صفة صلاة النبي صل الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها الجزء السادس


صفة صلاة النبي صل الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها
تأليف محمد ناصر الدين الألباني

أدعية الاستفتاح

ثم كان صل الله عليه وسلم يستفتح القراءة بأدعية كثيرة متنوعة يحمد الله تعالى فيها ويمجده ويثني عليه وقد أمر بذلك
( المسيء صلاته ) فقال له :
( لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى يكبر ويحمد الله جل وعز ويثني عليه ويقرأ بما تيسر من القرآن . . . )
( أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي )
وكان يقرأ تارة بهذا وتارة بهذا فكان يقول :

1 -
( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كماا ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء  والثلج والبرد ) وكان يقوله في الفرض
( البخاري ومسلم )

2 -
( وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا [ مسلما ] وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين اللهم أنتت الملك لا إله إلا أنت [ سبحانك وبحمدك ] أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك [ والمهدي من هديت ] أنا بك وإليك [ لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك ] تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك ) وكان يقوله في الفرض والنفل
( مسلم وأبو عوانة وغيرهم )

3 -
مثله دون قوله : ( أنت ربي وأنا عبدك ) إلخ - ويزيد : ( اللهم أنت الملك لا إله إلا أنتت سبحانك وبحمدك )
( النسائي بسند صحيح )

4 -
مثله أيضا إلى قوله : ( وأنا أول المسلمين )
ويزيد :
( اللهم اهدني لأحسنن الأخلاق وأحسن الأعمال لا يهدي - لأحسنها إلا أنت وقني سيئ الأخلاق والأعمال لا يقي سيئها إلا أنت )
( النسائي والدارقطني بسند صحيح )

5 -
( سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك )
( أبو داود وصححه الحاكم ووافقه الذهبي )
وقال صل الله عليه وسلم :
( إن أحب الكلام إلى الله أن - يقولل العبد : سبحانك اللهم . . . )
( ابن منده بسند صحيح والنسائي موقوفا ومرفوعا )

6 -
( مثله ويزيد في صلاة الليل : ( لا إله إلا الله ( ثلاثا )  الله أكبر كبيرا ( ثلاثا )
( أبو داود والطحاوي بسند حسن )

7 -
( الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا ) استفتح به رجل من الصحابة فقال صل الله عليه وسلم :
( عجبت لها فتحت لها أبواب السماء )
( مسلم وأبو عوانة )

8 -
( الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ) استفتح به رجل آخر فقال صل الله عليه وسلم :
( لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها أيهم يرفعها )
( مسلم وأبو عوانة )

9 -
( اللهم لك الحمد أنت نور السماوات الأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيم السماوات والأرضض ومن فيهن [ ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن ] ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق وقولك حقق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حق والنبيون حق ومحمد حق اللهم لك أسلمت وعليك توكلت وبك آمنت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت [ أنت ربنا وإليك المصير فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت ] [ وما أنت أعلم به مني ] أنت المقدم وأنت المؤخر [ أنت إلهي ] لا إله إلا أنت [ ولا حول ولا قوة إلا بك ] )
( البخاري ومسلم )

وكان يقوله صل الله عليه وسلم في صلاة الليل كالأنواع الآتية :
10 -
( اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنتت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم )
( مسلم وأبو عوانة )

11 -
كان يكبر عشرا ويحمد عشرا ويسبح عشرا ويهلل عشرا ويستغفر عشرا ويقول :
( اللهم اغفر لي واهدني وارزقني [ وعافني ] ) عشرا ويقول : ( اللهم إني أعوذ بك من الضيق يوم الحساب عشرا )
( أحمد وابن أبي شيبة )

12 -
( الله أكبر [ ثلاثا ] ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة  )
( الطيالسي وأبو داود بسند صحيح )

القراءة

ثم كان صل الله عليه وسلم يستعيذ بالله تعالى فيقول :
( أعوذ بالله من الشيطان  الرجيم من همزه ونفخه ونفثه )
( أبو داود وابن ماجه والدارقطني )
وكان أحيانا يزيد فيه فيقول : ( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان . . . )
( أبو داود والترمذي بسند حسن )
ثم يقرأ : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ولا يجهر بها
( البخاري ومسلم )

القراءة آية آية

( ثم يقرأ الفاتحة ويقطعها آية آية : بسم الله الرحمن الرحيم [ ثم يقف ثم يقول : ] الحمد لله رب العالمين [ ثم يقف ثم يقول : ] الرحمن الرحيم [ ثم يقف ثم يقول : ] مالك يوم الدين وهكذا إلى آخر السورة وكذلكك كانت قراءته كلها يقف على رؤوس الآي ولا يصلها بما بعدها
( أبو داود والسهمي )
وكان تارة يقرؤها  : ملك يوم الدين
( تمام الرائزي وابن أبي داود في ( المصاحف )

ركنية الفاتحة وفضائلها

وكان يعظم من شأن هذه السورة فكان يقول :
( لا صلاة لمن لا يقرأ [ فيها ] بفاتحة الكتاب [ فصاعدا ] )
( البخاري ومسلم )
وفي لفظ :
( لا تجزئ صلاة لا يقرأ الرجل فيها بفاتحة الكتاب )
( الدارقطني وصححه وابن حبان )
وتارة يقول :
( من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج هي خداج هي خداج غير تمام )
( مسلم وأبو عوانة )
ويقول :
( قال الله تبارك وتعالى : قسمت الصلاة - يعني الفاتحة - بيني وبين عبدي نصفين : فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل )
وقال رسول الله صل الله عليه وسلم :
( اقرؤوا : يقول العبد : الحمد لله رب العالمين
يقول الله تعالى : حمدني عبدي
ويقول العبد : الرحمن الرحيم
يقول الله : أثنى علي عبدي
ويقول العبد : مالك يوم الدين
يقول الله تعالى : مجدني عبدي
يقول العبد : إياك نعبد وإياك نستعين
[ قال ] : فهذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل
يقول العبد : اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين
[ قال ] : فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل )
( مسلم وأبو عوانة ومالك )
وكان يقول : ( ما أنزل الله عز وجل في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن وهي السبع المثاني [ والقرآني العظيم الذي أوتيته ] )
( النسائي والحاكم )
وأمر صلى الله عليه وسلم ( المسيء صلاته ) أن يقرأ بها في صلاته ( أبو داود وابن خزيمة والحاكمم وغيرهم ) وقال لمن لم يستطع حفظها : ( قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله )
( البخاري )
وقال للمسيئ  صلاته : ( فإن كان معك قرآن فاقرأ به وإلا فاحمد الله وكبره وهلله )
( أبو داود والترمذي وحسنه )

نسخ القراءة وراء الإمام في الجهرية

وكان قد أجاز للمؤتمين أن يقرؤوا بها وراء الإمام في الصلاة الجهرية حيث كان ( في صلاة الفجر فقرأ فثقلت عليه القراءة فلما فرغ قال :
( لعلكم تقرؤون خلف إمامكم )
قلنا نعم هذا يا رسول الله قال :
( لا تفعلوا إلا [ أن يقرأ أحدكم ] بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها )
( البخاري )
ثم نهاهم عن القراءة كلها في الجهرية وذلك حينما ( انصرف من صلاة جهرر فيها بالقراءة ( وفي رواية : أنها صلاة الصبح ) فقال :
( هل قرأ معي منكم أحد آنفا ) فقال رجل : نعم أنا يا رسول الله فقال : إني أقول : ( ما لي أنازع ) . [ قال أبو هريرة : ] فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله صل الله عليه وسلم - فيما جهر فيه رسول الله صل الله عليه وسلم بالقراءة -- حين سمعوا ذلك من رسول الله صل الله عليه وسلم [ وقرؤوا في أنفسهم سرا فيما لا يجهر فيه الإمام ] )
( مالك والحميدي والبخاري في جزئه )
وجعل الإنصات لقراءة الإمام من تمام الائتمام به فقال :
( إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا )
( مسلم وأبو عوانة )
كما جعل الاستماع له مغنيا عن القراءة وراءه فقال :
( من كان له إمام  فقراءة الإمام له قراءة ) هذا في الجهرية
( ابن أبي شيبة والدارقطني )

وجوب القراءة في السرية

وأما في السرية فقد أقرهم على القراءة فيها فقال جابر : ( كنا نقرأ في الظهر والعصر خلف الإمام في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورة وفي الآخريين بفاتحة الكتاب )
( ابن ماجة بسند صحيح )
وإنما أنكر التشويش عليه بها وذلك حين ( صلى الظهر بأصحابه فقال : ( أيكم قرأ سبح اسم ربكك الأعلى ) فقال رجل : أنا [ ولم أرد بها إلا الخير ] . فقال : ( قد عرفت أن رجلا خالجنيها )
( مسلم وأبو عوانة )
وفي حديث آخر : ( كانوا يقرؤون خلف النبي صل الله عليه وسلم [ فيجهرون به ] فقال : ( خلطتم عليي القرآن )
( البخاري )
وقال : ( إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه به ولا يجهر بعضكمم  على بعض بالقرآن )
( البخاري في ( أفعال العباد ) بسند صحيح )
وكان يقول : ( من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا  أقول : الم حرف ولكن ( ألف ) حرف و ( لام ) حرف و ( ميم ) حرف )
( الترمذي والحاكم بسند صحيح )

التأمين وجهر الإمام به

ثم ( كان صل الله عليه وسلم إذا انتهى من قراءة الفاتحة قال : ( آمين ) يجهر ويمد بها صوته )
( البخاري في جزء القراءة )
وكان يأمر المقتدين بالتأمين بعيد تأمين الإمام فيقول : ( إذا قال الإمام : غير المغضوب عليهم ولاا الضالين فقولوا : آمين [ فإن الملائكة تقول : آمين وإن الإمام يقول : آمين ] ( وفي لفظ : إذا أمن الإمام فأمنوا ) فمنن وافق تأمينه تأمين الملائكة ( وفي لفظ آخر : إذا قال أحدكم في الصلاة : آمين والملائكة في السماء : آمين فوافق إحداهما الآخر ) غفر له ما تقدم من ذنبه )
( البخاري ومسلم )
وفي حديث آخر : ( فقولوا : آمين يجبك الله )
( مسلم و أبو عوانة )
( وكان يقول : ( ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين [ خلفف  الإمام ] )
( البخاري في الأدب المفرد )

قراءته صل الله عليه وسلم بعد الفاتحة

ثم كان صل الله عليه وسلم يقرأ بعد الفاتحة سورة غيرها وكان يطيلها أحيانا ويقصرها أحيانا لعارض سفر أو سعال أو مرض أو بكاء صبي كما قال أنس بن مالك رضي الله عنه :
( جوز صل الله عليه وسلم ذات يوم في الفجر )
( وفي حديث آخر : صلى الصبح فقرأ بأقصر سورتين في القرآن ) فقيل : يا رسول الله لم جوزت قال :
( سمعت بكاء صبي فظننت  أن أمه معنا تصلي فأردت أن أفرغ له أمه )
( أحمد بسند صحيح )
وكان يقول : ( إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه ) وكان يبتدئ من أول السورة ويكملها في أغلب أحواله
( البخاري ومسلم )
ويقول : ( أعطوا كل سورة حظها من الركوع والسجود )
( ابن أبي شيبة وأحمد )
( وفي لفظ : ( لكل سورة ركعة )
( ابن نصر والطحاوي بسند صحيح )
وكان تارة يقسمها في ركعتين وتارة يعيدها كلها في الركعة الثانية
وكان أحيانا يجمع في الركعة الواحدة بين السورتين أو أكثر
( أحمد وأبو يعلى )
( وقد ( كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد ( قباء ) وكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به افتتح ب قل هو الله أحد حتى يفرغ منها ثم يقرأ سورة أخرى معها وكان يصنع ذلك في كل ركعة فكلمه أصحابه فقالوا : إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بأخرى فإما أن تقرأ بها وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى فقال : ما أنا بتاركها إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلت وإن كرهتم تركتكم وكانوا يرون أنه من أفضلهم وكرهوا أن يؤمهم غيره فلما أتاهم النبي صل الله عليه وسلم أخبروه الخبر فقال :
( يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأمرك به أصحابك وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة )
فقال : إني أحبها فقال : ( حبك إياها أدخلك الجنة )
( البخاري تعليقا والترمذي موصولا وصححه )

ليست هناك تعليقات