موسوعة الرد على الشيعة الجزء الثانى الطعن فى الصحابة (شبهات و ردود 4)


عثمان لم يحضر بدرا وفر يوم أحد وغاب عن بيعة الرضوان

والرد على هذه في صحيح البخاري :

عن عثمان بن موهب قال : جاء رجل من أهل مصر فقال : من القوم؟
قالوا : قريش
قال : من الشيخ فيكم؟
قالوا : عبد الله بن عمر
فجاء لعبد الله بن عمر فقال : يا ابن عمر إني سائلك عن شيء فحدثني عنه
هل تعلم أن عثمان فر يوم أحد؟
قال : نعم
فقال : تعلم أنه تغيب عن بدر؟
قال : نعم
قال : هل تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان؟
قال : نعم
فقال الـمصري : الله أكبر -يعني ظهر الحق الذي يريده-
فقال له عبد الله بن عمر : تعال أبين لك :
أما فراره يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه وغفر له كما قال تبارك وتعالى :
[إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم]
{آل عمران : 155}
وأما تغيبه عن بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله صل الله عليه وسلم وكانت مريضة فقال النبي صل الله عليه وسلم
« إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه »


وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فلو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه (أي لبعثه النبي صل الله عليه وسلم بدل عثمان لأنه أرسله النبي صل الله عليه وسلم لأهل مكة حتى يبين لهم أن النبي صل الله عليه وسلم إنما جاء ليؤدي عمرته صلوات الله وسلامه عليه
وحدثت بيعة الرضوان بعدما ذهب عثمان إلى مكة ولم يكن حاضرا وإنما ذهب بأمر النبي صل الله عليه وسلم إلى مكة فبيعة الرضوان ما تمت إلا انتقاما لعثمان لـما بلغ النبي صل الله عليه وسلم أن عثمان قد قتل فبايع النبي بيعة الرضوان أصحابه على الانتقام لعثمان رضي الله عنه إن كان قد صح قتله
فبعثه الرسول صل الله عليه وسلم وكانت بيعة الرضوان بعدما ذهب عثمان إلى مكة فقال رسول الله صل الله عليه وسلم بيده اليمنى :
« هذه يد عثمان »
فقال ابن عمر : اذهب بها الآن معك


لم يقتل عثمان عبيد الله بن عمر بالـهرمزان

والـمشهور في كتب التاريخ أنه بعدما قتل أبو لؤلؤة الـمجوسي عمر بن الخطاب قتل نفسه لـما ألقوا العباءة عليه فلـما أصبح الناس قام عبيد الله بن عمر فقتل رجلا يقال له الهرمزان وكان مجوسيا فأسلم فلـما قيل له قال : كان مع أبي لؤلؤة الـمجوسي قبل مقتل عمر بثلاثة أيام وبينهما الخنجر الذي قتل به عمر فظن أن الهرمزان مشارك لأبي لؤلؤة في هذه الجريمة فذهب إليه وقتله


عن سعيد بن الـمسيب قال :

« إن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال حين قتل عمر : قد مررت على أبي لؤلؤة قاتل عمر ومعه جفينة والهرمزان وهم نجي (أي يتناجون) فلـما بغتهم ثاروا (أي قاموا) فسقط من بينهم خنجر له رأسان ونصابه وسطه
فانظروا ما الخنجر الذي قتل به عمر فوجدوه الخنجر الذي نعت عبد الرحمن بن أبي بكر
فانطلق عبيد الله بن عمر فلـما خرج إليه
(أي الهرمزان) قال : انطلق معي حتى ننظر إلى فرس لي وتأخر عنه حتى إذا مضى بين يديه علاه بالسيف
قال عبيد الله : فلـما وجد حر السيف
قال : لا إله إلا الله
قال عبيد الله : ودعوت جفينة وكان نصرانيا من نصارى الحيرة فلـما علوته بالسيف صلب بين عينيه ثم انطلق عبيد الله فقتل ابنة لأبي لؤلؤة صغيرة تدعي الإسلام وأراد عبيد الله ألا يدع سبيا بالـمدينة إلا قتله
فاجتمع الـمهاجرون الأولون عليه فنهوه وتوعدوه فقال : والله لأقتلنهم وغيرهم وعرض ببعض الـمهاجرين فلم يزل عمرو بن العاص به حتى دفع إليه السيف فلـما دفع إليه السيف أتاه سعد بن أبي وقاص فأخذ كل واحد منهما برأس صاحبه يتناصيان حتى حجز بينهما
ثم أقبل عثمان قبل أن يبايع له في تلك الليالي حتى واقع عبيد الله فتناصيا وأظلمت الأرض يوم قتل عبيد الله جفينة والهرمزان وابنة أبي لؤلؤة على الناس ثم حجز بينه وبين عثمان
فلـما استخلف عثمان دعا الـمهاجرين والأنصار فقال : أشيروا علي في قتل هذا الرجل الذي فتق في الدين
فاجتمع الـمهاجرون على كلمة واحدة يشايعون عثمان على قتله وجل الناس الأعظم مع عبيد الله يقولون لجفينة والهرمزان أبعدهما الله لعلكم تريدون أن تتبعوا عمر ابنه؟
فكثر في ذلك اللغط والاختلاف
ثم قال عمرو بن العاص لعثمان : يا أمير الـمؤمنين :
إن هذا الأمر قد كان قبل أن يكون لك على الناس سلطان فأعرض عنهم
وتفرق الناس عن خطبة عمرو وانتهى إليه عثمان وودي الرجلان والجارية


وهنا ثلاثة توجيهات لعدم قتل عبيد الله بالـهرمزان :

الأول :
أن الهرمزان تمالأ مع أبي لؤلؤة على قتل عمر كما رآهما عبد الرحمن بن أبي بكر وبهذا يكون مستحقا للقتل كما قال عمر :
« لو تمالأ أهل صنعاء على قتل رجل لقتلتهم به »

فهنا يكون دم الهرمزان مباحا لأنه شارك في قتل عمر

الثاني :
أن النبي صل الله عليه وسلم لم يقتل أسامة بن زيد لـما تأول في عهده وذلك أنه في إحدى الـمعارك رأى رجلا من الـمشركين قد قتل من الـمسلمين الكثير فذهب إليه فلـما رآه الـمشرك فر منه ثم اختبأ خلف شجرة
وقال : أشهد أن لا إله إلا الله فقتله أسامة فلـما بلغ النبي صل الله عليه وسلم هذا الأمر استدعى أسامة فقال :
« أقتلته بعد أن قال : لا إله إلا الله »
قال : إنما قالها تعوذا -يعني خائفا من السيف- فقال النبي صل الله عليه و سلم :
« هلا شققت عن قلبه »
يقول : فما زال يرددها علي
قتلته بعد أن قال : لا إله إلا الله؟! »
حتى تمنيت أني لم أسلم إلا الآن
فالنبي صل الله عليه وسلم لم يقم الحد على أسامة لأنه كان متأولا فكذلك الحال بالنسبة لعثمان لم يقم الحد على عبيد الله بن عمر لأنه كان متأولا

الثالث :

قيل : إن الهرمزان لم يكن له ولي والـمقتول الذي لا ولي له وليه السلطان فتنازل عن القتل
وقيل : إن له ولدا يقال له : القامذبان وأنه تنازل عن دم عبيد الله بن عمر


زاد عثمان الأذان الثاني يوم الـجمعة

إن النبي صل الله عليه وسلم قال :

« عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي»
( سنن أبي داود)

وهذه الزيادة من سنة الخلفاء الراشدين ولا شك أن عثمان من الخلفاء الراشدين ورأى مصلحة في أن يزاد هذا الأذان لتنبيه
 الناس عن قرب وقت صلاة الجمعة بعد أن اتسعت رقعة الـمدينة فاجتهد في هذا ووافقه جميع الصحابة واستمر العمل به لم يخالفه أحد حتى في زمن علي وزمن معاوية وزمن بني أمية وبني العباس وإلى يومنا هذا لم يخالفه أحد من الـمسلمين فهي سنة بإجماع الـمسلمين


ثم هو له أصل في الشرع وهو الأذان الأول في الفجر فلعل عثمان قاس هذا الأذان عليه



رد عثمان الـحكم وقد نفاه الرسول صل الله عليه وسلم

وهذه الفرية يرد عليها من ثلاثة أوجه :

أولا :
أنها لم تثبت ولا تعرف بسند صحيح

ثانيا :

الحكم كان من مسلمة الفتح وكان من الطلقاء والطلقاء مسكنهم مكة ولم يعيشوا في الـمدينة فكيف ينفيه النبي صل الله عليه وسلم من الـمدينة وهو ليس من أهلها أصلا

ثالثا :

النفي الـمعلوم في شريعتنا أقصاه سنة للزاني غير الـمحصن ولم يعلم في شرع الله تبارك وتعالى أن هناك نفيا مدى الحياة وأي ذنب هذا الذي يستحق به الإنسان أن ينفى مدى الحياة؟
فالنفي عقوبة تعزيرية من الحاكم فلو فرضنا أن النبي صل الله عليه وسلم فعلا نفاه واستمر منفيا في حياة النبي صل الله عليه وسلم ثم في خلافة أبي بكر وعمر ثم
أعاده عثمان بعد كم؟ بعد أكثر من خمس عشرة سنة
أين البأس هنا؟
هذا إن صحت وهي لم تصح ثم إن النبي صل الله عليه وسلم قبل شفاعة عثمان في عبد الله بن سعد بن أبي السرح وكان قد ارتد ولاشك أن الحكم لم يأت بجرم أعظم من هذا فكيف يسامح النبي صل الله عليه وسلم ذاك ولا يسامح هذا؟!!

هذة هى المأخذ على عثمان رضى الله عنه



كيف قتل عثمان رضي الله عنه ولم يدفع عنه أحد من الصحابة؟

التعليل الأول :

أن عثمان هو الذي عزم عليهم بهذا فأمرهم أن يغمدوا سيوفهم ونهاهم عن القتال واستسلم لقضاء الله تبارك وتعالى وقدره

وهذا يدل على أمرين اثنين :

الأول : شجاعة عثمان
الثاني : رحمته بأمة محمد صل الله عليه و سلم
لأنه أدرك أن أولئك أعراب أجلاف وأنهم مفسدون فرأى أنه لو قاتلهم الصحابة لكانت الـمفسدة أعظم من قتل رجل واحد ولربما انتهى الأمر إلى قتل عدد كبير من الصحابة وقد يتعدون إلى انتهاك الأعراض وانتهاب الأموال
فرأى أن الـمصلحة أن يقتل هو ولا يقتل أحد من أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم ولا تهتك حرمة مدينة رسول الله صل الله عليه وسلم

التعليل الثاني :

أن عدد الصحابة كان أقل بكثير من عدد أولئك الخوارج فإن أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم كانوا على أربعة أماكن :
الـمكان الأول :
مكة لأن الـموسم كان موسم حج وقد خرج الكثيرون للحج ولم يكونوا حاضرين

المكان الثاني :

بعض أصحاب النبي صل الله عليه وسلم تمصروا الأمصار
عاشوا في الكوفة والبصرة ومصر والشام وغيرها من البلاد

المكان الثالث :

في الجهاد

الـمكان الرابع :

هم الذين كانوا في الـمدينة ولم يكن عددهم مكافئا لعدد أولئك الخوارج

التعليل الثالث :

أن الصحابة بعثوا أولادهم للدفاع عن عثمان وما كانوا يتصورون أن الأمر يصل إلى القتل وإنما حصار وعناد وبعد ذلك يرجعون
 أما أنهم يتجرءون ويقتلون عثمان بن عفان فكان بعض الصحابة لا يرى أن الأمر يصل إلى هذه الدرجة


وأرجح هذه الأقوال الأول وهو أن عثمان رضي الله عنه هو الذي منعهم من قتال أولئك الخوارج



قصة التحكيم

وقصة التحكيم الـمشهورة هي أن عمرو بن العاص اتفق مع أبي موسى الأشعري على عزل علي ومعاوية

فصعد أبو موسى الأشعري الـمنبر وقال :
أنا أنزع عليا من الخلافة كما أنزع خاتمي هذا ثم نزع خاتمه
وقام عمرو بن العاص وقال :
وأنا أنزع عليا كذلك كما نزعه أبو موسى وكما أنزع خاتمي هذا وأثبت معاوية كما أثبت خاتمي هذا
 فكثر اللغط وخرج أبو موسى غاضبا ورجع إلى مكة ولم يذهب إلى علي في الكوفة ورجع عمرو بن العاص إلى الشام

(«تاريخ الطبري» (4/51) و «الكامل في التاريخ» (3/168) )

وعمرو بن العاص : صحابي جليل هاجر طوعا لا كرها فلم يكن في الـمهاجرين نفاق لعدم الحاجة إليه وإنما كان النفاق في أهل الـمدينة وذلك أن أشراف مكة وكبراءها كانوا كفارا وكان الـمؤمن يؤذى فأنى يتأتى النفاق؟!

وقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
« ابنا العاص مؤمنان عمرو وهشام »
رواه أحمد (2/304)

هذه القصة مزورة مكذوبة بطلها أبو مخنف الذي ذكرناه أكثر من مرة


والقصة الصحيحة كما رواها أهل الـحق :

وهي أن عمرو بن العاص التقى مع أبي موسى الأشعري فقال : ما ترى في هذا الأمر؟
قال أبو موسى : أرى أنه من النفر الذين توفي رسول الله وهو راض عنهم (يقصد علي بن أبي طالب رضي الله عنه )
فقال عمر وبن العاص : فأين تجعلني أنا ومعاوية؟
قال أبو موسى : إن يستعن بكما ففيكما الـمعونة وإن يستغن عنكما فطالـما استغنى أمر الله عنكم ثم انتهى الأمر على هذا فرجع عمرو بن العاص إلى معاوية بهذا الخبر ورجع أبو موسى إلى علي به

والرواية الأولى لاشك أنها باطلة لثلاثة أمور :

أولا :
السند ضعيف فيه أبو مخنف الكذاب
ثانيا :
خليفة الـمسلمين لا يعزله أبو موسى الأشعري ولا غيره إذ لا يعزل عند أهل السنة بهذه السهولة
فكيف يتفق رجلان على عزل أمير الـمؤمنين
هذا كلام غير صحيح والذي وقع في التحكيم هو أنهما اتفقا على أن يبقى علي في الكوفة وهو خليفة الـمسلمين وأن يبقى معاوية في الشام أميرا عليها وأن تتوقف الحرب بينهما
ثالثا :
الرواية الصحيحة التى ذكرناها


أن عمر كان يشرب النبيذ و المسكر حتى عند وفاته

النبيذ كلمة مشتركة وأصلها ما ينبذ في الماء وكانوا ينبذون ولا يبالون أتحول التمر أو العسل المنبوذ مع الماء إلى مسكر أم لا؟


أنظروا أيها الشيعة إلى أقوال علمائكم في النبيذ كالطوسي (احد كبار علماء الشيعة)

« ولا بأس بشرب النبيذ غير المسكر وهو أن ينقع التمر أو الزبيب ثم يشربه وهو حلو قبل أن يتغير»
(النهاية ص592)

النبيذ هو تمر يخلط بالماء فيصير طعمه عذبا مثل ما يسمى اليوم بشراب الجلاب وهو تمر منبوذ في الماء

وقد نهى النبي عن النبيذ أول الأمر ثم أجازه بعدما نهى عن نبذ الماء في الدباء والمزفت والحنتم والنقير لأنها أوان يسرع فيها تحول التمر المنبوذ مع الماء الى مسكر
ففي صحيح مسلم (976)
«ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرا»

يعني إلقاء التمر ونحوه في ماء الظروف إلا في سقاء.أي إلا في قربة

إنما استثناها لأن السقاء يبرد الماء فلا يشتد ما يقع فيه اشتداد ما في الظروف
وكانت الجارية تنبذ التمر في الماء للنبي صل الله عليه وسلم فيشربه

وقد بوب مسلم هكذا

(باب : إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكرا) وفيه عدة أحاديث : (2004)
حدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن يحيى بن عبيد أبي عمر البهراني قال : سمعت ابن عباس يقول :
كان رسول الله صل الله عليه وسلم ينتبذ له في أول الليل فيشربه إذا أصبح يومه ذلك والليلة التي تجيء والغد والليلة الأخرى والغد إلى العصر فإن بقي شيء سقاه الخادم أو أمر به فصب

حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن يحيى البهراني قال : ذكروا النبيذ عند ابن عباس فقال

«كان رسول الله صل الله عليه وسلم ينتبذ له في سقاء قال شعبة : من ليلة الاثنين فيشربه يوم آلاثنين والثلاثاء إلى العصر فإن فضل منه شيء سقاه الخادم أو صبه

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم - واللفظ لأبي بكر وأبي كريب - (قال إسحاق : أخبرنا وقال الآخران : حدثنا) أبو معاوية عن الأعمش عن أبي عمر عن ابن عباس قال :

كان رسول الله صل الله عليه وسلم ينقع له الزبيب فيشربه اليوم والغد وبعد الغد إلى مساء الثالثة ثم يأمر به فيسقى أو يهراق

حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن الأعمش عن يحيى بن أبي عمر عن ابن عباس قال : كان رسول الله صل الله عليه وسلم ينبذ له الزبيب في السقاء فيشربه يومه والغد وبعد الغد فإذا كان مساء الثالثة شربه وسقاه فإن فضل شيء أهراقه


أنا أدعو ويا أيها الشيعة أمنوا : اللهم ألعن من زوج ابنته شارب المسكر

ولكن انتبهوا أن يكون دعاؤكم على علي الذي زوج ابنته أم كلثوم لمن كان بزعمكم يشرب الخمر

هل سألتم أنفسكم : هل يمكن لمن يعاني سكرات الموت أن يشرب المسكر؟ مما يدل على أنكم محرومون من الإنصاف



بيان بطلان ما اشتهر عن الصحابي ثعلبة بن حاطب

في أنه المقصود بقوله تعالى :

﴿ ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين ( 75 ) فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون ﴾

قيل أن صحابيا طلب من الرسول صل الله عليه وسلم أن يدعوا الله أن يرزقه مالا فلما صار غنيا أرسل إليه الرسول صل الله عليه وسلم يطلب منه الزكاة فلم يخرج الزكاة

ولما توفي الرسول صل الله عليه وسلم أرسل هذا الصحابي بالزكاة إلى أبي بكر فلم يقبلها
وفي عهد عمر أرسل الصحابي الزكاة إلى عمر فلم يقبلها ثم مات في عهد عثمان

الجواب :

ثعلبة بن حاطب ويقال : ابن أبي حاطب الأوسي الأنصاري أحد أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم شهد بدرا وأحدا وهو رضي الله عنه بريء مما نسب إليه من أنه جاء إلى النبي صل الله عليه وسلم فسأله أن يدعو الله له بالمال فدعا له صل الله عليه وسلم فأغناه الله فمنع الزكاة فنزلت فيه آية التوبة
ونقل عن ابن عبد البر أنها لا تصح

وقال البيهقي في دلائل النبوة :

في إسناد هذا الحديث نظر وهو مشهور بين أهل التفسير
وقال ابن حجر تخريج أحاديث الكشاف : هذا إسناد ضعيف جدا
وقال في الفتح : جزم ابن الأثير في التاريخ بأن أول فرض الزكاة كان في السنة التاسعة وقوى بعضهم ما ذهب إليه ابن الأثير بما وقع في قصة ثعلبة بن حاطب المطولة لكنه حديث ضعيف لا يحتج به
وحكم ببطلانها ابن حزم في المحلى 11\207-208

وقال الذهبي في تجريد أسماء الصحابة : 1\666 في ترجمة ثعلبة بن حاطب وبعد أن أشار إلى هذه القصة : ذكروا حديثا منكرا بمرة
ثم ساقها الطبري في تاريخه 3\1244 عن ابن عباس بسند مسلسل ببيت العوفيين عن محمد بن سعد العوفي عن أبيه عن عمه عن أبيه عن عمه عن أبيه : عطية بن سعد العوفي وعطية ضعيف

والخلاصـة :

أن هذه القصة لا تصح وفي متنها ما يردها فإن هدي النبي صل الله عليه وسلم أخذ الزكاة من مانعها بالقوة مع تعزيره على منعها فقد صح عنه صل الله عليه وسلم من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أنه صل الله عليه وسلم قال :
«في كل سائمة إبل في كل أربعين بنت لبون لا تفرق إبل عن حسابها من أعطاها مؤتجرا بها فله أجره ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله عزمة من عزمات ربنا عز وجل ليس لآل محمد صل الله عليه وسلم منها شيء»
رواه أحمد وأبو داود والنسائي

والذي في القصة يخالف هذا الهدي فهي إذن باطلة سندا ومتناً

ليست هناك تعليقات