أسرة عثمان ستحكم العالم و نشأة السلطان عثمان

أسرة عثمان ستحكم العالم

كان لأرطغرل ابن اسمه عثمان كان يتردد على رجل صالح يتحدث معه وفي إحدى الزيارات رأى عثمان ابنة الرجل الصالح فأسرّته فطلب نكاحها من أبيها فرفض أبوها فحزن عثمان لذلك حزنًا شديدًا

وفي يوم من الأيام إذ هو في سبات عميق إذا بحلم عجيب يراه في منامه ما إن استيقظ منه حتى ذهب إلى الرجل الصالح فقص عليه الحلم فوافق الرجل على زواجه من ابنته
وكان الحلم أنه رأى القمر صعد من صدر هذا الرجل الصالح وصار بدرًا ثم نزل في صدر عثمان ثم خرجت من صلب عثمان شجرة نمت في الحال حتى غطت الأجواء بظلها عبر جبال القوقاز والبلقان وطوروس وأطلس وخرج من جزعها أنهار دجله والفرات والنيل والطونه (في البلقان) ورأى ورق هذه الشجرة كالسيوف تحولها الريح نحو مدينة القسطنطينية
فعند سماع الرجل الصالح هذا الحلم تفاءل وزوجه ابنته وبشره بأن أسرة عثمان ستحكم العالم

نشأة السلطان عثمان

وُلِدَ عثمان بن أرطغرل سنة (656 هـ = 1258 م) وشهدت سنةُ مولده غزو المغول قيادة هولاكو لبغداد وسقوط الخلافة العباسية

لقد كان الخطب عظيمًا والحدث جللاً والأُمَّة ضعفت ووهنت بسبب ذنوبها ومعاصيها ولذلك سَلَّط الله عز وجل المغول عليها فهتكوا الأعراض وسفكوا الدماء وقتلوا الأنفس ونهبوا الأموال وخَرَّبُوا الديار

في تلك الظروف الصعبة والوهن المستشري في مفاصل الأُمَّة وُلِدَ عثمان مُؤَسِّس الدولة العثمانية وهنا معنى لطيف ألَا وهو بداية الأُمَّة في التمكين هي أقصى نقطة من الضعف والانحطاط
تلك هي بداية الصعود نحو العزَّة والنصر والتمكين إنها حكمة الله سبحانه وتعالى وإرادته ومشيئته النافذة ولا شكَّ أن الله تعالى قادر على أن يُمكِّن لعباده المستضعفين في عشية أو ضحاها بل في طرفة عين قال تعالى :
{إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}
[النحل : 40]


فلا يستعجل أهل الحقِّ موعود الله عز وجل لهم بالنصر والتمكين فلا بُدَّ من مراعاة السُّنَنِ الشرعية والسُّنَنِ الكونية ولابُدَّ من الصبر على دين الله عز وجل :
{وَلَوْ يَشَاءُ اللهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ}

[محمد : 4]
والله سبحانه وتعالى إذا أراد شيئًا هيَّأ له أسبابه وأتى به شيئًا فشيئًا بالتدرُّج لا دفعة واحدة وبدأت قصَّة التمكين للدولة العثمانية مع ظهور القائد عثمان بن أرطغرل الذي وُلِدَ في عام سقوط الخلافة العباسية في بغداد

ليست هناك تعليقات