موسوعة الرد على الشيعة الجزء الثانى الطعن فى الصحابة (شبهات و ردود 9)


معاوية أرغم المسلمين بالقوة والقهر على بيعة إبنه الفاسق شارب الخمر يزيد

الجواب :
هذا من الكذب الظاهر فإن معاوية لم يرغم الناس على بيعة ابنه يزيد ولكنه عزم على الأخذ بعقد ولاية عهده ليزيد
وتم له ذلك فقد بايع الناس ليزيد بولاية العهد ولم يتخلّف إلا الحسين بن علي و عبد الله بن الزبير وتوفيّ معاوية ولم يرغمهم على البيعة

أما أن يزيد فاسق شارب للخمر فهذا كذب أيضاً وندع محمد بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يجيب على هذا الادعاء لأنه أقام عند يزيد وهو أدرى به :


قال ابن كثير في البداية :

( لما رجع أهل المدينة من عند يزيد مشى عبد الله بن مطيع وأصحابه إلى محمد بن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم
فقال ابن مطيع : إن يزيد يشرب الخمر ويترك الصلاة ويتعدّى حكم الكتاب

فقال لهم : ما رأيت منه ما تذكرون وقد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواضباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة
قالوا : فإن ذلك كان منه تصنّعاً لك
فقال : وما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع؟
أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟ فلئن كان أطلعكم على ذلك إنكم لشركاؤه وإن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا
قالوا : إنه عندنا لحق وإن لم يكن رأيناه
فقال لهم : أبى الله ذلك على أهل الشهادة فقال :
{ إلا من شهد بالحق وهم يعلمون }
ولست من أمركم في شيء
قالوا : فلعلك تكره أن يتولى الأمر غيرك فنحن نولّيك أمرنا
قال : ما استحل القتال على ما تريدونني عليه تابعاً ولا متبوعاً
فقالوا : فقد قاتلت مع أبيك
قال : جيئوني بمثل أبي أقاتل على مثل ما قاتل عليه
فقالوا : فمر ابنيك أبا القاسم والقاسم بالقتال معنا قال : لو أمرتهما قاتلت
قالوا : فقم معنا مقاماً نحض الناس فيه على القتال
قال : سبحان الله!! آمر الناس بما لا أفعله ولا أرضاه إذاً ما نصحت لله في عباده
قالوا : إذاً نكرهك
قال : إذا آمر الناس بتقوى الله ولا يرضون المخلوق بسخط الخالق وخرج إلى مكة )


معاوية حوّل الخلافة من الشورى إلى ملكية قيصرية

يقول التيجاني :

(كيف ينزّهونه وقد أخذ البيعة من الأمة بالقوة والقهر لنفسه أولاً ثم لابنه الفاسق يزيد من بعده وبدّل نظام الشورى بالملكية القيصرية )

ويقول :
(وبعد علي استولى معاوية على الخلافة فأبدلها قيصرية ملكية يتداولاها بنو أمية ومن بعدهم بنو العباس أبا عن جد ولم يكن هناك خليفة إلاّ بنص السابق عن اللاّحق أو بقوة السيف والسلاح والإستيلاء فلم تكن هناك بيعة صحيحة في التاريخ الإسلامي من عهد الخلفاء وحتى عهد كمال أتاتورك الذي قضى على الخلافة الإسلامية إلا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب )

ويقول أيضاً :
( كيف يحكمون باجتهاده وقد أخذ البيعة من الأمة بالقوة والقهر لنفسه ثم لابنه يزيد من بعده وحوّل نظام الشورى إلى الملكية القيصرية )

فأقول :

*لم يأخذ معاوية الخلافة بالقوة والقهر وإنما سلمت له من قبل الحسن بن علي وذلك بعدما تم الصلح بينهما وذلك مصداقاً لقوله صل الله عليه وسلم :
( ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين)
فقد أخرج البخاري في صحيحه أن الحسن البصري قال :
( استقبل والله الحسن بن عليّ معاوية بكتائب امثال الجبال
فقال عمرو بن العاص : إني لأرى كتائب لا تُوليّ حتى تقْتُل أقرنها
فقال له معاوية : وكان والله خير الرجلين أي عمرو إن ْقتلَ هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء من لي بأمور النّاس من لي بنسائهم من لي بضيعتهم
فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس عبد الرحمن بن سمُرة وعبد الله بن عامر بن كُريز فقال :
اذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه وقولا له واطلبا إليه فأَتياهُ فدخلا عليه فتكلَّما وقالا له فطلبا إليه فقال الحسن بن عليّ :
إنَّا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال وإنَّ هذه الأمة قد عاثت في دمائها
قالا : فإنه يعرض عليك كذا وكذا ويطلب إليك ويسألُكُ
قال : فمن لي بهذا؟
قالا : نحن لك به
فما سألهما شيئاً إلا قالا : نحن لك به
فصالحة
فقال الحسن : ولقد سمعت أبا بكرة يقول : رأيت رسول الله صل الله عليه وسلم على المنبر والحسن بن عليّ إلى جنبه وهو يُقبل على النّاس مرَّة وعليه أخرى ويقول
( إنَّ ابني هذا سيدٌ ولعلّ الله أن يُصلح به بين فِئتين من المسلمين)

*أما بالنسبة لمبايعة ابنه يزيد فقد حرص معاوية على موافقة الناس فعزم على أخذ البيعة لولاية العهد ليزيد

فشاور كبار الصحابة وسادات القوم وولاة الأمصار فجائت الموافقة منهم وجاءته الوفود بالموافقة على بيعة يزيد وبايعه الكثير من الصحابة حتى قال الحافظ عبد الغني المقدسي )
خلافته صحيحة بايعه ستون من أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم منهم ابن عمر)

وقد ثبت في صحيح البخاري أن ابن عمر بايع يزيد وعندما قامت عليه الفتنة من المدينة جمع أهله وحذّرهم من الخروج على يزيد

فعن نافع قال :
( لمّا خلع أهل المدينة بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده
فقال : إني سمعت النبيَّ صل الله عليه وسلم يقول : يُنصب لكل غادر لواء يوم القيامة
وإنَّا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يُبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم يَنصُبُ له القتال وإني لا أعلم أحداً منكم خَلَعَهُ ولا تابع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه )

وقد خالف ابن الزبير والحسين هذه الموافقة ولا يقدح ذلك في البيعة إذ لابد من مخالف لذلك

ومن هنا نعلم أن معاوية حرص على موافقة الأمة على بيعة يزيد
ولو أراد معاوية الاستبداد وأخْذ البيعة ليزيد بالقوة والقهر كما يدعي التيجاني (عالم شيعى) لاكتفى ببيعة واحدة وفرضها على الناس فرضاً
وهذا ما لم يفعله معاوية بل قد خالف من خالف ولم يتخذ معاوية سبيل القوة لارغامهم على البيعة

* ولعل السبب الذي دفع معاوية لأخذ البيعة ليزيد حتى يُبعد الخلاف ويجمع الكلمة في هذه المرحلة المتوتِّرة التي تعيشها الأمة وكثرة المطالبين بالخلافة فرأى أنه بتوليته ليزيد صلاح للأمة وقطعاً لدابر الفتنة باتفاق أهل الحل والعقد عليه


*لم يبتدع معاوية نظاماً جديداً للخلافة بتوريث ابنه يزيد فقد سبقه إلى ذلك أبو بكر عندما عهد بالأمر لعمر بن الخطاب وقد عمد عمر إلى نفس الأمر فعهد بالولاية وحصرها بستة من الصحابة


أما إذا احتج التيجاني (عالم شيعى) بأن الاستخلاف في عهد الشيخين لم يكن للأبناء أي ملكاً وراثياً فأقول له أن أول من فعل ذلك هو علي عندما عهد بالخلافة من بعده لابنه الحسن فقد ذكر الكليني (احد كبار علماء الشيعة) في ( أصول الكافي)
عن سليم بن قيس قال :
( شهدت وصية أمير المؤمنين عليه السلام حين أوصى إلى ابنه الحسن عليه السلام وأشهد على وصيته الحُسين ومحمداً - أي ابن الحنفية - عليهما السلام وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته ثم دفع إليه الكتاب والسلاح ... )

* الرافضة الاثنا عشرية يعارضون في الأصل مبدأ الشورى ويدعون أن الولاية يجب أن ينص عليها رسول الله صل الله عليه وسلم بنص صريح و التيجاني (عالم شيعى) نفسه عارض خلافة أبي بكر وعمر وعثمان

فلماذا يتباكا هنا على نظام الشورى الذي يعارضه هو نفسه ويعترض على معاوية بولاية العهد لابنه يزيد فهل لو جعلها شورى سيقبلها التيجاني وأخوته الرافضة؟!
أم أن الأمر عندهم سيان!
الجواب أنهم لن يقبلوها ولو كانت شورى من جميع المسلمين فلماذا هذه الإثارة الممجوجة والورع المكذوب من التيجاني على مبدأ الشورى وأغرب ما في الأمر اعتراض التيجاني أن يورث معاوية ابنه يزيد وراثة قيصرية ملكية!
وما درى أن أعظم اعتقاد للرافضة الامامية هو اعتقاد الإمامية وراثية قيصرية ملكية في ولد علي بن أبي طالب بإستخلاف الأب للابن وهكذا فهل هي حلال لهم حرام على غيرهم؟!

وأخيراً أما ادعاءه أنه لم تكن هناك بيعة صحيحة في التاريخ الإسلامي من عهد الخلفاء وحتى عهد كمال أتاتورك (!!) الذي قضى على الخلافة الاسلامية إلا لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب


فأقول :

هذا الكلام لا يقوله إلا من هو أقل الناس فهماً وأكثرهم جهلاً وأعماهم بصراً فأقول للتيجاني (عالم شيعى) على أي شيء استندت على قولك السقيم هذا وما هي شروط البيعة الصحيحة؟
إذا ادعيت أنه لا بد من إجماع الناس على البيعة قلت : علي بن أبي طالب أبعد الخلفاء الثلاثة عن الإجماع فقد خالفه أضعاف من خالف الثلاثة وقامت الحروب بينه وبين معارضيه وتوفي قبل توحيد المسلمين على البيعة
أما إذا قلت أن خلافة الثلاثة كانت بالقوة قلت :
هذا من أكبر الكذب والتاريخ يشهد بذلك وأنت بنفسك قلت أن الخلافة كانت شورى حتى استبدلها معاوية بالقيصرية

ولو قال معارضو علي بأنه أراد الخلافة بالقوة لكانت حجتهم أقوى من حجتك فإن علياً قاتل على خلافته حتى سقطت دماء الآلاف من المسلمين وإن ادعيت أن خلافة علي صحيحة لأنها ثابتة بالنص من الرسول صل الله عليه وسلم
فأقول : فهذا كذب أيضاً فكل الأدلة التي سقتها لا تفيد النص على علي ولو كان ذلك صحيحاً لما بايع علي الخلفاء الثلاثة إضافة إلى أن النصوص التي تبين أن الخليفة هو أبو بكر أقوى صحة وأظهر دليلاً على نصية الخلافة له
فكل حجج التيجاني ظاهرة البطلان والعوار والغريب حقاً أن التيجاني الذي ينفي وجود خلافة صحيحة إلا لعلي يقر بالحق من حيث لا يدري فيقول حتى عهد أتاتورك الذي قضى على الخلافة الاسلامية؟! فسبحان الله كيف يجري الحق على ألسنتهم في حق معاوية


معاوية سم الحسن

يقولون كيف يريدونه صحابياً عادلاً وقد دسّ السم للحسن بن علي سيد شباب أهل الجنّة وقتله


فأقول :

هذا الادعاء باطل وذلك لأسباب وهي :
*أنه لم يثبت ولا دليل صحيح عليه وإن كان عند الشيعة نقل ثابت عن عدل فليرشدنا إليه لا أن يتهموا صحابيا دون أن يأتوا ببينة على ادعائهم

*كان الناس في تلك المرحلة في حالة فتنة تتصارعهم الأهواء وكل فرقة تنسب للأخرى ما يذمها وإذا نقل لنا ذلك فيجب ألا نقبله إلا إذا نقل بعدل ثقة ضابط


*لقد نقل أن الذي سمّ الحسن غير معاوية فقيل هي زوجته وقيل أن أباها الأشعث بن قيس هو الذي أمرها بذلك وقيل غير ذلك
 وهذا التضارب بالذي سمّ الحسن يضعف هذه النقول لأنه يعزوها النقل الثابت بذلك

والشيعة لم يعجبهم من هؤلاء إلا الصحابي معاوية مع أنه أبعد هؤلاء عن هذه التهمة

*حجة الشيعة هذه تستسيغها العقول في حالة رفض الحسن الصلح مع معاوية ومقاتلته على الخلافة ولكن الحق أنّ الحسن صالح معاوية وسلّم له بالخلافة وبايعه

فعلى أي شيء يسمّ معاوية الحسن؟!
ولهذه الأسباب أقول أن حجة الشيعة هذه خاوية على عروشها!

ثم أين علم الغيب الذي يعلمون به الأئمة

وكيف لم يعلمه الحسن ويأكل من طعام مسموم؟
فإن كان لم يعلم بأنه مسموم
فهذا إسقاط لعصمته وإن قلتم بأنه يعلم وبرغم ذلك أكل
فيكون قد أنتحر وقتل نفسه ( وهذا بلا شك طعن في الحسن رضي الله عنه )
ولم لا يكون من دس له السم شيعته ألم يطلقوا عليه لقب مذل المؤمنين ؟


معاوية يلبس الذهب والحرير

يقول التيجاني (عالم شيعى) :

(أن عمر بن الخطاب الذي اشتهر بمحاسبة ولاته وعزلهم لمجرّد الشبهة نراه يلين مع معاوية بن أبي سفيان ولا يحاسبه أبداً وقد ولاّه أبو بكر وأقرّه عمر طيلة حياته ولم يعترض عليه حتى بالعتاب واللّوم
رغم كثرة الساعين الذين يشتكون من معاوية ويقولون له بأنّ معاوية يلبس الذهب والحرير اللذين حرمهما رسول الله على الرّجال
فكان عمر يجيبهم : دعوه فإنه كسرى العرب واستمر معاوية في الولاية أكثر من عشرين عاماً لم يتعرّض له احد بالنقد ولا بالعزل
ولمّا ولي عثمان خلافة المسلمين أضاف إليه ولايات أخرى مكّنته من الاستيلاء على الثروة الإسلامية وتعبئة الجيوش وأوباش العرب للقيام بالثورة على إمام الأمة والاستيلاء على الحكم بالقوة والغضب والتحكّم في رقاب المسلمين

الجواب :

*هذا من جهل التيجاني !
فهو يدعي أن أبا بكر قد ولى معاوية فأقره عمر طيلة حياته!
ولكن المعروف عند كل من درس سيرة الخلفاء أن أبا بكر قد ولى يزيد بن أبي سفيان الشام وبقي واليا عليها في خلافة عمر وأقره عمر فلما توفي يزيد ولى أخاه معاوية بن أبي سفيان

* أما أن عمر كان يلين مع معاوية ولا يحاسبه أبداً فما هو الدليل على ذلك؟

ومن أين يستقي التيجاني هذه الإدعاءات؟
فهل من مصدر يرشدنا إليه وإلا فأقول له كما يقول الشاعر :
والدعاوي ما لم تقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء!

ولكن الثابت يشهد بخلاف ذلك فقد أورد ابن كثير في البداية :

( أن معاوية دخل على عمر وعليه حلة خضراء فنظر إليها الصحابة فلما رأى ذلك عمر وثب إليه بالدرة فجعل يضربه بها
وجعل معاوية يقول : يا أمير المؤمنين الله الله في فرجع عمر إلى مجلسه

فقال له القوم : لم ضربته يا أمير المؤمنين؟ وما في قومك مثله؟
فقال : والله ما رأيت إلا خيراً وما بلغني إلا خير ولو بلغني غير ذلك لكان مني إليك غير ما رأيتم ولكن رأيته وأشار بيده فأحببت أن أضع منه ما شمخ )

*أما قوله

(... رغم كثرة الساعين الذين يشتكون من معاوية ويقولون له بأن معاوية يلبس الذهب والحرير (!) اللذين حرمهما رسول الله على الرجال
فكان عمر يجيبهم : دعوه فإنه كسرى العرب )

فأقول :

*أما قوله رغم كثرة الساعين الذين يشتكون من معاوية يكذبه الواقع والتاريخ فقد مكث معاوية أربعين عاماً يحكم أهل الشام وكانت علاقته بهم علاقة حب وولاية لدرجة أنهم أجابوه بقوة للأخذ بدم عثمان

* أما أنّ عمر قد قال في معاوية بأنه كسرى العرب عندما علم بأنه يلبس الذهب والحرير!

فأرجو من المؤلف أن يرشدنا إلى المصدر الذي استقى منه هذا الكذب
والغريب أن يضرب عمر معاوية للبسه حلّة خضراء مباحة ويسكت عليه عندما يلبس الذهب والحرير المحرّم؟!

* أما الرواية عن عمر هو ما رواه ابن أبي الدنيا عن أبي عبد الرحمن المدني قال :

( كان عمر بن الخطاب إذا رأى معاوية قال : هذا كسرى العرب )

يقول التيجاني (عالم شيعى) :

(واستمر معاوية في الولاية أكثر من عشرين عاماً لم يتعرض له أحد بالنقد ولا بالعزل ولما ولي عثمان خلافة المسلمين أضاف إليه ولايات أخرى مكنته من الإستيلاء على الثورة الإسلامية ...)

فأقول :

*ليس في تولية معاوية للشام أي مطعن في عمر أو عثمان فإنه قد ثبت أن النبي صل الله عليه وسلم :
قد ولى أبوه أبو سفيان على نجران حتى توفي بل كان الكثير من أمراء النبي صل الله عليه وسلم من بني أمية
( فإنه استعمل على مكة عتّاب بن أسيد بن أبي العاص بن أمية

واستعمل خالد بن سعيد بن العاص بن أمية على صدقات مَذْحج وصنعاء اليمن ولم يزل عليها حتى مات النبي صل الله عليه وسلم
واستعمل عمرو على تيماء وخيبر وقرى عرينة

وأبان بن سعيد بن العاص استعمله على البحرين برها وبحرها حين عزل العلاء بن الحضرمي فلم يزل عليها حتى مات النبي صل الله عليه وسلم وأرسله قبل ذلك أميراً على سرايا منها سرية إلى نجد )

* وعندما ولي معاوية الشام كانت سياسته مع رعيته من أفضل السياسات وكانت رعيته تحبه ويحبُّهم

( قال قبيصة بن جابر : ما رأيت أحداً أعظم حلماً ولا أكثر سؤدداً ولا أبعد أناة ولا ألين مخرجاً ولا أرحب باعاً بالمعروف من معاوية
وقال بعضهم : أسمع رجل معاوية كلاماً سيئاً شديداً
فقيل له لو سطوت عليه؟
فقال : إني لاستحي من الله أن يضيقَ حلمي عن ذنب أحد رعيتي
وفي رواية قال له رجل : يا أمير المؤمنين ما أحلمك؟ فقال : إني لأستحي أن يكون جرم أحد أعظم من حلمي )
لذلك استجابوا له عندما أراد المطالبة بدم عثمان وبايعوه على ذلك ووثقوا له أن يبذلوا في ذلك أنفسهم وأموالهم أو يدركوا بثأره أو ينفي الله أرواحهم قبل ذلك

* أما ادعاؤه على معاوية أنه استولى على الثورة الإسلامية وتعبئة الجيوش وأوباش العرب للقيام بالثورة على إمام الأمة والاستيلاء على الحكم بالقوة والغصب والتحكم في رقاب المسلمين


فهذا من أكبر الكذب على معاوية فإنه ما أراد الحكم ولا اعترض على إمامة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بل طالب بتسليمه قتلة عثمان ثم يدخل في طاعته بعد ذلك

فقد أورد الذهبي في ( السير )
عن يعلى بن عبيد عن أبيه قال (جاء بو مسلم الخولاني وناس معه إلى معاوية فقالوا له :
أنت تنازع علياً أم أنت مثله؟
فقال معاوية : لا والله إني لأعلم أن علياً أفضل مني وإنه لأحق بالأمر مني ولكن ألستم تعلمون أنّ عثمان قتل مظلوما وأنا ابن عمه وإنما أطلب بدم عثمان
فأتوه فقولوا له فليدفع إليّ قتلة عثمان وأسلّم لهُ فأتوْا علياً فكلّموه بذلك فلم يدفعهم إليه )

طالما أكّد معاوية ذلك بقوله (ما قاتلت علياً إلا في أمر عثمان )
وهذا هو ما يؤكده عليّ ومن مصادر الشيعة الاثني عشرية أنفسهم
فقد أورد الشريف الرضي (عالم شيعى) في كتاب نهج البلاغة في خطبة لعليّ قوله :
(وبدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام والظاهر أن ربنا واحد ونبينا واحد ودعوتنا في الإسلام واحدة ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء )
فهذا عليّ يؤكد أن الخلاف بينه وبين معاوية هو مقتل عثمان وليس من أجل الخلافة أو التحكم في رقاب المسلمين كما يدعي التيجاني

ليست هناك تعليقات