وفاة عثمان بن أرطغرل

وفاة عثمان بن أرطغرل

كان عُثمان يُعاني من داء المفاصل أو النقرس إلى جانب الصرع الذي أُصيب به في سنواته الأخيرة

ويُرجَّح أنَّ وفاته جاءت نتيجةً للنقرس ومما يؤكد ذلك ما ذكره عاشق باشا زاده في مؤلَّفه عندما تحدث عن الفترة الأخيرة من حياة عُثمان الأوَّل فقال :
«كَانَ ثَمَّةَ عَطَب فِي قَدَمِ عُثْمَانَ وَكَانَ يَتَأَلَّمُ مِنهَا»
وكان الكاتب نفسه قد استعمل التعبير ذاته عند حديثه عن وفاة السُلطان مُحمَّد الفاتح فقال :
«سَبَبُ وَفَاتِهِ عِلَّةٌ فِي قَدَمِهِ»
ومن المعروف أنَّ النقرس كان مرضًا وراثيًّا في الأُسرة العُثمانيَّة وعانى منه الكثير من السلاطين ولمَّا بلغ أورخان سُكود استُدعي على الفور إلى والده فوجده في حالة النزاع ولم يلبث أن أسلم الروح بعد أن أوصى بالمُلك من بعده لأورخان وهو ثاني أولاده بعد أن رآه أفضل وأكثر تهيُئًا لِزعامة الإمارة وقيادة الدولة من أخيه الأكبر علاء الدين الذي اتصف بالورع الديني وميله إلى العُزلة

واختلف المُؤرخون في تحديد موعد وفاة عُثمان فقيل أنه توفي يوم 21 رمضان 726 هجرية المُوافق فيه 21 أغسطس 1326 ملادية ولهُ من العُمر سبعين سنة

وقال المؤرخ العُثماني روحي چلبي الذي عاش خلال القرن الخامس عشر الميلاديّ ودوَّن تاريخ الدولة العثمانية حتى سنة 1481 ملادية في كتابه حامل عنوان «تورايخ آل عُثمان» أنَّ وفاة عُثمان الغازي كانت سنة 1320 ملادية
ووفقًا لِلمُؤرخ أوروچ بن عادل الذي عاش في عهد مُحمَّد الفاتح و بايزيد الثاني حتى سنة 1502 ملادية فإنَّ عُثمان توفي في سنة 1327 ملادية
ويذكر المُؤرخ التُركي المُعاصر نجدت سقَّا أوغلو أنه على الرُغم من عدم وُجود وثائق تذكر اسم عُثمان بعد سنة 1320 ملادية
فإن هُناك وثائق تؤكد تولّي أورخان الإمارة في سنة 1324 ملادية
واعتمادًا على ذلك فإنَّ وفاة عُثمان غازي تكون قد وقعت في ذات السنة سالِفة الذكر وفق هذا الرأي

من المُؤكَّد أنَّ وفاة عُثمان كانت بعد وفاة حميه الشيخ «إده بالي» بِثلاثة أو أربعة أشهر وبعد وفاة زوجته مال خاتون بِشهرين ومن المعروف أنه دفنهُما بيديه في بيله جك وعندما وافته المنيَّة دُفن في سُكود بدايةً ثُمَّ أمر السُلطان أورخان بِنقل جُثمانه إلى بورصة التي اتخذها عاصمةً له ودفنهُ فيها وقبره كائنٌ اليوم في حي «طوبخانه» ولكنَّ قبرهُ الحالي يعود إلى عهد السُلطان عبدُ العزيز فقد تهدَّم القبرُ الأوَّل تمامًا في زلزالٍ شديدٍ ضرب المنطقة سنة 1855 ملادية فأعاد السُلطان سالِف الذِكر بناءه كما أمر السُلطان عبدُ الحميد الثاني ببناء قبر له في سُكود حيثُ دُفن عُثمان للمرَّة الأولى

سيف عُثمان

ترك عُثمان ورائه سيفه الخاص الذي اشتهر باسم «سيف عُثمان» فورثه عنه ابنه أورخان ثُمَّ حفيده مُراد
واستمرَّ السلاطين من بعده يتناقلوه حتَّى أصبح تقليد هذا السيف يُمثِّلُ الجُزء الأبرز في حفل تتويج السلاطين ومُبايعتهم بالخِلافة الإسلاميَّة وأصبح يرمز إلى انتقال مُلك آل عُثمان من سُلطانٍ إلى آخر

تُشيرُ المراجع إلى أنَّ عُثمانًا قُلِّد هذا السيف من قِبل مُعلِّمه وحميه الشيخ «إده بالي» لِيكون «سيف الإسلام المسلول على الكُفَّار»
وتولَّى شيخ الدراويش المولويَّة في قونية وكان بمثابة الإمام الأكبر حينها تزنير عُثمان بالسيف وحزامه

كان السلاطين العُثمانيّون يتقلَّدون السيف بعد حوالي أُسبوعين من تربُّعهم على العرش وكان حفل التقليد هذا أقرب ما يكون إلى احتفالات التتويج الملكيَّة والإمبراطوريَّة في أوروپَّا الغربيَّة


وكان يتم في جامع أبي أيُّوب الأنصاري بالآستانة أمَّا من كان يُقلِّد السُلطان سيف عُثمان فكان غالبًا شيخ الإسلام أو شريف قونية والأخير كان شيخ الدراويش المولويَّة الذي كان يُستدعى إلى الآستانة خصيصًا لِهذا الغرض

هناك تعليقان (2):