كتاب هل تبحث عن وظيفة ؟ للشيخ محمد العريفى أخيراً


أخيراً

إن أعظم ما يمنع العبد من دخول الجنة هو الشرك بالله فهو أعظم المحرمات على الإطلاق

قال صل الله عليه وسلم :
{ ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ( ثلاثاً )
قالوا : بلى يا رسول الله
قال : الإشراك بالله..}
وكل ذنب يمكن أن يغفره الله إلا الشرك فلابد له من توبة مخصوصة

قال تعالى :
﴿ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيداً ﴾
ومن مظاهر هذا الشرك المنتشرة في كثير من بلاد المسلمين :
عبادة القبور واعتقاد أن الأولياء الموتى يقضون الحاجات ويفرجون الكربات والاستعانة والاستغاثة بهم
والله يقول :
﴿ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ﴾
وكذلك دعاء الموتى من الأنبياء والصالحين وغيرهم للشفاعة أو للتخليص من الشدائد
والله يقول :
﴿ أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله قليلاً ما تذكرون ﴾
وبعضهم يستعين بذكر اسم الشيخ أو الولي دائماً إن قام وإن قعد وكلما وقع في ورطة أو مصيبة أو كربة
فهذا يقول : يا محمد
وذاك يقول : يا علي أو يا حسين
ويا بدوي ويا جيلاني ويا شاذلي ويا رفاعي
وهذا يدعو العيدروس وذلك يدعو السيدة زينب وابن علوان
والله يقول :
﴿ إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ﴾

وبعض عباد القبور يطوفون بها ويستلمون أركانها ويتمسحون بها ويقبلون أعتابها ويسجدون لها ويقفون أمامها خاشعين سائلين حاجاتهم من شفاء مريض أو حصول ولد أو تيسير حاجة وربما نادى الزائر صاحب القبر :

يا سيدي! جئتك من بلد بعيد فلا تخيبني
والله يقول :
﴿ ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون ﴾
وقال صل الله عليه وسلم :
{ من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار}
وبعضهم يحلقون رؤوسهم عند القبور
وبعضهم يؤلف كتباً تحث على هذا الشرك مثل : مناسك حج المشاهد
ويقصدون بالمناسك القبور وأضرحة الأولياء وبعضهم يعتقد أن الأولياء يتصرفون في الكون وأنهم يضرون وينفعون
والله يقول :
﴿ وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ﴾

ولا تجوز الصلاة في المسجد إذا كان فيه – أو في ساحته أو قبلته – قبر لقوله صل الله عليه وسلم :
{ لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد }
وقوله صل الله عليه وسلم :
{ ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك }
ومن مظاهر الشرك :
الذبح لغير الله :
والله يقول :
﴿ فصل لربك وانحر ﴾
أي انحر لله وعلى اسم الله
وقال صل الله عليه وسلم :
{ لعن الله من ذبح لغير الله }
وقد يجتمع في الذبيحة محرمان وهما :
الذبح لغير الله : كمن يذبح متقرباً إلى غير الله ( كصاحب قبر يتقرب إليه أو يذبح للجن لكف شرهم أو غير ذلك )
والذبح على غير اسم الله : كمن يذكر اسم غير الله عند الذبح ( كاسم ولي أو شيخ ) وكلاهما مانع للأكل منها


وكذلك من الشرك : النذر لغير الله كما يفعل الذين ينذرون الشموع والأنوار والصدقات لأصحاب القبور
ومن أنواع الشرك المنتشرة :
السحر والكهانة والعرافة


أما السحر فإنه من الكبائر ويفضي إلى الكفر وهو لا يضر ولا ينفع

قال تعالى عن تعلمه :
﴿ وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ﴾
والذي يستعمل السحر كافر عند أكثر العلماء
قال تعالى :
﴿ إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى ﴾
أما الكاهن والعراف فكلاهما كافر بالله العظيم إذا ادّعيا معرفة الغيب
والله يقول :
﴿ قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ﴾
وكثير من هؤلاء يستغفل السذج لأخذ أموالهم ويستعملون طرقاً لاكتشاف الغيب كتخطيط الرمل أو قراءة الكف والفنجان أو غير ذلك وإذا صدقوا مرة كذبوا تسعاً وتسعين مرة ولكن المغفلين لا يتذكرون إلا المرة التي صدق فيها هؤلاء الأفاكون فيذهبون إليهم لمعرفة المستقبل والسعادة والشقاوة في زواج أو تجارة والبحث عن المفقودات ونحو ذلك

وحكم الذي يذهب إليهم :

إن كان مصدقاً بما يقولون فهو كافر
لقوله صل الله عليه وسلم :
{ من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صل الله عليه وسلم }
أما إن كان الذي يذهب إليهم غير مصدق بأنهم يعلمون الغيب ولكنه يذهب للتجربة ونحوها فإنه لا يكفر لكنه يكون مرتكباً لذنب كبير ولا تقبل له صلاة أربعين يوماً
لقوله صل الله عليه وسلم :
{ من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة }
هذا مع وجوب الصلاة والتوبة

ومن ذلك اللجوء إلى أبراج الحظ في الجرائد والمجلات فإن اعتقد تأثير النجوم والأفلاك في الكون فهو مشرك وإن قرأها للتسلية فهو آثم لأنه لا يجوز التسلي بقراءة الشرك بالإضافة لما قد يلقي الشيطان في نفسه من الاعتقاد بها فتكون وسيلة للشرك


ومن الشرك الأصغر وقد يتحول إلى أكبر :

استعمال التمائم والخرز والحلق المعدنية وتعليقها في رقاب الأولاد أو غيرهم لدفع العين أو يربطونها على أجسادهم أو يعلقونها في سياراتهم وبيوتهم أو يلبسون خواتم يعتقدون فيها رفع البلاء أو دفعه
وكل ما تقدم حرام
لقوله صل الله عليه وسلم :
{ من علق تميمة فقد أشرك }
وفاعل ذلك إن اعتقد أن هذه الأشياء تنفع أوتضر من دون الله فهو مشرك شركاً أكبر وإن اعتقد أنها سبب للنفع أو الضرر فهو مشرك شركاً أصغر لأن الله لم يجعلها سبباً

وكذلك الحلف بغير الله :

فلا يجوز للمخلوق أن يقسم بغير الله لأن الحلف تعظيم لا يليق إلا بالله
قال صل الله عليه وسلم :
{ من حلف بغير الله فقد أشرك }
فلا يجوز بالكعبة ولا بالأمانة ولا بالشرف ولا بحياة فلان ولا بجاه النبي صل الله عليه وسلم ولا بجاه الولي ولا بالآباء والأمهات كل ذلك حرام
ومن وقع في شيء من هذا فكفارته أن يقول :
لا إله إلا الله
كما جاء في الحديث الصحيح :
{ من حلف فقال في حلفه : واللات والعزى فليقل : لا إله إلا الله }

ومما يفضي إلى الشرك أيضاً

الألفاظ المحرمة كأن يقول :
أعوذ بالله وبك

هذا من الله ومنك
ما لي إلا الله وأنت
والصواب الإتيان ب
( ثم ) في ذلك فيقول : أنا بالله ثم بك وكذلك في سائر الألفاظ

وكذلك كل عبارة فيها سب الدهر مثل :

هذا زمان سوء وهذه ساعة نحس والزمن غدار ونحو ذلك
وذلك لأن سب الدهر يرجع على خالق الدهر وهو الله عز وجل
كما ينبغي على المسلم والمسلمة أن يحذرا من الابتداع في الدين
ومن ذلك الاحتفالات البدعية كالاحتفال بالمولد النبوي أو الاحتفال بليلة 27 من رمضان والاحتفال بليلة الإسراء والمعراج أو غير ذلك

أسأل الله أن يحفظك ويوفقك وأن يصفي عقيدتنا من شوائب الشرك

آمين

وختاماً :

أيها الأخ الحبيب
أيتها الأخت الكريمة
هذه وصايا استخرجتها لك من مكنون نصحي سكبت فيها روحي وصدقتك فيها النصح والتوجيه فلا يكن نصيبي منك أقل من دعوة لي بظهر الغيب تستنزل بها الرحمات لي ولك من أرحم الراحمين
والله تعالى أعلم وصل الله وسلم على نبينا محمد

ليست هناك تعليقات