا في القبلة فصلى كل رجل منا على حدة فجعل أحدنا يخط بين يديه لنعلم أمكنتنا فلماا أصبحنا نظرناه فإذا نحن صلينا على غير القبلة فذكرنا ذلك للنبي صل الله عليه وسلم [ فلم يأمرنا بالإعادة ] وقال : ( قدد أجزأت صلاتكم )
( البخاري ومسلم وأحمد )
وكان صل الله عليه وسلم يصلي نحو بيت المقدس - [ والكعبة بين يديه ] - قبل أن تنزل هذه الآية :
قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام
[ سورة البقرة 296 ]
فلما نزلت استقبل الكعبة فبينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال : إن رسول الله صل الله عليه وسلم قدد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة [ ألا ] فاستقبلوها وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا [ واستدار إمامهم حتى استقبل بهم القبلة ] )

القيام

وكان صل الله عليه وسلم يقف فيها قائما في الفرض والتطوع ائتمارا بقوله تعالى :
وقوموا لله قانتين
[ البقرة 238 ]
وأما في السفر فكان يصلي على راحلته النافلة وسن لأمته أن يصلوا في الخوف الشديد على أقدامهم أو ركبانا كما تقدم وذلك قوله تعالى :
حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون
[ البقرة 238 ]
( الترمذي وصححه وأحمد )
و ( صلى صل الله عليه وسلم في مرض موته جالسا )
( البخاري ومسلم )
وصلاها كذلك مرة أخرى قبل هذه حين ( اشتكى وصلى الناس وراءه قياما فأشار إليهم أن اجلسواا فجلسوا فلما انصرف قال : ( إن كدتم آنفا لتفعلون فعل فارس والروم يقومون على ملوكهم وهم قعود فلا تفعلوا إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا [ أجمعون ] )

صلاة المريض جالسا

وقال عمران بن حصين رضي الله عنه : ( كانت بي بواسير فسألت رسول الله صل الله عليه وسلم فقال :
( صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب )
( البخاري وأبو داود وأحمد )
وقال أيضا : ( سألته صل الله عليه وسلم عن صلاة الرجل وهو قاعد فقال :
( من صلى قائما فهو أفضل ومن صلى قاعدا فله نصف أجر القائم ومن صلى نائما ( وفيي رواية : مضطجعا ) فله نصف أجر القاعد ) والمراد به المريض فقد قال أنس رضي الله عنه :
( البخاري وأبو داود وأحمد )
( خرج رسول الله صل الله عليه وسلم على ناس وهم يصلون قعودا من مرض فقال : ( إن صلاة القاعد علىى النصف من صلاة القائم )
( أحمد وابن ماجه بسند صحيح )
و ( عاد صل الله عليه وسلم مريضا فرآه يصلي على وسادة فأخذها فرمى بها فأخذ عودا ليصلي عليه فأخذه فرمى به وقال :
( صل على الأرض إن استطعت وإلا فأوم إيماءء   واجعل سجودك أخفض من ركوعك )
( الطبراني والبزار وابن السماك والبيهقي وسنده صحيح )

الصلاة في السفينة

وسئل صل الله عليه وسلم عن الصلاة في السفينة فقال :
( صل فيها قائما إلا أن تخاف الغرق )
( البزار والدراقطني وصححه الحاكم )
ولما أسن صل الله عليه وسلم وكبر اتخذ عمودا في مصلاه يعتمد عليه
( أبو داود والحاكم وصححه هو والذهبي )

القيام والقعود في صلاة الليل

و ( كان صل الله عليه وسلم يصلي ليلا طويلا قائما وليلا طويلا قاعدا وكان إذا قرأ قائما ركع قائما وإذا قرأ قاعدا ركع قاعدا )
( مسلم وأبو داود )
و ( كان أحيانا يصلي جالسا فيقرأ وهو جالس فإذا بقي من قراءته قدر ما يكون ثلاثين أو أربعين آية قام فقرأها وهو قائم ثم ركع وسجد ثم يصنع في الركعة الثانية مثل ذلك )
( البخاري ومسلم )
وإنما ( صلى السبحة قاعدا في آخر حياته لما أسن وذلك قبل وفاته بعام )
( مسلم وأحمد )
و ( كان يجلس  متربعا )
( النسائي وابن خزيمة والحاكم وصححه ووافقه الذهبي )

الصلاة في النعال والأمر بها

و ( كان يقف حافيا أحيانا ومنتعلا أحيانا )
( أبو داود وابن ماجه )
وأباح ذلك لأمته فقال :
( إذا صلى أحدكم فليلبس نعليه أو ليخلعهما بين رجليه ولا يؤذيي بهما غيره )
( أبو داود والبزار وصححه الحاكم ووافقه الذهبي )
وأكد عليهم الصلاة فيهما أحيانا فقال :
( خالفواا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم )
( أبو داود والبزار وصححه الحاكم ووافقه الذهبي )
وكان ربما نزعهما من قدميه وهو في الصلاة ثم استمر في صلاته كما قال أبو سعيد الخدري :
( أبو داود وابن خزيمة )
( صلى بنا رسول الله صل الله عليه وسلم ذات يوم فلما كان في بعض صلاته خلع نعليه فوضعهما عن يساره فلما رأى الناس ذلك خلعوا نعالهم فلما قضى صلاته قال : ( ما بالكم ألقيتم نعالكم ) قالوا : رأيناكك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا فقال : ( إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيها قذرا - أو قال : أذى ( وفي رواية : خبثا ) فألقيتهما فإذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر في نعليه فإن رأى فيهما قذرا - أو قال : - أذى ( وفي الرواية الأخرى : خبثا ) فليمسحهما وليصل فيهما )
و ( كان إذا نزعهما وضعهما عن يساره )
( أبو داود والنسائي وابن خزيمة )
وكان يقول :
( إذا صلى أحدكم فلا يضع نعليه عن يمينه ولا عن يساره فتكون عن يمين غيره إلا أن لاا   يكون عن يساره أحد وليضعهما بين رجليه )
( أبو داود وابن خزيمة )

الصلاة على المنبر

و ( صلى صل الله عليه وسلم - مرة - على المنبر ( وفي رواية : أنه ذو ثلاث درجات ) ف [ قام عليه فكبر وكبر الناس وراءه وهو على المنبر ] [ ثم ركع وهو عليه ] ثم رفع فنزل القهقرى حتى سجد في أصل المنبرر ثم عاد فصنع كما صنع في الركعة الأولى ] حتى فرغ من آخر صلاته ثم أقبل على الناس فقال :
( أيها الناس إني صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي )
( البخاري ومسلم )

ليست هناك تعليقات