صفات النبى صل الله عليه وسلم الجزء السابع

من تواضع الرسول صل الله عليه وسلم

قوله صل الله عليه وسلم : أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلُقاً و خِياركم خِياركم لِنسائه خُلُقا
قوله صل الله عليه وسلم : إن المؤمن لَيُدرك بِحُسن خُلُقه درجة الصائم القائم
صحيح رواه أبو داود
العفو عند الخصام :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رجلاً شتم أبا بكر والنبي صل الله عليه وسلم جالس يتعجب و يبتسم فلما أكثر ردّ عليه بعض قوله فغضب النبي صل الله عليه وسلم فلحقه أبو بكر قائلاً له : يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قولهه غضبتَ وقُمتَ فقال له رسول الله صل الله عليه وسلم : كان معك مَلَك يرد عليه فلما رددتَ عليه وقع الشيطان (أي حضر) يا أبا بكر ثلاث كلهن حق : ما من عبد ظُلِمَ بمظلمة فيُغضي (أي يعفو) عنها لله عز و جل إلا أعزَّ الله بها نصره و ما فتح رجل باب عطِيَّة ( أي باب صدقة يعطيها لغيره) يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة و ما فتح رجل باب مسألة (أي يسأل الناس المال يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قِلَّة عن أنس رضي الله عنه قال : ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صل الله عليه وسلم وكانو إذا رأوه لمم يقوموا له لِما يعلمون من كراهيته لذلك
رواه أحمد و الترمذي بسند صحيح
كان يزور الأنصار ويُسَلِّم على صبيانهم و يمسح رؤوسهم
حديث صحيح رواه النسائي
كان عليه الصلاة والسلام يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم وكان يجلس على الأرض و يأكل على الأرض ويجيب دعوة العبد كما كان يدعى إلى خبز الشعير فيجيب
عن أنس رضي الله عنه قال : كانت ناقة رسول الله صل الله عليه وسلم لا تُسبَق أو لا تكاد تُسبَق فجاء أعرابي على قعود له (أي جمل) فسبقها فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه فقال الرسول صل الله عليه وسلم : حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه
رواه البخاري

من رِفق الرسول صل الله عليه وسلم

قال الله تعالى :
{ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عَنِتُّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}
عن أنس رضي الله عنه قال : بينما نحن في المجلس مع رسول الله صل الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد فصاح به أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم : مَه مَه ( أي اترك ) قال النبي عليه الصلاة و السلام : لا تُزرموه (لا تقطعوا بوله) فترك الصحابة الأعرابي يقضي بَوله ثم دعاه الرسول صل الله عليه وسلم و قال له إن المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر إنَّماا هي لِذِكر الله والصلاة و قراءة القرآن ثم قال لأصحابه صل الله عليه وسلم : إنَّما بُعِثتم مُبَشِرين ولم تُبعَثوا معسرين صُبّوا عليه دلواً من الماء عندها قال الأعرابي : اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً
فقال له الرسول صل الله عليه وسلم : لقد تحجَّرتَ واسعاً (أي ضَيَّقتَ واسعاً)
متفق عليه
عن عائشة رضي الله عنها رَوَت أنَّ اليهود أتوا النبي صل الله عليه وسلم فدار بينهم الحوار الآتي

اليهود : السَّام عليك أي الموت عليك
الرسول صل الله عليه وسلم : وعليكم
عائشة : السَّام عليكم ولعنكم الله وغَضِبَ عليكم
الرسول صل الله عليه وسلم : مهلاً يا عائشة عليكِ بالرِّفق و إيَّاكِ و العنف و الفُحش
عائشة : أوَلم تسمع ما قالوا ؟
الرسول صل الله عليه وسلم : أوَلم تسمعي ما قُلت رددتُ عليهم فيُستَجاب لي ولا يُستَجاب لهم فيَّ
وفي رواية لمسلم : (لا تكوني فاحشة فإنَّ الله لا يحب الفُحش والتَّفَحُّش)


من الرحمة عند الرسول صل الله عليه وسلم


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قَبَّل رسول الله صل الله عليه وسلم الحَسَن بن عليّ وعنده الأقرع بن حابس التيمي فقال الأقرع :
إنَّ لي عشرة من الولد ما قَبَّلتُ منهم أحداً فنظر إليه رسول الله صل الله عليه وسلم ثم قال : من  لا يَرحم لا يُرحم
متفق عليه

من سعة قلبه منذ طفولته إلى لحظة وفاته صل الله عليه وسلم

روى ابن اسحق و ابن هشام أنَّ حليمة لمَّا جاءت كان على صدرها ولد لا يشبع من ثديها و لا من ناقتها فناقتها عجفاء وثديها جاف وراحت تبحث عن طفل تُرضِعه وتأخذ من المال من أهله ما تأكل به طعاماً فيفيض حليباً بحثت في الأطفال فلم تَرَ إلا اليتيمم (محمد صل الله عليه وسلم) فأعرضت عنه و سألت عن غيره فما جاءها غيره فعادت إليه أخذته ومشت تقول حليمة فيما رواه ابن اسحق : فلمَّا وضعته على ثديي ما أقبل عليه وقد شعرتُ أن ثديي قد امتلأ بالحليب أعطيه الثدي لا يقبله انتبهت إلى أن أخاه يبكي من الجوع فوضعته فأخذت أخاه فأرضعته فشرب فشبع ثم حملتُ ابني محمداً فوضعته على ثديي فأخذه ما أخذ ثديها وله أخ جائع و هو طفل صغير إن الله تعالى جعله محبوباً من اللحظة الأولى فما كان يقبل أن يأكل حتى يأكل أخاه وما كان يقبل أن يأكل حتى يفيض الطعام وما ثبت أن رسول الله صل الله عليه وسلم أكل من إناء وانتهى الطعام الذي فيه أبداً قال عنه عمه أبو طالب : كان إذا جاءء الأولاد للطعام امتنع حتى يأكل الأولاد جميعاً و لا يقترب حتى يأكلوا لأنه لا يريد أن يُقَلِّل على أحد غذاءه فهو يصبر ليشبع الآخرونن فما كان يوماً يُجاذِب الدنيا أحداً فهو يعلم أن الحب ينبع من إعراضك عن الدنيا فإذا أحببتَ الدنيا أعرض الناس عنك وإذا أحببتَ الله أقبَلَ الناس إليك
من منَّا إذا دخلَت عليه ابنته يقوم لها؟ كان إذا دخلت فاطمة قام لها وقال : مرحباً بمن أشبهَت خُلُقي وخلقي و تعالوا نرى كيف عبَّر عليه الصلاة والسلام عن حبه للزهراء هل كان ذلك بمال أو بأثاث؟ أبداً و لكن بقربان إلى الله تعالى فكانت كلما جاء جبريل عليه السلام بكنز فيه قربة من الله يقول صل الله عليه وسلم :
" يا فاطمة جاءني جبريل بكنز من تحت العرش تعالي أعطيكِ إيَّاه فأنت أحبُّ الناس إلَيّ يا فاطمة ولمَّا شَكَت له يوماً من أعمال المنزل وطلبت منه خادمة قال لها عليه الصلاة والسلام : ألا أعطيكِ ما هو خير من ذلك؟
قالت : نعم فقال لها : تقولي بعد كل فريضة سبحان الله ثلاثاً وثلاثين والحمد لله ثلاثاً وثلاثين و الله أكبر ثلاث و ثلاثين وتمام المئة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير فهذا خير لها من الخادمة في الدنيا والآخرة فهو يُعينها في دنياها وينفعها في آخرتها وقد قبلت فاطمة ما أعطاها والدها وهي مسرورة فرِحَة

ليست هناك تعليقات