موسوعة الرد على الشيعة الجزء الثانى الطعن فى الصحابة (شبهات و ردود 8)
يقول التيجاني (احد علماء الشيعة) :
(ودعني من كل هذا فأنا لا أريد البحث عن تاريخ أم المؤمنين عائشة ولكن أريد الإستدلال على مخالفة كثير من الصحابة لمبادئ الإسلام وتخلّفهم عن أوامر رسول الله (ص) ويكفيني من فتنة أم المؤمنين دليلاً واحداً أجمع عليه المؤرخون
قالوا لما جازت عائشة ماء الحوأب ونبحتها كلابها تذكرت تحذير زوجها رسول الله ونهيه إياها أن تكون هي صاحبة الجمل فبكت وقالت ردّوني ردّوني ولكن طلحة والزبير جاؤوها بخمسين رجلاً جعلوا لهم جعلاً فأقسموا الله أن هذا ليس بماء الحوأب فواصلت مسيرها حتى البصرة
ويذكر المؤرخون أنها أوّل شهادة زور في الإسلام ثم يعزو هذا الخبر إلى الطبري وابن الأثير والمدائني وغيرهم من المؤرخين الذين أرخوا السنة ست وثلاثين
ثم يقول دلّونا أيها المسلمون يا أصحاب العقول النيّرة على حل لهذا الإشكال
أهؤلاء هم الصحابة الأجلاّء الذين نحكم نحن بعدالتهم ونجعلهم أفضل البشر بعد رسول الله (ص)! فيشهدون شهادة الزور التي عدّها رسول الله (ص) من الكبائر الموبقة التي تقود إلى النار )
فأقول :
هذا خبر مكذوب
وحل هذا الإشكال بسيط جداً لأننا لو فتحنا كتاب الطبري وابن الأثير لما وجدنا لهذا الخبر أثراً اللهم إلا هذه الرواية
(فعن الزهري قال : بلغني أنه لما بلغ طلحة والزبير منزل عليّ بذي قار انصرفوا إلى البصرة فأخذوا على المنْكَدِر فسمعت عائشة رضي الله عنها نُباح الكلاب فقالت : أي ماء هذا؟
فقالوا : الحوأب
فقالت : إنا لله وإنا إليه راجعون إني لهي قد سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول وعنده نساؤه ( ليت شعري أيَّتكنّ تنبحها كلاب الحوأب )
فأرادت الرجوع فأتاها عبد الله بن الزبير فزعم أنه قال : كذب من قال إنّ هذا الحوأب ولم يزل حتى مضت )
والحمد لله أن الكتابين يملآن الأسواق وليطّلع عليهما القارئ الذي يبحث عن الحق ليعلم إلى أي درجة وصلت بهذا التيجاني جرأة الكذب!
ورواية الطبري وابن الأثير كما هو واضح لا تأتي على ذكر طلحة والزبير وإنما عبد الله بن الزبير وليس فيها شهادة زور وحتى مقولة أنّ ابن الزبير : كّذب من قال إن هذا الحوأب فجاءت بصيغة تمريضية لأن الزهري قال ( فزعم أنه قال)
*هذا الخبر الذي ينسبه التيجاني لطلحة والزبير خبرٌ باطل لسببين :
أ - مما لا شك فيه أن طلحة والزبير رضي الله عنهما المشهود لهما بالجنة من أصدق الناس وأعلاهما أخلاقاً وأجلّ من أن يشهدا شهادة زور في أمرٍ كهذا!
ب - هذا الخبر المكذوب تعارضه رواية صحيحة في خبر الحوأب
فعن قيس بن أبي حازم البجلي ثقة قال (لما بلغت عائشة رضي الله عنها بعض ديار بني عامر نبحت عليها الكلاب
فقالت : أي ماء هذا قالوا الحوأب
قالت : ما أظنني إلا راجعة فقال الزبير لا بعد تقدمي ويراك الناس ويصلح الله ذات بينهم
قالت : ما أظنني إلا راجعة سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول : كيف بإحداكن إذا نبحتها كلاب الحوأب )
ومع ذلك لا يستحي هذا المهتدي أن يقول يكفيني من فتنة أم المؤمنين دليلاً واحداً أجمع عليه المؤرخون!؟
لا أريد منك إثبات هذا الإجماع الخيالي!؟
ولكن أريد منك مصدراً واحداً يذكر فيه هذا الخبر المكذوب؟
عبس وتولى نزلت في عثمان
الشبهة :
{عَبَسَ وَتَوَلَّى ، أَن جَاءَهُ الأَعْمَى ، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى ، أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى ، أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى، فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى ، وَمَا عَلَيْكَ أَلا يَزَّكَّى ، وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَى ، وَهُوَ يَخْشَى ، فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى}
[عبس : 1-10]
الآية الكريمة ليس فيها ما ينافي خلق الحبيب محمد صل الله عليه وسلم الذي قال الله عنه
{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}
[القلم : 4]
والعبس هنا ليس عبس احتقار بل هو عبس المضايقة بسبب قطع حديثه فالرسول صل الله عليه وسلم كان منشغلا في دعوة كبار قريش ليقنعهم بالإسلام ويستميل قلوبهم فجاء عبدالله بن أم مكتوم وهو أعمى فقال :
يا رسول الله علمني مما علمك الله وجعل يناديه ويكثر النداء ولا يدري أنه منشغلا بغيره
فالرسول لم يزجره أو يقول شيء يذمه لأنه على خلق عظيم فعبس في وجهه ظنا ًمنه صل الله عليه وسلم أن ليس في ذلك بأس لأنه أعمى ولن يراه فكان العبس لله تعالى لأنه كان يدعو كبار قريش
ويقول الشيعة ان الآية نزلت في سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ظنا منهم أن الآية توبيخ ومنقصة !!
فإذا كانت الآية نزلت في عثمان فكيف يعاتبه الله في (العبس) ولا يعاتبه على نفاقه !!
كما يزعم الشيعة فهل هذا دليل على براءته من النفاق ؟؟
فلا يعقل أن يذكر الله عتابه لعثمان لمجرد أنه عبس في وجه الأعمى ولا يذكر نفاقه وأخطائه الأخرى !!! أو أن عثمان رضي الله عنه لم يخطأ بعدها !!!
قال الله تعالى
(وَمَا عَلَيْكَ أَلا يَزَّكَّى )
ويلاحظ في هذه الآية إن الشخص المخاطب يدعو إلى الهداية والإيمان ومعنى الآية إنما أنت رسول مبلغ وما عليك إن اهتدوا أو لا
قال الله تعالى
(وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَى ، وَهُوَ يَخْشَى ، فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى )
فهل هذا الأعمى ترك الرسول صل الله عليه وسلم صاحب الدعوة والتبليغ وذهب إلى عثمان رضي الله عنه فإذا كان الأمر دنيوي فأي شيء يخشاه الأعمى ؟!
الخلاصة :
هذا الشخص المخاطب في الآية صاحب دعوة مكلف بتبليغها وإن الله يراقبه في كل تصرفاته حتى عبوسه
الآية ليس فيها انتقاص للمعاتب بل فيها تشريف ونصح وليس فيها توبيخ أو تحذير أو عقاب وهذا كله لا يتناسب إلا مع النبي صل الله عليه وسلم
والآن مع كتب الشيعة :
يقول الطبرسي (احد كبار علماء الشيعة) في تفسير مجمع البيان جج10 ص266
فإن قيل : فلو صح الخبر الأول هل يكون العبوس ذنبا أم لا ؟
فالجواب : إن العبوس والإنبساط مع الأعمى سواء إذ لا يشق عليه ذلك فلا يكون ذنبا فيجوز أن يكون عاتب الله سبحانه بذلك نبيه (ص) ليأخذه بأوفر محاسن الأخلاق وينبهه بذلك على عظم حال المؤمن المسترشد
فهذ الطبرسي يقول أن العبوس ليس ذنبا ويجوز أن يكون العتاب للنبي صل الله عليه وسلم
وقال المجلسي (احد كبار علماء الشيعة) في بحار الأنوار ج17 ص78
أقول : بعد تسليم نزولها فيه صل الله عليه وآله كان العتاب على ترك الاولى أو المقصود منه إيذاء الكفار وقطع أطماعهم عن موافقة النبي صل الله عليه وآله لهم وذمهم على تحقير المؤمنين كما مر مرارا
يقول محسن الأمين (احد علماء الشيعة) في أعيان الشيعة ج1 ص234-235
أقول : لا مانع من وقوع العتاب منه تعالى للنبي صل الله عليه وسلم على ترك الأولى وفعل المكروه أو خلاف الأولى لا ينافي العصمة والقول بان العبوس ليس من صفاته صل الله عليه وسلم انما يتم إذا لم يكن العبوس لأمر أخروي مهم وهو قطع الحديث مع عظماء قريش الذين يرجو اسلامهم وأن يكون باسلامهم تأييد عظيم للدين وكذلك القول بان الوصف بالتصدي للأغنياء والتلهي عن الفقراء لا يشبه أخلاقه الكريمة انما يتم إذا كان تصديه للأغنياء لغناهم لا إرجاء اسلامهم وتلهية عن الفقراء لفقرهم لا لقطعهم حديثه مع من يرجو اسلامه ومع ذلك لا ينافي العتاب له وكون الأولى خلافه
عمر لم يعط أهل البيت سهمهم من الخمس
الثابت بقوله تعالى
( وأعلموا إنما غنمتم من شئ ، فإن لله خمسه وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل)
والجواب :
أن فعل عمر موافق لفعل النبي صل الله عليه وسلم وتحقيقه أن أبا بكر وعمر كانا يخرجان سهم ذوى القربى من الخمس ويعطيانه لفقرائهم ومساكينهم كما كان ذلك في زمن النبي صل الله عليه وسلم وعليه الحنفية وجمع كثير من الإمامية وذهب الشافعية إلى أن لهم خمس الخمس يستوى فيه غنيهم وفقيرهم ويقسم بينهم للذكر مثل حظ الأنثيين ويكون بين بني هاشم والمطلب دون غيرهم وعلي أيضاً عمل كعمل عمر
فقد روى الطحاوى والدارقطني عن محمد بن إسحق أنه قال : سألت أبا جعفر محمد بن الحسين : إن أمير المؤمنين على بن أبي طالب لما ولى أمر الناس كيف كان يصنع في سهم ذوى القربى ؟
فقال : سلك به والله مسلك أبي بكر وعمر
إلى غير ذلك من رواياتهم فإذا كان فعل عمر موافقاً لفعل النبي وعلي يكون محلاً للطعن ؟
ومن يضلل الله فلا هادي له
عمر بن الخطاب يجهل آية الكلالة
يقول التيجاني الرافضي (احد علماء الشيعة) عن عمر بن بن الخطاب :
(وقد سئل عن معنى الكلالة فلم يعلمها
أخرج الطبري في تفسيره عن عمر أنه قال : لئن أكون أعلم الكلالة أحبّ إليّ من أن يكون لي مثل قصور الشام
كما أخرج ابن ماجة في سننه عن عمر بن الخطاب قال : ثلاث لئن يكون رسول الله بيّنهنّ أحب إليّ من الدنيا وما فيها الكلالة والربا والخلافة)
فأقول :
١- هذا من التدليس الرخيص على القارئ ولتوضيح ذلك أنقل ما أخرجه مسلم في صحيحه
عن معدان بن أبي طلحة
( أن عمر بن الخطاب خطب يوم جمعةٍ فذكر نبي الله صل الله عليه وسلم وذكر أبا بكر ثم قال : إني لا أدَعُ بعدي شيئاً أهم عندي من الكلالة ما راجعت رسول الله صل الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة
ما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه حتى طعن بإصبَعهِ في صدري وقال : يا عمر ألا تكفيك آيةُ الصيف التي في آخر سورة النساء؟
وإني إن أعش أقْض فيها بقضية يقض بها من يقرأ القرآن ومن لا يقرأ القرآن )
ومن هذا الحديث نعلم أنّ عمر لم تكن عدم معرفته بالكلالة سببه قصوره في العلم بل لأن النبي صل الله عليه وسلم أراد له وللصحابة الاعتناء بالاستنباط من النصوص فأخفى النص الصريح بذلك واكتفى بإرشاده إلى الآية التي تكفيه للوصول لمعنى الكلالة كما في قوله :
( ياعمر! ألا تكفيك أية الصيف التي في آخر سورة النساء ) وهي قوله تعالى :
{ يستفتونك قُل الله يُفْتيكم في الكَلالَة }
ويقول النووي :
(ولعل النبي صل الله عليه وسلم أغلظ له لخوفه من اتكاله واتكال غيره على ما نص عليه صريحاً وتركهم الاستنباط من النصوص وقد قال الله تعالى :
{ ولو ردوه إلى الرسول وإلى أُولي الأمْرِ منهم لعلِمه الذين يستَنْبِطونه منهُم }
فالاعتناء بالاستنباط من آكد الواجبات المطلوبة لأن النصوص الصريحة لا تفي إلا بيسير من المسائل الحادثة فإذا أهمل الاستنباط فات القضاء في معظم الأحكام النازلة أو في بعضها والله أعلم )
وكان عمر يرى رأي أبي بكر في أن الكلالة من لا والد له ولا ولد وهذا ما اتفقت عليه جماهير العلماء ومن بعدهم وكان عليّ أيضاً يرى رأيهم مما يدلل على عظيم علم عمر وفقهه وكيف لا والرسول صل الله عليه وسلم يقول :
(إن الله وضع الحق على لسان عُمر يقول به )
٢- ذكر الطبري في تفسيره خمس عشرة أثراً عن عمر بن الخطاب في الكلالة منها حديث مسلم السالف الذكر ولكن التيجاني لا يستطيع أن ينفكّ من عقدة الإنصاف المصاب بها فلا ترى عيناه إلا قول عمر : لئن أعلم الكلالة أحب إليّ من أن يكون لي مثل جزية قصور الروم وليس قصور الشام كما نقل التيجاني فسبحان الله حتى مجرّد النقل لا يحْسِنه فكيف بالإنصاف؟
أما هذا الأثر إن صح فغاية ما فيه أن عمر أراد معرفة الكلالة من النبي صل الله عليه وسلم لكي يكون حكمه موافقاً للصواب ولا أن يخضع للاجتهاد فقط وهذا من حرصه على معرفة الحق والصواب في هذه المسألة فهل هذا مما يذم عليه ؟!
أما الخبر الذي أخرجه ابن ماجة في سننه
عن عمر أنه قال : ثلاث لئن يكون رسول الله بينهن...الخ
فهو منقطع لأن مرة بن شراحيل الهمداني لم يدرك عمر وضعّفه الألباني في ضعيف سنن ابن ماجة فلا يحتج به لضعفه
غضب فاطمة على علي رضى الله عنهما فى كتب السنة وكتب الشيعة!!
طالما سمعنا الامامية الاثناعشرية يتشدقون بلا وعى ولا فهم بمسالة غضب السيدة فاطمة رضى الله عنها على الصديق ابى بكر رضى الله عنه وارضاه
وبصرف النظر عن اسباب غضبها رضى الله عنها او كون غضبها يحمل على محمل الطعن فى ابى بكر رضى الله عنه ام لا
فقد ثبت صحيح البخارى رحمه الله تعالى
عن علي بن حسين حدثه
(أنهم حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية مقتل حسين بن علي رحمة الله عليه لقيه المسور بن مخرمة فقال له هل لك إلي من حاجة تأمرني بها فقلت له لا فقال له فهل أنت معطي سيف رسول الله صل الله عليه وسلم فإني أخاف أن يغلبك القوم عليه وايم الله لئن أعطيتنيه لا يخلص إليهم أبدا حتى تبلغ نفسي إن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل على فاطمة رضى الله عنها
فسمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يخطب الناس في ذلك على منبره هذا وأنا يومئذ محتلم فقال إن فاطمة مني وأنا أتخوف أن تفتن في دينها ثم ذكر صهرا له من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته إياه
قال حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي وإني لست أحرم حلالا ولا أحل حراما ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله صل الله عليه وسلم وبنت عدو الله أبدا)
وقد ثبت فى كتب الإمامية ما يماثل هذه الرواية :
روى ابن بابويه القمي (احد كبار علماء الشيعة) الملقب بالصدوق في كتابه
عن أبي عبدالله ( جعفر الصادق ) أنه سئل :
هل تشيع الجنازة بنار ويمشى معها بمجمرة أو قنديل أو غير ذلك مما يضاء به ؟
قال : فتغير لون أبي عبد الله من ذلك واستوى جالسا ثم قال :
إنه جاء شقي من الأشقياء إلى فاطمة بنت رسول الله صل الله عليه وسلم فقال لها : أما علمت علياً قد خطب بنت أبي جهل
فقالت : حقاً ما تقول ؟
فقال : حقاً ما أقول ثلاث مرات
فدخلها من الغيرة ما لا تملك نفسها وذلك أن الله تبارك تعالى كتب على النساء غيرة وكتب على الرجال جهاداً وجعل للمحتسبة الصابرة منهن من الأجر ما جعل للمرابط المهاجر في سبيل الله
قال : فاشتد غم فاطمة من ذلك وبقيت متفكرة حتى أمست وجاء الليل حملت الحسن على عاتقها الأيمن والحسين على عاتقها الأيسر وأخذت بيد أم كلثوم اليسرى بيدها اليمنى ثم تحولت إلى حجرة أبيها فجاء عليّ فدخل حجرته فلم ير فاطمة فاشتد لذلك غمه وعظم عليه ولم يعلم القصة ما هي
فاستحيى أن يدعوها من منزل أبيها فخرج إلى المسجد يصلي فيه ما شاء الله ثم جمع شيئاً من كثيب المسجد واتكأ عليه فلما رأى النبي صل الله عليه وسلم ما بفاطمة من الحزن أفاض عليها الماء ثم لبس ثوبه ودخل المسجد فلم يزل يصلي بين راكع وساجد وكلما صلى ركعتين دعا الله أن يذهب ما بفاطمة من الحزن والغم وذلك أنه خرج من عندها وهي تتقلب وتتنفس الصعداء
فلما رآها النبي صل الله عليه وسلم أنها لا يهنيها النوم وليس لها قرار قال لها : قومي يا بُنية فقامت فحمل النبي صل الله عليه وسلم الحسن وحملت فاطمة الحسين وأخذت بيد أم كلثوم فانتهى إلى علي (ع) وهو نائم فوضع النبي صل الله عليه وسلم رجله على عليّ فغمزه وقال : قم أبا تراب !! فكم ساكن أزعجته !!
ادع لي أبا بكر من داره وعمر من مجلسه وطلحة
فخرج عليّ فاستخرجهما من منازلهما واجتمعوا عند رسول الله صل الله عليه وسلم
فقال رسول الله صل الله عليه وسلم :
يا علـيّ !! أما علمت أن فاطمة بضعة مني أنا منها فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذاها بعد موتي كان كمن آذاها في حياتي ومن آذاها في حياتي كان كمن آذاها بعد موتي
(انظر علل الشرائع لابن بابويه القمي ص 185 و 186 مطبعة النجف
أيضا أورد الرواية المجلسي في كتابه جلاء العيون)
وغضبت عليه ( مرة ثانية ) حينما رأت رأسه في حجر جارية أُهديت له من قبل أخيه
وها هو النص :
يروي القمي والمجلسي ( كبار علماء الشيعة) عن أبي ذر أنه قال :
كنت أنا وجعفر بن أبي طالب مهاجرين إلى بلاد الحبشة فأُهديت لجعفر جارية قيمتها أربعة آلاف درهم فلما قدمنا المدينة أهداها لعلي (ع) تخدمه فجعلها عليّ في منزل فاطمة فدخلت فاطمة رضى الله عنها عليها يوماً فنظرت إلى رأس عليّ عليه السلام في حجر الجارية
فقالت : يا أبا الحسن !! فعلتها ؟؟
فقال : والله يا بنت محمد ما فعلت شيئاً فما الذي تريدين ؟
قالت : تأذن لي في المسير إلى منزل أبي رسول الله صل الله عليه وسلم
فقال لها : قد أذنت لك فتجلببت بجلبابها وأرادت النبي صل الله عليه وسلم
(انظر علل الشرائع للقمي ص 163 وأيضاً بحار الأنوار ص 43 و 44 باب كيفية معاشرتها مع عليّ)
وغضبت عليه ( مرة ثالثة ) كما ثبت فى كتب القوم
( إن فاطمة رضي الله عنها لما طالبت فدك من أبي بكر امتنع أبو بكر أن يعطيها إيّاها فرجعت فاطمة رضى الله عنها وقد جرعها من الغيظ ما لم يوصف ومرضت وغضبت على عليّ لامتناعه عن مناصرته ومساعدته إيّاها
وقالت : يا ابن أبي طالب !! اشتملت مشيمة الجنين وقعدت حجرة الظنين بعد ما أهلكت شجعان الدهر وقاتلتهم والآن غلبت من هؤلاء المخنثين فهذا هو ابن أبي قحافة يأخذ مني فدك التي وهبها لي أبي جبراً وظلماً ويخاصمني ويحاججني ولا ينصرني أحد فليس لي ناصر ولا معين وليس لي شافع ولا وكيل فذهبت غاضبة ورجعت حزينة أذللت نفسي تأتي الذئاب وتذهب ولا تتحرك يا ليتني مـتّ قبل هذا وكنت نسياً منسياً إنما أشكو إلى أبي وأختصم إلى ربي )
(انظر كتاب حق اليقين للمجلسي بحث فدك ص 203 و 204 ومثله في كتاب الأمالي للطوسي ص 295 )
هنا نقول : ان كان فى الرواية وعيداً لاحقاً بفاعله أليس من باب اولى أن يلحق هذا الوعيد بعلي بن أبي طالب رضى الله عنه والتى ثبتت الرواية فى حقه ؟؟!!
وإن لم يترتب عليها وعيداً لاحقاً بفاعله ألا يكون أبو بكر رضى الله عنه أبعد عن الوعيد من عليّ رضي الله عنهما ؟؟!!
اضف الى كل ما ذكر ان المجلسي والطوسي والأربلي وغيرهم قد ذكروا بعض الوقائع التى وقعت بين علي وفاطمة رضي الله عنهما سببت إيذاءها ثم غضبها على عليّ رضي الله عنه
فما هو رأى الامامية فى ورود بل تضافر مثل هذه الروايات وهل سيوقعون على على رضى الله عنه نفس الحكم الذى اوقعوه على ابى بكر رضى الله عنه وارضاه ام سيكون الكيل بمكيالين؟؟
كان أبو بكر يقول إن لي شيطاناً يعتريني فإن أستقمت فأعينوني وإن زغت فقوموني
يقول الشيعة ومن هذا حاله لا يليق للإمامة
ويجاب بأن هذا غير ثابت عندنا فلا إلزام بل الثابت أنه اوصى عمر قبل الوفاة فقال :
( والله ما نمت فحلمت وما شبهت فتوهمت وإنى لعلى السبيل ما زغت ولم آل جهداً وإني أوصيك بتقوى الله تعالى ) ألخ
نعم قال في أول خطبة خطبها على ما في مسند الإمام أحمد : يا أصحاب الرسول أنا خليفة الرسول فلا تطلبوا مني الأمرين الخاصين بالنبي صل الله عليه وسلم : الوحي والعصمة من الشيطان
وفي آخرها : إني لست معصوماً فإطاعتي فرض عليكم فيما وافق الرسول وشريعة الله تعالى من أمور الدين ولو أمرتكم بخلافها فلا تقبلوه مني ونبهوني عليه
وهذا عين الإنصاف
ولما كان الناس معتادين عند المشكلات الرجوع إلى وحي إلهي وإطاعة النبي صل الله عليه وسلم كان لازماً على الخليفة التنبيه على الإختصاص بالجناب الكريم
وأيضاً روى في ( الكافى ) للكليني (احد كبار علماء الشيعة) في رواية صحيحة عن جعفر الصادق
أن لكل مؤمن شيطاناً يقصد إغواءه وفي الحديث المشهور ما يؤيد هذا ايضاً فقد قال صل الله عليه وسلم :
(ما منكم من احد إلا وقد وكل به قرينه من الجن )
فقالت الصحابة : حتى أنت يا رسول الله ؟
قال ( نعم ولكن الله غلبني عليه لأسلم وآمن من شره )
فأي طعن فيما ذكروه ؟
والمؤمن يعتريه الشيطان بالوسوسة فينتبه قال تعالى :
[إن الذين أتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ]
الرد على من قال أن بنات الرسول صل الله عليه وسلم لسن بناته إنما ربيباته
من حقد الرافضة على الصحابة وبالأخص الخلفاء الثلاثة أنكر بعضهم زواج عثمان بن عفان رضي الله عنه من بنات الرسول صل الله عليه وسلم وزعموا أن رقية وأم كلثوم هن ربيبات الرسول صل الله عليه وسلم ولسن بناته وقالوا بأن الرسول لم يكن عنده من البنات إلا فاطمة فقط
ثم قال بعضهم أن السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها هي البكر الوحيدة التي تزوجها الرسول صل الله عليه وسلم
وناقضوا قولهم الأول بأن البنات بنات خديجة !!
وسوف نثبت ومن كتبهم بأن رقية وأم كلثوم بنات الرسول صل الله عليه وسلم
وقبل أن نذكر الروايات في كتبهم فليقرأ المعاند هذه الآية من القرآن الكريم
قال تعالى :
{ يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}
قل لبناتك ولم يقول لإ بنتك
وهذه أدلة من كتب الرافضة أنفسهم :
أسند ابن بابويه القمي (احد كبار علماء الشيعة) الملقّب عند الشيعة بالصدوق إلى أبي عبد الله جعفر الصادق أنّه قال :
" دخل رسول الله صل الله عليه وآله منزله فإذا عائشة مقبلة على فاطمة تصايحها وهي تقول :
والله يا بنة خديجة ما ترين أن لأمّك علينا فضلاً وأيّ فضل كان لها علينا ما هي إلا كبعضنا فسمع مقالتها لفاطمة
فلما رأت فاطمة رسول الله صل الله عليه وآله بكت
فقال لها : ما يبكيك يا بنة محمّد ؟
قالت : ذكرت أمي فنتقّصتها فبكيت
فغضب رسول الله صل الله عليه و آله ثم قال : مَه يا حميراء فإنّ الله تبارك وتعالى بارك في الولود الودود وإن خديجة رحمها الله ولدت مني طاهراً وهو عبد الله وهو المطهر وولدت مني القاسم وفاطمة ورقية وأم كلثوم وزينب وأنتِ ممن أعقم الله رحمه فلم تلدي شيئاً "
(الخصال للصدوق 2 / 404 - 405)
وروى ابن شبّة (احد كبار علماء الشيعة) عن ابن عباس ما لفظه :
لما ماتت رقية بنت رسول الله صلّ الله عليه وآله وسلم قال (ص) : الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون
( ورد في التهذيب الجزء الثالث /120 )
دُعَاءُ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ :
عَن مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ العَبْد الصَالِح عليه السلام قَالَ :
( .... اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْقَاسِمِ وَ الطَّاهِرِ ابْنَيْ نَبِيِّكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى رُقَيَّةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ وَ الْعَنْ مَنْ آذَى نَبِيَّكَ فِيهَ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ نَبِيِّكَ وَ الْعَنْ مَنْ آذَى نَبِيَّكَ فِيهَا
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى ذُرِّيَّةِ نَبِيِّكَ اللَّهُمَّ اخْلُفْ نَبِيَّكَ فِي أَهْلِ بَيْتِه .انتهى باختصار )
قولهم أن كعب الأحبار مجروح يروي الإسرائيليات
الجواب :
الكلام عن كعب طويل جداً وكعب كان يهودياً فأسلم ولم يعرف عن أحد أنه قدح فيه وقد علم المزي في تهذيب الكمال له علامة الشيخين البخاري ومسلم
والصواب أن أصحاب الصحيحين ذكروه عرضاً ولم يسندا شيئاً من طريقه ولا نعرف له رواية يحتاج إليها أهل العلم
وكذب على كعب كثيراً
وكعب روى عن بني إسرائيل فأكثر وكان بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم ينقل بعض ما روىى وكانوا يفحصون أخباره
وقد كانت له مهارة متميزة في تفسير الأخبار التي قد وردت عن أهل الكتاب وصوابه في إنزال الأخبار إن ثبت عنه أكثر من خطأه ولكن الذي يصح عنه قليل
فرأى كثير من الرواة الكذابين والمطعون بهم مجالاً لأن يعلقوا ترهاتهم وأكاذيبهم على كعب وإن لم يصح عن كعب أنه كذب
لكن بعض الأخبار التي قصها لم تقبل منه وإنما ردت عليه فكل ما قيل في كذبه يحمل على تكذيب الرواية التي قالها وليس على أنه يختلق الكذب ومن رامَ التفصيل فقد تكلم عليه بكلام بديع طويل فيه تحرير وتدقيق ذهبي هذا العصر :
( الشيخ المعلمي اليماني في كتابه "الأنوار الكاشفة" صفحة 105)
ليست هناك تعليقات